لا يزال الأديب والكاتب الكبير أمين صالح ينشر المعرفة
والثقافة السينمائية في ميادين عدة؛ فهو يكتب ويترجم
دون ملل ولا كلل، والعزم يحدوه والحزم يساعده. غير
مكتف بإصداراته الكثيرة التي قدمها للمكتبة العربية،
بل يزيدها تنوعًا وثراءً. وآخر إصدارات أمين صالح كتاب
"أفلام ليست للنسيان" من إصدارات هيئة الأفلام
بالمملكة العربية السعودية ضمن مبادرة "سينما" لتعزيز
المحتوى المعرفي السينمائي. وهو كتاب يتحدث فيه صالح
عن بعض الأفلام التي ربما نشاهدها المرة تلو الأخرى،
وعبر سنوات طويلة من دون أن نشبع أو نمل منها، أو نفقد
حماسنا. هذه العلاقة الحميمة تستمر لسنوات، وقد تظل
قوية ومتجددة لسنوات طويلة قادمة. هي أفلام صمدت أمام
امتحان الزمن، وليست مرشحة للنسيان، تظل عالقة في
ذاكرتنا، لا تريد أن تفارق. لا يخبو حضورها، ولا يبهت،
ولا يتضاءل، بل يسطع حضورها بين الحين والآخر.
يقول صالح في مقدمة الكتاب :
كثيرة هي الأفلام التي وقعت في غرامها. وكلما تذكرت
فيلمها، رأيت أفلاما أخرى تتوافد نحوي وتحتشد أمامي..
كلها عظيمة وجميلة. كلها أفلام تصعد إلى المستوى
الأعلى والأرقي من السينما، وبها نقش مبدعوها أسماءهم
في تاريخ السينما، أسماء لا تمحى ولا تنسى. ولا مجال
للانتقاء والتفضيل بعض هذه الأعمال يحتل مساحات من هذا
الكتاب، والبعض الآخر ينتظر، فلربما تسنح له الفرصة
لينسل بين ضفتي كتاب آخر
أقدم هذه الأفلام ليس من موقعي كناقد. ليس بقصد النقد.
بل من موقعي كمتفرج يحب السينما، ويستمتع بما تنتجه،
ويشاهد كل المستويات والنوعيات، حتى العادية.
الأفلام تسحرنا، تغوينا، تثيرنا، تحرّك مشاعرنا،
تشعرنا بمتعة بالغة. تجعلنا نعيش تجارب جديدة، مختلفة،
حافلة بالمكتشفات.
للأفلام المركبة والمعقدة والصعبة جمهورها أيضًا. قد
يكون جمهورا صغيرًا ومحدودًا و "نخبويا"، قياسًا إلى
الجمهور العام، لكنه قابل للاتساع والتمدد، وهو
بالتأكيد أكثر انفتاحا وفعالية وحيوية ومرونة وتمتعا
بالوعي والروح النقدية. هذه الأفلام عادةً لا تلقى
قبولا واهتماما من الجمهور العام وعدد كبير من النقاد،
لكن رغم ذلك هي قادرة على فرض نفسها في الفضاء العالمي
من خلال المهرجانات السينمائية والصالات الفنية
والخاصة، وحماس بعض النقاد لها.
أما الأفلام التي كتب عنها صالح فهي :
·
ثمانية ونصف.. حيث يتحد الماضي والحاضر
·
برسونا . محو التخوم
·
أوديسة الفضاء.. الرحلة الكونية
·
لون الرمان
·
موت في فينيسيا .. الجمال في مدينة موبوءة
·
سحر البورجوازية الخفي. استحالة تناول وجبة عشاء واحدة
·
آخر تانغو في باريس.. رقصة العزلة الأخيرة
·
روح خلية النحل
·
صرخات وهمسات .. إمكانية التحرّر من الألم
·
المرآة... مفتوح وحرّ كما الحلم
·
البيت والعالم
·
ثلاثة ألوان: الأزرق.. وصدمة الفقد
·
البيانو.. وامتياز العزلة
·
الأم والابن.. وحيدان مع حفيف الريح
·
شجرة الحياة.. تنبض مثل كائن حي
·
مزاج رائق للحب .. بقايا زمن زائل
·
ملنخوليا .. والعناق الكوني
·
سبات شتوي.. عن رهائن الثلج والعزلة
·
فيل جالس بلا حراك .. والوقت يعبر بلا اكتراث |