ملامح الدورة الـ74 من مهرجان فينيسيا السينمائي
كشيش التونسي ودويري اللبناني في مسابقة مهرجان
فينيسيا السينمائي وهيمنة للسينما الأميركية على المهرجان.
العرب/ أمير
العمري
تقام الدورة الـ74 من مهرجان فينيسيا السينمائي في
الفترة من الـ30 من أغسطس إلى الـ9 من سبتمبر القادم. ويتنافس في
المسابقة الرئيسية21 فيلما من 11 دولة. وللمرة الأولى منذ سنوات،
تنال السينما الأميركية حصة الأسد في المسابقة، حيث تُمثل بثمانية
أفلام، معظمها من إنتاج شركات هوليوود الكبيرة.
أما باقي أفلام المسابقة فتمثل فرنسا وبريطانيا
وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واليابان والصين وأستراليا وإسرائيل، من
بـينها ثـمانية أفـلام أوروبـية بالإضـافة إلى فيلم من كل من
اليـابان والصين وأستراليا، تتنافس على جائزة “الأسـد الذهبي”
وجوائز أخـرى في الإخراج والتمـثيل والسـيناريو.
يبذل مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، عادة، جهدا
كبيرا للحصول على أحدث الأفلام الأميركية بعد أن نجح خلال السنوات
الأخيرة، في اكتساب سمعة طيبة لمهرجانه وجعله قبلة للأفلام
الأميركية الجديدة، ومن جعبة المهرجان تمضي هذه الأفلام فيما بعد
لكي تشق طريقها إلى السباق على جوائز الأوسكار.
من جهة أخرى باستقطاب أحدث الأفلام الأميركية يضمن
باربيرا حضور أكبر عدد من نجوم السينما الأميركية، وبالتالي يضمن
تسليط الأضواء على المهرجان كاحتفال سنوي بالسينما في منافسة
مستمرة مع مهرجان كان الفرنسي.
يجب أن نذكر في هذا السياق أنه من معطف مهرجان
فينيسيا خرج في السنوات الأخيرة عدد من الأفلام التي حصلت على عدد
كبير من جوائز الأوسكار. من هذه الأفلام “جاذبية الأرض” و”بيردمان”
و”بقعة ضوء” (سبوتلايت) و”سلم عبور مشرشر” (أو هاكساو ريدج) و”لا
لا لاند”، وغيرها.
في صلب المهرجان
*يمنح مهرجان فينيسيا هذا العام جائزة الأسد الذهبي
الشرفية إلى النجمين الأميركيين جين فوندا وروبرت ريدفورد تقديرا
لإسهامهما الكبير عبر أكثر من خمسين عاما في إثراء الفن السابع.
ويعرض المهرجان الفيلم الجديد الذي اشترك الاثنان في بطولته وهو
“أرواحنا في الليل” (2017) الذي أخرجه المخرج الهندي ريتيش باترا.
*ترأس لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية الممثلة
الأميركية أنيت بيننغ وهذه هي المرة الأولى التي تترأس فيها سيدة
لجنة التحكيم الدولية. وتتكون اللجنة من الممثلة البريطانية ربيكا
هول والمخرج المجري إديكو أنيدي والممثلة الفرنسية آنا موغلاليس
والناقد السينمائي الأسترالي ديفيد ستراتون والمخرج المكسيكي مايكل
فرانكو والمخرج البريطاني إدغار رايت (بيبي درايفر) والمـخرج
والمـنتج الصـيني يونفان والممثلة الإيطالية جاسـمين ترينكا.
*يختتم المهرجان بالفيلم الياباني -من أفلام
الياكوزي- “غضب كودا” من إخراج تاكيشي كيتانو وبطولته، وهو معروف
بهذا النوع من الأفلام التي تسود فيها مشاهد العنف المبتكرة.
*يشارك فيلم “البحث عن أم كلثوم” للمخرجة الإيرانية
شيرين نشأت في مسابقة تظاهرة “أيام فينيسيا” وتشترك في بطولته
الممثلة المصرية ياسمين رئيس، وهو يصوّر سعي سيدة في الأربعينات
لإخراج فيلم عن المطربة المصرية أم كلثوم، بتركيز خاص على دور أم
كلثوم كامرأة في مجتمع ذكوري والتحديات التي واجهتها.
