«أوتويا- ٢٢ يوليو» الدامي... صرخة ضد الإرهاب والترَّويع
القاهرة - أمل الجمل
بين بداية العام الحالي ونهايته خرج فيلمان
سينمائيان روائيان عن واحدة من أكثر الحوادث بربرية في ما مضى حتى
الآن من سنوات القرن الحادي والعشرين. تلك التي كانت واحدة من أقسى
الهجمات الإرهابية التي وقعت غير بعيد من وسط مدينة أوسلو على يد
ناشط نرويجي من اليمين المتطرف يوم ٢٢ تموز(يوليو) عام ٢٠١١ حيث
قتل ثمانية أشخاص بسيارة مفخخة استهدفت مباني للحكومة ورئيس
الوزراء، وأعقبها بنحو ساعة فقط بتنفيذ مذبحة مروعة على جزيرة
أوتويا راح ضحيتها ٧٧ كان أغلبهم من المراهقين، كما أسفرت عن إصابة
أكثر من مئتي جريح من شباب المعسكر الصيفي السنوي لحزب العمال
النرويجي.
إبادة قادة الغد
هزت تلك الحادثة الدولة المسالمة الهادئة المشهورة
بمستوى معيشتها المرتفع، واعتبر البعض يومها أعنف يوم في تاريخ
النرويج منذ الحرب العالمية الثانية. والآن يأتي الفيلمان الراويان
للجريمة المزدوجة، لافتين حيث أول ما يلاحَظ هو انه على رغم وحدة
القضية، والواقعة التاريخية المفجعة فإن الأسلوبية وجماليات السرد
اختلفت عند كلا المخرجين. جاء الفيلم الأحدث والمختلف تمامًا عن
الأول بتوقيع البريطاني بول غرينغراس الذي شارك في كتابة السيناريو
معتمداً على كتاب بعنوان «واحد منّا». بلغت مدة الفيلم ١٣٣ دقيقة،
وشارك مخرجه البريطاني في إنتاجه مع خمس جهات أخرى منها شبكة
نتفليكس، وانطلقت عروضه الأولى من المسابقة الرسمية لمهرجان
فينيسيا الخامس والسبعين.
يبدأ غرينغراس شريطه من التفجيرات بوسط أوسلو، ثم
ينتقل مع المجرم المتنكر في زي البوليس إلى جزيرة أوتويا حيث نعيش
معه مالا يزيد عن ٢٥ دقيقة من القتل العنيف ومحاولات فرار الضحايا
المصابين بالرعب والذعر وعدم الفهم لماذا يتم إبادتهم؟!. هنا، نرى
القاتل يُزهق أرواح الأطفال والمراهقين بدم بارد وأعصاب هادئة،
وعندما يأتي البوليس يُسلم نفسه من دون أدنى مقاومة، ويعترف
بجريمته مؤكداً أنه أعلن الحرب ليستعيد بلاده، وعلى رغبته في تخليص
أوروبا من المهاجرين، ثم مطالباً رئيس الحكومة بإيقاف الهجرة وفرض
حظر عليها، بوضع حدّ «للتعددية الثقافية“. وعندما يخبره المحامي أن
«مَنْ قتلهم أطفال أبرياء“ يجيبه بأنهم ”أبناء النخبة الليبرالية
واليسارية، إنهم قادة الغد ويجب القضاء عليهم».
خارج الكادرج
أما في فيلم «أوتويا ٢٢ يوليو»- البالغ طوله ٩٢ د
والذي عُرض بالمسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الثامن
والستين، كما عُرض قبل أيام في مهرجان الجونة السينمائي -، والذي
شارك مخرجه النرويجي «إريك بوبا» في كتابة السيناريو له مع اثنين
آخرين عن قصة للمخرج ذاته، فأسلوب السرد مختلف، إذ بعد التمهيد
لحالة النشاط والبهجة، والعلاقات بين الشباب والأطفال على الجزيرة
- إذ نرى بعضهم يشارك في المناقشات السياسية، والبعض الآخر يلعب
كرة القدم في الخارج - يجعل بوبا كاميرته تصور تلك المجزرة في لقطة
مشهدية واحدة ممتدة علي مدار ٧٢ دقيقة حيث الزمن الفعلي للمذبحة
ولحالة الترويع والذعر التي أصابت الشباب والشابات والأطفال على
تلك الجزيرة ومحاولات فرارهم على رغم الأمل اليائس في النجاة.
وأثناء ذلك يظل المجرم خارج الكادر لا نراه، وربما نرى ظلاً له في
بعض المرات القليلة جداً. لكنه يبقى مجرد ظل، لا نعرف له شكلاً أو
ملامح، أو اسماً، كأنه شخص معدوم الهوية، أو كأنه يمكن أن يحمل أي
هوية.
