يوميات مهرجان كان
السينمائي الدولي (2)
يتكل
على الحوار الذي تتبادله الشخصيات
"ليالي
التوتية" فيلم
من فصول غير متساوية
محمد رضا
فيلم كار-واي
وونغ “ليالي التوتية”، الذي باشر الدورة الجديدة من مهرجان “كان” السينمائي
يعتمد، كبقية أفلام المخرج الصيني، على الصورة كوسيلة لغوية رغم أنه، وفي
ذات الوقت، يتّكل كثيراً على الحوار الذي تتبادله الشخصيات فيما بينها.
اللغة
البصرية ترفع من شأن الفيلم على أكثر من منحى. اللغة المنطوقة تؤسس لما
يعتمر ذات الشخصيات من شجون وهموم. وهي تأتي على شكل حوار كما على شكل
تعليق، ويمكن إضافة الأغاني المسموعة من أوتيس ردينغ، نينا سايمون وسواهما
الى التوليفة المسموعة كلها.
لكن بين
اللغتين فإن تلك الأسماء والتي ترفع من شأن هذا الفيلم هي بالطبع الأولى
حيث تتجلّى قدرة وونغ على ملء الفراغات وتوظيف كل سنتيمتر من الشاشة لمنح
المُشاهد عملاً مشبعاً بالأجواء.
والنتيجة
أنه في أحيان معيّنة تتمنّى لو أن كل الأفلام الأمريكية مصنوعة بنفس
المواصفات البصرية المشغولة بدقة وثراء، لكن في أحيان أخرى تدرك أن المخرج
مطّ قدراته لتشمل موضوعاً فيه مستويات متباينة كما يحدث في الكثير من
الأحيان عندما يكون الموضوع مقسماً إلى فقرات او مراحل كما الحال هنا.
المغنية
نورا جونز في أوّل دور لها على الشاشة تلعب شخصية امرأة شابّة تغيّر اسمها
كلما انتقلت من مدينة الى أخرى. وهي في مطلع الفيلم تصل إلى تلك المدينة
(لا نرى ملامح أي مدينة باستثناء نذر يسير للاس فيغاس) حيث يدير جود لو
ملهى يقدّم فيها حلوى مصنوعة من التوت العنّابي. نورا تقبل على التهام ثلاث
قطع من تلك الحلوى بنهم شديد بعد حديث طويل بينها وبين جود وعدّة زيارات
للمكان. لكنها تغادر المدينة فجأة حين ترى جود مع امرأة أخرى في الغرفة
التي تعلو الملهى.
يمكن
اعتبار ما سبق بمثابة فقرة في الفيلم. فصل من المشاهد التي لا يُغادر فيها
جود لو المكان ولا تنتقل الكاميرا به او من دونه الى أي مكان آخر. هما، جود
لو والكاميرا التي يريدها الإيراني الأصل درويش خُندجي، يبقيان في الملهى
او عند بابه.
في الفقرة
التالية تنتقل الكاميرا الى حانة أخرى في مدينة أخرى ولا تغادرها الا في
مشاهد مقتضبة. هذه المرّة نورا جونز تسلمت عملين “ليبقياني مشغولة” حسبما
تقول في التعليق الصوتي. الأول في مطعم همبرغر والثاني في ملهى ليلي.
زبونها الدائم في المكانين الشرطي ديفيد ستراذرن (مذيع التعليق السياسي في
فيلم “تصبح على خير وحظ طيّب). في النهار يرتدي ملابس العمل وفي الليل
ثيابه المدنية. في النهار هو واع ولديه خفّة ظل، وفي الليل سكير ولو أنه
لطيف حيال نورا في الحالتين. سبب إدمانه امرأة (راشل وايز) تزوّجا منذ خمس
عشرة سنة لكنهما وصلا الى نهاية الرحلة معاً. هو متألّم لكونها هجرته وهي
تخبره في مشاجرة “أنت لا شيء. لا شيء بالنسبة اليّ”. الزوج يخرج من الملهى
وبعد قليل نراه ميّتاً وراء مقود سيّارته: هل انتحر؟ هذا ما تؤكده نورا
جونز في كلماتها، او على الأقل ما تشعر به.
