مسابقة الأفلام القصيرة.. الحصان الأسود فى «الجونة
السينمائى»
كتب: أحمد
النجار, أحمد
الجزار
منذ انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائى عام
2017 ومسابقة الأفلام القصيرة تأخذ مساحة كبيرة من اهتمام النقاد والصحفيين
وجمهور المهرجان حتى إن الكثيرين يعتبرونها الأهم بين مسابقات المهرجان
ويدللون على ذلك بالحجز المبكر جدا لتذاكر أفلام المسابقة التى اكتسبت صيتا
كبيرا لأهمية برنامج أفلامها وتميزها فى مسابقة الأفلام القصيرة هذا العام
يتنافس 18 فيلما على جوائزها وهى جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير،
شهادة و15000 دولار وجائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير، شهادة و7500
دولار وجائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم القصير، و4000 آلاف دولار
وجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربى قصير، شهادة و5000 دولار ويتم تسليم
الجائزة النقدية لمخرج الفيلم الفائز بالجائزة أفلام المسابقة هى «أقمشة
بيضاء» من إخراج مولى كين «فرنسا» ويتناول فى أحداثه سوزانا التى ستتزوج
غدًا. بخليط من الشعور باليأس والشجاعة، تحاول الشابة محو ماضيها، وتمر
الدقائق بسرعة لتزيد من الضغط عليها. ذلك الضغط يسهم فى تشكلها كامرأة.
اختير الفيلم فى برنامج شورت كت فى الدورة الـ45 لمهرجان تورنتو السينمائى
الدولى.
وفيلم «أن أصبح أمى» إخراج جاسمين ترينكا «إيطاليا» ويدور
فى حر صيفى لاهب تبدو روما كمدينة مهجورة، تتجول فيها أم شابة تحمل حقيبة
سفر بصحبة ابنتها. تمشيان بفرح يشوبه القلق، فى دروبهما من غير هدف. فى
البداية يبدو الأمر محيرًا، لكن ومع ظهور إيماءة بسيطة تتكشف عبرها عمق
الروابط بين الأم وابنتها. اختير الفيلم فى قسم آفاق «أوريزونتى» فى الدورة
الـ77 لمهرجان فينيسيا السينمائى.
وفيلم «البانو» للمخرجة أنيسة داود «تونس، فرنسا» وتدور
أحداثه عندما تغادر زوجته فى رحلة عمل، يتوجب على عماد، لأول مرة، الاعتناء
لوحده بطفله الصغير هادى، الأمر الذى يجبر عماد الآن على مواجهة مخاوفه
الدفينة. يستمتع بعض الشىء بوقته مع طفله، لكن التجربة تُعيد إليه ذكريات
قاتمة من ماضيه. تدريجيًا، تصعقه اللحظات الأكثر بساطة، وتضطره لخوض صراع
مزدوج داخله. عليه أن يهدئ مخاوفه المتجددة، وأن يخفى اضطرابه عن الجميع،
خاصة طفله الصغير هادى.
وفيلم «بحرنا» من إخراج ديمتريس أناجنوستو «اليونان» ويدور
على شاطئ شاسع منعزل، فى منتصف القرن الـ19، يحاول عدد من المسافرين الوصول
إلى أركاديا وآثارها القديمة الجامعة بين الهويتين الإغريقية والأوروبية.
بعد مرور أكثر من قرن، وعلى الشاطئ نفسه يُعثر حشد من الناس
على جثة رجل مجهول، وسط حالة من الذهول تصيبهم وهم يحدقون بها. وفيلم
«بولماستيف» من إخراج أناستازيا بوكوفسكا «أوكرانيا» ويتناول قصة ميتيا
الجندى العائد من الحرب، ويحاول الرجوع إلى حياته المدنية. بالصدفة، يقابل
روى، الكلب التائه من فصيلة البولماستيف. فى البداية كانت علاقتهما مُعقدة،
لكنها تطورت عندما ساعد روى صديقه ميتيا على التأقلم مع ماضيه الأليم.
