يعتز بمصريته وسعيد بفخر عائلته الصعيدية بنجاحه
»انا
ابن لمهاجر مصري وامريكي من الجيل الاول» بذكر اصوله المصرية بدأ رامي
مالك كلمته بعد اعلان فوزه بجائزة الاوسكار ليصبح رسميًا أول نجم من أصول
عربية يفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل دور رئيسي في تاريخ الجائزة علي مدار
91 عامًا، لأن النجم العالمي الراحل عمر الشريف تم ترشيحه لجائزة أفضل ممثل
مساعد عن فيلم »لورانس العرب»، وأفضل ممثل عن »دكتور زيفاجو» ولكن لم يحصل
عليهما..الاوسكار ليس الجائزة الاولي لمالك عن فيلمه »بوهيميان رابسودي»
الذي يجسد فيه اسطورة الغناء الانجليزي فريدي ميركوري، فقد حصل علي الجولدن
جلوب عن الدور نفسه منذ عدة اسابيع.
ومنذ اعلان النتيجة انقسم الجمهور المصري والعربي لفريقين
الاول فخور بفوزه بالاوسكار حتي وإن لم يكن يعيش في مصر ولم يزرها وإلا
لمرة واحدة، والفريق الاخر رفع شعار الفضيلة ورفض الاحتفاء به لانه جسد
شخصية رجل مثلي الجنس وانتقدوا مشهد »القبلة» بينه وبين رفيقه في الفيلم.
الامر لم يقف عند ابداء الرأي علي مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه تطور
لدرجة خروج نائب برلماني ليتحدث علي الهواء عن »رامي مالك» ووصفه بأنه
مدفوع من الغرب ليؤثر علي جموع الشباب واقناعهم بالمثلية الجنسية وإفساد
الأخلاق في الوطن العربي، وختمها بقوله أنه »مثال سيئ» للشباب المصري!
أما صناع السينما والمهرجانات فكان لهم رأي آخر، فقد قال
رجل الاعمال نجيب ساويرس عبر حسابه الشخصي علي »تويتر» انه مستعد لتوجيه
دعوة لمالك لحضور الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي في سبتمبر
القادم، بينما بدأ بعض السينمائيين حملة، لتنصيب رامي مالك رئيسًا شرفيًّا
لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته المقبلة علي غرار ما حدث
سابقًا مع النجم الراحل عمر الشريف، وتم تقديم المقترح إلي إدارة المهرجان
وقد يشارك في حفل افتتاح الدورة المقبلة خلال شهر نوفمبر القادم.
وبالفعل استطاع الممثل الأمريكي من اصول مصرية، أن يثبت انه
يتمتع بطراز خاص، من خلال تحقيق نجاح منقطع النظير في كل دور يقدمه؛ بدأ
رامي مشواره مع الفن والتمثيل في الثانية عشرة من عمره، عندما شاهده معلمه
في المدرسة وقرر ضمه لمسرحية من تأليف تشارلز فولر حول جريمة قتل فتاة
أمريكية من أصل أفريقي. بعدها بدأ المشاركة في أعمال سينمائية وكان أول دور
كبير له في فيلم »ليلة في المتحف» وقدم دور الفرعون اخمن راع، وهودور ملك
مصري ولم يتردد للحظة في قبول الدور وقال: كنت صغيراً وحريصاً علي أن يكون
أول فيلم في استديوكبير، فكان من انتاج فوكس ومع بن ستيلر وروبن ويليامز
وقلت هذا سيكون ممتعًا، وسأحصل علي المال ايضًا».
شارك مالك بعد ذلك في العديد من الاعمال مثل »توايلايت
ساجا» و»لاري كراون»، ولكن انطلاقته الحقيقية كانت مع المنتج المصري
الامريكي سام اسماعيل الذي اسند اليه دور إليوت ألدرسون في مسلسل »يوإس إيه
نت ورك» المعروف بالسيد روبوت عام 2015؛ وحقق المسلسل نجاحا رائعا في
الولايات المتحدة وحصل علي جائزة النقاد لأفضل ممثل وجائزة إيمي، ولكن هذه
البداية القوية لم تكن مطمئنة لمالك الذي اعترف انه شديد القسوة مع نفسه
فهويعيش في قلق ومخاوف دائمة ويريد أن يحقق شيئًا مميزًا في عمله لذلك قال
انه لا يشعر بالرضا تماما ابدا.
