جديد الموقع

 
 
 
 

عنوان الصفحة:

احتفالًا بفوز محمود عبد الشكور بجائزة القلم الذهبي

 
 
 
 
 
احتفالًا بفوز الناقد محمود عبد الشكور بجائزة القلم الذهبي  
     
 
 
 
ملف خاص بالمناسبة نشر في مجلة أكتوبر المصرية بتاريخ 20.02.2025
 
 
 
 
 
 
 

احتفالًا بفوز محمود عبد الشكور بجائزة القلم الذهبي

المبدع.. عاشق الصحافة وصانع المحبة

 
 

عرفتُ محمود عبد الشكور قبل أن أنضم إلى مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر، عندما كان نجمًا من نجوم التحقيقات الصحفية في المجلة، وكان أول موضوع قرأته له عام 2001 بعنوان "غواص في بحور العلم" قدم عرضًا رائعًا لسلسة كتب الدكتور أحمد مستجير (في بحور العلم) التي صدرت عن سلسلة (اقرأ) التاريخية العريقة، وهي السلسلة التي تحدث فيها عن مشروع الجينوم البشري الذي يعد أهم من اكتشاف الذرة في القرن العشرين.

وفي عام 2004 توقفت عند موضوع له كوني أحد أبناء الريف المهتمين بالزراعة، حيث عرض مشروعًا من أهم المشروعات لسد الفجوة الغذائية باستخدام الهندسة الوراثية، نجح فيه الدكتور أحمد مستجير وفريق البحث المعاون له بقسم بيوتكنولوجيا النبات بكلية الزراعة، عندما نجح الفريق في استنباط نوع عملاق من الذرة المهجنة مع نبات الغاب، وذلك لمقاومة ملوحة التربة.

لكنى لم أكن التقيت به شخصيا حتى التحقت بالمجلة أواخر 2005 بقسم الديسك المركزي، كان الأستاذ محمود وقتها صحفيًا لامعا في الصحافة الفنية، والنقد السينمائي، يبدع في تقديم محتوى صحفي متميز من حوارات وتحقيقات ومعالجات رائعة، ونقد فني يتابعه المهتمون كافة بالوسط الفني.

كان محمود عبد الشكور -وما زال- يتميز عن أبناء جيله بهدوئه الشديد، رغم حالة الصخب التي كانت تمتلئ بها الغرف، وصالة التحرير. فهو شخص هادئ لا تفارق وجهه الابتسامة، يركن بقوة إلى مساعدة من حوله، ينثر بذور المودة والمحبة في كل مكان.

لا يتوقف لحظة على تقديم النصيحة، ونقل الخبرة لكل الأجيال الشابة.

 تجده أخا أكبر يحرص على رعاية إخوته وأخواته من الصحفيين والصحفيات الشباب، ومعلما ماهرا ومتميزا، متمكنًا من أدواته، قادرا على أن يجذب كل من حوله الى عالمه بدماثة خلقه ورفيع إنسانيته وواسع اطلاعه.

عاشق لمهنته، لم يجعلها يومًا في المرتبة الثانية بل دائمًا يجعلها في المرتبة الأولى، أستاذ بما تحمله الكلمة من معنى.

لم يكن فوزه الأسبوع الماضي بجائزة القلم الذهبي عن روايته «أشباح مرجانة» بالحدث العادي بالنسبة لي بل ولكل محبيه.

عندما اعتلى خشبة المسرح لتسلم الجائرة وإلقاء كلمة، كانت كلمته كاشفة لتلك الشخصية المتفردة المحبة لكل من حولها.

إنه المبدع العاشق لوطنه، وصانع المحبة، وناثر زهور السعادة.

كلماته التي نشرها على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، وسط حالة الحب الجارف التي غمرت تلك الصفحة، منذ إعلان فوزه بالجائزة، كانت معبرة عن قيمة وقدر محمود عبد الشكور المبدع والملهم.

لقد توقف عند كلمته التي يقول فيها "وكلمة أخيرة قبل أن أذهب للنوم بعد يومين مرهقين رأيت فيهما وسمعت وتكلّمت: بلدنا كبيرة جدا جدا جدا، ربما بأكثر مما يظن أبناؤها".

فتحيه للأخ والصديق والمبدع محمود عبد الشكور، ونبارك له هذا الفوز المستحق، ونقدم هذا الملف لجزء من برقيات المحبة التي انهالت علينا، وحرص الزميل إيهاب الملاح على إعدادها وتقديمها..

محمد أمين  

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

إلى محمود عبد الشكور بعلم الوصول:

باقة محبة وامتنان وعرفان

أعدها وحررها إيهاب الملاح

 
 

أعرف محمود عبد الشكور منذ عشرين سنة تقريبا! ليست بالفترة الهينة ولا القليلة! ولكن من قال إن السنين وعددها فقط هي المعيار في تحديد مدى قربك أو بعدك، معرفتك من عدمها بشخص أو إنسان ما؟! لا أظن أنه المعيار الصائب فضلًا على أن يكون المعيار الوحيد!

ومع ذلك فعشرون سنة من الصداقة والأخوة والعشرة الطيبة والمودة الصافية، والشراكة الإنسانية والمهنية والفكرية ليست أيضًا بالهينة ولا بالقليلة! عشرون سنة قطعنا فيها عشرات الكيلو مترات سيرا على الأقدام نتحدث ونفضفض معا وتتقافز أمام أعيننا مشروعات كتابة تحقق منها ما تحقق وما زال هناك الكثير..

واجهنا تحديات وصعابا وخضنا مسارات صعبة.. كتبنا معا ورفضنا الإذعان لأي قيد يحد من حريتنا في هذه الكتابة، وغادرنا معا حينما استدعى الأمر ذلك ولم نندم أبدا، وعدنا معا حينما عرف الجميع أن الملاح وعبد الشكور لا يخضعان أبدا إلا لما يتفق مع مبادئهما ومع ما يمليه عليه ضميرهما (لم نسافر معا بعد.. لكن قريبا إن شاء الله)

سيأتي يوم أسجل فيه تفاصيل تلك الصداقة والأخوة للذكرى والتاريخ والتوثيق!

فقط سأكتفي بإيراد هذا الجزء من "يومياتي" التي أدونها عن كل ما يجمعني بمحمود عبد الشكور:

في أول زيارة لمكتب محمود عبد الشكور في مجلة (أكتوبر)؛ عقب التعارف الأول بيننا في صيف عام 2006، فوجئت بعشرات بل مئات القصاصات الورقية الصغيرة مرصوصة بكثافة غير عادية أسفل زجاج المكتب.. قصاصات في حجم كف اليد؛ كل قصاصة منها تحتوي على بيتين أو ثلاثة أبيات لا أكثر للمتنبي والبحتري وأبي تمام وابن الفارض.. ومن روائع الشعر العربي كله عبر عصوره، ومن الشعراء المعاصرين صلاح عبد الصبور وأمل دنقل والأبنودي ونجم وسيد حجاب..