*يشارك في مسابقة المهرجان فيلم إسرائيلي هو
“فوكستروت” للمخرج شموئيل ماعوز، وفي قسم “آفاق” فيلمان إسرائيليان
هما “إبن العم” للمخرج زاهي غراد، و”الوصية” لأميشاي غرينبرغ.
ويشترك فيلم إسرائيلي رابع في تظاهرة “أيام فينيسيا” هو فيلم
“اشتياق” لصافي غابيزون.
فيلم الافتتاح
يفتتح المهرجان بالفيلم الأميركي “التصغير” للمخرج
ألكسندر باين، وهو فيلم خيالي كوميدي يقوم ببطولته مات ديمون
بالاشتراك مع كريستوف فالتز وكريستين ويغ وأليك بولدوين، ويقوم
ديمون فيه بدور رجل عادي من سكان مدينة أوماها (موطن المخرج نفسه)
يحلم مع زوجته بتحقيق حياة أفضل.
وبسبب أزمة الكثافة السكانية التي يشهدها العالم
توصل العلماء إلى اختراع جديد يجعل البشر قادرين على تقليص أحجامهم
إلى أن يصبح طول الشخص الواحد لا يتجاوز بضعة سنتميترات. ويقرر
الرجل وزوجته الإقبال على تجربة الاختراع الجديد تحت وطأة الارتفاع
الهائل في تكاليف الحياة.
إلى جانب دوره في فيلم الافتتاح المشارك في
المسابقة يقوم مات ديمون ببطولة فيلم “عنف في الضاحية” وهو من
إخراج جورج كلوني عن سيناريو قديم للأخوين كوين، يروي قصة بوليسية
من نوع الكوميديا السوداء. وتشارك في بطولة الفيلم جوليان مور إلى
جانب أوسكار أيزاك الذي تألق في فيلم الأخوين كوين “داخل ليلوين
ديفيز” (2013).
ومن الأسماء الأخرى للمخرجين الكبار يشارك في
المسابقة المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي بفيلمه “الأم” وهو من
نوع دراما الرعب، ومن بطولة جنيفر لورانس وخافيير بارديم. وإلى
جانبه يأتي المخرج المكسيكي الكبير غليرمو ديلتورو الذي يعمل في
نطاق السينما الأميركية شأن زميليه: أليخاندور غونزاليس إيناريتو
(بيردمان)، وألفونسو كوارون (جاذبية الأرض).
فيلم ديلتورو يشارك للمرة الأولى في المهرجان
بعنوان “شكل الماء”، وهو من بطولة الممثلة البريطانية سالي هوكنز
(الحاصلة على الأوسكار عن دورها في “خالية البال” لمايك لي- 2008).
ويروي الفيلم قصة تدور في أوائل الستينات من القرن
العشرين داخل معمل للأبحاث البحرية حيث يحتفظون هناك بكائن أسطوري
كان يعتبر معبودا في وادي الأمازون لإجراء التجارب عليه. تتعاطف مع
هذا الرجل-الإله العاملة التي تقوم بتنظيف المعمل وتسعى لإطلاق
سراحه. وتقول المعلومات القليلة المتوفرة عن الفيلم إن جانبا كبيرا
منه صوّر تحت الماء وإن دور هوكنز صامت.
المخرج وكاتب السيناريو الأميركي بول شرايدر يشارك
بفيلم من إخراجه هو “أصلح أولا” يقوم فيه الممثل إيثان هوك بدور قس
كان يعمل سابقا في الجيش الأميركي، يشعر حاليا بالحزن الشديد لموت
ابنه ويرتبط بعلاقة ملتبسة مع امرأة من رعايا كنيسته هي “ماري”
زوجة أحد النشطاء المدافعين عن نقاء البيئة.
