{الأوسكار} في حفلها الـ90... دل تورو ومكدورمند
وأولدمان في عداد الفائزين
التشيليون احتفلوا بفوزهم واللبناني انضم لمن لم
يفز
لوس أنجليس: محمد رُضا
جاءت جوائز الأوسكار في حفلتها التسعين كما توقعناها هنا غالباً.
لكن هذا لا يعني أنها كانت مثار ضجر أو ملل، أو أنها خلت من
المفاجآت. الواقع هو أن الأفلام التي تسابقت على ذلك التمثال
الذهبي الأيقوني الشهير كانت من التنافس بحيث إن أي منها حصد
توقعات المراقبين بفوزه وكان، لو خرج بالأوسكار، لعبّر عن جمهور
عريض من المحبذين والمتوقعين. كذلك الحال في سباقات المهن الأخرى
من الكتابة إلى التوليف الصوتي ومن التصوير إلى تصميم الملابس
مروراً بالموسيقى والغناء وتصميم المناظر وسواها.
مضامين جائزة وجاهزة
رغم ذلك، ولأنه لا يوجد فوز من دون خسارة على الجانب الآخر، فإن
فوز بعض الأفلام والسينمائيين خسارة للغالبية، خصوصاً تلك التي
وجدت نفسها محمّلة بالتوقعات مما رفع أسهمها وأحلامها لأعلى نقطة
في تاريخ حياتها.
ومن مسافة آمنة، يمكن القول إن ما حدث مع زياد الدويري وفيلمه
«الإهانة» هو تحديداً ما نقوله هنا. بمراجعة نقاد المواقع
المختلفة، سينمائية وسواها، نجد أن النسبة الأعلى منها توقع أن
يخرج هذا الفيلم اللبناني بأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وهو الأمر لذي
لم يقع. بذلك حملت رياح الأمنيات بالون التوقعات عالياً قبل أن
يتبدد كل شيء بإعلان فوز الفيلم التشيلي «امرأة رائعة» بذلك
الأوسكار. والمفارقة هي أن الفيلم التشيلي هو أول فوز للسينما
التشيلية في تاريخ الأوسكار، ولو فاز الفيلم اللبناني لكان أول فوز
للبنان (ولأي بلد عربي) بالأوسكار أيضاً.
المفارقة الثانية هي أن السينمائي الأفرو- أميركي الوحيد الذي
اعتلى المنصّة لتسلم أوسكاره هذا العام هو المخرج جوردان بيل كأفضل
«كاتب سيناريو أصلي» (أي غير مقتبس)، وذلك على عكس السنوات القريبة
التي تعدد فيها تسلم أفارقة- أميركيين أوسكارات في التمثيل
والإخراج خصوصاً. وهذا الفوز هو أول فوز لسينمائي أسود في سباق
السيناريو في التاريخ.
طبعاً هناك استثناء بسيط سبق ذلك عندما اعتلى رجلان، أحدهما أبيض
والآخر أسود لتسلم أوسكار مشترك في مسابقة «أفضل فيلم رسوم قصير»
وهو أول فوز لكرتوني أفرو- أميركي أيضاً وإن كان هذا الظهور
مزدوجاً ولا يرد في إنجاز منفرد ورئيسي كالحال مع مسابقة أفضل
سيناريو أصلي.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن الفيلم صغير نسبياً وكان يمكن له أن
يتسلل إلى العروض التجارية ثم يتسلل خارجاً منها من دون كثير
اهتمام لولا عنصرين: النقاد الذين التفوا من حوله وأنقذوه من
معاملة اعتيادية والآلة الإعلامية الكبيرة للشركة المنتجة
يونيفرسال التي عملت على ترسيخ وجود الفيلم عبر محتوى مضمونه حول
العنصرية.
هذا مهم، لأن المسألة العنصرية كانت حاضرة في ثلاتة أفلام هي «غت
أوت» و«ثلاث لوحات خارج إيبينغ، ميسوري» و«مدباوند»، وهذا الأخير
لم ينجز أي نجاح خصوصاً في المسابقات الثلاث التي دخلها وهي أفضل
ممثلة مساندة وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل تصوير وأفضل أغنية مكتوبة
خصيصاً.