وفيلم «بيلار» من إخراج ديانا فان هوتن، جى جى ابيينج،
ينجوى بولى «هولندا، بلجيكا» فى فيلم التحريك المرسوم باليد، يمنح متطفل
خطير «بيلار» الفرصة لاكتشاف الحيوان الجامح بداخلها، ويهديها إلى سبل
الهروب من قريتها بعد أن تحطم العالم الذى كانت تعيش فيه. لكن بيلار تقرر
سماع قلبها، فتتخلى عن صديقها البشرى الوحيد.
وفيلم «تسلل واضح» من إخراج سامى تليلى «تونس» ويدور فى
ليلة شتوية، يتنافس فريقان وطنيّان لكرة القدم على نيل فرصة التأهل لبطولة
كأس العالم. يقود رجل سيارته فى الشوارع الخالية، شرطيان يستمعان لوصف
مجرياتها عبر راديو سيارة الدورية، قبل انقطاع الإرسال.
وفيلم حاجز من إخراج داليا نمليش «لبنان» ويدور فى بيروت
2019، خلال الثورة. بينما تعود فرح الناشطة اللبنانية من مظاهرة شاركت فيها
مع حبيبها الفرنسى اللبنانى أنطونى، يتم إيقافهما على حاجز أمنى من قِبل
أفراد ميليشا مسلحة، يريدون مناقشة بعض الأمور معها.
وفيلم «حدود الأزرق» من إخراج إيفان ميلوسافليفيتش «صربيا،
سلوفينيا» وفى أحداثه يقضى الصياد العجوز حياته كلها باحثًا عن السمكة
الأكبر فى نهر الدانوب. ذلك البحث يعطى حياته معنى آخر لها، من خلال تحفيز
رغبته الدائمة فى اصطياد تلك السمكة قبل موته. مع كل شروق، نرى الرجل
سابرًا أعماق النهر، باحثًا عن صيده بأسلوب قديم: هز سطح النهر بقطعة خشبية
منحوتة يدويًا. بحثه يكشف علاقة بين عالمين، أحدهما يقع فوق سطح الماء
والآخر فى أعماق النهر الغامضة.
ورغم غياب السينما المصرية عن مسابقتى الأفلام الروائية
والوثائقية الطويلة إلا أن هناك فيلمين قصيرين يعدان التمثيل الوحيد لها
بالمهرجان وهما فيلم «الخد الآخر» من إخراج ساندرو كنعان، ويدور بعد مهاجمة
كلب الجيران لابنته، يتألم نشأت لسماع إشاعات تروج إلى أنها هى التى استفزت
الكلب. يقرأ المقال الذى يتهم ابنته، بصوت عالٍ لطليقته ويؤدى ذلك إلى
مواجهة ساخنة بينهما تؤجج غضبه. ما يجعل الأمر أسوأ أن ابنته قد تشوهت من
جراء الحادث. يختبر نشأت صبره وقدرته على التسامح وإعطاء خده الآخر، لكنه
يكتشف أن لا طريق أمامه إلا بتفريغ ألمه فى المعتدى، حتى وإن كان ذلك ضد
قناعاته ومعتقداته.
ومن مصر أيضا فيلم «ستاشر» للمخرج سامح علاء، وهو إنتاج
مشترك بين مصر، فرنسا، بلجيكا ويدور عندما يقرر آدم خوض رحلة صعبة للعودة
إلى حبيبته مجددًا بعد فراق دام 82 يومًا. تتناول قصة ذلك المراهق الكثير
من القضايا الاجتماعية والتحديات التى يواجهها الشباب. ستاشر هو أول فيلم
مصرى قصير يشارك فى المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان كانّ
السينمائى منذ 50 عامًا. والفيلم اللبنانى الأردنى المشترك «شكوى» من إخراج
فرح شاعر، ويدور فى بيروت المعاصرة، تذهب هدى سرًا إلى مخفر الشرطة لتُبلغ
عن جريمة ارتكبها زوجها. لكن الوضع القانونى البيروقراطى يضعها فى موقف
عبثى للغاية.
