في حفل شهد انتقادات سياسية واجتماعية
“بيردمان” الأفضل في “الأوسكار” ومور وريدماين أحسن ممثلة وممثل
حلّق فيلم "بيردمان" الكوميدي في الحفل السابع والثمانين لتوزيع جوائز
الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) مساء أمس الأول
في هوليوود حاصداً 4 جوائز بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج . وشكّل الفيلم الذي
يتناول قصة نجم سابق في أفلام أبطال خارقين يحاول إنعاش شهرته في المسرح،
انتصاراً كبيراً للمخرج المكسيكي اليخندرو غونزاليس انياريتو الذي فاز
شخصياً بثلاث جوائز أوسكار . وكان الفيلم مرشحاً في 9 فئات
.
وحصد فيلم "ذي غراند بودابست هوتيل" 4 جوائز أيضاً أكثرها في الفئات الفنية
في حين حقق فيلم "ويبلاش" 3 جوائز بينها أفضل ممثل في دور ثانوي للممثل
المخضرم جاي كاي سيمنز
.
أما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب البريطاني إيدي ريدماين عن تأديته شخصية
عالم الفيزياء الفلكية المشلول ستيفن هوكينغ في فيلم "نظرية كل شيء"، الذي
افتتح الدورة الماضية من مهرجان دبي السينمائي
.
وأشاد الممثل بشجاعة المصابين بمرض "شاكرو" مثل العالم البريطاني الشهير
.
في المقابل فازت جوليان مور بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها أستاذة جامعية
مصابة ببدايات مرض الزهايمر في فيلم "ستيل آليس"
.
وقالت لدى تسلمها الجائزة على مسرح "دولبي ثياتر" في هوليوود، "أنا سعيدة
لأننا تمكنا من تسليط الضوء على مرض الزهايمر . فالكثير من المرضى يشعرون
بالعزلة والتهميش"
.
وأهدى اليخندرو انياريتو الذي حقق للمكسيك جائزة أفضل مخرج للسنة الثانية
على التوالي بعد الفونسو كوارون العام الماضي عن "غرافيتي"، الأوسكار إلى
مواطنيه . وتحدث عن المهاجرين المكسيكيين إلى الولايات المتحدة قائلاً
"أتمنى أن يعاملوا بالكرامة والاحترام اللذين حظي بهما الذين أتوا قبلهم
وشاركوا في بناء أمة المهاجرين هذه"
.
أما فيلم "بويهود" الفريد من نوعه والذي صور على مدى 12 عاماً والذي كان
يعتبر من الأوفر حظاً في الحفل، فقد فاز بجائزة واحدة فقط بينما كان مرشحا
في 6 فئات، حيث نالت باتريسيا آركيت جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي
.
واختير "بيغ هيرو 6" من إنتاج استديوهات ديزني أفضل فيلم رسوم متحركة .
ونال جائزة أفضل فيلم أجنبي الفيلم البولندي "ايدا"
.
أما جائزة أفضل فيلم وثائقي فكانت من نصيب "سيتيزنفور" حول المستشار السابق
للاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن الذي سرب وثائق رسمية كشفت حجم برنامج
المراقبة والتنصت الأمريكي . وسنودن ملاحق في الولايات المتحدة وهو لاجئ في
روسيا
.
وأطلق مقدم الحفل نيل باتريك هاريس العرض الذي استمر 3 ساعات ونصف الساعة
بأغنية واستعراض حول أوساط صناعة الأفلام تضمنت نكتة عن غياب ممثلين سود في
الترشيحات
.
وتخلل الحفل انتقادات ومواقف سياسية واجتماعية بدأتها باتريسيا اركيت عندما
دعت إلى المساواة في الأجر بين النساء والرجال بقولها "ناضلنا من أجل
مساواة في الحقوق للجميع . وحان الوقت لنحصل على مساواة في الأجر بشكل
نهائي للنساء في الولايات المتحدة"
.
وقد وقف الحضور مطولاً مصفقاً لفيلم "سيلما" حول رمز النضال من أجل الحقوق
المدنية للسود مارتن لوثر كينغ
.
والفيلم الذي كان مرشحاً للفوز بجائزة أفضل فيلم لم يحصل على ترشيح في فئتي
أفضل ممثل وأفضل مخرجة لافا دوفيرناي . وفاز الفيلم بجائزة أفضل أغنية
أصلية عن "غلوري"، وقد وقف الحضور مصفقاً بعدما أدى جون ليجند وكومون
الأغنية على المسرح
.