كون «مدباوند»، وهو فيلم جيد بمعايير قصوى، لم يكن ضمن الأفلام
التسعة التي تنافست على أوسكار أفضل فيلم، فإن الخسارة هنا هي في
هذه المواضع فقط وبعضها طفيف. كذلك هي خسارة محدودة بالنسبة لبعض
هذه الأفلام التسعة (مثل «لايدي بيرد» و«ذا بوست») كونها لم تشهد
احتمالات مرتفعة منذ البداية.
الرابح الأكبر لهذه الليلة
كان «شكل الماء» كونه نال أهم جائزتين يطمح كل مخرج الحصول عليهما:
أوسكار أفضل فيلم متبوعاً بأوسكار أفضل مخرج. في المقابل، وجد
«ثلاث لوحات خارج...» نفسه وقد خسر الموقعين كذلك «دنكيرك»، لكن
«دنكيرك» عوّض شيئاً من هذه الخسارة بتسجيل نجاحاته في المحافل
التقنية فخرج بثلاثة أوسكارات في التوليف
(Film Editing)
وفي «المزج الصوتي»
(Sound Mixing)
وفي «التوليف الصوتي»
(Sound Editing)
وهي مستحقة بكل تأكيد وإن كانت لا تمنح مخرج الفيلم كريستوفر نولان
إلا شعوراً نسبياً بالفوز.
الفوزان الوحيدان لفيلم «ثلاث لوحات...» كانا في حقل التمثيل إذ
نالت بطلته فرنسيس مكدورمند أوسكار أفضل ممثلة بعد منافسة قوية من
سالي هوكينز، بينما خرج سام روكوَل بأوسكار أفضل ممثل مساند عن
دوره في ذلك الفيلم.
في نطاق التمثيل الرجالي الأول ذهب الأوسكار، وكما توقعنا هنا
أيضاً، للممثل غاري أولدمان عن «الساعة الأدكن» ومنافسه الأول في
هذه المسابقة كان مواطنه البريطاني دانيال- داي لويس. بينما فازت
أليسون جاني فازت بأوسكار أفضل ممثلة مساندة عن دورها في «أنا،
تونيا».
«نادني
باسمك» حظي باهتمام لافت بين النقاد والمريدين لكنه اكتفى بأوسكار
أفضل سيناريو مقتبس تسلمه البريطاني جيمس أيفوري. بذلك هو أكبر
متسلمي الأوسكار سناً إذ يبلغ من العمر الآن 89 سنة ولم يسبق له أن
فاز بالجائزة عن أي من أعماله السابقة.
ولم يخب رجاء مدير التصوير روجر ديكنز ففاز بأوسكار أفضل تصوير عن
«بلايد رانر 2049» بعد ثلاث عشرة محاولة فاشلة سابقة لاستحواذ هذا
التقدير. ولو خرجنا من تعداد الأسماء والعناوين إلى لغة الأرقام
لتبين أن «شكل الماء» حصد 4 أوسكارات، وبذلك نال العدد الأكبر منها
يليه «دنكيرك» بـ3 أوسكارات، كما أوردنا ثم أوسكارين اثنين لكل من
«الساعة الأدكن» و«ثلاث لوحات..» والفيلم الكرتوني الطويل «كوكو».
قائمة الفائزين
الأفلام
•
أفضل فيلم:
The Shape of Water
•
أفضل فيلم أجنبي:
A Fantastic Woman (تشيلي)
•
أفضل فيلم تسجيلي طويل:
Icarus
•
أفضل فيلم تسجيلي قصير:
Heaven is a Traffic Jam on the 405
•
أفضل فيلم أنيميشن طويل:
Coco
•
أفضل فيلم أنيميشن قصير:
Dear Basketball
•
أفضل فيلم قصير:
The Silent Child
السينمائيون
•
أفضل مخرج: غويلرمو دل تورو عن
The Shape of Water
•
أفضل ممثلة: فرنسيس مكدورمند عن:
Three Billboards Outside Ebbing,
Missouri
•
أفضل ممثل: غاري أولدمان عن
Darkest Hour
•
أفضل ممثلة مساندة: أليسون جاني عن:
I, Tonya
•
أفضل مماثل مساند: سام روكووَل عن
Three Billboards Outside Ebbing,
Missouri
ميادين فنية
•
أفضل سيناريو أصلي: جوردان بيل عن
Get Out
•
أفضل سيناريو مقتبس: جيمس آيفوري عن
Call Mr By Your Name
•
أفضل تصوير: روجر ديكنز عن
Blade Runner
•
أفضل مؤثرات بصرية: جون نلسون وبول لامبرت ورتشارد هوفر عن