“لياليّ
التوتية” ليس الفيلم العبقري الذي صاغته الأنباء، كما أن أفلام وونغ
السابقة ليست بدورها الأفلام العبقرية التي تحدّث عنها، وعلى هذا النحو،
العديد من النقّاد. إنه، كأفلامه السابقة، مختلفة، مثيرة للمتابعة، شغوفة
بالشغل على الشخصيات لكن حين يصل الأمر الى السرد القصصي فإن ما يصل هو أقل
إثارة ولفتاً للاهتمام من الأسلوب الفني العام. هنا فقط ذلك الفصل الذي
يؤديه ديفيد ستراذرن يرتفع فوق سواه. مشغول بشجون واضحة. الحب الذي يهدر
الرجل ويسحقه عنصر مسموع ومرئي ومُعبّر عنه تمثيلاً على نحو مبهر.
ضعف
اعتماده على سيناريو قصصي المنحى في المرتبة الأولى لا يؤلف مشكلة لديه هنا
لأن عالمه مرتبط بالمواقع الثابتة أكثر مما هو متحرّك حسب معطيات قصّة ما.
هناك دائماً مسافات محكي عنها في أفلامه وقلّما نراها متمثّلة. هذا الفيلم
ليس “فيلم طريق” الا بقدر يسير. في المقابل، اولئك المخرجون الأوروبيون
الذين قصدوا امريكا ليحققوا فيها أفلام طريق (مثل الألماني فيم فندرز)
نجحوا حيناً “باريس، تكساس” وأخفقوا حيناً آخر “لا تكترث لقرع الباب”.
في حين أن
كار- واي وونغ ليس جديداً على “كان” إذ عرض هنا “2046” و”في المزاج للحب”
وكان رئيس لجنة التحكيم في الدورة السابقة، فإن الأمريكي ديفيد فينشر يحط
رحاله للمرّة الأولى. والفيلم الذي جاء به هو “زودياك” الذي يتمحوَر حول
تلك الجرائم التي وقعت في سان فرانسيسكو (وبعض محيطها) ما بين 1969 و1973
وذهب ضحيّتها ثمانية أشخاص من دون أن يتمكّن البوليس او المحققون الصحافيون
من معرفة الفاعل الى اليوم.
من شاهد
سابقاً أفلاماً تشويقية- سياسية أمريكية من فترة السبعينات، مثل “بارالاكس
فيو” و”كل رجال الرئيس”، يستطيع ربط هذا الفيلم بذلك الأسلوب على نحو يسير.
الرابط موجود في الإيحاء وفي المعالجة غير المباشرة وفي تشحين الجو من
مطاردة بوليسية واحدة وتوتير الحدث من دون اعتماد تلك المفاتيح رخيصة
الصنع.
“زودياك”
(الذي تناولناه مفصّلاً قبل أسابيع عدّة حين خرج الى العروض الأمريكية قبل
نحو شهرين) هو بالنسبة لهذا الناقد يتضمّن أسلوب عرض قصصي هادئ على السطح
متفاعل تحته من دون تكلّف. الى ذلك، تمثيل جيّد من مارك روفالو وروبرت
داوني جونيور، وكان على الشريك الثالث جايك جيلنهال أن يثبت إنه أكثر من
بريق رعد عابر حيالهما. بعد ظهوره في “بروكباك ماونتن” اعتبره البعض
اكتشافاً متجدّداً ونجماً سيرتفع الى أعلى. لكن جايك لا يزال يشكو من أنه
لا يشغل الكثير من التواجد على الشاشة. ممثل ربما لا يزال بدون خطّة عمل
ويعتمد اللاخطّة أساساً لعمله.
