رئيس مهرجان “الأقصر للسينما الافريقية” سيد فؤاد:
الدورة الحالية ستشهد دعما للأفلام التسجيلية والسينما
المصرية في تدهور منذ سنوات
القاهرة – “القدس العربي”:
أسابيع قليلة تفصلنا عن مهرجان “الأقصر للسينما الافريقية”
الذي تنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، حيث ستنطلق دورته الثامنة في
محافظة الأقصر في مصر في الخامس عشر من مارس/ آذار المقبل. حول تحضيرات
المهرجان، وكيفية تدبير الميزانية والجديد الذي تشهده هذه الدورة كان لنا
هذا الحوار مع السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان:
*بداية هل وقع اختياركم على الأفلام التي ستعرض في الدورة
الثامنة؟
– لجنة المشاهدة ستنتهي من عملها يوم 20 يناير/ كانون
الثاني الحالي، ذلك أن الأفلام التي تقدمت للمهرجان كثيرة وعلى درجة كبيرة
من التميز، واللجنة تعكف على اختيار أفضلها.
*وماذا عن لجان التحكيم؟
– انتهينا من اختيارها إلى درجة كبيرة وسنعلن عنها قريبا في
المؤتمر الصحافي العام للمهرجان.
*وما الذي سيميز هذه الدورة عن الدورات السابقة؟
– المهرجان منذ بدايته يحافظ على مستوى معين في اختيار
الأفلام ولجان التحكيم والمكرمين، حتي تتلاءم مع اسم المهرجان وقيمته
مصريا وافريقيا، والأفلام المتقدمة هذا العام مستواها أفضل من السنوات
السابقة، ذلك أن الاسم والمكانة التي حققها المهرجان افريقيا، جعلت الكثير
من السينمائيين الافارقة يحرصون على المشاركة في المهرجان، ويوافقون على
عدم عرضه في مهرجانات أخرى إذا ما تم اختيار أفلامهم للمشاركة في “الأقصر”
كما أن المهرجان سيقدم هذه العام مجموعة جديدة من المطبوعات والبرامج
الموازية، حيث ستشهد هذه الدورة دعما للسينما التسجيلية من خلال إنتاج
ثلاثة أفلام سيتم اختيارها من مسابقة سينظمها المهرجان، وسيشرف على الورشة
الرئيسية للإخراج السينمائي المخرج سعد هنداوي، وذلك من أجل الاستفادة من
الأجيال المختلفة والأساليب المختلفة في الإخراج، كما تم اختيار المخرج
الكبير إدريسا أودارجو كأيقونة للدورة الثامنة وهو من أهم المخرجين
الافارقة وأكثرهم حصولا على الجوائز، فقد فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان
كان 1990، كما ترشح فيلمه “سامبا تراوري” لجائزة الدب الفضي في مهرجان
برلين السينمائي الثالث والأربعين. ومن أهم أفلامه “الاختيار” و”الجدة”
و”القانون” و”سامبا تراوري” و”صرخة قلب” وغيرها من الأفلام التي تناولت
الواقع الافريقي.
*وهل انتهيتم من تدبير الميزانية لهذه البرامج؟
– ليس لدينا في خزينة المهرجان حتى الآن أي مبالغ مالية،
ولكننا نسعى جاهدين للحصول على الأموال اللازمة، من خلال وزارة الثقافة
ووزارة السياحة ودعم مجموعة قنوات “دي أم سي” ونسعى أيضا للحصول على دعم من
بعض الرعاة.
*وهل تتوقع أن تزيد ميزانية المهرجان عن العام الماضي؟
– على العكس، ميزانية الدورة المقبلة ستكون أقل من
الميزانية السابقة، ذلك أن مجموعة قنوات “دي أم سي” خفضت مشاركتها في
المهرجان بنسبة 25 في المئة، كما أننا لم نحصل بعد على رعاة للمهرجان.
