قام محمد عبدالهادي، أستاذ التمثيل والإخراج بمعهد الفنون
المسرحية، بتقييم الأداء التمثيلي للفنان الراحل عبدالحليم حافظ،
وقال: "في البداية لم يطرح عبدالحليم حافظ نفسه كممثل وكونه مطربًا
أثّر على الجانب التمثيلي، وتاريخه في السينما كله لا يمكن أن
يصنفه كممثل، فهو ليس إلا مطربًا يمارس التمثيل بصفته مطربًا، وأدى
هذا الدور في حدود ذلك بكفاءة، ووضع نفسه في إطار الأدوار
الرومانسية والعاطفية ودور "الولد الشقي" مثل في أفلامه "موعد
غرام" و"شارع الحب"، وأدت هذه الأدوار في حدود قدراته التمثيلية
المحدودة بشكل جيد.
ويضيف عبدالهادي: "اقترب مسار عبدالحليم من الأدوار التي يستطيع
أداءها وابتعد عن الأدوار التي لا يستطيع تقديمها، ولا نستطيع أن
نطلب منه أكثر مما قدمه ولا التنوع في أدواره، فهو بالأساس مطرب
يمارس التمثيل في وقت الفراغ، ويمارس التمثيل كوسيلة لممارسة
الغناء، لكن إذا حدث ولم يكن ممثلاً كانت سينتقص الكثير من شهرته
وسيفتقد جماهيريته الحقيقية التي حققها في الأساس من السينما".
ويتابع :"أدى (حليم) معظم أدواره بشكل جيد باستثناء البدايات، ففي
فيلم (لحن الوفاء) كان ما زال يتعرّف على حرفيات المهنة، لكنه
تفوّق بعد ذلك في فيلم (الخطايا)، و(أبي فوق الشجرة)، وما ساعده
وقتها على الاستمرار وإبراز موهبته المحددة التي يريد إظهارها
للجمهور هو عمله مع كبار المخرجين وكان له الحظ أن يكون جيله به
مخرجون محترفون ويستطيعون توجيه الممثل مثل حسين كمال، وحسن
الأمام، وصلاح أبوسيف، لذلك نجح في ذلك، كما نجح في تقديم أفضل
الدويتوهات مع فنانات لهن ثقلهن في التمثيل والسينما وقتها، وهن
فاتن حمامة، وشادية، ونادية لطفي".
نادية لطفي:
رحلتي مع "العندليب" بدأت من "أضواء المدينة"
كتب : رانيا محمود
قالت الفنانة نادية لطفي، في تصريح خاص لـ"الوطن"، إن بداية
صداقتها بالفنان الراحل عبدالحليم حافظ بدأت في حفلات "أضواء
المدينة"، وتوطدت بعد الاشتراك في فيلم "الخطايا" وازدادت أكثر
أثناء تصوير فيلم "أبي فوق الشجرة"، مؤكدة أن هذين الفيلمين كانا
آخر وأشهر ما قدم عبدالحليم حافظ، كما كان نجاح فيلم "أبي فوق
الشجرة" كان قياسيًا بمقاييس ذلك الوقت حتى كان متوسط عرض أي فيلم
لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة أسابيع، ولكنه حطم كل هذه التوقعات
واستمر سنة كاملة في دور العرض، وهذا حدث لم يحدث من قبل.
وأضافت "نادية" أن فيلم "الخطايا" كان السبب في انتشارها كممثلة في
أعرض قاعدة شعبية برغم أنها عندما رُشحت لتمثيل دور البطولة أمام
عبدالحليم حافظ كانت نجمة معروفة ومشهورة ولكن ظهورها معه في فيلم
واحد جعلها أكثر شهرة وقربًا من الناس.
وأضافت أنها كانت سعيدة بمشاركة حليم في المجهود الحربي في عاميّ
1976 و1973، وأكدت "نادية" أن "عبدالحليم حافظ كان من الأشخاص
الذين أحبتهم جدًا، وكانت تجمعنا صداقة قوية، وكنت أناديه كما
يناديه الناس بالعندليب الأسمر، وكان هو يسميني بالعندليب الأشقر
فكان إنسانًا نقيًا إلى حد الطفولة يفرح على أشياء صغيرة وتشغله
التفاصيل فينفع معها، وكان إنسانًا له حس اجتماعي، وفي رأي من
أسباب نجاحه دائمًا ثقته بنفسه ولكنه لن يتعدى درجة الغرور".
ووصفته بأنه "إنسان قادر أن يتحكم في مشاعره وكان نجم مصر بدون جدل
لكن كان يتراجع خوفًا أن يصل إلى درجة الغرور من أهم مميزاته كان
على خلق وعفيف اللسان وأمين في علاقاته وكتوم لأسرار أصدقائه، وكان
غيورًا على الوسط الفني جدًا".