في المسابقة ثلاثة من الأفلام الإيطالية أولها فيلم
ناطق بالإنكليزية هو “الباحث عن المتعة” للمخرج باولو فيرزي وبطولة
هيلين ميرين ودونالد سوذرلاند. والثاني فيلم “عائلة” لسبستيانو
ريزيو، وأخيرا “الحب ومالفيتا” لمانيتو بروز.
المخرج البريطاني أندرو هاغ الذي أدهشنا قبل عامين
بفيلمه البديع “45 عاما” يشارك في المسابقة بفيلم جديد “من الإنتاج
الأميركي” هو “استند على بيت” الذي يصور رحلة يقوم بها شاب مراهق
في الخامسة عشرة من عمره يرغب في الوصول إلى قريبته الوحيدة التي
بقيت على قيد الحياة ويقطع رحلة الألف ميل من أوريغون إلى وياومنغ
بصحبة حصان سباق عجوز.
ويشارك المخرج البريطاني مارتن ماكدوناه بفيلم
أميركي آخر هو “ثلاث لوحات خارج غيبنغ، ميسوري”، إلى جانب الفيلم
التسجيلي الأميركي الطويل “مكتبة نيويورك العامة” للمخرج فردريك
وايزمان (87 عاما).
من أهم أفلام تظاهرة {أيام فينيسيا} الموازية
الفيلم الجديد للمخرج الإيطالي الكبير إيرمانو أولمي وهو من النوع
التسجيلي القصير (35 دقيقة) ويحمل عنوان "أترى.. أنا واحد منكم".
وتضم "مسابقة أيام فينيسيا" 12 فيلما (و8 أفلام خارج المسابقة) من
بينها فيلم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي "فوليوبوليس"
كشيش ودويري
من فرنسا يشارك المخرج التونسي الأصل عبداللطيف
كشيش بفيلمه الجديد "المكتوب مكتوب" الذي كان متنازعا عليه طويلا
بين أطراف الإنتاج المختلفة، بعد أن قيل إن كشيش خالف التعاقد،
وبدلا من تصوير فيلم واحد صور فيلمين قام بدمجهما معا في فيلم واحد
طويل.
ويشارك المخرج اللبناني زياد دويري بفيلمه الجديد
“الإهانة” من الإنتاج الفرنسي للمرة الأولى في مسابقة فينيسيا.
وكان دويري قد أثار قبل خمس سنوات موجة من الانتقادات عندما أقدم
على تصوير فيلمه “الصدمة” في إسرائيل.
أما الفيلم الجديد فيدور في بيروت ويصور كيف تنشب
مشاجرة بين العامل اللبناني المسيحي توني والعامل الفلسطيني ياسر
أثناء اشتراكهما في تجديد منزل، يحتد ياسر على توني وهو ما يعتبره
الأخير بمثابة إهانة فيشكو الأمر للشرطة ثم يصل الأمر إلى القضاء
مع تداعيات معقدة ومتشابكة تسلط الأضواء على العلاقة المتوترة بين
الموارنة اللبنانيين والفلسطينيين.
ويعود المخرج الإسرائيلي شموئيل ماعوز إلى المسابقة
بفيلم “فوكستروت” الذي يصور مأساة أسرة إسرائيلية تعلم أنها فقدت
ابنها الجندي في الجيش وكيف تتغير حياتها. وجدير بالذكر أن المخرج
ماعوز هو أول إسرائيلي يحصل على جائزة “الأسد الذهبي” عام 2009 عن
فيلمه “لبنان”.
ويشارك كوريدا هيروكازو، أحد أشهر مخرجي اليابان،
بفيلم “الجريمة الثالثة” في المسابقة، كما تشارك الصينية فيفيان كي
(فحم أسود وثلج رقيق) بفيلم “الملائكة ترتدي الأبيض” من الإنتاج
المشترك مع فرنسا.
الواقع الافتراضي
للمرة الأولى في تاريخ مهرجانات السينما ينظم
مهرجان فينيسيا مسابقة خاصة لأفلام الواقع الافتراضي أي الأفلام
التي تصنع بواسطة برامج الكومبيوتر، ويشارك فيها 22 فيلما.