Blade Runner 2049
•
أفضل توليف: لي سميث عن
Dunkirk
•
أفضل موسيقى: ألكسندر دسبلات:
The Shape of Water
•
أفضل تصميم مناظر: بول دنهام أوستربيري عن
The Shape of Water
•
أفضل تصميم ملابس: مارك بردجز عن
Phantom thread
•
أفضل تصميم شعر وماكياج: كازوهيرو تسوجي وآخرون عن
Darkest Hour
•
أفضل مزج صوتي: مارك واينغارتن وآخرون
Dunkirk
•
أفضل مونتاج صوتي: رتشارد كينغ وأليكس غيبسون
Dunkirk
•
أفضل أغنية مكتوبة خصيصاً:
Coco
لحظات لا تتكرر
>
في حين أن صعود المنصّة والوقوف عليها ثم النزول عنها هو فعل
إلزامي تابعناه عشرات المرات من قبل، إلا أن الحفل لم يخل من لحظات
مهمّة لا تتكرر. هذا بعضها:
>
وظّفت فرنسيس مكدورمند خطابها للتحدث عن «المرأة في هوليوود» وكيف
أنها ما زالت تسعى لنيل حقوقها المتساوية. لكن وسيلتها لذلك كانت
متوعكة منذ أن طلبت من الممثلات اللواتي نافسنها على الأوسكار
(ميريل ستريب، سواريس رونان، مارغوت روبي وسالي هوكينز) الوقوف في
أماكنهن ثم وجهت حديثها للمنتجين قائلة لهم «كل واحدة منا لديها
قصص تريد أن تحققها. لا تتحدثون إلينا في الحفلات بل ادعونا إلى
مكاتبكم أو زورونا في مكاتبنا لنتحدث». نتيجة ذلك واضحة، سوف لن
يتقدم منتج واحد إلى ممثلة يسألها ما المشروع الذي تريد إنجازه.
ليس هكذا تُنتج الأفلام يا فرنسيس.
>
ظهرت الممثلة جودي فوستر بعكاز تصاحبها الممثلة جنيفر لورنس لتقديم
جائزة أفضل ممثل أول. هذا ما أثار الفضول ليتبين لمن سأل أن جودي
كسرت قدمها بينما كانت تقوم بالتزحلق على الجليد خلال عطلتها.
>
دعوة صريحة أخرى لمناصرة المرأة وجهها مقدّم الحفل جيمي كيمل الذي
حمل بشدّة على هارفي وينستين ودعا إلى أن يتحمل الجميع المسؤولية
فـ«العالم يراقبنا». كيمل منح المنصّة شخصية متزنة وإن لم تخل من
النكات وإحداها أصابت الممثل كريستوفر بلامر عندما قال كيمل إنه
وجد خطاباً تم إلقاؤه سنة 1929 (تاريخ أول توزيع أوسكار) ووجه فيه
المتحدث آنذاك كلمته إلى بلامر (88 سنة حالياً) قائلاً له «أنت
أصغر ممثل في هذا الحفل».
>
أيضاً في أعقاب هارفي الممثلات سلمى حايك وأشلي دْجد وأنابيلا
سكيورا اللواتي كن اتهمن المنتج السابق باعتداءات جنسية اللواتي
صعدن المسرح وألقين كلمة في ظاهرة «أنا أيضاً» وكيف أن عقارب
الساعة، فيما يتعلق بأخلاقيات المهنة، لن تعود إلى الوراء.
>
كلمة المخرج غويلرمو دل تورو كانت تعليقاً غير مباشر ضد سياسة
الرئيس الأميركي الخاصة بالمهاجرين، إذ ذكّر الحاضرين بأنه ممن
هاجروا إلى الولايات المتحدة التي باتت موطنه ثم أضاف: «أعظم شيء
في سينمانا هي أنها تمحو العلامات الرملية. وعلينا أن نواصل فعل
ذلك».
>
موضوع الهجرة والسياسة ساد المنصّة قبل كلمة دل تورو عندما صعد
الممثل الباكستاني كمال نجياني والممثلة الكينية لوبيتا نيونغو
وأدليا بدلوهما في هذا الموضوع وتلقفا التصفيق الحاد أيضاً.
>
قام الممثل والمخرج وورن بيتي والممثلة فاي داناواي بتقديم جائزة
أفضل فيلم للمرّة الثانية بعدما كان سبق لهما أن قدّما أوسكار أفضل
فيلم في العام الماضي عندما حدث التباس أدّى لصعود منتجي ومخرجي
فيلمين إلى المنصّة. الخطأ لم يكن خطأهما وظهورهما هذا العام هو
لتأكيد عدم مسؤوليتهما عما حدث.