*في ظل تخفيض الميزانية كيف يمكن تنفيذ البرامج المختلفة
وإضافة مسابقة للأفلام التسجيلية؟
– هذا يحدث بفضل العاملين في المهرجان، والمشاركين فيه، ذلك
أن الكثير
ممن يشاركون في المهرجان بمجهودهم لا يحصلون على مقابل،
وكثير منهم يحصلون على ربع أجرهم فقط ويعملون بإخلاص ودأب كبيرين يساهمان
في إنجاح المهرجان، كذلك هناك خبرة في الاستفادة من أموال الدعم، فنحن على
سبيل المثال نتفاوض مع فنادق الأقصر لمدة عام كامل لنحصل على أفضل الأسعار،
خاصة في ظل الإقبال على السياحة في الأقصر وارتفاع الأسعار هناك، ومحاولة
الفنادق تعويض خساراتها الكبيرة بسبب الكساد السياحي في السنوات السابقة.
* كان هناك خلاف كبير بين إدارة مهرجان الأقصر وبين
المحافظة في الدورة السابقة حتى أنك صرحت بأن من الممكن أن تنقل المهرجان
من الأقصر؟
– هذه المشكلة انتهت مع تغيير المحافظ ووجود محافظ جديد
متفهم، وتم فتح صفحة جديدة مع المهرجان، وطلبنا خلال الاجتماع السابق من
المحافظ أن يقدم لنا الخدمات اللوجيستية التي كنا نحصل عليها سابقا، وسنعرف
النتائج في الاجتماع التالي مع المحافظ المقرر يوم 16 يناير/ كانون الثاني
الحالي.
*وماذا عن الخلافات مع الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة
الثقافة؟
– لم تكن هناك خلافات، كانت مجرد اختلافات في وجهات النظر،
وقد اجتمعنا مع وزيرة الثقافة وتم حل جميع هذه المشاكل.
*ما هي مكانة “الأقصر للسينما الافريقية” على خريطة
المهرجانات الافريقية؟
– “الأقصر للسينما الافريقية” هو المهرجان الثالث افريقيا
بعد مهرجاني “قرطاج” و”فيسباكو” ونحن نعلم أن مهرجان قرطاج عمره 52 سنة
وميزانيته مليونا يورو، أما مهرجان “فيسباكو” فعمره 51 سنة وميزانيته 4
ملايين يورو، في حين أن ميزانية مهرجان “الأقصر للسينما الافريقية” 400 ألف
يورو فقط، وأنا أؤكد إن مهرجان الأقصر للسينما الافريقية لو حصل على نصف
ميزانية أحد هذين المهرجانين، فسيأتي ترتيبة في المقدمة متوفقا على
المهرجانين مع تقديري واحترامي لتاريخهما الكبير.
*أعلنتم عن تكريم آسر ياسين في الدورة المقبلة، وهو ما
اعتبره البعض غريبا نظرا لحداثة سن آسر ياسين وعدم تقديمه لكثير من الأعمال
السينمائية حتى يستحق التكريم؟
– نحن لدينا أسلوب في اختيار المكرمين نتبعه منذ خمس دورات،
وهو اختيار أحد الشباب الممثلين مع اختيار ممثل آخر ونجم ممن يقفون وراء
الكاميرا من جيل أكبر، فنحن نؤمن بضرورة تشجيع الشباب ممن يحسنون الاختيار
ويعملون بجد على تطوير مستواهم، إضافة لتكريم الأجيال الكبيرة التي ساهمت
في تقدم السينما مصريا وافريقيا. فعلى سبيل المثال في الدورة السابقة تم
تكريم النجم الراحل جميل راتب من جيل الكبار، والنجمة الشابة غادة عادل،
ومن جنوب الصحراء تم تكريم موسى توريه.
