من الصعب الحديث عن سينما بحرينية في الوقت
الراهن.. حتى مع وجود أفلام سينمائية طويلة وقصيرة
المهرجانات ضرورة حتمية للنهوض بأي نشاط
سينمائي.. وهي المحك الرئيسي للتعاون واكتساب الخبرة
والتعارف بين السينمائيين
الذي يصنع السينما ليس الفنان كما يعتقد
الغالبية؛ بل هو التاجر صاحب رأس المال القادر على توصيلها
للمتفرج
سبق وان نشرنا عدة لقاءات وحوارات سينمائية ولم يكن هدفنا
تلميع شخص حيث ظن البعض اننا نلمع الاخ وزير الثقافة اليمنية
ورغم كل الصعوبات التي تعترض تاسيس وقيام مهرجان سينمائي يمني
وكما سبق وقلنا المهرجان وسيلة وليست غاية وهدفنا السعي لتاسيس
وايجاد سينما يمنية تساهم في رسم صورة اليمن الحقيقية بايدي
مبدعة واليوم نلتقي مع الناقد البحريني حسن حداد في حوار شيق
وممتع فاليكم الحوار...
·
نبذة مختصرة عنكم ؟ و عن موقعكم ؟
o كاتب
متخصص في النقد السينمائي.
o من
مواليد مدينة المحرق بالبحرين عام 1958.
o بدأت
اهتماماته بالسينما عام 1980، ونشر له أول مقال عن السينما في
جريدة أخبار الخليج البحرينية عام 1983. كما نُشرت له العديد
من المقالات والدراسات السينمائية في الصحافة المحلية
والخليجية.
o عضو
في نادي البحرين للسينما منذ عام1985.
o شارك
في مهرجان السينما العربية الأول ـ مارس 2000، كرئيس للمركز
الصحفي، ورئس تحرير النشرة اليومية للمهرجان.
o صدر
له كتاب (عن ثنائية القهر / التمرد.. في أفلام عاطف الطيب)،
ضمن منشورات مهرجان السينما العربية ـ البحرين مارس 2000.
o صدر
له كتاب (محمد خان.. سينما الشخصيات والتفاصيل الصغيرة)،
المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بالتعاون مع إدارة الثقافة
والتراث الوطني ـ البحرين/ 2006.
o أقام
مجموعة من الندوات العامة والمتخصصة في السينما.
o شارك
في مسابقة "أفلام من الإمارات".. بصفته الناقد الرسمي للدورة
الخامسة في مارس 2006.. كما شارك كضيف في دورتها السادسة في
مارس 2007.
o يشرف
على صفحتي "سينما" في مجلة "هنا البحرين" منذ شهر مايو 2001
وحتى الوقت الحاضر.
بالنسبة لموقع "سينماتك".. الذي أطلق في يناير 2004، فقد عملت
عليه بجهود ذاتية متواضعة في المنزل، وذلك رغبة مني في البداية
أن يكون موقعاً شخصياً يضم كافة المقالات والدراسات التي
كتبتها عن السينما.. ولكنه الآن بدأ يأخذ شكلاً آخر.. ويسعى
لضم كل ما يكتب عن السينما في الصحافة الإنترنيتية، من خلال
رصد يومي أرشيفي.. وقد حاز هذا الموقع الطموح على إعجاب الكثير
من متابعي السينما في الوطن العربي. وبدأت أستلم كتابات خاصة
لـ"سينماتك".. من كتاب ونقاد مهمين على مستوى الوطن العربي.
·
السينما البحرينية هل من جديد ؟
مصطلح السينما البحرينية ليس صحيحاً بالمعنى العلمي.. وهذا
بالطبع ينطبق على معظم دول العالم العربي فيما عدا مصر.. ففي
مصر هناك سينما لها مؤسساتها ومعاملها واستوديوهاتها وتراث
سينمائي زاخر..!!
من الصعب الحديث عن (سينما بحرينية) في الوقت الراهن.. حتى مع
وجود أفلام سينمائية طويلة وقصيرة.. وازدياد دور العرض
السينمائي في السنوات العشر الأخيرة.. فمصطلح (سينما)، أجده
يحتمل الكثير من الصفات التي لابد من توافرها للحديث عن
السينما كصناعة.. إن وجود سينما في أي مكان من العالم تسبقه
تراكمات فنية وتقنية، لتكوين عجلة إنتاج متواصلة ومعامل
واستوديوهات.. وهذا أمر لا يمكن التعويل عليه في الوقت
الراهن..!!