وقال جوند ليجند عند تسلمه الجائزة إن "الحقوق التي ناضل من اجلها قبل 50
عاماً" أبطال فيلم "سيلما"، "مهددة اليوم"
.
وأضاف "نعيش في بلد فيه أكبر عدد من السجناء في العالم، فعدد الرجال السود
وراء القضبان اليوم أكبر من عدد العبيد في العام 1850"
.
وشاركت كوكبة من النجوم في تقديم الحفل من بينهم بن افليك وسكارليت
جوهانسون ونيكول كيدمان وايدي مورفي وليام نيسن وغوينث بالترو وميريل ستريب
وأوبرا وينفري
.
وادت ليدي غاغا مزيجاً من أغاني "ساوند اوف ميوزيك" بمناسبة مرور 50 عاماً
على هذا الفيلم الكلاسيكي، قبل أن ترحب ببطلة الفيلم جولي اندروز على
المسرح
.
حلم يتحقق بعد 5 ترشيحات
تقر جوليان مور بأن كل ما حققته في حياتها لم يأت مبكراً، فقد شاركت في
أكثر من 60 فيلماً، وتحقق حلمها في حصد جائزة أوسكار أفضل ممثلة بعد 5
ترشيحات سابقة
.
فالممثلة الصهباء معروفة بطاقتها الكبيرة على العمل، انتظرت حتى سن الرابعة
والخمسين للحصول على أعرق جائزة في السينما الأمريكية، بفضل تأديتها
المتقنة لأستاذة جامعية مصابة ببدايات مرض الزهايمر في فيلم "ستيل آليس" .
ولدت مور في كارولينا الشمالية (جنوب شرق الولايات المتحدة) واسمها الأصلي
جولي آن سميث، وقد أمضت طفولتها متنقلة (23 مرة) مع والدتها العاملة في
المجال الاجتماعي، بحسب تشكيلات والدها العسكري
.
وروت تقول "في المدرسة يوجد دائماً طفل قصير القامة، وآخر يضع نظارات،
وثالث لا يبرع في الرياضة، أنا كنت أجمع الثلاثة معاً"
.
وفي حين كان والدها يريدها أن تصبح طبيبة أو محامية، اختارت دراسة التمثيل
في جامعة بوسطن
.
وكانت بداياتها تلفزيونية ومن ثم في أفلام ثانوية في التسعينات، ومن ثم
مثلت في "بيني آند جون" إلى جانب جوني ديب (1993) . وبرزت خصوصاً في فيلم
"شورت كاتس"، وهو سلسلة من البورتريهات حول الحياة في ضاحية لوس أنجلوس من
إخراج روبرت التمان
.
ومثلت مع كبار المخرجين من أمثال ستيفن سبيلبرغ (جوراسيك بارك)، والشقيقان
كوين (ذي بيغ ليبوفسكي)
.
وحازت أول دور كبير لها في سن الخامسة والثلاثين في "سايف" (1995) من إخراج
تود هاينز الذي شاركت معه في فيلمين آخرين أيضاً
.
ومع بداية الألفية الثانية راحت تتنقل بين أنواع مختلفة من الأفلام لاقت
نجاحاً مثل "ذي آورز" و"ايه سينغل مان" وأخرى أقل نجاحاً مثل "هنيبعل"
.
ومع بلوغها الخمسين وبينما تهمل الكثير من نجمات هوليوود في هذه السن، بدأ
نجم مور يلمع أكثر فأكثر مع مشاركات تلفزيونية مميزة (ثيرتي روك)، وفي دور
السياسية المحافظة ساره بايلن (غايم تشينج)، وفي أدوار كوميدية ناجحة
("كريزي ستوبيد لاف" و"ذي كيدز آر آل رايت") ومتأرجحة بين أفلام المؤلف
والإنتاجات الكبيرة (هانغر غايمز)
.
بطل "نظرية كل شيء" يحقق الثلاثية
حقق الممثل البريطاني إيدي ريدماين (33 عاماً) ثلاثية، بفوزه بجائزة أوسكار
أفضل ممثل، بعد نيله المكافأة نفسها في حفل غولدن غلوب وبافتا عن دوره في
فيلم "نظرية كل شيء" الذي يؤدي فيه شخصية عالم الفيزياء الفلكية المشلول
ستيفن هوكينغ
.