####
غويلرمو دل تورو: كل ذلك الهراء حول نجوم السينما
لا يعنيني
الفائز بأوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج يتحدث إلى
«الشرق الأوسط»
>
خلال الحملة التي سبقت عروض فيلم «شكل الماء» التجارية، في مطلع
هذه السنة، سنحت لنا، في «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» فرصة لقاء
المخرج غويلرمو دل تورو والممثلة سالي هوكينز. هو نال الأوسكار وهي
نالت الدور. هو ضخم الجثة ورقيق الحاشية في داخله وهي رقيقة من
الداخل والخارج.
كان من المبكر معرفة ما إذا كان سينال أوسكار أفضل مخرج أو أفضل
فيلم كما كان مستحيلاً بعد إعلان الجوائز مقابلته لإضافة تعليقه
حول فوزه. هذا سينمائي يصف نفسه بـ«المستقل عن الحياة» يعيش في
عالمه الخاص. في الثالثة والخمسين من عمره. يصحو في الصباح الباكر
ويعمل حتى منتصف الليل، ويقرأ ثلاثة كتب ويشاهد من ثمانية إلى تسعة
أفلام كل أسبوع.
عالم خائف
·
لماذا «شكل الماء» مهم لديك أكثر من سواه؟
-
لي في مهنة السينما 25 سنة وأستطيع أن أقول لك إن كل أفلامي خلال
هذه السنوات قادتني إلى هذا الفيلم. كنت أشبه بمن يشهق الهواء إلى
داخله ويبقيه حبيس صدره طوال هذه السنوات إلى أن حققت الفيلم الذي
أستطيع أن أطلق ما في داخلي بسببه.
·
الشيء الخاص في هذا الفيلم، وهناك أشياء خاصة أخرى بالطبع، هو أنه
أقل تعقيداً من معظم ما حققته من أعمال، خصوصاً من «متاهة بان»
لكنه يوازيها عمقاً.
-
سعيد لأن أسمع ذلك لأن هذا ما أراه. هذا الفيلم يسبح بطلاقة حول
الموضوع الإنساني أكثر من سواه. تشعر بحيويته ويبدو كما لو أنه
منفّذ من دون جهد خاص على عكس معظم أفلامي السابقة.
·
ما الذي تعتقد أن الفيلم حققه في مجالات إبداعية كالتصوير أو
الموسيقى؟
-
كثير. في مجال الإنجازات والطموحات أعتقد أنه أنجز عدة أهداف.
مثلاً هو فيلم تشويقي بمعالجة تصلح لأن تتحول إلى فيلم ميوزيكال.
هو قريب من الكوميديا أيضاً ورسالة حب إلى السينما على تعدد
أنواعها.
·
كل دقيقتين أو ثلاث هناك مشهد ماء في الفيلم. هل كنت تقصد، ولو
جانبياً، لتصوير شكل ما لما لا شكل له؟
-
هذا حقيقي. لأنه لا يوجد شكل ثابت للماء صوّرناه على أشكال مختلفة،
هو مجرى نهر ومستنقع ومطر وماء منساب على الأرض وحوض ماء والمشهد
الكبير طبعاً للحمام وقد غرق بالماء.
·
كيف صوّرت المشهد الذي نجد فيه سالي هوكينز والوحش يسبحان في غرفة
الحمام الممتلئة بالماء؟
-
هذا كان جهداً كبيراً بذلناه. أولاً أخذنا حوضاً كبيراً من الماء
ثم بنينا حوضاً آخر أصغر قليلاً منه ووضعناه داخل الخوض الكبير. ثم
أغرقنا في الحوض الأصغر كل الأدوات والتجهيزات التي في الحمام قبل
المشهد. كان هدفي هو أن يعبر هذا المشهد عن عالم من الخيال
الأسطوري. كما لو أن سالي هوكينز تسبح في حلم.
·
شغل الكاميرا أيضاً جميل. هناك حركة دائمة.
-
المشهد الأول صورناه كما لو أننا نصوّر فيلم «ميوزيكال» هوليوود
قديم حيث كانت الكاميرا تنساب على نحو غير واقعي، وهذا النحو مناسب
جداً هنا لأن ما نعرضه ليس الحكاية بل الفانتازيا.