وشكلت لجنة تحكيم خاصة برئاسة المخرج جون لاندز
لمنح جائزة أحسن فيلم من هذا النوع الجديد. وتشارك في المسابقة
الفنانة الأميركية لوري أندرسون بفيلم من أفلام الفيديو-ميوزيك،
كما يعرض خارج المسابقة فيلم ثلاثي الأبعاد من إخراج جون لاندز وهو
شريط موسيقي يتخذ طابع أفلام الرعب، صوّره لاندز لمايكل جاكسون
(1982) إلى جانب فيلم تسجيلي عن تجربة تصوير هذا الفيلم.
خارج المسابقة
خارج المسابقة يعرض المهرجان عددا كبيرا من الأفلام
الجديدة الهامة منها فيلم المخرج البريطاني ستيفن فريرز “فيكتوريا
وعبدول” عن علاقة الصداقة التي كانت تجمع بين الملكة فيكتوريا ورجل
هندي مسلم يدعى عبدالله أو “عبدول” جاء من الهند لحضور العيد
الخمسين لجلوس فيكتوريا على العرش، وخلال الحفل نشأت بينهما صداقة
استمرت طويلا وسط دهشة رجال البلاط. تقوم ببطولة الفيلم جودي دنش
التي تألقت من قبل في فيلم “فيلومينا” الذي شارك به فريرز في
مسابقة المهرجان نفسه عام 2013.
ويعود المخرج الأميركي المخضرم وليم فريدكين الذي
اشتهر بفيلم “طارد الأرواح الشريرة” (1973) بفيلم تسجيلي طويل عن
عملية “حقيقية” لطرد الشيطان من الجسد كما صوّرها في فيلمه الذي
يحمل عنوان “الشيطان والأب أمورس”، والأب أمورس هذا هو أشهر من
يمارسون طرد الأرواح الشريرة في الولايات المتحدة. وهناك فيلم
تسجيلي آخر للممثل مايكل كين يستعرض من خلاله ذكرياته عن فترة
الستينات من القرن الماضي مع تعليق بصوته.
ويعرض فيلم المخرج والممثل الجزائري الشاب رشيد
هامي “ميلودي” خارج المسابقة، إلى جانب أول فيلم درامي من نوع
الدوكيو-دراما للمخرج الأميركي الكبير إيرول موريس المعروف بأسلوبه
الخاص في الأفلام الوثائقية المثيرة للجدل. والفيلم الجديد بعنوان
“دودة الخشب”. ويبلغ عدد الأفلام الروائية خارج المسابقة 13 فيلما
والتسجيلية 7 أفلام.
أما القسم الذي يوازي المسابقة الرسمية
“أوريزونتي”، أو “آفاق”، فيتضمن هذا العام 36 فيلما منها 19 فيلما
طويلا و17 فيلما قصيرا ومتوسط الطول. ومن الأفلام الطويلة الفيلم
الوثائقي الجديد “نيكو 1988” للمخرجة الإيطالية سوزانا نيتشيللي،
و”مارفين” للمخرجة آن فونتين بطولة إيزابيل أوبير.
ومقابل فيلمين من إسرائيل في هذه المسابقة الخاصة،
يشارك فيلمان من إيران هما “اختفاء” لعلي أصغري (بتمويل قطري)،
و”لا تاريخ، لا توقيع” لفاحيد جليلفاند، وفيلم “المباركون” الفرنسي
للمخرجة الجزائرية صوفيا جما.
ومن أهم أفلام تظاهرة "أيام فينيسيا" الموازية
الفيلم الجديد للمخرج الإيطالي الكبير إيرمانو أولمي وهو من النوع
التسجيلي القصير (35 دقيقة) ويحمل عنوان "أترى.. أنا واحد منكم".
وتضم "مسابقة أيام فينيسيا" 12 فيلما (و8 أفلام خارج المسابقة) من
بينها فيلم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي "فوليوبوليس".
الدورة الجديدة حافلة بكل أنواع الأفلام وتبدو
مختلفة في كثير من ملامحها عن دورة العام الماضي. ونتوقع أن تكون
حافلة بالإثارة والمتعة.
ناقد سينمائي من مصر |