وفيلم «لحاء» من إخراج صامويل باتى، سيلفاين مونى «سويسرا»
ويتتبع فيلم التحريك الوثائقى الروتين اليومى لدار رعاية مسنين فى موقع
معزول. يبدو الزمن ساكنًا، رغم ذلك تنكشف حياة سكان الدار، بعضهم نشط
وحيوى، وآخر ملتزم بجدول ثابت ممل: تناول الدواء والتزام بمواعيد الطعام،
وممارسة بعض الألعاب مع الكثير من الراحة. فى الأنحاء لا تتوقف الماكينات
عن الإضاءة، مقدمو الرعاية مشغولون للغاية، والصلبان المُعلقة على الحائط
تُذكر الجميع بالموت. الوقت الذى يعيشونه قصير، رغم ذلك يحوله الانتظار إلى
دهر طويل.
وفيلم «لعبة شنجن» من إخراج جونهيلد إنجر «النرويج» ويدور
عندما تبتكر شركة ألعاب لعبة فيديو جديدة، تتمحور حول الاتحاد الأوروبى.
يُمنح اللاعب فيها طائرًا قوميًا يحتاج إلى التكاثر وإيجاد المأوى، لكن
طيرانه مشروط بتوافقه مع قوانين الاتحاد الأوروبى للتنقل بين الدول. يتتبع
الفيلم صناع ألعاب وهم يقومون بتحويل الاتحاد الأوروبى إلى صور جرافيك لجعل
لعبتهم أكثر جاذبية، ولكن يبقى السؤال: هل سيتمكنون من تحقيق ذلك؟.
وفيلم «مُلصَق» من إخراج جورجى أم. أونكوفسكى «جمهورية شمال
مقدونيا» ويدور بعد محاولته الفاشلة لتجديد رخصة قيادة السيارة، يقع ديجان
فى مطب بيروقراطى يُختبر من خلاله تصميمه على أن يكون أبًا مسؤولًا. عُرض
الفيلم فى مسابقة الأفلام القصيرة فى الدورة الـ36 لمهرجان صندانس
السينمائى.
وفيلم «موت مسؤول حكومى» للمخرج أرتيم جيلميانوف «روسيا»
وتدور أحداثه عندما يزور المسؤول الحكومى ألبرت فيلكسوفيتش قارئة طالع،
تخبره بأنه سيموت قريبًا. يسألها ماذا سيفعل بالأموال التى يكتنزها؟،
فتجيبه القارئة أنه بإمكانه أخذها معه إلى القبر وإنفاقها فى الحياة
الأخرى. يبدأ البحث عن مكان يخفيها فيه، ويعمل على إقناع من حوله ليأخذهم
معه، وأولهم زوجته، لكنه يود أيضا أخذ سيارته وبقية ممتلكاته إلى الحياة
الأخرى.
وفيلم «مؤثرة» للمخرج روبن باربوزا «إسبانيا» وتدور أحداثه
عندما يكسب مؤثرو التواصل الاجتماعى معيشتهم من خلال متابعيهم المخلصين
الذين يتابعونهم على منصاتها. هكذا يبث هؤلاء المؤثرون رسائلهم إلى الآلاف
وربما الملايين من البشر فى جميع أنحاء العالم. لكن ماذا سيحدث لو تعرضوا
للسرقة؟ يتعرض هذا الفيلم القصير لواقعة سرقة 4 ملايين متابع من مؤثرة
تواصل اجتماعى مشهورة.
وفيلم «نهاية سبتمبر» من إخراج فالنتينا كاسادى «إيطاليا»
وتدور أحداثه حول كريستيان العامل بأجر يومى. يحاول جاهدًا إبقاء أخيه
الأصغر جوليو ملتحقًا بالمدرسة. أمهما مدمنة على الكحول، ووالدهما غير
موجود، ما يجعل من مهمة الأخ الأكبر تحديًا صعبًا. يحاول على الرجل الطيب،
صاحب محل البقالة القريب من سكنهما، أن يكون لهما أب. إصرارهما على تأمين
مستقبل أفضل لنفسيهما يجعل منهما فى زمننا المعاصر أبطال بقاء. |