ربما تنحاز الرؤية الإخراجية السابقة لأمرين؛ الأول
هو التعامل مع آثار الإرهاب المدمرة لأرواح ونفوس البشر أياً كان
من وراءه، والثاني الانحياز للآراء المطالبة بعدم نشر صور المجرمين
لتفادي «جعلهم نجوماً»، وبدافع حجب الشهرة التي يسعون إليها.
لكن، إضافة إلى ذلك فإن إريك بوبا لا يطرح أي حوار
عن دوافع ذلك الإرهابي، ويظل المتلقي تماماً مثله مثل ضحايا هذه
المذبحة في حالة من عدم الفهم؛ مَنْ الذي يُطلق الرصاص ولماذا؟!.
ولماذا استغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن تأتي إليهم المساعدة
والإنقاذ؟ وهل شخص واحد أم مجموعة أشخاص وراء المجزرة؟ فقط نعيش
رحلة الهروب بين الأشجار، أو الاحتماء بالصخرة، ولحظات الموت، أو
الاحتضار، وكل الخواطر المروعة التي تجول في عقول الصغار، والخوف
الشديد من الموت وحيداً، ولحظات ندم بعض الضحايا على إغضاب الأهل
والأحباب، كما يتمثل ذلك في الخلاف بين الشقيقتين، أو الطفلة
وجدتها، أو الطفل وأمه.
تلك اللحظات المتمادية في إنسانيتها والتي أمسكت
بها كاميرا إريك بوبا تجعلنا نزداد كرهاً وحنقاً على مرتكبي أي فعل
إرهابي مهما كانت دوافعه، تجعلنا نلعن مَنْ يقومون به مئات المرات،
وعلى رغم أننا لا نرى المجرم، لكن هذا لا يهم، فالأثر المروع
والبشع الذي خلفه من ورائه يظل أقوى على نفوسنا. وربما سنخرج من
الفيلم لنبحث على محرك «غوغل» على الشبكة العنكبوتية لنعرف مزيداً
من تفاصيل تلك الحادثة التاريخية المشينة وما وراءها من أفكار
متطرفة.
مواجهة المجرم بالضحايا
بمقارنة هذا الفيلم النرويجي مع فيلم غرينغراس
يُمكن وصف هذا الأخير بالأشمل، والأعمق، إذ تدور معظم أحداثه في ما
بعد الاعتقال، بين قاعات المحكمة والسجن وغرف المستشفيات، فننتقل
بين جلسات العلاج والجراحات، وبين جلسات الاستماع والمحاكمة،
والتعرف على آراء المؤيدين والذين - على رغم تأييدهم أفكار المتطرف
اليميني - يرفضون المثول للشهادة أو التضامن معه، بمن فيهم والدة
المجرم نفسه، فهل يظل محامي النازيين الجدد الذي اختاره المجرم
بنفسه للدفاع عنه هو أيضاً منحازاً إليه ومدافعاً عن آرائه؟!.
إن شريط غرينغراس يُلقي عشرات الأحجار على مركز
العقل ليُثير دوامة من الأفكار والأفكار المضادة، خصوصاً في ما
يتعلق بقضية المهاجرين وآثارها في تبدل المجتمعات الأوروبية.
صحيح أن المخرج يكتفي بتجسيد المذبحة في نحو ثلث
ساعة مُكثفة، لكنه ينتقل بالتوازي في السرد بين لحظات اليأس التام
وإشراقة النهار التي تمنح بصيصاً من الأمل والنور، ينتقل بين
الآثار النفسية والجسدية التي يعاني منها الضحايا والأهالي، وبين
تصرفات المجرم ونرجسيته الواضحة، ودفاعه وتخطيطه للإفلات من فعلته
البشعة وإصراره على آراءه.
يمنح السيناريو أيضاً أحد الضحايا مساحة أكبر. إنه
فيلجار الذي يقف في مواجهة قاتله بعد أن عاد للحياة بإصابات بالغة
منها بقاء شظايا بالمخ يمكن أن تتحرك في أي لحظة وتسبب مشاكل
بالغة، تظل الكاميرا قريبة منه، تتابع يأسه، ألمه، معاناته،
محاولاته الانتحار، مساندته أخيه الأصغر الذي كان بصحبته على
الجزيرة ونجا جسديًا لكنه يدفع ثمناً نفسياً فادحاً. نعايش رحلة
الشفاء وآثار ذلك في حملة والدته الانتخابية، وذلك بالتقاطع مع
المجرم الذي يلعب دور الوحش المطلق الذي يُريد أن يفرض قوانينه على
الجميع. من دون أن ننسى تصويره رد فعل الحكومة، ونقدها الذاتي
لنفسها، والتدابير التي وضعتها في أعقاب ذلك، وردود فعل أهالي
الضحايا، بل كثير من أفراد الشعب ومؤسساته وتضامنهم لتقديم دفاع في
سياق القانون.