اما عن الصعوبات التي واجهته بسبب اصوله العربية في هوليوود
قال مالك، إن أي شاب من جذور عربية قد يتم حصره في ادوار القتلة
والارهايين، مثلما كان يحدث في الماضي، ولكنه لم يستسلم لهذه النوعية من
العروض وقال إنه كان مؤمنا بأنه سيحقق ما يريد في يوم ما ولم يتعجل ابدا
الشهرة بل علي العكس يدرس أي عمل جيدا واشار الي ان معايير اختياره
للادوار هي السيناريوالجيد والمحتوي المتماسك، بالإضافة إلي أن الوضع في
هوليوود تغير الان».
وعندما سئل عما إذا كان يفكر في الأحداث التي تشهدها مصر
والشرق الأوسط، قال مالك»إن مصر في باله دائما فهومشغول بالحضارة المصرية
والقضايا المعاصرة ايضًا، لذلك أشعر بان واجبي، كأمريكي من أصل مصري، أن
أساعد كل شخص هناك وأنقل هذا النوع من المشكلات الموجود هناك وفي كل أنحاء
العالم للمشاهد في الخارج».
وعلي الرغم أن مالك لم يزر مصر منذ ولادته عام 1981، إلا
مرة واحدة بعد ان ترك والديه مصر عام 1975 واستقروا في الولايات المتحدة،
إلا انه يحمل بداخله حب وتعلقا شديدا بمصر وحضارتها وفنها، وهوما يظهر
دائما خلال حديثه عن الحضارة المصرية والتاريخ العريق لمصر التي يفخر
بانتمائه اليها كما يؤكد دائما انه علي تواصل مع عائلته في القاهرة وصعيد
مصر وقال انه سعيد بفخر عائلته بنجاحه.
ولد رامي مالك في 12 مايو1981 في لوس أنجلوس، كاليفورنيا
ووالده سعيد الراحل كان مرشدًا سياحيًا في القاهرة، وبعدها عمل في
التأمينات، ووالدته كانت تعمل كمحاسبة؛ ولديه أخ توأم مطابق له في الشكل
يدعي سامي وهوأكبر منه بــ 4 دقائق، ويعمل مدرسا ولديه أخت أكبر سنًا وهي
طبيبة؛ ظهر في عدة أدوار ثانوية مثل دوره في فيلم »ذي باسيفيك» وفيلم »ليلة
في المتحف» و»توايلايت ساجا» و»ذا ماستر»، وأبدع مالك في دوره الرئيسي
لمسلسل »مستر روبوت» الذي يعرض علي شبكة
USA
التلفزيونية كقرصان الكمبيوتر وكانت هذه الدراما عرضة
للانتقادات اللاذعة ولكنه فاز بجائزة إيمي في عام 2016
درس مالك في مدرسة نوتردام الثانوية في كاليفورنيا، حيث
تخرج عام 1999، وحصل علي شهادة في الفنون الجميلة عام 2003 من جامعة
Evansville
في ولاية إنديانا؛ ثم عاد إلي لوس أنجلوس وحصل علي أدوار صغيرة في برامج
مثل »جليمور جيرلز»و»ميديوم» عام 2004، بدأ مالك مسيرته التمثيلية عندما
حصل علي دور كضيف في المسلسل التليفزيوني »جليمور جيرلز»عام 2005 ظهر في
حلقة من مسلسل »ميديوم» وفي عام 2006، قدم مالك دورًا مستوحي من أصوله
المصرية كفرعون اخمن راع في فيلم » ليلة في المتحف» وظهر أيضًا في الأجزاء
الأخري بنفس الدور». |