|
جمهورنا الكريم... مساء الخير..
والشكر لكم جميعاً على حضوركم الجميل.
فكرة كتابة سيناريو سينمائي بالنسبة لي.. لم تكن مسألة سهلة..
ليس لأنني غير قادر على فعلها.. بل لأنني عندما أفكر في الأمر لا
يغيب عن هاجسي مسألة تنفيذه.. فالسيناريو ليس كالرواية أو القصة..
يمكن كتابته وطبعه في كتاب ونشره.. السيناريو لابد أن ينفذ أو لا
يكون له نفع أساساً وهو متكوم في درج أحد المكاتب..!! وتنفيذه
أيضاً كان مشكلة المشاكل.. أما الآن مع ظهور الكاميرا الرقمية..
فقد أصبح الأمر أكثر سهولة..!!
أحياناً أقول.. وفي حوار شخصي داخلي.. لماذا هذا الدخول في
عالم ليس عالمك.. السيناريو..؟! فأنت منذ بدأت الكتابة كنت مهتماً
بموضوع واحد.. أنت أساساً متخصص في النقد السينمائي.. لماذا هذا
الاتجاه الجديد الذي ستجد نفسك غريباً عليه.. ويكون عليك التعلم
والتجريب من جديد.. حتى تصل إلى مرحلة متمكنة منه..!!
الفكرة بالطبع مثيرة.. أن يتناول أي شخص، فعل هو في الأساس
متصدر له لنقده وتفنيده.. ومع أن الفكرة تدور في رأسي منذ سنوات،
وهي دائماً في صراع، بين أن أكتب أو لا أكتب.. فلماذا لا أكتب
وأجرب، فأنا لست ولن أكون الأول أو الأخير، كناقد يكتب
السيناريو..!!
في الشهور الأخيرة.. وبعد إلحاح أصدقاء قريبون جداً.. بدأت
الفكرة تلح علي من جديد.. خصوصاً بعد أن تعرفت على مجموعة من
الشباب المتحمسين لصنع الصورة السينمائية.. شباب مجدين ومجتهدين..
لا ينقصهم سوى الخبرة والتجريب.. ولابد أن يجربوا باستمرار على صنع
الصورة المتميزة.. الصورة التي تحمل فكراً ومضموناً.. الصورة التي
تقول ولا تفسر..!!
من هذا المنطلق.. شعرت بأن كتابة أفكار تلح علي وعلى الكثير
غيري، على شكل سيناريو، يقوم أحد الشباب بتنفيذه وإخراجها إلى
النور، لهو أمر مثير ومدهش حقاً..!!
الآن.. فقط علي أن أختار الفكرة أو الموضوع للبدء في الكتابة..
أهكذا يكون الأمر.. أقصد أيجب علي أولاً أن أختار.. أو أدعها
لوحدها.. كما كنت أفعل دائماً في كتابة أفكار وخواطر وإرهاصات
شخصية.. أسجلها أحياناً وتعجب الأصدقاء..!!
هل تختار فكرة أو قصة جاهزة وتحولها إلى سيناريو.. أم تكتب
السيناريو مباشرة.. هذا السؤال مشكلة أخرى يجب علي حلها..!! فالقصة
أو الرواية الجاهزة ستعفيني من تعب البحث عن موضوع مناسب للسيناريو
الذي أطمح إليه.. ولكن هل من السهولة الوصول إلى قرار في هذا
الأمر..؟!
نعم.. كان لابد لي من البدء بهذا الشكل..!!
الفيلم الأول.. لحظة المخاض..!!
المفاجأة جاءت.. عندما عثرت على نص "الوحيد وحده" لأخي وصديقي قاسم
حداد.. منشوراً في جريدة الشرق القطرية.. عثرت عليه بالصدفة وأنا
أتصفح الإنترنت.. يا لها من حالة إنسانية مؤثرة، إنه العذب الشفيف..
هذا ما شعرت به وأنا أقرأ.. أقرأ وأنا متخيلاً حجم اللقطة وحركة
الكاميرا، وكأني أشاهد فيلماً.. كل هذا من تأثير تعلقي بهذا النص
الجميل.. قرأته أكثر من مرة لأصدقاء يشاركوني الهم..!!