نجوى فؤاد عن "العندليب":
هادئ الطباع.. لا يفقد أعصابه
كتب : رانيا محمود
قالت الفنانة الاستعراضية نجوي فؤاد، إن "العندليب الأسمر" كان
بمثابة الأخ والصديق والزميل فلن أنسى أن انطلاقي السينمائي كان في
فيلم "شارع الحب"، فقبل التصوير بيوم لن أرى طعم النوم فكيف أرقص
وعبدالحليم يغني، حيث كنت أول راقصة تصاحب عبدالحليم وهو يغني فكان
على استعداد تام لهذه العمل.
وأضافت "نجوي"، في تصريح لـ"الوطن"، أنه "شخص هادئ الطباع من الصعب
أن يفقد أعصابه بسهولة إلا في حالات معينة، وأتذكر أن المرة
الوحيدة التي فقد فيها أعصابه في حفل عيد الربيع الذي غنى فيها
قصيدة (قارئة الفنجان) عندما حاول بعد الأشخاص الشوشرة عليه أثناء
غنائه بـ(التصفير) المستمر، فلن أرى شخصًا فنانًا ومبدعًا وحساسًا
بهذه الدرجة".
وأكدت الراقصة الاستعراضية قائلة إن "عبدالحليم حافظ كان بيتفاءل
به دائمًا في أي حفلة أو عمل فني يجمعني، بالإضافة أنه كان خفيف
الظل كثيرًا وكان يناديني دائمًا يا مانجو فهو كان مؤمن بي كأنسانة
موهوبة ولديه إحساس صادق في عملي فكان يحترم أي شخص يهتم بعمله".
وأشارت نجوى إلى أن شخصية عبدالحليم قريبة منها جدًا فقد تأثرت به
كثيرًا، فالجميع كان يحبه ويحترمه فهو ليس مغرورًا فكان جماله في
بساطته.
أما عن علاقته بـ"كوكب الشرق" أم كلثوم، فقالت الراقصة الاستعراضية
إنها كانت تتحدى حليم طول الوقت فكان ذلك يسبب له تعبًا نفسيًا،
فلن أنسى أنها في حفلة القوات المسلحة تجاهلته وطوّلت في وصلت
الأغنية دون النظر إلى الموعد المحدد لظهور حليم على خشبة المسرح.
وعن زواجه بسعاد حسني، قالت: "هذا لن يحدث ولن أصدق هذا، لأن حليم
لن يحب غير امراة واحدة، وهي ماتت".
لبنى عبدالعزيز عن "العندليب":
عاشق وبسيط ومتفاني.. ووفاته كانت صدمة لي
كتب : رانيا محمود
قالت الفنانة لبنى عبدالعزيز، في تصريح خاص لـ"الوطن"، إن الفنان
الراحل عبدالحليم حافظ إنسان بمعنى الكلمة وقريب جدًا لأصدقائه فهو
عاشق لفنه وبسيط في معاملته مع الآخرين، فهو فنان كبير في العطاء
وكان متفانيًا في الاحتفاظ بفنه ومكانته دائمًا.
وأضافت "لبنى"، أن الفنان عبدالحليم حافظ كان صديقًا مقرّبًا لها
كثيرًا، وأنها تعرّفت عليه قبل أن تعمل في مجال التمثيل من خلال
رئيستها في الإذاعة "تماضر توفيق" التي كانت تعرض عليها أن تذهب
إليها في حفل عشاء بمنزلها ولكنها كانت تعتذر كثيرًا إلى أن جاءت
إليها في يوم من الأيام ووجدت عبدالحليم حافظ من ضمن الضيوف
المدعوين لهذه الحفل، ومن هنا بدأت معرفتها به وكان ذلك قبل دخولها
في مجال التمثيل بالرغم أنها في ذلك الوقت لا تسمع أي أغانٍ عربية
وليس لها دراية من هو عبدالحليم حافظ كمطرب ولكنها بعد ذلك أصبحت
من أصدقائه المقربين وتعشق أغانيه، بالإضافة أن أول عمل لها كممثلة
كان فيلم "الوسادة الخالية" مع عبدالحليم حافظ الذي أصر عليها
كثيرًا في أن تكون هي بطلة هذا الفيلم".
وتتذكر"لبنى" أن الاتصال بينهما كان لا ينقطع قبل سفرها إلى أمريكا
فكان آخر من جاء لتوديعها قبل مغادرة مصر في الساعة 3 صباحًا،
مؤكدة أن حليم كان لطيفًا وكان يعاني في فترة مرضه كثيرًا وكان
يتغلب على الألم بالضحك والنكت فكان خفيف الظل كثيرًا.
وأكدت "لبنى" أن خبر وفاة عبدالحليم لها كان صدمة بمعنى الكلمة فقد
أخفى عنها أصدقاؤها هذا الخبر لمدة ثلاثة أشهر كاملة خوفًا عليّ،
وبمجرد أن سمعت الخبر أُصيبت بصدمة عصبية من شدة المفاجأة. |