"سينما
البحر الأحمر" تطلق صندوقا لدعم 100 عمل عربي وأفريقي
أعلنت بدء التقديم على منح بقيمة 10 ملايين دولار قبل حلول
نوفمبر المقبل
نجود سجدي
دائما ما تأتي مشكلة التمويل المادي على رأس الصعوبات التي
تواجه مخرجي الأفلام الشباب في العالم العربي مهما طغت المواهب، لذلك أعلنت
مؤسسة "مهرجان البحر الأحمر السينمائي" وهي إحدى مبادرات وزارة الثقافة
السعودية عن خطوة لدعم مشاريع المخرجين الأفارقة والعرب، عبر صندوق دعم
للأفلام بقيمة 10 ملايين دولار.
ويستهدف المشروع تقديم منح لجيل الشباب بشكل خاص لتمكينهم
من تحويل أحلامهم إلى واقع، بما يدفع الحراك السينمائي في المنطقة إلى
الأمام، وينتهي بإنتاج الأفلام الطويلة سواء كانت روائية أو وثائقية.
ويقدّم الدعم إلى المشاريع في جميع مراحلها، إذ توزع المنح
على أكثر من 100 مشروع، سواء في مرحلة التطوير أو الإنتاج أو ما بعد
الإنتاج، بما يضمن إحداث تحولات حقيقية على المشهد السينمائي في المنطقة،
بمنح تصل في بعض الأحيان إلى 500 ألف دولار للمشروع الواحد.
وأكد إدوارد وينتروب، المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر
السينمائي الدولي على أهمية دعم صناعة السينما في أفريقيا والعالم العربي،
"فعلى مدى العقدين الماضيين، شهدت صناعة السينما في تلك المنطقة ازدهاراً
ملحوظاً لذا يأتي دور الصندوق وسوق البحر الأحمر في توفير المزيد من
الأدوات لدعم الصناعة ومساعدتها لتكون أكثر قدرة على المنافسة والنجاح
عالمياً"ً.
واستبشر المخرجون العرب بمبادرة وزارة الثقافة
السعودية لما لها من دور في تحفيز الإنتاج السينمائي العربي، متمنّين أن
تحدث نقلة في صناعة الأفلام وأن تخلق جيلاً جديداً من رواد الصناعة.
واعتبر المخرج السينمائي المصري بلال الملاح أن "كل
الشواهد تدل على أن المبادرة ستحدث نقلة نوعية في جودة أفلام السينما
العربية وتنقلها إلى مكانة عالمية لتسهم في خلق جيل جديد من المبدعين".
وتحدث صالح ناس، المخرج والكاتب البحريني عن قلة المبادرات
في المنطقة العربية، وقال "كانت تقام مهرجانات كبرى تُعدّ من أقوى
المهرجانات في دعمها للأفلام القصيرة والطويلة لكن توقفت، مما أثر في
الصناعة". وذكر أن نوع الأفلام التي تتم صناعتها في المهرجانات لا تُعتبر
تجارية بتاتاً، وتحتاج الى المساندة من القطاع الخاص والحكومات.
ورأى أن "المخرجين العرب، تحديداً الخليجيين، معتمدين بشكل
أساسي على هذا النوع من المبادرات، كونها المنفذ الوحيد لتطوير الأفلام
وارتقائها إلى المستوى العالمي". ولفت إلى أن هذا النوع من المبادرات
والتمويل "مهم جداً لتحفيز المخرج أو الكاتب على صنع عمل قيّم و يروج له
عالمياً"، مؤكداً أن الأفلام لا تقتصر أدوارها على التسلية "بل هي صناعة
وثقافة نتمكن عبرهما من فرض وجودنا على المحيطين الداخلي والخارجي".
وتنطلق الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائى
الدولي من 11 - 20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما تُقام تزامناً معها
سوق البحر الأحمر، وهي منصة تجمع محترفي صناعة السينما من المنطقة والعالم
وتضمّ عدداً من الأنشطة مثل سوق المشاريع وورشة الأفلام قيد الإنجاز.
وستتألف الدورة المقبلة 20 مشروعاً سينمائياً من أفريقيا والعالم العربي،
كما تتنافس المشاريع على جائزة صندوق البحر الأحمر للتطوير بقيمة 25 ألف
دولار، وجائزة صندوق البحر الأحمر للإنتاج بقيمة 100 ألف دولار.
وكشف المهرجان أخيراً عن تفاصيل برنامجه الذي يضم 11 قسماً،
تعرض أعمالاً عالمية وعربية معاصرة، وأفلاماً سعودية طويلة وقصيرة
وتجريبية، وروائع السينما الكلاسيكية، إضافة إلى إبداعات مستقبلية من أعمال
الواقع الافتراضي والواقع المعزز والسينما التفاعلية.
أما تفاصيل الدعم الذي تقدمه فئات الصندوق، فهي أولاً،
"صندوق البحر الأحمر لتطوير المشاريع"، وهو ينطلق بداية من الفكرة إلى أن
يصبح المشروع جاهزاً للإنتاج، وشروطه أن الأفلام الطويلة (لا تقل عن 60
دقيقة)، سواء الروائية أو التحريك، من مخرجين عرب أو من أصول عربية أو من
جنسية أفريقية، والمسلسلات (25 – 59 دقيقة للحلقة)، من مخرجين عرب أو من
أصول عربية أو من جنسية أفريقية، والأفلام القصيرة (أقل من 60 دقيقة)، سواء
الروائية أو الوثائقية أو التحريك، من مخرجين سعوديين.
أما الفئة الثانية من الدعم، فهي "صندوق البحر الأحمر
للإنتاج"، ويقدم المساعدة للمشاريع الجاهزة وذلك لإنتاجها والبدء بعمليات
التصوير، ولا يختلف في شروطه عن القسم الأول.
وبالنسبة إلى الفئة الثالثة، فإنها "للمشاريع قيد الإنجاز"،
وهي التي تدعم الأعمال بعد إتمام تصويرها، والتي تحتاج إلى دعم لتصل إلى
النسخة النهائية. |