«آفاق السينما العربية»...
قضايا عربية ساخنة تتصدّرها معاناة الحرب
عمر خليل
·
المخرج رائد أنضوني أبدع في التعبير عن معاناة آلاف
الفلسطينيين
حظيت أفلام عدة عرضت ضمن برنامج «آفاق السينما
العربية»، أحد البرامج الموازية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة
السينمائي، بإعجاب الحضور، وهي من ست دول عربية: المغرب، وسورية،
والكويت، وتونس، ولبنان، وفلسطين.
برز ضمن برنامج «آفاق السينما العربية» بمهرجان
القاهرة السينمائي الفيلم الفلسطيني «اصطياد الأشباح» للمخرج رائد
أنضوني، إذ أبدع الأخير في التعبير عن معاناة آلاف الفلسطينيين
الذين خضعوا لأشكال مختلفة من الاحتجاز، والاعتقال في السجون
الإسرائيلية.
وأحد العوامل التي ساعدت صانعي العمل على إتقان
الحبكة الدرامية، نجاح أنضوني في اختيار فريق الممثلين ومعظمهم من
السجناء السابقين، ذلك بعدما وضع إعلاناً صغيراً في إحدى الصحف
برام الله. كذلك جاء في الأحداث ، ذلك الخلط بين الخاص والعام،
وسرد حكايات السجناء التي رواها البعض لأول مرة إزاء الكاميرا،
التي رصدت انفعالاته وحجم المعاناة، ما ترك حتما أثراً في الجمهور.
يذكر أن الفيلم فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في
مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام.
كذلك من الأفلام التي حازت إعجاب الجمهور السوري
«طريق النحل» لمُخرجه عبد اللطيف عبد الحميد، وفيه رصد كيف يولد
الحب وسط الحوادث المأساوية، وكيف تضع الحرب آلاف أو ملايين
السوريين يومياً إزاء خيارات صعبة.
كان مخرج الفيلم ومؤلفه عبد اللطيف عبد الحميد الذي
يشارك أيضاً في بطولته اعتذر عن عدم حضور الفعالية لأسباب صحية.
ومن سورية أيضاً شارك «مطر حمص» للمخرج جود سعيد،
ويتناول قيمة الحياة بالنسبة إلى الشعب السوري، ويعكس المعاناة
التي يعيشها من خلال «يوسف» البطل الذي يروي ما مرّت به مدينته حمص
القديمة التي باتت مجرد صور في ذاكرته، إذ رحلت ورحل معها كل شيء.
جاء ضمن العروض أيضاً الفيلم المغربي «عرق الشتاء»
للمُخرج حكيم بلعباس، ورصدت أحداثه فكرة التمسك بالأرض «الوطن» عن
طريق مبارك، الفلاح البسيط الذي يعيش في إحدى القرى النائية بمدينة
«أبي الجعد» وسط المغرب، وهي مسقط رأس حكيم بلعباس.
يحاول الفلاح الذي يؤدي دوره الممثل المتألق أمين
الناجي، إنقاذ أرضه من الحجز، بعدما عجز عن سداد القرض الذي أخذه
من البنك، خصوصاً بعدما امتنعت السماء وقررت ألّا تحن عليه
بالأمطار، لتبلغ ديون مبارك أقصاها، إزاء جشع مدير البنك الذي لا
ينتهي.
وحصل الفيلم على إشادة الحضور، وهو كان حاز جوائز
مهمة قبل حضوره في المهرجان، من بينها الجائزة الكبرى في مسابقة
الأفلام الطويلة بمهرجان طنجة السينمائي الـ18، فيما حصل الممثل
أيوب الخلفاوي على جائزة أحسن دور ثان رجالي في المهرجان ذاته،
وسبق أن عرض العمل دولياً في مسابقة «المهر» الطويل بمهرجان دبي
الدولي السنة الماضية.
«سرب الحمام»
مثّل دولة الكويت فيلم «سرب الحمام» من إخراج رمضان
خسروه، وبطولة الفنان داود حسين، واستطاع مُخرجه لفت الانتباه إلى
بعض القيم الإنسانية والمفاهيم الوطنية خلال فترة الغزو العراقي
مستعرضاً بطولات المُقاومة الكويتية والدفاع عن الأرض.
وواجه الفيلم خلال عرضه مشاكل تقنية أدت إلى استياء
مُخرجه، الذي لفت إلى أن القاعة غير مجهزة لعرض العمل، ما دفع
الناقد أحمد شوقي الذي أدار ندوة تلت الفيلم إلى الاعتذار إلى
الموسيقار خالد حماد (واضع الموسيقى التصويرية)، لأن كثيراً من
الموسيقى لم يظهر، كذلك المؤثرات الخاصة بالتفجيرات.