وقصاصات أخرى تتضمن من سطرٍ واحد إلى خمسة أسطر عبارة عن فقراتٍ من نصوص مسرحية وروائية وكتب... إلخ. لم أحزن على شيء مما نال هذا المكتب (بالتنقلات، وتغيير غرف المكاتب، والأدوار.. إلخ) قدر حزني على ضياع هذه الثروة الممتازة من النصوص المختارة، ولم أكن أملك حينها "موبايل" بكاميرا يمكنني من تسجيل وتوثيق وجود هذه القصاصات المكتوبة بخط الرقعة أحيانا والثلث والنسخ أحيانا أخرى... كان اكتشافا مبهجا وجميلا في هذا الذي أشبهه ويشبهني في كثير من الأمور، ولكل منا طباعه وخصاله وخصوصيته أيضًا.

لاحظت بعد ذلك أنه يسجل في نوتة صغيرة "قد الكف" ملاحظات سريعة ومكثفة للغاية عن كل ما يعن له في لحظة تأمل أو تفكير عميق أو انشغال بموضوع ما، وبعد فترة لاحظت أنه يفعل ذلك بانتظام أثناء مشاهدة الأفلام وعقبها، هذه الملاحظات البسيطة هي نواة كل ما كتبه محمود مفصلا بعد ذلك في مقالاته وكتبه..

أذكر عندما صدرت الطبعة الثالثة من كتابه «كنت صبيا في السبعينيات»، دونت بضعة أسطر سجلت فيها ما يلي:

"ما زلتُ عند رأيي بأن هذا الكتاب نص مختلف تمامًا عن كتب السيرة الذاتية المألوفة، والمذكرات العادية.. ربما كان مصطلح (سيرة ثقافية واجتماعية) هو الأقرب للتعبير عن هذا المضمون الذي تنظر له بعض اتجاهات الكتابة السردية الحديثة بعنوان "التاريخ من أسفل".. ربما!

لكن المهم بالنسبة لقارئ الكتاب هو شحنة الصدق والجمال والخبرة والفهم العميق والمتصالح لمعنى أن تكون إنسانًا "بحق وحقيقي"..

أن تكون نتاجا سويًّا وراقيا ونموذجيا لأسرة مصرية أصيلة؛ نموذجا مثاليا لما كانت عليه أسرنا المصرية المتوسطة بكل ما كانت تمثله من قيم ومبادئ وطموح وسعي للأفضل في الحدود المتاحة.. سترى مصر السبعينيات بكل ما لها، بكل ما كان فيها، بكل ما تمخض عنها، بعين متسعة على آخرها؛ تشاهد وتسجل، تحفظ وتحلل، تفكر وتتأمل ثم تسرد خلاصة ما عاشته وخبرته وعاينته بكل حب وسلام وإجادة...

هذا هو محمود عبد الشكور الذي أحببته، ورأيت فيه أخي الأكبر وصديقي الأعز وعشرة عمري الذي أغتني به وأعتزّ".

*****

سأكتفي بهذا القدر، والله، ولن أستسلم أبدًا لغواية الاستغراق والاستطراد والتداعي التي يمكن أن تلتهم عدد المجلة هذا، والذي يليه والذي يليه والذي يليه.. إلى ما شاء الله! لكني سأحاول وبأكبر قدر من السيطرة والتحكم في دفق المشاعر والانفعالات أن أؤدِّي دوري وأتحمل مسؤوليتي كمحرر لهذا الملف المتواضع فقط لنقول للكبير والقدير محمود عبد الشكور: هيا بنا نفرح، فقد جاءت فرصة ومناسبة لإعلان هذا الفرح والاحتفال به!

المناسبة: فوز محمود عبد الشكور بجائزة القلم الذهبي في دورتها الأولى فرع الرواية الواقعية عن روايته (أشباح مرجانة) الصادرة عن دار دون للنشر والتوزيع، 2024.

الزمان: مساء الأربعاء؛ الموافق 18 فبراير.

المكان: العاصمة السعودية الرياض.

وبمجرد إعلان فوز محمود عبد الشكور بجائزة القلم الذهبي (فرع الرواية الواقعية) تفجرت تظاهرة (هل أقول تظاهرات حقا وصدقا؟!) محبة وفرح غير مسبوقة سجلتها منشورات الفضاء الأزرق في لحظتها، وفي حينها.. هناك إجماع بمعنى كلمة "إجماع" على الفرح الخالص من القلب، على إعلان هذه الفرحة وإظهارها وتجسيدها بكل الأشكال الممكنة والمتاحة!

ربما كان ما كتبه الصديق العزيز، الناشر والمترجم البارز الدكتور أحمد السعيد، مؤسس ورئيس بيت الحكمة، خير ما جسد هذه الحالة:

لم أر فرحا بفوز أي شخص بجائزة مثل ما حدث من إجماع ومباركات مساء الأربعاء الماضي، مع فوز الأخ الكبير والحبيب للوسط الثقافي، وأكثر من عرفت خلقا ومحبة، العزيز محمود عبد الشكور. المحبة تبقى وتصنع الأثر، وتديم صاحبها في قلوب الجموع، ومحمود عبد الشكور خير مثال على ذلك. مبروك لنا جميعا بوجود محمود عبد الشكور وسطنا".

وقد تنوعت أشكال هذا الاحتفال والاحتفاء والمباركة والتهنئة، بصورة هنا واستدعاء لأخرى هناك، تسجيل صوتي أو فيديو، "بوست" لا يتجاوز السطر وآخر يسهب في الشرح والتفصيل، كل على قدر طاقته، ووفق قدرته التعبيرية والأسلوبية! الجامع المشترك الأعظم هو:

حب محمود عبد الشكور،

إعلان المحبة والاحتفاء بالقيمة، لرجلٍ ظل يمنح محبته ومعرفته وصداقته ومعونته الإنسانية، قبل أي شيء آخر دون قيد أو شرط! إنه محمود عبد الشكور وكفى!

*****

فرحتي بهذا الفوز لمحمود أكبر بكثير جدا جدا من مجرد فرحة الفوز بجائزة مهما كانت قيمتها المالية أو الأدبية!

صداقته ومحبته والتعلم منه إنسانيا ومهنيا كانت جائزتي الكبرى في هذه الدنيا.. أما جائزته التي لا ينافسه فيها أحد، ولا يتربع على عرشها سواه فهي "حب الناس"، وتقديرهم لرفيع إنسانيته وامتنانهم لوجوده في حياتهم وقيمته التي لا يختلف عليها اثنان.

يكتب محمود عبد الشكور منذ ما يزيد على الثلاثين سنة، ويملأ الدنيا محبة وسلما ورقيا ودعمًا بغير حدود للقريب والبعيد، للصديق والزميل والعابر.. للمصري والعربي والأوروبي والأفريقي والآسيوي.. إلخ.

طاقة حب فطرية وطبيعية بغير حدود ولا ضفاف.. سألته يوما عن سر هذا الدفق وهذا العطاء وهذه الطاقة فأجابني قائلا:

"لا شيء يعادل محبة الناس وثقتهم.. يا رب أكون في مستوى هذه الثقة الكبيرة، وتلك المحبة الغالية".

لم يتقدم أبدًا لجائزة (لا التشجيعية ولا التفوق ولا غيرها) ولم يسعَ عمره لتكريم أو تقدير.. متعفف نزيه، حر الضمير، مترفع عن الصغائر،

محمود سيكمل الستين هذا العام، ورغم إنجازه الذي يشهد به الصغير والكبير، في الصحافة والنقد والدراسات الأدبية والثقافية، وكتبه التي تجاوزت العشرين، لم ينل شهادة تقدير حتى عن جهده ومسيرته العامرة المشرفة النبيلة!! وليُسأل في هذا الذين يوزعون الشهادات يمينا ويسارا في المناسبات الانتخابية، وغيرها!