ولم يكتف الممثل الشاب بهذا القدر، بل أضاف إليها جائزة أفضل ممثل التي
تمنحها نقابة ممثلي السينما والتلفزيون (ساغ)
.
ويتناول الفيلم الأول قصة الحب التي جمعت بين ستيفن هوكينغ وزوجته الأولى
جاين هوكينغ والتي أمضى معها ثلاثين عاماً أنجبا خلالها ثلاثة أطفال
.
والفيلم مقتبس عن السيرة الذاتية التي وضعتها جاين هوكينغ (تؤدي دورها
فيليسيتي جونز في الفيلم)، وهو ينطلق خلال سنوات الدراسة قبل أن يحل تشخيص
اصابة الطالب بمرض (شاركو) في سن الحادية والعشرين . ويتابع الفيلم حياة
الزوجين مع تدهور وضع هوكينغ الجسدي جراء هذا المرض المتلف للأعصاب ونجاحه
الباهر كعالم
.
وفي لندن أهدى إيدي ريدماين جائزة بافتا إلى "ثلاث عائلات" هي عائلته
الخاصة وعائلته المهنية وعائلة هوكينغ "الرائعة" التي حيا فيها "سخاءها"
و"لطفها" و"إرادتها المميزة على عيش حياة كاملة وشغوفة"
.
وبمساعدة أحد طلاب هوكينغ السابقين، غاص الممثل المولود في السادس من
يناير/ كانون الثاني ،1982 في لندن في القراءات العلمية وعمل أيضاً بموازاة
ذلك مع راقص ليتمكن من الصمود لساعات عدة في وضعيات غير مريحة
.
الممثل الذي درس في مدرسة ايتون العريقة إلى جانب الأمير وليام الثاني في
ترتيب خلافة العرش الإنجليزي، تابع دروساً في التمثيل في سن مبكرة بتشجيع
من والديه، وهو نجل رجل أعمال ورئيسة شركة والوحيد من بين أولادهما الخمسة
الذي امتهن التمثيل . وقبل أن يكرس نفسه لشغفه، درس تاريخ الفن في كلية
ترينتي كوليدج في كامبريدج
.
وتعود أول مشاركة مسرحية له إلى عام 1994 مع مسرحية "أوليفر" لسام منديس .
وأدى بعدها الكثير من الأدوار مع فرقة "ناشيونال يوث ميوزيك ثياتر"
.
كانت بداياته على الشاشة الصغيرة مع مسلسلات بريطانية
.
الترشيحات "الأكثر بياضاً"
بدأ الممثل نيل باتريك هاريس، الذي قدم الحفل أمس الأول بتوبيخ الأكاديمية
على ترشيحاتها.
وقال هاريس مازحاً "الليلة نكرم أفضل العاملين في هوليوود وأكثرهم بياضاً"،
ثم قال "آسف أقصد ألمعهم"
.
وكانت هذه تبدو دعابة نوعاً ما، ولكن على مدار حفلات الأوسكار التي بدأت
منذ 87 عاماً، وفوز أكثر من 2900 مرشح، فإن 31 فناناً فقط من أصحاب البشرة
السوداء هم من تمكنوا من الفوز بالأوسكار
.
وهذا العام، لم تشمل قائمة الترشيحات أي مرشح من أقلية عرقية . كما أن جميع
المرشحين لجائزة أوسكار أفضل مخرج كانوا رجالاً . ووصف النقاد أوسكار هذا
العام بأنه "الأكثر بياضاً" منذ أعوام، كما دعوا المواطنين لمقاطعة
الأوسكار للمطالبة بمزيد من التنوع في هوليوود
.
يذكر أن المخرج الأمريكي من أصل إفريقي ستيف ماكوين فاز العام الماضي
بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم "12 عاماً في العبودية"، الذي فاز بثلاث
جوائز شملت أيضاً أفضل فيلم وأفضل ممثلة مساعدة للممثلة لوبيتا نيونج .
ولكن الانتقادات اندلعت هذا العام عقب عدم ترشيح نجم فيلم "سيلما" ديفيد
أويلو ومخرجته إيفا دوفيرناي لأى جوائز، ولكن تم ترشيح الفيلم لجائزة
أوسكار أفضل فيلم
.
