حكاية نادية لطفي ووصية زكي طليمات.. الثورة على الاحتلال
بجمعية الحمير
كتب- مصطفى حمزة:
إنسانيا وفنيا، تركت الفنانة
نادية لطفي
التي رحلت عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 83 عاما - الكثير
من البصمات المؤثرة عبر مسيرة حياتها الحافلة، ومنها ما ظل حافلا بمكانة
خاصة في قلبها، ولم تتوقف عن إبرازه في حواراتها مؤخرا، وفي مقدمة ذلك
دورها في "جمعية الحمير" الخيرية.
وفي حوار لها مع الإعلامي، أسامة كمال في برنامجه "مساء
DMC"،
تحدثت عن الجمعية التي أنشئت عام 1930، وقالت إن زكي طليمات أسس
جمعية الحمير
وكان معه شكري راغب "رئيس دار الأوبرا السابق"، وفيه واحد
تاني كان بيشتغل حاجة في نيويورك، أنا قابلت زكي طليمات في فيلم صلاح
الدين، وبقينا نتراسل أنا وزكي طليمات، وبقينا أصحاب، ولما تعب أوصى إن
اللي يمسك الجمعية نادية لطفي".
وتابعت: "مواصفات العضو لازم يكون بيشتغل حاجات عامة
ومبياخدش فلوس ويكون عنده صبر زي الحمير ولو عنده مبدأ يحزن عليه وعاملين
كروت والكارت عليه حمار ومكتوب عليه حامل الحدوة، وده حرحور، وده جحش، وكان
فيها زينب صدقي وفكري باشا أباظة".
جمعية الحمير المصرية التي تدرجت الفنانة
نادية لطفي
في مناصبها، حتى وصلت إلى رئاستها، وحملت لقب "الحمار
الفخري" وفقا لتأكيدها، تم تأسيسها ردا على ضغوط الاحتلال البريطاني على
الملك فؤاد لإغلاق معهد الفنون المسرحية، الذي أنشئ لهدف تمصير المسرحيات،
واختار الحمار رمزا لها لما يتميز به من صبر وطول بال وقوة على التحمل"
وانضم لها أدباء وفنانون، من أبرزهم طه حسين، وعباس العقاد،
وتوفيق الحكيم، وفي وقت لاحق فنان الكاريكاتير مصطفى حسين، ومحمود محفوظ،
وزير الصحة السابق، والمخرج الفنان سيد بدير، والفنان التشكيلي سيف والي،
والكاتب الساخر أحمد رجب.
وضمت الجمعية 30 ألف عضو من المصريين، ولهم عدة ألقاب "فعند
انضمام العضو للجمعية يلقب بالحرحور، أي الجحش الصغير، ثم يحصل على رتبة
أعلى حسب مجهوده.
وقد يظل العضو 20 عاما دون أن يحصل على اللقب وهو (حامل
البردعة) أي (حمار كبير). ولم يحصل على هذا اللقب سوى 5 أعضاء هم زكي
طليمات، وشكري راغب، والمرسي خفاجي، ومحمود محفوظ، والراحلة نادية لطفي.
وكادت الجمعية تغلق عام 1986 عند وفاة آخر أعضائها
المؤسسين، وهو السيناريست والمخرج والممثل السيد بدير، ولكن جهود وزير
الصحة المصري الأسبق محمود محفوظ أسهمت في استمرارها.
وواجهت الجمعية، منذ تأسيسها، مشكلة عدم اعتراف الحكومة بها
بسبب اسمها الذي اعتبرته "غير لائق، ولا يوافق التقاليد"، ورغم ذلك لم يمنع
الإحباط أعضائها من تقديم خدماتها المختلفة، ومنها محو الأمية، وإمداد
المستشفيات بالأجهزة الطبية، وتشجير الحدائق، وغيرها. |