·
في أحد المشاهد يقول مايكل شانون، وأنا أرفع قبعتي لأدائه الذي
يجعلك تجلس على حافة المقعد طوال الوقت: «إذا لم أفهمه علي أن
أكرهه». طبعاً يتحدث عن الوحش لكن الدلالات سياسية، أليست كذلك؟ ما
هي؟
-
نحن نعيش اليوم في عالم مختزن بالخوف. ومع الخوف يأتي الكره. الشيء
الوحيد الذي يستطيع تقزيمنا هو «الآيديولوجي». عندما تقوم بتقزيم
شخص بكامله إلى كلمة واحدة مهما كانت هذه الكلمة التي تصفها به.
إذا نجحت في تقليص ذلك الشخص إلى كلمة واحدة نجحت في قهره وعزله
وهذا لأنك لا ترى الآخر كإنسان. كلمات شانون هي في هذا الإطار...
هو لا يتعامل مع المخلوق بناء على معلومات ومساواة وفهم بل على
أساس أنه لا يفهم ما هو ولذلك يبيح لنفسه أن يعامله بقسوة. إنها
حكاية الإنسان الأبدية.
من وجهة نظر خادمة
·
هل كان يمكن أن تجد ممثلة أكثر شهرة ومناسبة في الوقت ذاته؟
-
ربما. لكني أنا لست فقط مخرجاً مستقلاً... أنا مستقل أساساً عن
الواقع (يضحك). أنا أوجد في عالمي الخاص وكل ذلك الهراء حول
النجومية لا يعنيني. ولا يهم عندي الجانب الصناعي من السينما الذي
يفرض عليك تحقيق فيلم حسب لوائح وتجارب حاضرة. لدينا مفهوم خاطئ
حول الممثلين. نعتقد أن الممثل الجيد هو من يلقي أو يؤدي جيداً.
هذا جزء صغير من الصورة. لكي تكون ممثلاً جيداً عليك أولاً أن تكون
مصغياً جيداً.
·
ما علاقة فيلم جاك أرنولد «مخلوق البحيرة السوداء» بهذا الفيلم؟
-
شاهدت هذا الفيلم عندما كنت في السادسة من عمري. شاهدت جوليا أدامز
تسبح فوق الوحش... أمن دون علمها... هل تتذكر المشهد؟
·
جيداً.
-
إنه مشهد جميل أصابني بالدوخان يقع قبل أن يتحوّل الفيلم إلى حكاية
رعب. بالنسبة لي هذا الوحش وسواه من وحوش أفلام الرعب ليست وحوشاً
بل مخلوقات متكاملة مثيرة في حد ذاتها.
·
لماذا يطلق عليك بعض النقاد وصف «مخرج أفلام رعب» بينما أفلامك
ليست مرعبة بل تدور في جوانب جمالية وفانتازية.
-
لقد تحدثت طويلاً في هذا الموضوع. دائماً ما كنت أقول إنني لا أخرج
أفلام رعب، بل - كما تقول- أفلام فانتازية. أحب نوعاً من أفلام
الرعب كذلك أنواعاً كثيرة مثل الميوزيكال والغرائبيات المختلفة وقد
أقتبس منها لكني أصيغه كما أريد. وهناك معالجات متعددة لهذه
الحكايات ولفيلمي أيضاً. يمكن أن تخلق سوبر هيرو في البطولة ينقذ
الفتاة معتقداً أنها في خطر ولإنقاذها يدخل صراعاً مع الوحش.
·
لكن ما تفترضه يؤدي إلى فيلم آخر...
-
بالتأكيد وإلى رسالة سياسية مختلفة.
·
عوض السوبر هيرو وضعت في البطولة امرأة تعمل في تنظيف الحمامات
وضعيفة في كل شيء ما عدا الإرادة.
-
صحيح جداً. كان يمكن لهذا الفيلم أن يُروى من جهة نظر شخصية مايكل
شانون أو من وجهة نظر العلماء أو الجواسيس إلخ... لكنه يمضي في
صورة عكسية كاملة. أقول لك أستطيع أن أصنع فيلماً عن نابليون
ومعركة ووترلو من زاوية الكوّا الذي كان يصاحبه (يضحك).
·
هل أنت راض عن مقارنة فيلمك بأفلام «الجميلة والوحش»؟؟
-
لا. وسأخبرك لماذا. المشكلة في أفلام «الجميلة والوحش» الحديثة هي
أنها توفر صورة كاملة الأوصاف للجميلة. لجانب حسن جمالها هي فتاة
تجسد البراءة. هذا يحيد بالفكرة كلها لأن الفتاة لكي تلعب دوراً له
قيمته عليها أن لا تكون كاملة الأوصاف.