ساعتها.. حفظته في مكان أمين في الكمبيوتر.. لأعود إليه في لحظة
تأمل وتجلي..!!
كان قد مر على ذاك الفعل أكثر من ثلاث شهور.. ففي صباح يوم دافىء
من صباحات نوفمبر 2007.. كانت عودتي للوحيد وحده.. لأفك عزلة كنت
قد وضعته فيها.. متهيباً لإنجاز ما حفظته عن ظهر قلب.. كنت أكتب
كمن ينقل شيئاً من مكان إلى مكان آخر.. ينقله بروية وحنو وتركيز..
كتبت.. وكتبت.. ولم أتوقف إلا عند فقرة: إظلام تدريجي حتى تصبح
الشاشة سوداء.. نهاية..!!
يا الله.. هذا هو إذن.. سيناريو جاهز في ساعة ونصف..!!
هل حقاً ما فعلته بحسن حداد..
جعلته يبدأ الخطوة الأولى في طريق غير النقد..
نعم.. ها هو يكتب أول سيناريو لفيلم سينمائي..
أول قارئ للسيناريو.. كان بالطبع أخي صاحب "الوحيد وحده".. وكان
تجاوبه للخطوة التي قمت بها مشجعاً مع ملاحظات استفدت منها
كثيراً.. ثم عرضته على المقربين من الأصدقاء.. وكان نفس رد الفعل،
مع ملاحظات أخرى مهمة.. إذن.. علي أن أفرح بما أنجزته..!!
ولكن.. لماذا أفرح.. هل شاهده أحد على الشاشة.. أقصد هل هناك من
يشاركني هذا الحلم.. هل سيصبح هذا الورق.. شريط فعلاً..؟!
كان يوماً استثنائياً.. عندما رن هاتفي وكنت في السيارة، لأسمع
صوتاً يقول لي: قرأت السيناريو الذي كتبته.. وأنا معجب به وأريد أن
أخرجه..!!
لم أستوعب ما أسمع.. تلعثمت.. ارتبكت.. كدت أخبط في الجدار وأنا
أسوق السيارة.. لكنها الحقيقة.. محمد راشد بوعلي، هو من سيشاركني
الحلم..!!
ثم بدأ هذا الحالم الآخر في التحضير للتصوير، بعد لقاء للتعارف
والاكتشاف لكلينا.. وجدت نفسي أمام إنسان يفكر بطريقتي، في أغلب
الأحيان.. حتى مع اختلافات تمكنا من تجاوزها بسرعة وسهولة..!!
كان منزل جده القديم المتهالك.. هو الذي اختاره كمكان للتصوير..
وبرغم اختلافي معه في اختيار هذا المكان.. إلا أن لهذا الحالم
تأثير غريب علي وإقناعي بالفكرة.. لا أدري ما سببه.. ولكن ربما هو
هذا الشيء الذي ساهم في إنجاز مشروعنا الجميل بسرعة غير
اعتيادية..!!
وشكراً لكم جميعاً..!!
فيلم «غياب».. مشاركات وجوائز:
·
مهرجان نورثيرن (هولندا) ـ
نوفمبر 2008
·
الأسبوع الثقافي البحريني (برلين ـ ألمانيا) ـ
أكتوبر 2008
·
المهرجان الدولي للسينما الأوروبية العربية ـ أكتوبر 2008
·
مسابقة أفلام من الإمارات ـ أكتوبر 2008
·
مهرجان بيروت السينمائي الدولي ـ أكتوبر 2008
مهرجان الريف للأفلام الروائية القصيرة ـ أغسطس 2008
(جائزة لجنة الحكيم الخاصة)
(جائزة البانوش الفضي)
شهادة تقدير للتمثيل (عبدالله ملك)
شهادة تقدير للموسيقى (محمد حداد)
·
مهرجان "بحر السينما العربية" (صقلية ـ إيطاليا) ـ أغسطس 2008
·
مسابقة أفلام السعودية ـ مايو 2008
مهرجان الفيلم العربي في روتردام ـ مايو 2008
(جائزة لجنة التحكيم الخاصة)
·
مهرجان الخليج السينمائي ـ أبريل 2008
·
العرض الأول لفيلم "غياب" في نادي السينما ـ أبريل 2008
|