دبي
للاستوديوهات حاضرة
في المهرجان
تعرض
مدينة دبي للاستوديوهات بنيتها الأساسية ومرافقها المتطورة أمام قطاع
السينما العالمي خلال مشاركتها في الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي
الدولي والذي انطلقت فعالياته أمس الاول في الريفييرا الفرنسية، ويستمر
حتى27 مايو/ايار الجاري، وذلك ضمن جناح دولة الامارات بمنطقة المعارض
المعروفة باسم “القرية السينمائية” في المهرجان، في خطوة تستهدف الترويج
لدبي كوجهة مثالية لمشروعات صناع السينما العالمية.
وقال جمال
الشريف مدير مدينة دبي للاستوديوهات، الذي يرأس الوفد الذي يضم خمسة من
فريق العمل بالمدينة: “يعد مهرجان كان السينمائي الدولي فرصة كبيرة
للاحتفاء بأفضل ما تقدمه صناعة السينما، وتحرص مدينة دبي للاستوديوهات على
المشاركة في مثل هذه الفعاليات العالمية البارزة التي تسهل التفاعل مع أهم
المتخصصين وصناع القرار في صناعة السينما، كما يشكل المهرجان فعالية هامة
تخدم الأهداف التي نسعى الى تحقيقها بفتح قنوات اتصال جديدة مع صناع
السينما الدوليين والمسؤولين التنفيذيين في هذا المجال”.
وأضاف:
“تتيح لنا هذه المشاركة فرصا واسعة لبحث آفاق التعاون المشترك مع كبار صناع
السينما من كافة أنحاء العالم، اذ يعد المهرجان منصة مثالية لتبادل
الخبرات، ورصد التطورات التي يشهدها قطاع السينما. ولا شك أن المشاركة
ستعزز من قدرات المدينة بما يضمن تلبية احتياجات صناع السينما، بل وتجاوز
توقعاتهم أيضاً”.
كما تسعى
مدينة دبي للاستوديوهات خلال مشاركتها في مهرجان كان السينمائي الى التعريف
بمناطق الجذب المتنوعة في دولة الامارات العربية المتحدة والتي تصلح كمواقع
مثالية لتصوير الأعمال السينمائية، فضلاً عن المرافق المتميزة في المدينة،
والتي من شأنها أن تحفز الطاقات الابداعية عند صناع السينما.
وجوه
...
راسل
نجم ولد
في العاشرة
في خلفية
هذا الممثل البالغ السادسة والخمسين من العمر نحو 45 فيلما من العام 1963
حين لعب دوراً صغيراً في فيلم “حدث ذات مرة في المعرض العالمي” حين كان في
العاشرة من عمره.
بطولة ذلك
الفيلم كانت للمغني الراحل ألفيس برسلي، ولاحقاً ما تراه لاعباً دور برسلي
نفسه في فيلم تلفزيوني عن حياة ذلك المغني الذي لا يزال واحداً من أشهر
نجوم الأغنية الشعبية الأمريكية.. ترى راسل أيضاً في دور صغير في “مسدسات
عند ديابلو” (1964) وسلسلة طويلة من الأفلام شبه المجهولة الى أن كبرت
أدواره في “رجل الأعمال الحافي” و”استعراض الأغبياء” و”تشارلي والملاك”
وكلها في مطلع السبعينات.
الفيلم
التلفزيوني “ألفيس” كان من اخراج جون كاربنتر الذي أسند لكيرت راسل بطولة
“هارب من نيويورك”، أحد أفلام راسل الأشهر منذ تحقيقه سنة 1981.
نجاح ذلك
الفيلم المستقبلي أدّى الى “هروب من لوس أنجلوس” سنة ،1996 لكن الجيل الذي
أحب الفيلم الأول كان أكتفى وهو غير الجيل الشاب الذي لم يقبل كثيراً على
الفيلم التالي.
أكين
صانع الأفلام القصيرة
ولد هذا
المخرج التركي الأصل في مدينة هامبورغ الألمانية سنة 1973. بدأ الدراسة في
قسم “الاتصالات البصرية” في جامعة الفنون العليا في العام 1994.