هو عندي الناقد الجماهيري المحبوب صاحب الجمال والحس والمعالجة الذكية الخبيرة بالفن والكتابة والحياة.. العين المدهشة بصرًا وبصيرة.. الفطرة النقية والذوق الرفيع والثقافة الواسعة العريضة، وفوق ذلك كله القلب الطيب والروح السمحة النقية.. هذا هو محمود عبد الشكور.. المبدع والناقد والمثقف والإنسان..

كل جوائز الدنيا لن تفي قدرك ولا قيمتك عندي يا محمود..

ألف مبروك يا صديقي وأخي ورفيق العمر والأحلام والكتابة..

فرحتي كبيرة.. كبيرة.. كبيرة.. لأجلك يا صديقي وأخي..

إنها "أيامنا الحلوة" كما أطلق عليها صديقنا الناشر المرموق شريف بكر، وموثِّقها بالصوت والصورة..

فهيا بنا نفرح.. واحتفالنا سيقام وسيستمر وسيبقى.. ونستهل هذا الاحتفال بهذه الكلمات من صديقات وأصدقاء لم يترددوا لحظة في منحنا هذه الدفقات التلقائية العفوية من المحبة لصديقهم يتحلقون حوله ويفرحون به ويفرحون له، ويقولون له في نفس واحد:

"نحبك يا محمود.. ألف مبروك.. تستحقها وتستحق عشرات غيرها"..

*******

فلنبدأ ببرقيات المحبة وبوكيه أزهار وورود مغلفة بالفرح والسعادة لصاحب السعادة الذي كان صبيا في السبعينيات، ثم صار شابا في الثمانينيات، واحترف الصحافة والنقد في التسعينيات..

وخلال العقود الثلاثة التالية تربع على عرش الناقد الجماهيري المحبوب بغير منازع ولا منافس.. والمبدع "الروائي" صاحب الأعمال الأكثر تأثيرا وقبولا واستجابة عالية من جمهور القراء في مصر وجميع أنحاء العالم العربي..

فلنقرأ برقيات المحبة:

 
 
       
       
 
 

الموضوع

المصدر

التاريخ

 

 

 

·    المبدع.. عاشق الصحافة وصانع المحبة

إيهاب الملاح

·    عن الأصالة والثقافة.. أكتبُ

سعيد شيمي

·    لماذا نحب محمود عبد الشكور؟!

أشرف العشماوي

·    على شرف الجائزة

شريف بكر

·    محمود عبد الشكور.. الطوفان الهادئ!

الدكتور محمد الباز

·    كأنك صديقه الوحيد!

دينا رأفت

·    محمود عبد الشكور "ذاكرة حية"

ريهام سليمان

·    الفائز هو الشخص "الأصلي" والفن "الأصلي"

أحمد مهنى

·    محمود عبد الشكور.. لقاء أول متجدد!

مصطفى الطيب

·    رؤية الجمال والتلذذ به!

أحمد سمير سعد

·    كيف يرسم هذه الصور "الرقيقة" العذبة؟!

حسام الخولي

   

 

 
 
 
 
 

السينمائي ومدير التصوير القدير الأستاذ سعيد شيمي:

عن الأصالة والثقافة.. أكتبُ

 
 

كنت مشغولًا في التصوير السينمائي، ودائمًا وقتي محدود وضيِّق، لا أستطيع أن أتواصل مع الحياة الطبيعية.. فكل وقتي وحياتي خلف الكاميرا.. أما تأليف الكتب فشيء لم أخطِّط له أبدًا، ولكن بدا لي -من ضمن أهدافي- أن أنشر تجاربي الفعلية في السينما، وبالذات في التصوير تحت الماء.. وتصحيح معلومات مغلوطة شاعت في تاريخ السينما والتصوير، وكان عام 2007 الذي ظهر فيه كتابي الرابع عشر «سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، وهو الكتاب الذي نفد خلال أيام من صدوره، وطُبع مرة ثانية، ونفد كذلك خلال أيام.

بالطبع كانت فرحتي بأنني أضخ ثقافة "بصرية" وليس سينمائية فقط كبيرة.. فقد أدركت من هذه التجربة التأليفية مدى حاجتنا لنشر وشيوع هذه الثقافة البصرية في مجتمعنا. حينها، اتصل بي الناقد السينمائي الأستاذ محمد عبد الفتاح -رحمه الله- وقد كان المسئول عن سلسلة (آفاق السينما) مع الأستاذ أحمد الحضري.. وقال لي: هل قرأت مقال محمود عبد الشكور المنشور في جريدة (روزاليوسف)؟

فسألته بدوري: مَن محمود عبد الشكور؟

وعرفت منه أنه ناقد شاب يكتب في الآداب والسينما، وقابلت الأستاذ محمد عبد الفتاح وأعطاني نسخة من جريدة (روزاليوسف)، وقرأت المقال الذي كتبه محمود عن كتابي «سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة».. وما أن انتهيت من المقال حتى قلت لنفسي: ما هذا يا ربي؟ إنه يكتب بفهم ودراية وعمق رجلٍ مثقف واسع الثقافة.. إنه يشرح ويفسر بعضَ ما عرضت أفضل وأحسن وأعمق مني!!

هنا قلت للأستاذ محمد عبد الفتاح: أرجوك لازم أقابل هذا الشاب محمود عبد الشكور.. إنه مدرك بشدة لعمق ما أكتبه، ويزيد عليه أنه يبدو من تفسيره لبعض الأفكار في المقال أنه متابع سينمائي "ممتاز".

وقابلت ذا الوجه الهادئ الطيب البشوش ذات يوم في كافتيريا ساحة الأوبرا.. وقد أصبح منذ هذا اليوم صديقا وليس صديقا عاديا.. بل صديق مقرب، أَفيد من رأيه وفكره وثقافته ودماثة خلقه المتأصلة من أهلنا في صعيد مصر.. بل جمعتنا الظروف في مشروعات ثقافية متميزة منها مثلًا وبعد وفاة الأخ وصديق العمر المخرج محمد خان في مراجعة ونشر الأجزاء الثلاثة من كتاب «خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي» والذي صدر عن دار الكرمة.. أو كتاب «المقالات الأولى لسامي السلاموني» من نشر دار الهالة.. أو تنبيهي لأهمية الوثائق السينمائية التي عندي، وكنت أجمعها كهاوٍ وأن يشير عليّ بنشرها بحسه الصحفي في كتاب، وكان كتاب «وثائق وأوراق سينمائية» إصدار الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.

محمود عبد الشكور -لمن لا يعرفه- هو رجل يحمل كل أصالة المصريين فوق أكتافه.. ولا شك أن هذه الأصالة تظهر في تربيته وقربه من نموذجية والده، وأسرته كما تظهر جليا في كتاباته..

إنه من أرض الكنانة الأصيلة الصلبة، نموذج حي نادر الوجود للمصري "الجدع" الشهم المثقف..