جدل
أثار الفيلم التونسي «الجايدة» للمُخرجة سلمى بكر
الجدل لحساسية القضية التي رصدها، وهي حقوق المرأة داخل المجتمعات
الشرقية، عن طريق أربع نساء تحدين هذه الأعراف الاجتماعية الظالمة،
كل على طريقتها، فعوقبن بوضعهن في «دار جواد» حيث تعرضن لأشكال عدة
من التعذيب الجسدي والنفسي.
ونجحت المخرجة سلمى بكر من خلال الأحداث في تجسيد
واقع النساء في تلك الفترة، وكيف تحاول قوى الظلام الآن إعادتهن
إلى هذا الواقع المرير.
وتنتهي فعاليات برنامج آفاق السينما بعرض الفيلم
اللبناني «نصر» لبديع مسعد وأنطوان واكد، ويتناول الرحلة الشاقة
للمخرج اللبناني جورج نصر، الذي صنع أفلاماً بارزة، ورغم بلوغه سن
التسعين، فإن عينيه لا تزالان تلمعان عند ذكر حبه الأعظم وهو
السينما.
لا مشاركة مصرية
لوحظ أن هذا العام لم يشهد مُشاركة مصرية خلال عروض
المُسابقة، وهو ما تحدث عنه الناقد أحمد شوقي، مدير برنامج آفاق
السينما العربية، قائلاً إن «الفكرة تتلخّص في رفض صانعي الأعمال
الجيدة المُشاركة في المهرجان لأسباب خاصة بهم، أو لأهداف
ومُشاركات أخرى»، مؤكداً أن القيمين قاموا بواجبهم.
####
جوليا قصار: محظوظة بالمشاركة في 6 أفلام خلال
سنتين
الجريدة - القاهرة
• «أنتمي إلى مدرسة الاستماع إلى المخرج»
·
فيلم «محبس» أبكاني وأضحكني
·
محظوظة بالعمل مع زياد دويري في «القضية رقم 23»
زارت الفنانة اللبنانية جوليا قصار القاهرة لحضور
عرض فيلمها «محبس» في مسابقة «آفاق السينما العربية» في مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي. في حوارها مع «الجريدة» تتحدث قصار عن
الفيلم، والمهرجانات التي شارك فيها.
·
حدثينا عن تجربتك في «محبس».
«محبس» تجربة مهمة بالنسبة إلي، فهو عمل لمس قلبي
بمجرد قراءته للمرة الأولى، وكان لا يزال في نسخته الأولى، وظللت
أتابع مراحل تطوره والتغيرات في السيناريو على مدار النسخ الخمس
التي كُتبت قبل انطلاق التصوير وترشيح بقية فريق العمل.
أبكاني الفيلم وأضحكني، تألمت وفرحت في مواقفه
المختلفة، وهذا ما جعلني أشعر بأنه عمل مختلف. عندما أقرأ أي
سيناريو للمرة الأولى أتخيل نفسي مشاهدة وليس ممثلة مرشحة للمشاركة
فيه، إذا أعجبني أوافق عليه، وهو ما حدث مع «محبس».
·
ما هي التغييرات التي طاولت السيناريو؟
لا أتذكر التغييرات على وجه الدقة، لكن إجمالاً كان
العمل على التفاصيل يتعزّز في كل مرة، فضلاً عن الاهتمام بالشخصيات
لتكون أوضح للمشاهد بخلفيتها، وتكون تصرفاتها مبررة عن مواقفها
السابقة. من ثم، أضيفت جمل، وحذفت أخرى لإضفاء مزيد من الواقعية
على السيناريو، وهذه طبيعة السينما عموماً، إذ تستمر التغييرات في
السيناريو حتى موعد التصوير.
·
كيف تحضرتِ للدور؟
من خلال قراءة السيناريو والحديث المستمر مع
المخرجة صوفي بطرس قبل انطلاق التصوير، فأنا أنتمي إلى مدرسة
الاستماع إلى المخرج والتعرّف إلى رؤيته وقناعاته. فعلاً، تناقشنا
كثيراً قبل التصوير في التفاصيل، وكنت سعيدة بالتحضيرات وبفترة
التصوير.
نهاية وصعوبة
·
وجد البعض أن النهاية كانت لتخرج بطريقة أفضل. ما
رأيك؟
على العكس. أرى أن النهاية ملائمة للفيلم والقصة
التي ناقشها، فهي امرأة دفعت ثمن خطأها بأن بقيت فترة طويلة لا
تفكر ولا تعيش سوى في الماضي، وقدمت تضحية من أجل إسعاد ابنتها
الوحيدة، كذلك طبيعة علاقتها بزوجها جعلت نهاية زواجهما حتمية، فهي
نهاية شاعرية في رأيي، ومتماشية مع السياق العام للأحداث وخلفيات
الشخصيات.