####
عن عنصريتنا وبؤس هذا العالم
الجونة - فيكي حبيب
يهبط الفيلم المصري «يوم الدين» إلى العالم السفلي
لانتشال بطله من أكوام القمامة وقسوة الوجود، فيسافر به إلى العالم
العلوي في رحلة بحث عن الجذور، سائراً بخطوات ثابتة حيناً ومتعرجة
أحياناً بين عالمين لا يلتقيان، في محاولة لتعرية النفس البشرية
وفضح ما فيها من آثام وشرور.
رحلة لن تكون سهلة بتاتاً، لا بالنسبة إلى البطل
الرئيسي لهذا العمل الذي يمكن اعتباره الفائز الأكبر في ختام
مهرجان الجونة السينمائي الأسبوع الماضي، ولا بالنسبة إلى المتلقي
الذي دخل الفيلم بسقف توقعات مرتفع بعد اختراق هذا الأخير أبواب
مهرجان» كان» في دورته الأخيرة ومنافسته أفلام سينمائيين كبار على
السعفة الذهب. فالأول سيجد نفسه أمام حلم يتلاشى على صخرة الواقع
الزاخر بالخوف والكراهية، والثاني سيواجه اختباراً مرّاً
لإنسانيته. وفي كلا الحالتين، سيحرّك الفيلم شعوراً دفيناً بالأسى
المتبادل بين هذا وذاك... بل أكثر، سرعان ما تنقلب اللعبة ويجد
مستوطن العالم السفلي نفسه مشفقاً على مستوطن العالم العلوي بعدما
جرّدته الأحكام المسبقة والخوف من الآخر من الصفة التي يحمل
اسمها... فيهجر المنبوذ عالمنا الذي تمنى لو ظل صورة جميلة عالقة
في خياله، ويعود إلى «مستعمرته» التي رغم قباحتها تبقى أجمل وأنقى
في نظره.
إنه «بشاي» (راضي جمال) الرجل الطيب الذي تعرّف
إليه المخرج أبو بكر شوقي قبل 10 سنوات تقريباً خلال إعداده فيلمه
الوثائقي «المستعمرة» عن مستعمرة الجذام في أبو زعبل، فقرر أن يقدم
من خلاله تحية لأولئك الذين يعيشون على الهامش. فهو، رغم شفائه من
مرض الجذام ما زال يحمل آثاره بجسده، ما يفسّر عدم مغادرته
المستعمرة التي يقطنها قط. ولكن حين تتوفى زوجته، يحدث ما لم يكن
في الحسبان، إذ تتحرك المياه الراكدة تحت قدميه، ويتعزز داخله
الشعور بالانتماء، فيقرر أن يبحث عن جذوره، ويغادر على حماره بصحبة
«أوباما»، الصبي النوبي اليتيم الذي يأبى أن يفارقه، فيتذوقان طعم
الحياة الحقيقية خارج أسوار المستعمرة.
ولكن، كيف يمكن نظرة واحدة منا أن تحطم الآخر،
المختلف عنا، وتقتل فيه أي حب للحياة؟ سؤال سيشكل محور فيلم «يوم
الدين» الذي يدخل به المخرج أبو بكر شوقي عالم المنبوذين، راسماً
صورة قاتمة عن ذواتنا، محاولاً أن يفضح عنصريتنا وعدم تقبلنا
الآخر... لتأتي صرخة «بشاي»: «هو أنا مش بني آدم؟»، كالصفعة
المدوية على وجوهنا.
صراع في النيل
«خوف...
كراهية... اشمئزاز»، مشاعر يحرّكها «يوم الدين» في محاولة لمخاطبة
الحسّ العاطفي داخل كل واحد منا من خلال قصة مؤثرة تجعلنا في صراع
يضع على المحك إنسانيتنا مع بطل لا يشبه الأبطال في شيء. إنه بطل
سلبي يأتي من عالم تحتي لا يوفّره فقر أو جوع أو مرض. بطل يصدم
المشاهد للوهلة الأولى، بتشوهاته الكثيرة وشكله الخارجي غير
المألوف. ولكن ومع مرور الدقائق، يكتشف المتفرج رجلاً طيباً لا
يريد شيئاً من هذه الدنيا إلا الاعتراف بوجوده. هو رجل لا ذنب له
في ما وصلت إليه حاله، بعد أن ظلمته الحياة، وقست عليه كما لو أنه
ارتكب إثماً كبيراً. وقد نجح أبو بكر شوقي في أن يعبر بنا إلى
جوانيات الرجل من خلال نسجه خيوط علاقة أبوية جميلة بينه وبين
«أوباما» وهما في رحلة عبورهما من أرض المنبوذين إلى الجانب الآخر،
الأكثر إشراقاً وسعادة... الجانب الذي يلفظ أمثالهما بعيداً كي لا
تصل لوثتهم إليه.