فترة حياته في فرشوط بالصعيد.. كونت عنده حبّ تراب مصر الحقيقية، وليس المبهرجة.. مصر الأصيلة، وليس المزيفة.. ولذلك كنت أعتز جدًا بكل رأي أو قراءة يخطها في النقد أو الروايات.. كنت أتشوق لمقابلته، والتسكع معًا في شوارع القاهرة، وبالذات في منطقة منتصف البلد التي ولدت بها، وعشت فيها، وتحمل ذكرياتٍ عطرة للمكان.. تبخرت كثيرًا في هذه الأيام.

هذه الرواية التي قرأتها «أشباح مرجانة» في رأيي شدتني لها بذوري السينمائية بكل سلاسة وحبكة، محمود عبد الشكور الذي جعل من الرواية بانوراما لفترة زمنية مهمة في تاريخنا المعاصر، رصدها بحسِّ من يحمل شغفًا للسينما، وإدراك ورصد للتغيرات التي تحدث في مجتمعنا..

لا أجد بحصول صديقي محمود عبد الشكور على هذه الجائزة سوى أنها تتويج مستحق لإنسان مثقف أصيل من المحروسة التي ستبقى دائمًا محروسة بأبنائها..

إنني سعيد غاية السعادة بفوز محمود عبد الشكور.. لأنه والله يستحق! وكل جوائز الدنيا ليس فقط عن رواياته أو كتاباته النقدية في الأدب والسينما.. فهذا جزء بسيط جدا من إبداعاته الكلية والشاملة.. فمحمود عبد الشكور كتلة من الإنسانية والأخلاق والعطاء اللا محدود.. أحمد الله أنني عرفته وصادقته منذ 2007.. ويا رب لآخر عمري أتنعم بهذه الصداقة والمحبة.. يا رب لآخر عمري.

مبروك يا محمود.. مبروك ألف مبروك  
 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الكاتب والروائي الكبير أشرف العشماوي:

لماذا نحب محمود عبد الشكور؟!

 
 

على مدار سنوات طويلة في عمر الوسط الثقافي المصري لم تتكرر هذه الظاهرة إلا فيما ندر، أن تلتقي كاتبًا مبتسمًا في ودّ ويتحدث بلطف، لا يتملقك، ولا يضايقك، بل يجذبك ناحيته برفق حتى تشعر بإنسانيته المتدفقة، وروحه الطيبة، وشهامته، ومحبته الخالصة، لتكتشف بسهولة أنه يجسِّد المعنى الحقيقي للصداقة..

ربما كان العظيم نجيب محفوظ هكذا، حسبما نُقل لنا، ثم جاء من بعده الأستاذ علاء الديب، لكن من حسن حظنا، وحظ الأجيال الحالية، أن بيننا محمود عبد الشكور.

عرفت محمود منذ عشر سنوات، ومن اللقاء الأول ذابت كل الثلوج المعتادة، ومن اليوم الأول جلجلت الضحكة وتشعبت الأحاديث، وتعددت اللقاءات حتى يومنا هذا، لأكتشف أن محمود عبد الشكور واحد من أنقى وأنبل الذين عرفتهم في مشوار الحياة.

الجميل في محمود أنه لا يلتفت لصغائر الأمور، ويُحسن الظن دومًا بالآخرين، ولديه عين لا ترى سوى الجمال ولا أعرف كيف يفعلها بهذه "العفوية" طوال الوقت، وهو في الناحية المهنية متميز كناقد سينمائي وأدبي، لا يرى بعينه المحبة إلا ما أعجبه، ومع ذلك يلفت النظر برقة ولطف إلى بعض الهنات والأخطاء بغير تجريح ولا هجوم قاس يفقد النصيحة مغزاها، ويحولها إلى فضيحة كما نقول.

أن تقرأ لمحمود عبد الشكور نقدًا سينمائيا لفيلم أو عمل درامي هذا شيء جيد، ولا بد أن تصيبك منه فائدة، لكن أن تجلس إلى جواره في دار العرض وهو يشاهد الفيلم فهذا أمر مختلف تمامًا، محمود سيدهشك بانطباعات وجهه وحركات يديه وإشارات جسده، وهمهمته طوال الوقت، يتمتم كثيرًا بما يتوقعه ويقارن بما يراه على الشاشة وخالف توقعاته، تشعر بالمقال المنتظر وهو يمور داخل رأسه تكاد ترى الحروف خارجة أمامك، يتوحد محمود مع العمل بصورة غريبة كأنه مسكون به خاصة إذا كان عملا مميزًا بالفعل، فيكاد محمود يطير من فوق مقعده، أما إذا قرأت له نقدًا أدبيًا لرواية أو مجموعة قصصية أو حتى كتاب ما، سيدهشك بقدراته على وضع يده بسهولة على مواطن الجمال، لكنه سهل ممتع، مثل صياد اللؤلؤ يستخرج من العمل الأدبي أجمل ما فيه، ويستطيع بسهول أن يفكك النصوص، ويحللها، ويعيد القراءة ليكتسب القارئ متعة إضافية.

لدى محمود عشرات الأعمال الفنية والأدبية، وأيضًا السيرة الذاتية، والمتخصصة، والمقال الصحفي، وكلها جديرة بالقراءة وممتعة..

وبالأمس فاز بواحدة من أكبر الجوائز الأدبية، وفي ظني أن الجائزة كبرت في دورتها الأولى عندما كرمت شخصية مثل محمود عبد الشكور، وتشرفت بوضع اسمه عليها، لا شك عندي مثلما كان الحال عن القائمين على الجائزة أن اسم محمود عبد الشكور هو قيمة مضافة أعطت الجائزة بعدًا إنسانيًّا وثقافيًّا كشفت عنه محبة الجمهور الغامرة التي حولت الفضاء الأزرق ليلة أمس إلى صورة كبيرة ملونة لمحمود عبد الشكور،

الكل تقريبا -بلا استثناء- ممن كتبوا عنه وفرحوا لفوزه شعروا كأنهم الذين فازوا، وعلى خلاف العادة في الجوائز الأدبية والفنية، ابتعد الجميع عن خلافات الرأي أو عن قيمة العمل الفائز أو ابداء استنكار من البعض لفوز شخص بعينه أو التمادي في إهالة تراب فوق الجائزة والفائزين بها، كل ما سبق تبخر لحظة إعلان اسم محمود عبد الشكور، حتى أنني شعرت لحظة إعلان فوز محمود عبد الشكور، وكانت مذاعة على الهواء مباشرة، أنها كلمة سر معبرة عن المحبة الخالصة أطلقت في الفضاء لتغمرنا بالسعادة،

كان المشهد أقرب لمشاهد النهاية السعيدة بالسينما في الأربعينيات والخمسينيات، ولا شك عندي أن الجميع تأثر بكلمة محمود القصيرة الموجزة عقب تسمله الجائزة، والتي ربما لخص بها الجانب الأهم من شخصيته وتكوينه القائم على الوفاء والاخلاص ومحبة الأصدقاء والسينما التي هي كل حياته تقريبًا..

تحدث عن افتقاده لوالديه وأهداهما جائزته، ثم تطرق لإخوته وأصدقائه الذين يحبهم والذين جعلوا لحياته معنى، ثم ذكر السينما التي هي الحياة نفسها بالنسبة له.