·
تحدثت عن الصعوبة التي تواجه الفنانات في المراحل
العمرية المتقدمة وحصرهم في دور الأم.
هذه الأزمة موجودة في السينما العالمية لكنها أكبر
في العالم العربي، والحقيقة أنني لست ضد أن تقوم الفنانة بدور
الأم. على العكس قمت بهذا الدور من وقت مبكر في حياتي، وهو أحد
الأدوار المهمة، لكني ضد أن تكون الشخصية بلا تعمق في تفاصيلها أو
موجودة من أجل خدمة بقية الأدوار فحسب. في رأيي، نحن بحاجة إلى
مزيد من السيناريوهات تتناول حياة الأم بمساحة أكبر، فلدينا الطاقة
لتقديمها، وثمة أفكار كثيرة لم تقدم بعد.
«القضية رقم 23»
·
شاركت في فيلم «القضية رقم 23»، كيف وجدت الضجة حول
مخرجه زياد دويري؟
كنت محظوظة بالعمل مع زياد دويري في «القضية رقم
23»، ولا أحب الحديث عن الأمور السلبية التي حدثت تزامناً مع عرض
الفيلم الذي لا يزال يحصد جوائز سينمائية، من بينها جائزة الموسيقى
في مهرجان الجونة بمصر أخيراً.
حقّق الفيلم عند طرحه في الصالات اللبنانية نجاحاً
كبيراً، ولا يزال الجمهور يقبل على مشاهدته، فلزياد رصيد كبير لدى
اللبنانيين، والحقيقة أن الضجة لم تكن سبباً في زيادة الإقبال على
الفيلم، بل على العكس الجمهور أكّد اهتمامه بمشاهدة أفلام دويري
بضجة أو من دونها.
·
شاركت أخيراً في مجموعة أفلام عرضت دفعة واحدة.
أنا محظوظة بأنني قدمت ستة أفلام متنوعة ومختلفة
خلال عامين، وثلاثة منها شاركت في مهرجانات سينمائية مهمة، وحصلت
عنها على جوائز، من بينها أفضل ممثلة عن فيلم «ربيع». أشير هنا إلى
أن انشغالي بالسينما تزامن مع ابتعادي عن التلفزيون مصادفة،
وراهناً أعمل على المسرح بشكل أكبر وليست لديَّ مشاريع سينمائية
جديدة.
مشاريع في مصر
قالت جوليا قصار إنها قدمت مسرحية في مصر على
المسرح القومي قبل نحو 20 عاماً، وتقول: «كانت من التجارب المهمة
بالنسبة إلي، وقبل ست سنوات صورت في مصر مسلسل «الشحرورة» مع كارول
سماحة، وهو إنتاج مصري - لبناني مشترك، ولديَّ ارتباطات في بيروت
بتدريس مادة التمثيل المسرحي، وعندما أتلقى عرضاً جيداً ومناسباً
لمشروع في مصر فلن أتأخر بالتأكيد».
####
إسعاد يونس أبرز المرشحات لمهرجان القاهرة
علمت «الجريدة» أن أسماء عدة طرحت لترؤس مهرجان
القاهرة السينمائي، خلفاً للناقدة ماجدة واصف، التي قدمت استقالتها
قبل انطلاق الدورة الراهنة من المهرجان، وقُبلت رسمياً من وزير
الثقافة حلمي النمنم، إذ بدأت رحلة اختيار رئيس جديد للمهرجان
خلفاً لواصف التي تعتزم مغادرة المنصب فور الانتهاء من تسديد
الفواتير المالية للمهرجان.
ورشحت الفنانة والمنتجة إسعاد يونس لتكون رئيسة
المهرجان في دورته المقبلة، وهو الترشيح الذي يلقى قبولاً لدى عدد
من الرعاة المحتملين للدورة 40 من المهرجان، التي تنطلق العام
المقبل، فيما لم تحسم إسعاد موقفها بانتظار تلقي عرض رسمي من وزير
الثقافة بهذا الشأن.
وإسعاد يونس على علاقة جيدة مع شركة «دي ميديا»
المالكة لمجموعة قنوات
dmc
راعي المهرجان في دورته الأخيرة، إذ تنتج الشركة برنامجها «صاحبة
السعادة» منذ انطلاقه قبل نحو أربع سنوات، فيما لم تحضر إسعاد أية
فعاليات للمهرجان منذ فترة.
وطرحت أسماء مجموعة من الفنانين لترؤس المهرجان في
الدائرة المحيطة بوزير الثقافة، لكن لم يتم الاستقرار على أي اسم
حتى الآن بعد اعتذار الفنان حسين فهمي عن عدم العودة لترؤس
المهرجان، علماً بأن يونس باتت الأقرب إلى المنصب. |