وتساءلت دوفيرناني في حوار مع برنامج "ديموكرسي ناو" عن سبب ترشيح الأفلام
التي يصنعها أصحاب البشرة البيضاء والتي تدور حولهم الأوسكار دون غيرهم
.
ليدي غاغا تثير موجة سخرية
أثار القفازان الحمراوان اللذان وضعتهما المغنية الأمريكية ليدي غاغا في
حفل توزيع جوائز "اوسكار" سريعاً موجة من السخرية على الشبكة العنكبوتية
.
ولم يتوان موقع "هوليوود ريبورتر" الشهير عن نشر صورة مكبرة للقفازين
اللذين وضعتهما الفنانة الأمريكية مع فستان أبيض من تصميم عز الدين علية،
معلقاً عليها "ننظر عن كثب إلى قفازي غسل الأطباق"
.
وهو أضاف: "يمكننا استخدامهما عند غسل صحوننا"
.
ونشرت عدة صور أخرى على الانترنت تسخر من هذا الإكسسوار، مثل واحدة تظهر
فيها ليدي غاغا وهي تنظف الصحون وتقف أمام كومة من الصحون
.
هدايا بـ 168 ألف دولار
عاد 20 ممثلاً وممثلة ومخرجاً لم يفوزوا بأي جائزة من الحفل إلى منازلهم
حاملين مجموعة هدايا من تقديم مجموعة "ديستينكتيف أسيتس" الأمريكية قيمة كل
منها 168 ألف دولار . وكتبت مجلة "فانيتي فير" على موقعها الإلكتروني أن
"الهدايا المقدمة هذه السنة هي أغلى مجموعة هدايا توزع" في حفل "أوسكار"
.
وتتضمن هذه المجموعة التي تتراوح أسعار كل من محتوياتها بين 5 آلاف و25 ألف
دولار، بطاقة لاستئجار السيارات مدتها سنة وتذكرة سفر بقطار فاخر إلى الجزء
الكندي من جبال روكي، وقسيمة شراء أثاث بقيمة 25 ألف دولار، فضلا عن قسيمة
بقيمة اربعة آلاف دولار لإجراء عملية شفط دهون
.
نجوم على السجادة الحمراء
توافد عدد من كبار نجوم هوليوود على السجادة الحمراء مساء أمس الأول في
طريقهم لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار
.
وكان من بين أوائل الوافدين على السجادة الحمراء باتريشيا أركيت وماريون
كوتيار وكومون وإيثان هوك وفيليسيتي جونز وكيرا نايتلي وريتشارد ينكليتر
علاوة على مقدم الحفل لهذا العام نيل باتريك هاريس
.
الفساتين المطرزة موضة
في ليلة مطيرة على غير المعتاد في هوليوود تحولت الفساتين المطرزة إلى موضة
وتلألأ الخرز المطرز والحلي والمجوهرات مع وصول نجمات صناعة السينما إلى
السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز (الأوسكار)
.
وارتدت كل من الممثلة جوليان مور وفيليستي جونز وروزاموند بايك وغيرهن كثر
أثوابا مطرزة تلمع وتبرق في الليلة الكبيرة لصناعة السينما الأمريكية
.
ومن بداية الحفل تسيد على السجادة اللونان الفضي والأحمر
.
وارتدت جونز التي رشحت لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (ذا ثيري اوف
ايفريثينج) ثوباً رمادياً يشبه فساتين القصص الخيالية من تصميم ألكسندر
مكوين بصدر مطرز بالخرز واللؤلؤ . وقالت جونز انها اختارت هذا الثوب لأنه
صمم ليبرز "القوة والأنوثة" في آن واحد
.
اما روزاموند بايك التي رشحت لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (جان جيرل)
فقد ارتدت ثوبا أحمر مطرزاً يعطي احساس أوراق الورود الحمراء المتداخلة .
أما مور فقد ارتدت ثوباً مطرزاً براقاً من تصميم شانيل يبدأ باللون الرمادي
لتتداخل في ذيله حبات من الخرز الأسود، بينما ارتدت ناعومي واتس وهي من
أبطال فيلم (بيردمان) الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم وهي أرفع جائزة
أوسكار ثوباً من تصميم أرماني مطرزا بالكامل بالخرز الفضي والأسود
. |