يستحق محمود عبد الشكور منا كل التكريم والتقدير، ربما تأخر بعض الوقت لكنه جاء في لحظة فارقة قبل بلوغه سن المعاش بقليل، وكأن القدر يصالحه عن فترة نسيان طالت نوعا ما، ومع ذلك تقبل محمود الأمر مبتسماً بمنتهى الرضى وبكل معاني التسامح، وكأنه يقول أنا عشت حياة سعيدة ولم أكن أنتظر أي شيء أخر، تكفيني المحبة،

ربما جاوز خيالي الواقع، لكنني هكذا قرأت لسان حال محمود بعد تسلمه الجائزة التي فازت به، ولم يفز بها بعد.

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الصديق الناشر شريف بكر (دار العربي):

على شرف الجائزة

 
 

تعرفت على محمود منذ 11 عامًا عن طريق صديقنا المشترك إيهاب الملاح، والذي أكد عليّ أكثر من مرة أنه لا بد من أن أتعرف على صديقه "عبد الشكور"، وأننا سنصبح أصدقاء بالتأكيد.

حضر محمود إلى مكتبي المتواضع (الصومعة) في شارع القصر العيني (قصر العيني)، وتحدثنا لساعتين، ثم ذهبنا بعدها إلى مطعم (البرنس) الشهير بإمبابة، والذي أصبح مقرا للكثير من اللقاءات والاحتفالات المستقبلية فيما تلا من سنوات. بعدها جلسنا على مقهى بسيط في إمبابة وامتد حبل الحديث وتشعب. وخلال تلك السويعات القليلة عرفت عن محمود وعن حياته الشخصية ما جعلني أتأكد من كلام الصديق إيهاب، والذي كان في حالة اندهاش من سرعة التواصل بيننا.

بعد فوز محمود عبد الشكور بجائزة "القلم الذهبي"، بدأ سيل من التهاني القلبية الصادقة، وهي الأكبر بالتأكيد بين كل من فازوا قبل ذلك من الأصدقاء. مما جعلني أفكر في ما الذي يميز محمود عنا بشكل عام، وفي الوسط الثقافي بشكل خاص.

وقررت أن أشارك ليس بكل ما يقال عنه في المنشورات؛ المبدع، الانسان، الخلوق، المعطاء، انسان جميل، الملهم، الوديع، الغالي، الفارس، النبيل، المتميز، المحترم، المحب... ولكن ما أضافه لي محمود على المستوى الشخصي والإنساني والحياتي، وكذلك ما أراه أنا مميزًا في حياته الشخصية؛ وهما صفتان أساسيتان: "الاستغناء"، و"الكبرياء".. وذلك إلى جانب "المحبة" العارمة التي يندرج تحتها كل من شاركوه الصداقة وأصبحوا ضمن أصدقائه.

قوة محمود الرئيسية هي "الاستغناء" التام، فهو لا ينشغل بمن سأل عليه أو من لم يسأل، عمره ما لام أحدًا بأي سبب ولا عاتبه لأي شيء، لا يكترث يما يقال أو يكتب، ولكنه يقول رأيه وفقط. لا ينتظر أن يحضر معه أحد لأي فعل أو ممارسة تعود عليها -وخصوصا مشاهدة الأفلام- فهو يعتمد على نفسه تماما، ولا يشعر بالوحدة.

ليس لديه متطلبات معينة لا في الأكل، ولا الأماكن، ولكن في بعض الأحيان يرفض مصاحبة بعض الأشخاص. وأهم شيء لا يكترث تمامًا للنقود، كثيرًا ما يحكي عن حياته أنه كان لا يملك إلا القليل لتمضية الشهر -خصوصًا في بداياته- لكن ذلك لم يكن مشكلة أبدًا إلا في تعطيله عن دخول السينما أو شراء بعض الكتب التي يرغب في قراءتها.

محمود لا يبني قرارته أو صداقاته على أساس المصالح أو المنافع أبدًا، فقط الراحة النفسية، ومدى إنسانية الشخص الذي يقابله أو يلتقيه، ولو لأول مرة.

أما عن "الكبرياء" فهو سلاح أقوى في يد محمود، ولا يجعل أحدًا يتغلب عليه أبدًا أو يسمح لأحد أن يفرض عليه رأيه أو إرادته، فهو قادر على ترك أي عمل مهما كان، والانسحاب من أي مشروع أو الاستغناء عن أي شخص يمس كبرياءه وكرامته.

ورغم قلة المواقف التي حضرتها وتَجسَّد فيها حضور هاتين الصفتين، فإنني كنت أرى شخصًا آخر غير الذي أعرفه يظهر أمامي، وكله عزم وقوة وتصميم ولا يحسب أي حساب إلا لتصحيح الموقف ورد اعتباره وشطب هذا الشخص تمامًا من حساباته المستقبلية.

وهذا هو الجانب "الصعيدي" الأصيل في محمود، والذي يتسبب -في الكثير من الأحيان- في الجدال حول؛ من سيدفع الحساب أو تغير مكان الخروج أو أي فيلم نختاره؟! وطبعًا مستحيل تغير رأيه في أي شيء طالما هو رأيه الأصيل وبناءً على قناعاته، ولكن يظل مبدأ "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".

أتذكر صديقة لي حضرت معي مناقشة لأحد أوائل كتبه في مركز الأوبرا، وبعد انتهاء الندوة جلسنا على المقهى وصمم محمود أن يدفع الحساب للجميع مكررًا "ده على شرف الكتاب.." وهي جملة لم نسمعها منذ أفلام الأبيض والأسود.

تلك جملة كانت بالنسبة لصديقتي -التي تعرفت عليه توًّا- مفتاحًا لشخصيته، ولفتت نظري لمدى تميز صديقي في هذا الزمن الذي نعيشه.

ولذلك صداقه محمود ومكانته في قلبي من الأشياء التي أحافظ عليها، وأقدِّرها لأنني أشعر أنني محظوظ لاقترابي من إنسان بمثل هذا القدر الوافر من رقيه وثقافته وإنسانيته.

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الإعلامي والكاتب ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الدستور.. الدكتور محمد الباز:

محمود عبد الشكور.. الطوفان الهادئ!

 
 

بهدوء شديد تسرب محمود عبد الشكور إلى عالمي، لم أخطط لذلك، ولم أتعمد اقتحام مجرة إبداعه مترامية الأطراف، فقط كنت أتوقف عند بعض منشوراته على صفحته بالفيس بوك، وفي كل مرة يستوقفني ما يكتب بدقة وموضوعية ورؤية تشي بما يملك صاحبها من خلفية معرفية، وموقف وتقدير لمن يكتب عنهم أو يكتب عنه.

حدث بعد ذلك أن اقتنيت كتابيه «كنت صبيا في السبعينيات»، و«كنت شابا في الثمانينيات» وقت صدورهما المتعاقب، فوقعت في هوى ما يكتب، طوفان من المشاعر التي لا تملك أمامها إلا احترام صاحب التجربة، الذي لم يكن أنانيا في سرده، فهو يفسح الصفحات لما رأى وعاش، ولمن قابل وتعايش معهم، الكتب التي قرأ، والأفلام التي شاهد، يفعل ذلك باستمتاعٍ كان سببًا في متعة مطلقة، تجبرك على خوض الرحلة معه دون أن تتوقف.