وانتقل
الى ركب الاخراج بعد عام واحد عندما حقق فيلمه القصير “سنسِن: أنت المطلوب”
وحين تم عرض هذا الفيلم في مهرجان هامبورغ السينمائي خرج بجائزة الجمهور
كأفضل فيلم قصير. هذا حمّس أكين على تحقيق فيلمه القصير الثاني “عُشبة”
الذي التقط كذلك جوائز عدّة في المهرجانات الأوروبية التي عرض فيها (مثل
لوكارنو).
دلف أكين
الى الاخراج الروائي الطويل لأول مرّة سنة 1998 بفيلم عنوانه “صدمة قصيرة
حادةّ” الذي خرج من مهرجاني لوكارنو بجائزة برونزية ومن مهرجان بافاريا
بجائزة أفضل مخرج جديد.
لكنه
انتقل الى مصاف الشهرة العالمية حين حصل سنة 2003 على الدب الذهبي (الأولى)
عن فيلمه “تصادم”: قصّة فتاة من أصل تركي تلتقي وشاب من أصل تركي يهوى
تدمير ذاته بسبب ضياعه وعدم ركونه الى الضوابط الاجتماعي.
أرجنتو
من مدرسة التوتر
ابنة مخرج
أفلام الرعب الايطالي داريو أرجنتو والممثلة المسرحية داريا نيكولودي ولدت
عام 1975 ظهرت على الشاشة الكبيرة لأول مرة حين كانت في التاسعة من عمرها،
في فيلم قصير لسيرجيو شيتي. لكن والدها هو من أتكلت عليه لمساعدتها في شق
طريقها وهو اما أدارها في أفلامه او ساعد من خلال علاقاته بمن في المهنة.
لذلك نجدها تحت ادارة كرستينا كومنشيني في “حديقة حيوانات” (أول أفلام
كومنشيني التي هي ابنة المخرج المعروف لويجي كومنشيني. وفي تلك المرحلة
الأولى ظهرت في “تروما” لأبيها داريو (1993) ومع ازابيل أدجياني في “الملكة
مارغو” في السنة ذاتها (اسم آسيا جاء عاشراً بين سلسلة أسماء ممثلي ذلك
الفيلم الفرنسي التاريخي).
ما ان
بلغت العشرين من عمرها حتى كانت شكّلت أسلوبها الخاص في الأداء وهو قائم
على قدر من التوتّر الذي نفعها في بعض الأفلام، مثل “محكوم عليها بالزواج”
لسيرجيو روبيني و”دعنا ننفصل” لكارلو فردوني (كلاهما سنة 1994)، لكنه كان
عبئاً في بعض الأفلام لا لزوم له كما في “الصحبة المسافرة”.
من سجل
المهرجان.....
"الرجل
الثالث"
غاب
المهرجان سنة 1948 وعاود الظهور هذه السنة مع طريقة جديدة لتوزيع الجوائز،
هي التي، مع الإضافات، ما زالت الطريقة المعمول بها الى الآن. عربياً،
سُجّل اشتراك مصر بفيلم صلاح أبوسيف “مغامرات عنتر وعبلة”.
فيلم
السعفة: “الرجل الثالث” (كارول ريد- بريطانيا): جوزف كوتِن في اعقاب صديق
الأمس أورسن وَلز الذي يفتعل موته والصداقة تتحوّل الى منازلة. عن رواية
غراهام غرين. روبرت راسكر نال الأوسكار عن تصويره هذا الفيلم المُلهِم
(بالأبيض والأسود).
“معجزة
في ميلانو”
غاب
المهرجان مجدداً سنة ،1950 وعاد هذه السنة لتكون دورته أول دورة تمنح فيلم
السعفة مناصفة.
فيلم
السعفة: “معجزة في ميلانو” (فيتوريو دي سيكا- إيطاليا):
عن قصة
سيزار زافاتيني، ذلك الذي كتب سيناريو “سارق الدرّاجة” أشهر أفلام دي سيكا
(1948). الممثل فرنشسكو غوليزانو، الذي مات شابّاً عن 28 سنة بعد سبع سنوات
من هذا الفيلم، يلعب دور شاب يسعى لبناء مجمّع سكني للفقراء ليكتشف حقل نفط
في المكان ذاته.
