الخلاصة:
فيلم (إدفع الثمن Payback) جديد الممثل ميل جيبسون. وهو قصة إجرامية مثيرة، والأهم من ذلك أنه من استراليا بعد زمن طويل منذ فيلم (سكيبي Skippy). في هذا الفيلم يلعب جبسون شخصية "بورتر" رجل صلب ذو مبادىء محتال مع قليل من المشاعر الحساسة، إلا أنه لم يحسن إختيار شركائه رفيقه وزوجته. تبدأ الأحداث عندما يختلفون في إقتسام المسروقات، فالإتفاق هو النصف بالنصف مع صديقه، وهذا الصديق يحتاج للمال كله لكي يجد طريقه للإستمرار في نقابة الجريمة المنظّمة التي تدير المدينة. أضافة إلى ذلك، زوجة بورتر كانت وما زالت مقتنعة بأن زوجها يخونها، بعد أن أقنعها صديقه بذلك. لذا يبدو بأن هكذا ظروف تعتبر مكونات تّامة للخيانة. وبالتالي فإن بورتر يغدر به ويرمى بالرصاص ويترك ما بين الحياة والموت. إلا أنه ينجو من الموت بأمنية كبيرة للإنتقام.

ادفع الثمن ـ رؤية نقدية:
يبدو بأن السيناريو مرسوم خصيصاً لكي يناسب ميل جبسون، مثل العديد من الفرص أن تضرب الناس فوق كمحتمل، والفيلم بالتأكيد يدرج في قائمة أفلام الأكشن. لكن كاتبا السيناريو لم يوفقا في رسم الشخصيات النسائية. واحدة مدمنة مخدرات والاثنتين الاخريتين عاهرتين، أمّا تحبان عملهم أو تقعان في حبّ ميل جبسون. وفي الحقيقة كل الشخصيات، من ضمنهم هؤلاء أعضاء الفرقة الكبار السن مثل "كريس كريستوفيرسون" و"جيمس كوبورن" الفائز بالأوسكار مؤخراً، حاولوا الخروج على شخصياتهم المرسومة لهم، محاولة منهم التتنفّس وإضافة طراوة أو حياة في هذا السيناريو الضعيف.

وكالعادة، فالممثل ميل جبسون نفسه محبوب بتلك العيون الزرقاء الجذابة التي لا تخيب جمهوره. لكن بدون شك فهو وبقية الممثلين يستحقون فيلماً أفضل للتمثيل فيه. الفيلم حصل على نجاح خيالي في الولايات المتحدة لكن في رأيي كان فيلماً مقرف ووحشي وطويل جدا، إضافة الى أنه مضحك بغير قصد.
والمفاجأة هي معرفة بأنّ فيلم (إدفع الثمن) مستند على نفس القصة التي ألهمت المخرج "جون بورمان" عام 1967 لتقديم فيلمه الكلاسيكي (نقطة فارغة Point Blank). إنه عنيف على حد سواء، لكن على الأقل بأن بورمان ونجمه الممثل "لي مارفين" كان لديهما بعض الإهتمام بطبيعة الشخصية وظروفها التي ساقته للإنتقام، بينما كان ميل جيبسون وشركائه في الجريمة يظهرون مقتنعون ومستمتعون كيف أنهم شديدون في الضرب وكم من السّيارات يمكن أن يحطّموا.