عندما حصل محمود عبد الشكور علي جائزة القلم الذهبي عن روايته «أشباح مرجانة» (صدرت عن دار دوِّن للنشر 2024) واستعرضت صورته وهو يقف على المسرح ليتوج بها، أدركت أن أبناء الحياة الذين لم يعيشوها بسهولة، بل عانوا وشقوا لا بد أن يأتي يوم ويحصلون على بعض ما يستحقون، لا يمكن أن يضيع ما بذلوه من أجل أن يصبح العالم أكثر سلامًا، فهم من يمنحوننا مبررًا لأن نتحمل ما نلاقي من عثرات التجارب، لأنهم ينزلون تجارب الحياة المنزل الذي يليق بها، نفهم ما يدور حولنا، نستوعبه، ونتحمله، ونستكمل مشاويرنا الطويلة.

محمود عبد الشكور الذي يبعث في الجلسات التي تجمعك به بريق المثقف الحقيقي، غير المدعي، يستحق ما حققه وأكثر، في زمن آخر كان يمكنه أن يكون في مقدمة الصفوف، لكن في زماننا الذي شاهت فيه الوجوه والمعاني رصد أن هذا ليس زمن الجادين المجدين، لكنه لم يستسلم أبدًا، واصل عمله، قرأ وكتب وأبدع، ناقش ونقد وانتقد، وعرض ما أبدعه الآخرون مانحًا إياهم عمرًا من عمره، مؤمنا بأن هذا هو قدر من قرروا أن يعيدوا تشكيل الحياة من جديد.

من المعتاد مع من هم على شاكلة محمود عبد الشكور أن نقول إن الجائزة هي التي فازت به، قبل أن يفوز هو بها، ورغم ابتذال هذا المعنى لأنه سيق في طريق آخرين لا يستحقون، إلا أنه مع محمود في مكانه تمامًا. فعندما يفوز مبدع حقيقي بجائزة ما، فإنه يمنحها مصداقية لا تتوفر لمعظم الجوائز التي تطاردنا على طول العالم العربي وعرضه، ويمنح الأمل لمن يجتهدون بلا شعور بالتقدير أنه سيأتي يوم ويجدون ما يستحقون، فلا شيء في هذه الحياة يتبدد..

كل ما نفعله حتى لو تراكمت عليه طبقات النسيان يأتي يوم ويتجدد.

بدأ محمود عبد الشكور مشواره الإبداعي منذ سنوات، وأعتقد أن هذه الجائزة ستمنحه بداية جديدة يدخل من خلالها لعالمٍ أرحب من الإبداع الذي ننتظره منه، فهو واحد من أصحاب المشروعات الحقيقية والكبيرة، وحقنا عليه أن يستكملها.. وكلي ثقة أنه سيفعل.

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الكاتبة والصديقة دينا رأفت:

كأنك صديقه الوحيد!

 
 

أعتبر فوز محمود عبد الشكور رسالة تذكِّرنا أنه رغم حياتنا ذات الإيقاع اللاهث، والفاقد للجودة والقيمة، في معظم الأحيان إلا أنه دائمًا يظل لكل مجتهد نصيب، والفرحة والتقدير الحقيقي لمن يستحق..

محمود عبد الشكور مثال حي على أن الممتع والمهم هو جمال الرحلة وليس نقطة الوصول (أي نقطة فيها)، وتأتي المحطات أو التكريم على مهل.. وقد فعل ذلك بقلمه وبقلبه.. دون انفصام بين عمله وشخصه.. الصحفي بداخله دائم وواسع البحث، يجمع بين الفن والأدب والمشاهدة الحياتية.. والناقد ألقى قسمًا كقسم الأطباء أن يلقي الضوء على كل ما هو "جميل"، وأن يدعم بذور المواهب الجديدة ما دام بها بصيص من الأمل.. أما الصديق فهو دائمًا موجود، ومشارك، ومحب، ومتسامح، ومهتم، كأنك صديقه الوحيد..

أما الصديق فهو يتعدى المتوقع.. لا يلازمك ولكنه دايم الصحبة والمتابعة لك دون تدخل ف تفاصيل حياتك.. وبنفس رؤية الناقد التي تري الجمال فقط يراك.. دون إصدار أحكام.. فقط شلال من المبررات حينما لا يوجد مبرر.. وطاقة من الحب والتسامح مستغربة مع ايقاع الحياة اليومي.. اعترف اني عجزت عن فهمها أو محاولة تقليدها مهما أردت.. ودائما هناك وقت للقائك رغم انه دايم الانشغال بالندوات وعروض السنيما وكتاباته اليومية ومقاله الاسبوعي.. ودايما داعم لمسيرتك بطبعه المتفائل والواقعي.. اساله عن ذلك.. فيجيب ضاحكا دي مسلمات.. علي الإنسان السعي وليس عليه تحقيق النتائج.. صديق لا يلاحقك ولكنه مرتبط بك دون قيود سوي الاعتزاز بوجودك ف حياته وان كنت مختلفا معه ف مجال العمل ورؤية الحياة فهذه عوامل غير ذات أهمية..

صداقة محمود عبد الشكور كجميع معاني الجمال مطلقة.. وتكذب مقولة "صديق الجميع صديق لا أحد".. فهو صديق الجميع لأنه يرى كلا منهم على حدة.. صداقة أعتز بها.. دامت الصحبة..

وجاءت الجائزة لتثبت نظريتك يا صديقي العزيز: "على الإنسان السعي.. وليس عليه تحقيق النتائج".

مبروك يا محمود فوزك المستحق تماما بجائزة "القلم الذهبي" (في مسار الرواية الواقعية)؛

فهو انتصار لكل ما هو جميل ونقي وحقيقي.

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الكاتبة والقاصة ريهام سليمان:

محمود عبد الشكور "ذاكرة حية"

 
 

ينطلق القلب فرحًا بإعلان فوز الكاتب والأستاذ الناقد القريب جدًا إلى القلب، محمود عبد الشكور، وروايته «أشباح مرجانة» كأفضل رواية واقعية ضمن جوائز القلم الذهبي بالرياض. أعتبر هذا تكريمًا خاصًا واستثنائيًا لرجل يستحق أن تكافئه الدنيا كلها، بجوهره الأصيل النبيل، وجهده الصادق الدؤوب، وعشقه الأكبر للحياة والكتابة والسينما والدندنة.

أقول دائمًا إن الأستاذ محمود عبد الشكور "ذاكرة حية"، على عكس ما يظن هو، يمكن ملاحظة ذلك بوضوح سواء كنت تقرأ له أو تتبادل معه الحديث حيثما جمعتك به فرصة سعيدة، ستجده بحماسة شديدة يصحبك إلى عوالم تتسع لكل الأشياء والتفاصيل الجميلة، إلى حكاياته عن الأماكن، الشوارع، الأزمنة، الوجوه العابرة والشخصيات المستقرة في وجدانه. يستحضر فلسفته ورؤيته التي شكَّلتها سنوات وتجارب غنية حقًا، فيكون للجميع نافذة مطلة على الحياة.

يكتب الأستاذ بخفة وذكاء كتابة للجميع، وليست لأحدٍ بعينه، لعل أبرز سماتها أنها تصل إلينا جميعًا، تعرف طريقها إلى الشباب وصغار السن قبل الكبار، هو الجسر الذي يحرص عليه دائمًا. يرفض أن يسد علينا الطريق، فيجتهد ويبسطه إلينا.

