صاحبة واجب ومثل أعلى في الإنسانية.. نجوم يودعون نادية
لطفي
آخر كلمات الراحلة: حب الناس لا يقدر بثمن
كتب:
ضحى محمد
"حب
الناس لا يقدر بثمن" جملة قالتها الفنانة الراحلة نادية لطفي، خلال
احتفالها بعيد ميلادها الأخير، قبل تدهور حالتها الصحية، واصفة دعم
الفنانين والأدباء والجمهور لها وسؤالهم المستمرعليها بـ"الكنز الذي لا
يفنى"، حيث حرص كثيرون على زيارتها خلال فترة مرضها، قبل منع الزيارة عنها
في أيامها الأخيرة، وكانت تستقبلهم بحفاوة شديدة مصحوبة بالدموع نظراً
لتقديرهم لها، رغم غيابها عن الساحة الفنية لمدة تزيد عن 25 عاما.
رجاء الجداوي: أخت وصديقة العمر
"نادية
تعتبر قيمة وقامة كبيرة فى الفن وستظل موجودة رغم اعتزالها منذ سنوات"،
هكذا تحدثت الفنانة رجاء الجداوي، عن نادية لطفي، وأضافت لـ"الوطن":
"أعمالها موجودة وتُعرض على الشاشات باستمرار، فهي استطاعت التنقل بين
الأدوار بحرفية شديدة وقدرة على تقديم الكوميدي والتراجيديا والدراما"،
مضيفة أنها لا تعتبر "نادية" فنانة فقط، ولكنها بمثابة الأخت وصديقة العمر.
وتابعت: "عانت في الفترة الأخيرة كثيراً بسبب مرضها، وكنت
دائماً أحرص على زيارتها من وقت لآخر نظراً لمكانتها بالنسبة لى
".
وتحدثت الفنانة دلال عبد العزيز عن "نادية" واصفة صداقتها
معها بـ"عشرة العمر"، " فنانة لن تكرر مرة أخرى، فهي فنانة عظيمة بمواقفها
الإنسانية والوطنية والسياسية، حيث كانت تسبق باقي أبناء جيلها في تلك
المواقف، ولم تتأخر في الوقوف بجانب الجنود بحرب أكتوبر والاستنزاف، كان
لمشاركتها في معظم الفعاليات الوطنية دور فعال وأساسي، فهى تعني لي الكثير،
ودائماً كنا نحرص على زيارتها في الأيام الأخيرة للاطمئنان على صحتها
".
فاروق فلوكس: لن يُكررها التاريخ
بينما قال الفنان فاروق فلوكس: "نادية فنانة لن يُكررها
التاريخ مرة أخرى، فهي كانت محبوبة من كل زملائها وجمهورها، وهذه الصفة من
الصعب أن تجدها في الفنان بأن يجتمع الجميع على حبه، فهي تمتلك ابتسامة
ساحرة استطاعت من خلالها أن تؤثر قلوب الملايين، فعلى الرغم من جمال وجهها
وخفة روحها إلا أنها استطاعت تقديم أدوار في غاية الصعوبة، وأعتقد أن هذا
جعلها تتصدر البطولة سريعاً في وقت قياسي".
الأب بطرس دانيال: كانت أول الحاضرين في أحزان وأفراح
زملائها
وأشاد الأب بطرس دانيال، بدور الفنانة الراحلة نادية لطفي،
الإنساني، وقال لـ"الوطن": "كسرت الفنانة نادية لطفي، قاعدة التعالي
والتكبر بتواضعها في التعامل مع جمهورها وأصدقائها، فهي إنسانة تتحلّى
بأفضل السمات البشرية، فنانة رقيقة صاحبة الواجب والكرم، نادية لطفي التي
لا يختلف عليها أحد من الذين تعاملوا معها أو عرفوها عن قُرب، وهي التي
تسأل عن زملائها وزميلاتها إذا مرضوا أو إذا غابوا عن الساحة الفنية، وتسرع
إلى عزاء أسرة ومحبي الذين رحلوا عن عالمنا".
وعن دعمها لزملائها وسؤالها المستمر عنهم، أوضح: "كانت تذهب
بصفة دورية لزيارة الفنان العظيم جورج سيدهم، في منزله، والذي أصابه المرض
منذ 20 عاماً، وكانت تتقدمنا عندما احتفلنا معه أكثر من مرة بعيد ميلاده،
فكانت صاحبة خبرة وكفاءة في وضع البسمة على وجهه بسرد مواقفها النادرة
والممتعة، وكانت تسأل عن الفنان الراحل يوسف داود، في مرضه بعدما أجرى
عملية زرع كلى بالرغم من أنهما لم يعملا معا".
وتابع رئيس المركز الكاثوليكي حديثه عن زيارته لها قبل
رحيلها: "لا أستطيع أن أنسى عندما دخلت مستشفى قصر العيني، بسبب مرورها
بأزمة صحية، وقمنا بزيارتها أكثر من مرة للاطمئنان عليها، وتعاملت وقتها مع
الجميع بلطف ورفق، وفي نفس الوقت، كانت تسأل عن أحوال الآخرين، وعندما
نُقلت إلى مستشفى المعادي، جرى ترتيب احتفالية خاصة بها لمنحها الدكتوراه
الفخرية، واتصلت بي لأشاركها هذه الفرحة مع الضيوف الكرام من أهلها
والفنانين، فهذه هي الإنسانة والفنانة الراقية والمحبوبة صاحبة الواجب التي
لم تنسَ أي فرد يمر بظروفٍ صعبة".
سميحة أيوب: مثل أعلى في الإنسانية وطيبة الأخلاق
وتحدثت الفنانة سميحة أيوب، عن علاقتها بـ"نادية" قائلة:
"هي الأخت والصديقة وعشرة العمر، نحن على صلة لمدة تزيد عن 40 عاماً، لا
نفارق بعضنا البعض، فهي تعتبر مثل أعلى فى إنسانيتها وتصرفاتها وطيبة
أخلاقها، فعلى الرغم من مرضها في الفترة الأخيرة، إلا أنها كانت حريصة على
متابعة الأخبار والسؤال على زملائها بشكل مستمر، كما أنها كانت على قدر عال
من الوعي والإدراك في اختيار أدوارها في مشوارها الفني، مشيرة إلى أنها
تمتاز بالروح المرحة والمظهر الأنيق، وستظل أعمالها تعرض بمرور الأجيال
وسيظل اسمها يتردد بمرور الزمن".
ورحلت الفنانة نادية لطفي، عن عالمنا، صباح اليوم الثلاثاء،
عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد صراع مع المرض. |