*انطلقت مجموعة من المهرجانات المصرية الجديدة في السنوات
السابقة، فهل ترى انها أصبحت كافية، وهل هناك تعاون بين هذه المهرجانات، أم
انها تتنافس فيما بينها؟
– المهرجانات المصرية ما زالت قليلة جدا قياسا بأهمية مصر
وحجمها السينمائي، وأنا اندهش ممن يشتكون من كثرة المهرجانات، فهي ما زالت
تعد على الأصابع، في حين أن المغرب على سبيل المثال لديه 62 مهرجانا، وفي
كل محافظة أكثر من مهرجان يعمل على الترويج لها سياحيا، ويفتتحون هناك
مهرجانا جديدا كل عام، في حين كان مهرجان “الأقصر للسينما الافريقية” هو
أول مهرجان جديد يتم انطلاقه في مصر بعد 25 عاما من انطلاق مهرجان
“الإسماعيلية للسينما التسجيلية”.
أما عن التعاون فلا يوجد تعاون بين المهرجانات المصرية، فكل
مهرجان في واد، إلى أن تم انطلاق مهرجان الجونة السينمائي، الذي نجح بشكل
كبير، وكانت الميزانية الضخمة من أسباب نجاحه، فلفت النظر إلى أن
الميزانيات المخصصة لباقي المهرجانات المصرية هي ميزانية هزيلة جدا لا
يمكنها إقامة مهرجانات قوية، وهذا انعكس على مهرجان القاهرة فخصصصت له
ميزانية أكبر ودعم مالي واهتمام أكبر من الرعاة، وهو ما نتمنى أن ينعكس على
باقي المهرجانات المصرية.
* لكن هناك من يرددون أن المهرجانات المصرية ليس لها مردود
على السينما المصرية حتى أن بعضهم يرددون أنها تحولت إلى “سبوبة”؟
– بداية، كلمة “سبوبة” أطلقها وزير ثقافة سابق كان لا يريد
أن يكون للمؤسسات الأهلية دور في إقامة المهرجانات، وقد تلقى بعض الصحافيين
هذه الكلمة واستخدمها لتصفية الحسابات، رغم أن الإنفاق في المهرجانات التي
تقيمها الجمعيات والمؤسسات الأهلية يكون أكثر ترشيدا بدرجات كبيرة من
المهرجانات الحكومية، وأنا أرفض الحكم بالمطلق على المهرجانات بأنها بدون
مردود، وحتى يكون الرأي إيجابيا وذا مصداقية لابد أن يحدد عيوب كل مهرجان
ومميزاته ومدى مردوده. هناك آليات للحكم على أي مهرجان إذا كان يعود بمردود
على صناعة السينما أهمها دعم الأفلام والإنتاج المشترك وإقامة الورش ومستوى
الأفلام والجوائز المالية والمطبوعات فإذا كانت هذه الشروط متوفرة في
مهرجان فإنه يعود على السينما بالنفع، أما إذا كانت غير موجودة ساعتها يمكن
أن يقال إن المهرجان ليس له مردود.
* الجمهور أهم عنصر في أي مهرجان سينمائي فماذا تفعلون
لتكوين جمهور للمهرجان؟
– نحاول منذ الدورة الأولى تكوين جمهور للمهرجان للوصول إلى
نسبة كبيرة من أهالي الأقصر فنذهب بعروضنا للمدارس والنوادي والمقاهي، كما
أننا سنفتتح يوم 17 يناير/ كانون الثاني الحالي نادي السينما الافريقية
الذي ستستمر عروضه طول العام لتكوين قاعدة جماهيرية للمهرجان، إضافة إلى
أننا نحاول أن نصل بأفلام المهرجان إلى كل أنحاء الجمهورية فبدأنا بنادي
السينما الافريقية في دار الأوبرا في القاهرة، ثم فتحنا فرعا آخر للنادي في
الاسكندرية ونعمل حاليا على افتتاح فرع جديد في إحدى محافظات الوجه البحري.
*أخيرا كيف ترى حال السينما وماذا تتوقع لها في 2019؟
– السينما المصرية في تدهور كبير منذ سنوات، ولا أتوقع أن
تقوم من كبوتها قريبا لأسباب كثيرة من أهمها شروط الإنتاج والتوزيع والمناخ
العام. |