وأجد في ذلك حظا كبيرا لنا نحن القراء والأصدقاء. لا غرابة في محبة جمة ينالها ولا سعادة كبيرة يجدها في حضوره، هذا انعكاس لنواياه وروحه الودودة والطيبة دائمًا. أجد نفسي محظوظة بمعرفة وصداقة الأستاذ محمود عبد الشكور، وأمتن كثيرًا لكل الأوقات والذكريات الرائعة التي حصلت عليها بصحبته.

الذهاب إلى معرض فني، مشاهدة فيلم رائع في السينما، الجلوس على أحد المقاهي أو تناول وجبة لذيذة بينما نناقش أحداث الفيلم وانطباعاتنا عن الأبطال، وفريق العمل، التطرق إلى الحياة وأحداثها وتعقيداتها أحيانًا. أحاديث لا تخلو من بصيرة وحكمة "أب" وهو في منزلة "الأب الروحي" فعلًا.

تعجبني إسهامات محمود عبد الشكور ككاتب وناقد في مختلف المجالات، وأنتظرها بحماس على الدوام، كما ينتظر غيري -من الجمهور والأصدقاء- الكثيرَ من الحكايات، والكتابات الأدبية والفنية، بلغته السلسة والخفيفة والممتعة ورؤيته النقدية العميقة.

لا يزال يحتفظ بدفاتر عديدة، وموضوعات شيقة، سيطلق عنانها في الوقت المناسب، وأعرف أنه لن يبخل بها علينا أبدًا، مثلما لا يبخل أبدًا بمساعدة أو مشورة أو كلمة جميلة حتمًا تترك أثرها في متلقيها.

تتردد في ذهني الآن جملة أنطونيو ماتشادو الشهيرة: "الطريق يصنعه المشي" والتي كانت أحد الإهداءات التشجيعية لي من الأستاذ، وقد سجلها كإهداء لجميع القراء في مقدمة كتابه الجميل «كنت شابًا في الثمانينيات».

وأقول إن هذا الرجل صنعه المشي. بكل الطرق والمسارات الصعبة، بنجاحاتها وإخفاقاتها. يستحق الآن وعن كل المحاولات أن نصفق له.

ليست الذاكرة ضبابية أبدًا يا أستاذ محمود، إنها نابضة بك، وستظل بكتابتك وروحك، وأيامك الحلوة. كل هذا الاحتفاء بك وحدك، وهذه ليلتك كما تغنيها الست أم كلثوم، أول ما أردت مشاركته من الأغنيات فور صعودك خشبة المسرح لاستلام الجائزة، في تألق نعهده، وبهجة لا يسعها مكان، صادقة وحقيقية وتليق بصاحبها.

إنها تحية الحياة، ويبدو أنها هذه الليلة تصيب في تحيتها..

ولك كل التحية والمحبة الخالصة..

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الصديق والكاتب والناشر أحمد مهنى (دار دون للنشر والتوزيع):

الفائز هو الشخص "الأصلي" والفن "الأصلي"

 
 

هناك صوت يهمس في أذنك عندما تشاهد شيئًا أصيلًا يخبرك أن هذا الشيء "فارق" ومختلف وأصلي، عندما التقيتُ بالأستاذ محمود عبد الشكور للمرة الأولى كان الصوت يخبرني أن هذا الرجل مهذب بصورة فارقة، وبشوش بصورة جميلة.. تقاطعت معه السبل في قراءة مقالات ومرويات ثقافية وفنية عن فترات الصبا والشباب، كنت كلما قرأت همس صوت بأن ذلك الرجل أديب "فارق" وأنه لو كتب "رواية" ستكون رواية مؤثرة وبديعة!

اللقاء الأول بيننا -ككاتب وناشر- كان من خلال مشروع روايته الأولى «ألوان أغسطس». رواية بديعة صغيرة الحجم متعددة المستويات، لسنوات طويلة تاه فيها فن "النوڤيلا" أو الروايات القصيرة، بين الروايات الضخمة والسرد الطويل، وكنت أحب كناشر أن يعود ذلك الفن الجميل إلى الساحة، كذلك كان الأستاذ محمود عبد الشكور يدخل عالم الرواية للمرة الأولى بتلك الرواية القصيرة، ويتحسس الخطى بين الناشرين، فهل يلتفت ناشر لذلك الفن؟!

أتذكر المناقشات التي دارت بيننا بعناية عن خط الرواية وعن الاسم المقترح، وكنت ألمح دائمًا حرص المبدع في اتساع الرؤية، وفي دراسة آراء الناشر خصوصاً بتعبيره المتفحص "أنتم ناشرون وشباب، وأنا أحب أن تشاركوني وجهة نظركم" لم يتعامل بتعالٍ أو جمود، لكنه حرص على استيعاب وجهات النظر، والتفكر فيها، حتى عندما طُرح تغيير اسم العمل الأدبي نفسه فقد وافق عليه بترحيب كبير.

ثم جاءت رواية «أشباح مرجانة»، العمل الثاني في نفس الفن، والذي يخبرنا عن دهشة المبدع في التقاط التفاصيل الخاصة بزمنه، ودهشة القارئ عندما يجد تماسًا أصيلًا بين الزمن والزمن.. فزمن المبدع كان عاملًا مؤثرًا في أن يتحول الإنسان إلى "شبح" يشاهد كل ما يحدث بلا صوت، وزمن القارئ يحاول أن يجد صوته الخاص في زمن متسارع بالتكنولوجيا والأحداث التي تبتلع كافة الأصوات، وتحوِّل أغلب المشاهد إلى صورة ضبابية أقرب للشبحية، والفائز هو الشخص الأصلي والفن الأصلي في زمن غلب عليه التقليد!

كان هناك صوت يخبرنا في دار دوّن للنشر عن المعاني الجميلة والهادئة التي يناقشها ويسردها ويقدمها محمود عبد الشكور.. لا شك أن الصوت الهامس لم يخبرنا بكل ما لديه، لكننا ننتظر ما سيقدِّمه الأديب والناقد والإنسان النبيل محمود عبد الشكور فيما هو قادم..

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الإعلامي والمنسق الثقافي والأدبي مصطفى الطيب:

محمود عبد الشكور.. لقاء أول متجدد!

 
 

في 2016 كان لقائي الأول بالناقد والكاتب محمود عبد الشكور، تعارف سريع بمبادرة من الناشر المصري سيف سلماوي، ترحاب شديد من الكاتب المحتفى بأحدث إصداراته -آنذاك- «كنت صبيًا في السبعينيات»..

لقاء تال في الزمالك، بعد عدة أشهر، بحضور الأساتذة: إيهاب الملاح، محمد رفعت، كريم آدم، شيرين سامي.. وآخرين وأخريات، لا أعلم كم ساعة امتد اللقاء، ولكني أتذكر جيدًا حديثًا مطولًا بيننا، حوارات عن الكتابة، والأدب، والأفلام، والحياة.. لم يختلف شيء عن اللقاء الأول، الترحاب نفسه، والدهشة لكل ما هو جميل.

لقاءات متتالية لا أتذكر سببها، ولكني أتذكر جيدًا طفوليته المدهشة في استقبال الحياة، والبشر، والكتب، والأفلام، والموسيقى.. لو نطق الحجر لـ شهد له على ترحابه به!

يمثل هذا الترحاب الصادق والحقيقي، جوهر محمود عبد الشكور بالنسبة لي..