·
لذلك قدمت بطلتك خرساء.
-
نعم.
·
متى قررت أن تستعين بسالي هوكينز لهذا الدور؟
-
شاهدتها عدة مرات والمرّة اللافتة أكثر من سواها كانت في «هابي غو
لاكي». كتبت الدور لها أو لواحدة في ملامحها وخصالها حسبما أوعزت
لي في أفلامها. إنها ممثلة رائعة.
####
البساط الأحمر يتلألأ بأزياء تحتفي باختلاف الأذواق
نجمات هوليوود يتحررن من قيود اللون الأسود
لندن: «الشرق الأوسط»
تلألأت نجمات هوليوود على البساط الأحمر لحفل الأوسكار بأزياء
جميلة وألوان نابضة بالحياة، كما تحررن من قيود الموضة التي هيمنت
على حفل جوائز «غولدن غلوب» عندما اتشحن بالسواد تعبيرا عن
الاحتجاج على سوء السلوك الجنسي في صناعة الترفيه.
وفي ليلة الأوسكار آثر مشاهير السينما في العالم ارتداء ما يشعرون
فيه بالتألق احتفاء بتنوع الأزياء سواء كانت كلاسيكية نمطية أو
جريئة كاشفة.
فعلى سبيل المثال ارتدت النجمة إيما ستون سروالا أسود من دار لوي
فيتون فيما اختارت الممثلة فيولا ديفيس فستانا بلون وردي فاقع
بتوقيع مصمم الأزياء مايكل كورس مما جعل ممشى البساط الأحمر في حفل
هذا العام درسا في التناقضات التي تحتفي بالذوق الشخصي.
وقالت ليزلي برايس من مجلة «إنستايل» إن حركة (#مي تو) المناهضة
للتحرش الجنسي لم تطغ فيما يبدو على شعار «الاستمتاع بالموضة».
إلا أن نجمات كثيرات علقن شعار «تايمز أب» تضامنا مع ضحايا السلوك
الجنسي المشين في إطار الفضيحة التي قضت مضاجع هوليوود.
وقالت ريكي دو سول مديرة الموضة في مجلة «دبليو»: «كان التنوع في
كل مكان. لم يعد هناك نموذج. يبدو أن الناس يتبعون أسلوب الذوق
الشخصي أكثر من ارتداء فستان تقليدي... لسان حالهم يقول أي شيء
يصلح».
وظهرت النجمة سلمى حايك في فستان غوتشي فاتح مرصع بالجواهر فيما
بدت الممثلة أليسون جاني، التي فازت بأول أوسكار لها في فئة أفضل
ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «آي تونيا»، في فستان أحمر مفتوح
الصدر بأكمام طويلة للمصممة ريم عكرا، حسب «رويترز».
وتحت سماء صافية بددت المخاوف من سقوط أمطار، لمعت الدرجات الصارخة
من ألوان الأخضر والبنفسجي والوردي.
واختارت النجمتان جنيفر غارنر ونيكول كيدمان اللون الأزرق فيما
ظهرت الممثلة آشلي جود في فستان بنفسجي من دون حمالة. وارتدت جريتا
جيرويج التي ترشحت في فئة الإخراج درجة فاتحة من درجات اللون
البرتقالي في حين آثرت النجمة ميريل ستريب الأحمر الكلاسيكي.
وجاءت الممثلة ريتا مورينو، 86 عاما، إلى حفل الأوسكار بنفس
الفستان الذي ظهرت به عام 1962 عندما فازت بأوسكار أفضل ممثلة
مساعدة عن دورها في الفيلم الشهير «وست سايد ستوري». واحتفت
الممثلة تيفاني هاديش بأصلها الأفريقي فارتدت فستانا بلون العاج
مطرزا بأشكال هندسية وسترة سوداء ووصفته بأنه «ثوب أميرة إريترية».
وقالت هاديش لقناة «إيه بي سي» قبل أن تزغرد: «والدي من إريتريا
وتوفي العام الماضي. قال لي إنني سأصل إلى هنا يوما ما وطلب مني أن
أحتفي بشعبي إذا ما حضرت حفل الأوسكار يوما ما لذا فأنا أكرم إخوتي
في إريتريا». |