“سعادة
بقرشين”
لجانب أن
“عطيّل” مثّل المغرب، تم عرض فيلمين مصريين هما “ابن النيل” ليوسف شاهين
و”ليلة غرام” لأحمد بدرخان في المسابقة.
فيلم
السعفة: “سعادة بقرشين” (ريانتو كاستالاني- إيطاليا):
العام
1952 كان آخر عام ينال فيه المخرج الإيطالي كاستالاني جائزة دولية،
باستثناء جائزة شرف نالها من وزارة السياحة في بلاده سنة 1982 على الرغم من
أنه واصل الإخراج حتى 1968. “سعادة بقرشين” دراما ذات خط اجتماعي- عاطفي.
أوراق
ناقد ... سينمات
وليست سينما واحدة
ما نشاهده
على شاشة مهرجان “كان” كما على شاشة أي مهرجان آخر مجموعة من السينمات،
سينمات وليست سينما واحدة.
لا أقصد
السينما تبعاً لمناطقها الجغرافية فقط، بل هناك مناطق نشطة ومهمّة متعددة.
والتالي بعضها:
السينما
حسب مناطقها الجغرافية: مهرجان “كان” مثل إناء كبير على النار يتم فيه مزج
كل الأفلام الآتية من بلدان متعددّة. رغم المزج يمكن تحديد المراجع
الجغرافية لها: هذه أفلام لاتينية وتلك أمريكية وتلك أوروبية فآسيوية
فعربية (أقصد حين يكون لدينا شيء معروض) وأخرى إفريقية، ثم يأتي تحديد كل
منطقة على حدة، هذا إسباني وذلك إيطالي وهذا تونسي والآخر كوري.. الخ.
السينما
حسب منطلقاتها الثقافية: كل منطقة لديها ثقافتها الخاصّة. والسينما تتبع
هذه الثقافات بطبيعة احتوائها عنصري: ثقافة الموضوع وثقافة المخرج الذي
يقدّم هذا الموضوع.
السينما
حسب أنواعها التعبيرية: بينما من الممكن بسهولة تقسيم الإنتاجات
الهوليوودية (وإنتاجات السينمات المتشبّهة بها) الى كوميديا ورعب ودراما
نفسية وتشويق وموسيقية.. الخ. تتجمّع السينما الأخرى تحت مواصفات مختلفة:
هذا فيلم مؤلف، وهذا فيلم ذاتي، وذلك فيلم لمدرسة تعبيرية.. الخ.
هذه بعض
ملامح لسينمات عديدة يذكّرنا بها المهرجان الفرنسي العالمي العريق في كل
عام. لذلك يمكن أن نطرح التساؤل حول المعايير التي تستند إليها لجان
التحكيم لتختار من بين هذا الجمع المتداول من “السينمات” الفيلم الذي يفوز
بالسعفة عن سواه. هل لاحظت مثلاً أن الفيلم الأمريكي الجيّد، اذا ما حمل
مواصفات هوليوودية محدّدة وتم إنتاجه بأموالها، لن يربح السعفة الا فيما
ندر.. وندر جداً؟
وهل لاحظت
أنه أحياناً ما ينال الفيلم الذي يستحق السعفة، لكن في أحيان كثيرة لا
ينالها الفيلم الذي يستحق بل تذهب الى فيلم آخر نال أقل قدر من الإجماع على
حسناته؟ ثم ماذا عن تلك المرّات التي يشبه فيها رئيس لجنة التحكيم المخرج
الذي قدّم الفيلم الفائز، أسلوب عمل او أسلوب تفكير او سياسياً او كونهما
من مجموعة واحدة من الشخصيات؟
على ذلك،
وقبل أن يتطوّر الأمر هنا الى إطلاق الشكوك، فإن الرابح في النهاية هو
التعددية. وهذه التعددية لا يحظى بها مهرجان واحد، بل كل مهرجان جيّد. إنها
علامة من علامات نجاحه المؤكّدة.
|