انتقل الرجل من خانة الناقد الكبير (سينمائيًا وأدبيًا) صاحب الكتابات المهمة، ومن خانة الروائي المتمكن من أدواته؛ إلى خانة الصديق المقرب، بل أصبح أحد أفراد العائلة.

هذه الدهشة والبراءة الطفولية، هي ما تجعل كل لقاء مع محمود عبد الشكور (مهما تعددت اللقاءات) لقاء أول لا يُمَل منه أبدًا..

عزيزي محمود ،،،،،

استمر طفلًا...

ولا تتوقف أبدًا عن كونك مُرشدنا للجمال أينما وجد في الحياة، وبين الكتب، وعلى الشاشات، وداخل البشر.

استمر هكذا..

حماسُك للجمال، مُعْدٍ.. ويجدد إيماننا بالحياة من جديد.

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 
 

الكاتب والمترجم والطبيب أحمد سمير سعد (مدير تحرير سلسلة "اقرأ العلمي التي تصدر عن دار المعارف):

رؤية الجمال والتلذذ به!

 
 

ستجد الابتسامة فوق شفتيه طوال الوقت، واللمعان في عينيه، والدفء في قلبه، والعذوبة في حديثه. هكذا لا يمكنك أن تخطئه قَط.. أما أهم ما يميزه فقدرته الفريدة على رؤية الجمال والتلذذ به، ومحاولاته الدائمة لنقل هذا الجمال عبر مقالاته وكتبه.

رأيت أحدهم يتهمه يومًا أنه نادرًا ما يكره عملًا فنيا ويظن هذا عيبًا فيه، في حقيقة الأمر من السهل أن تلصق بعمل فني الكثير من الهنات لكن تمييز الجمال ورؤية العمل من داخل إطاره أمر لا يقدر عليه الجميع، ويحتاج إلى مجسات خاصة، وثقافة موسوعية وروح شفيفة وإنسان نقي صاف بلا شوائب!

وهي صفات لا تمتلكها إلا ثلة نادرة، ترى مواطن الجمال، وتشير إلى منطقها، وتنقل هذا المنطق لك لتتسع الرؤية فتشاركها الاستمتاع، إذ إن إدراك الجمال ممتع ومبهج في حد ذاته.

إلى جانب ذلك، فهو طاقة حب لا ينضب، يحب الجميع ويترفع عن الصراعات ولم أجده إلا داعمًا للكل، ينثر أفضاله في كل مكان، متى أعجبه عمل تحمس له من دون أي حسابات وكتب عنه كتابة ملهمة مضيئة. هكذا وجدته يكتب عن كتابي (لعب مع الكون) من دون سابق معرفة، كتابة لا يميزها الصدق فحسب بل يطغى عليها الحماس والمحبة.

أثرى أستاذ محمود عبد الشكور واقعنا الثقافي بأعماله النقدية والأدبية وأي جائزة تُمنَح له هي التي تتشرف حقيقة به.. لكنني أود أخيرا أن ألفت بشكل خاص إلى اهتمامه ببث روح الفنون والإبداع في الأجيال الجديدة التي تحاول أن تشق طريقها، فيلفت نظرها إلى الأسس الأولى، من أجل أن يصقلوا مواهبهم ومن ثم يمارسوا إبداعهم الخاص.

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 
 
 

الصديق والناقد السينمائي حسام الخولي:

كيف يرسم هذه الصور "الرقيقة" العذبة؟!

 
 

لم تستغرق محبة محمود عبد الشكور الكثير من الوقت لتستقر في قلبي.. حقيقة لا أعتقد أن أيًّا ممن أسعدتهم الظروف بلقاء الرجل والحديث معه يمكنه أن يعارضها.. فالدماثة والبشاشة الدائمة التي تسكن هذا الرجل، وتشع طاقتها بشكلٍ لا يمكن إغفاله، تلعب دورها في جعله أحد أسهل وأجمل من يمكن أن تلقاهم في حياتك من بشر.

كنت قد أنهيت تقريبًا مرحلة الناقد السينمائي الهاوي لأسبابٍ تتعلق بموت الوسيط الورقي أو تراجعه بشكلٍ كبير في أوائل العقد الثاني من هذا القرن، حينما التقيتُ محمود عبد الشكور الذي عرفني به العزيز إيهاب الملاح، وجاء اللقاء بعد اللقاء، وتابعته على "فيسبوك" من خلال صفحته المدهشة، حتى أضيف الإعجاب بآرائه ولمحاته عن السينما وحولها، وعن الأدب والفن التشكيلي والغناء ونوستالجيا الحياة في سنوات هذا البلد الجميلة، وحتى مقتطفات حياته، وعلاقته بوالده ووالدته، وكيف يرسم هذه الصور الرقيقة العذبة عنهم، وحتى حكاياته وعشقه للمقاهي ولشوارع القاهرة.

لطالما كنت مبهورًا بفكرة الناقد "المطرقة"، الذي يحمل على العمل الذي لا يروق له ولا يرقى لمعاييره حملات مزلزلةٍ قاسية لربما تهدف إلى عقاب صناعه على جرائمهم الفنية، والتسبب في حملهم علي التفكير كثيرًا قبل أن يحاولوا صناعة أعمال أخرى، كنت أظن أن هذه هي وظيفة الناقد، وهي "حماية" الجمهور من الرداءة، وتحريضهم على رفضها (أي الرداءة)، حتى بدأت في متابعة كتابات محمود لأجد أن هذه فكرة بالغة السذاجة..

يظهر هذا جليًا في مقالات محمود عبد الشكور، وفي منشوراته أيضًا، حيث يقوم من آن لآخر بوضع أفكاره وفلسفته "عن" النقد السينمائي بشكلٍ مبسط وسريع، وهي مهمة وكاشفة للأسلوب الذي يتبعه، حيث لا "محاكمة" للعمل ولا لصناعه.. ولكن أن تعطي فرصة للعمل نفسه أن يقدم ما لديه، وتشير إلى مواطن القصور والفجوات والتناقضات والضعف.. إلخ، ولكن لا تنسى أن هناك جوانب جيدة يمكن الإشارة إليها ولو لغرض التأكيد على وجود مساحة للتطور دائمًا وتشجيعًا لمن بذل مجهودًا صادقا ليخرج عمل إلى النور يساهم في إثراء الصناعة ذاتها وإبقائها عاملة ومنتجة.

قد يظن البعض أن هذا الأسلوب أكثر "رقة" مما يحتمل الأمر، بالذات مع الأعمال التي لا تستحق الكثير من التحقق لإدراك انخفاض مستواها، ولكني أستبدل هذه الرقة أو بالأدق أجمعها مع "الرقي".. وهي صفات لا تمتاز بها كتابات محمود عبد الشكور فقط، بل وتظهر كنور الصباح الساطع في شخصيته كذلك، وفي تعامله مع من حوله، وإن كنتَ ممن سيسعدهم الزمن بلقاء الرجل، وتبادل الحديث معه، ستدرك ذلك أيضًا بسرعة ستثير لديك نفس الدهشة التي أثارتها لديّ..

 

أكتوبر المصرية في

20.02.2025

 
 

وما زالت البرقيات تتوالى.. لدينا منها المزيد والمزيد.. ولنا عودة

(إيهاب الملاح)

 

سينماتك في

08.03.2025

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004