وقد تكفلت الكوميديا الخفيفة بين الحين والآخر في
ترطيب الأجواء والتخفيف من قتامة الواقع الذي يرتسم أمام أعيننا في
فيلم طريق يسافر بمتفرجه من الصحراء إلى النيل وصولاً إلى الصعيد،
بما تحمله رحلة العبور هذه من دلالات. لكن المفارقة أن «الحياة»
التي سيكتشفها «بشاي» على طريق النيل، رمز الحياة، هي بمثابة
«إعلان موت» له ولأمثاله. فـ «الآخر» المختلف غير مرحب به بيننا،
ونظراتنا الخائفة، الساخطة، المشمئزة، لن ترحم... عندئذ، فقط يفهم
بطل «يوم الدين» قرار والده الذي تركه طفلاً في عدم الرجوع إليه
مطلقاً، رغم الوعد الذي قطعه له بأن يعود، لا خوفاً منه بل خوفاً
عليه من حكم الإعدام الذي تصدره في حقه وحق أمثاله أحكامنا المسبقة.
هنا لا بد من أن نفتح قوسين حول أحد أبرز عيوب «يوم
الدين»، والذي لخصه بعض من شاهد الفيلم في الحوارات التفسيرية غير
المبررة التي تأخذ مساحة على حساب الجانب البصري، مثلما حدث مثلاً
في الحوار السالف الذكر بين الأب والابن. أضف إلى ذلك مشاهد غير
مبررة أيضاً مثل «المصادفة» التي جعلت «أوباما» يصل إلى الدار التي
كانت ملجأه الأول قبل أن يهجرها، و «المصادفة» التي جعلته يجد
الأوراق التي تحمل اسمه الحقيقي واسمي والديه بمساعدة أحد
المنبوذين الذي يتحدث ساخراً عن إيجابيات البيروقراطية بصورة غير
مقنعة وإن تعذر عليه لفظها جيداً.
نحن والآخر
مفهوم «الآخر» الذي أشبعته الفلسفة الأوروبية
الحديثة دراسة واستخدمه علم الاجتماع لفهم المنهجية التي تقصي فيها
المجتمعات بعض فئاتها ممن يتصفون بصفات دونية، يبدو المحرك الأساسي
لحبكة «يوم الدين» التي أراد بها أبو بكر شوقي تسليط الضوء على
علاقة المجتمع بالمهمشين... لكنه يفعل هذا، وهنا الأهمية، من دون
فلسفة أو تصنع، بل بالاتكاء على قصة إنسانية لشخصيات من لحم ودم
عانت من الإقصاء والـــحرمان وقاست الأمرّين في هذه الدنيا من دون
أن يكون لها أي ذنب في ما هي عليه.
وهنا، يبرز أيضاً مفهوم العدالة الاجتماعية بكل
تجلياته، فنرى أبو بكر شوقي يمعن في إظهار الفوارق التي تشكل في
عصرنا هذا أبرز الحواجز بين البشر، مثل الدين واللون والطبقة.
فـمثلاً «بشاي» القبطي لا يجد حرجاً في أن يرد «اسمي محمد» على
سؤال جماعة من المتشددين المسلمين... و «أوباما» صاحب البشرة
الداكنة، تجده ينحاز إلى جماعة المنبوذين. أما حثالة المجتمع التي
يصادفها «بشاي» في رحلته، فيصورها الفيلم مفعمة طيبة وخدوم خلافاً
للبشر العاديين الذين يبدون وحوشاً آدميين.
وقد وفّق أبو بكر شوقي في فيلمه الروائي الطويل
الأول في الاعتماد على ممثلين غير محترفين للتأثير في المشاهد
وإيصال الرسالة التي أراد تناولها، بخاصة إدارته للعم راضي الذي
استطاع من خلال دور «بشاي» أن ينقل للمتفرج الإحساس بالثقل الكبير
الذي يحمله على كتفيه لمجرد أنه مختلف ولا يشبه بقية البشر لناحية
شكله الخارجي.
«يوم
الدين» الذي منحته الدورة الأولى من مهرجان الجونة دعمها، لم يكن
غريباً أن تحتفي به الدورة الثانية التي يأتي شعارها «سينما من أجل
الإنسانية». أضف إلى ذلك أنه مثّل مصر وحيداً في مسابقة الأفلام
الروائية الطويلة، وقد اختير لتمثيلها أيضاً في الترشح لجائزة
الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بغير الإنكليزية... وها هي الدورة
الثانية تكافئه بمنحه جائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل وجائزة
«سينما من أجل الإنسانية»، فضلاً عن جائزة مجلة «فارايتي» لأفضل
موهبة صاعدة. |