ليس من الغريب اعتبار فيلم (تايتنك)
كظاهرة، فالفيلم إضافة إلى نجاحه الجماهيري المنقطع النظير، قد حاز على أربع
عشرة جائزة في مسابقة الأوسكار.
إن الأرقام الخيالية التي
أحرزها فيلم (تايتنك) في شباك التذاكر قد حطمت كل الأرقام السابقة والتي فاقت
المليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى فقط من عرضه.
وفي بلد كالبحرين كمثال، حصد
الفيلم مليون ونصف دينار بحريني في الأسابيع الثلاثة الأولى من عرضه، ومازال
يعرض في أسبوعه العاشر.
ترى لماذا كل هذا الإقبال
الجماهيري لهذا الفيلم؟
الفيلم ليس الأول الذي يحكي عن
غرق السفينة تايتنك مع بدايات القرن العشرين. فقد تناولت السينما هذه الحادثة
في عدة أفلام. ولم يخرج فيلمنا هذا في قصته عن تلك الأفلام.
إذن لماذا كل هذا الإقبال على
فيلم معروفة أحداثه مسبقاً؟ لابد أن هناك أسباب قد ساهمت في جعل هذا الفيلم
يبدوا كظاهرة.
أول هذه الأسباب، تلك
الميزانية الضخمة التي وضعت للفيلم (أكثر من ثلاثمائة مليون دولار)، وهي
ميزانية قياسية لم يتكلفها فيلم من قبل. ومن الطبيعي أن تكون هذه الميزانية
سبباً جوهرياً لتوفير كافة الإمكانات التي جسدها صانعي الفيلم على الشاشة.
هذا إضافة إلى أن الفيلم يحكي
قصة حب رومانسية حدثت على متن السفينة تايتنك. والرومانسية في السينما افتقدتها
الجماهير واشتاقت للعودة لها. فقد مضى وقت ليس بالقصير على تجسيدها على الشاشة.
ربما كان آخر فيلم رومانسي شكل ظاهرة مشابهة نوعاً ما، هو فيلم (قصة حب
LOVE STORY)
الذي أنتج مع بدايات السبعينيات.
ولا يمكن أن نغفل ذلك
السيناريو الأخاذ الذي صاغ هذه القصة بشكل جديد وموحي. وقدم لمحات فنية جديدة
في السرد الدرامي. وكمثال، يمكن أن نتذكر مشاهد الفلاش باك الشفافة من ذاكرة
المرأة العجوز. ومشهد الحبيبين في مقدمة السفينة وإظهارهما كأنهما يطيران، إنه
حقاً مشهد رائع نفذ بحرفية.
ذكر في الصحافة بأن المنتج قد
أنشأ نسخة طبق الأصل من السفينة تايتنك. وبناء باخرة بهذا الحجم للتصوير فقط
ومن ثم تدميرها بالكامل، لا بد أنه قد كلف الكثير، ويبين مدى حرص المنتج على
إظهار الصورة كالأصل.
أما بالنسبة للعناصر الفنية
والتقنية في الفيلم (من تمثيل وتصوير ومونتاج وموسيقى وديكور وإكسسوار وغيرها)
فقد وصلت إلى أعلى مستويات الإبداع، واستحقت بالفعل جوائز الأوسكار.
ولأن الفيلم يشكل ظاهرة فريدة،
فهو يستحق منا أن نفرد له مساحة تليق به كفيلم استثنائي. |