لذا يمكن أن نشير بأن في البحرين مستهلك سينمائي فعال.. بمعنى
الجمهور العريض الذي يتعامل مع السينما.. فتاريخ بدايات العروض
السينمائية في البحرين كانت منذ الأربعينات من القرن الماضي،
حيث بدأ الجمهور في التكون بشكل سريع، مذهولاً بهذا الفن
الاستثنائي..!!
من جهة أخرى يمكن الحديث عن تجارب وأفلام بحرينية، نعتبرها
بمثابة اللبنات الأولى لبدء الاشتغال بالصورة المتحركة في
البحرين.. وهذا النشاط قد بدأ مبكراً مع نهاية الستينات.. حيث
يعتبر الفنان خليفة شاهين، الذي ولد عام 1939، أول مخرج
سينمائي في البحرين. وقد تخرج شاهين من مدرسة للفنون في لندن
عام 1965، وأنتج وأخرج أول جريدة سينمائية عام 1966، وأول فيلم
تسجيلي بعنوان (كشمير تنادي) عام 1967، وفي عام 1971 أسس شاهين
شركته الخاصة. ومن بين الأفلام التي أخرجها لشركته (اليوم
القومي ـ 1973)، (صور جزيرة ـ 1975)، (أناس في الأفق ـ 1976)،
(الموجة السوداء ـ 1977). كما شارك مع فريق الإنتاج التابع
لشركة وولت ديزني في تمثيل فيلم (حمد والقراصنة ـ 1971).
كما نجح مجموعة من الشباب الطموح من أمثال داراب علي ومجيد شمس
وعلي عباس، من تقديم مجموعة من الأفلام التسجيلية والروائية
القصيرة. وفي عام 1975 بدأ الفنان بسام الذوادي تقديم أول
أفلامه القصيرة، قبل التحاقه بمعهد السينما بالقاهرة. وبعد
تخرجه عمل كمخرج في التلفزيون وقدم مجموعة من الأعمال
الدرامية، ومن ثم بدأ مشواره مع السينما بفيلم (الحاجز) عام
1993، ليكون بذلك أول فيلم روائي طويل ينتج في البحرين. وبعد
خمسة عشر عاماً، قدم الذوادي فيلمه الثاني (زائر) عام 2004.
أما فيلمه الثالث فكان (حكاية بحرينية) إنتاج عام 2006.
على مستوى الفيلم التسجيلي والروائي القصير، بدأت في السنوات
الخمس الأخيرة، بروز ظاهرة إيجابية في الوسط الفني البحريني،
خصوصاً مع توفر كاميرا الفيديو (الديجيتال). حيث أخذ مجموعة من
الشباب العمل بالصورة المتحركة، والاشتغال على أفلام روائية
قصيرة في غالبيتها. أمثال محمد يوسف جناحي، يوسف القصير، علي
رحمة، ياسر القرمزي، سعيد منصور، حسين الحليبي، عبدالله رشدان،
محمد راشد بوعلي، محمد القصاب، والمسرحي الكبير عبدالله
السعداوي، الذي ساهم بدوره مع خالد الرويعي ويوسف الحمدان على
تأسيس مهرجان الصواري للأفلام عام 2005.
وعلى ضوء ما ذكرنا سابقاً، يمكننا الجزم، بأن السينما كصناعة
في دول الخليج لن تقوم لها قائمة إلا من خلال دعم القطاع
العام.. أي الأجهزة والمؤسسات الرسمية والحكومية، باعتبار أن
الهم الفني والتثقيفي يتزامن مع توجهات هذه الدول لتربية جيل
مثقف ومهتم بالأدب والفن بشكل عام، والإحساس من جانب هذه
الحكومات بالمسئولية تجاه المواطن، بغض النظر عن الربح
المادي.. هذا ما يتراءى لنا من خلال تصريحات المسئولين في هذه
الدول.
·
المهرجانات السينمائية العربية هل ساهمت في
نضوج الإبداع السينمائي؟
بالطبع ساهمت في ذلك.. فالمهرجانات ضرورة حتمية للنهوض بأي
نشاط سينمائي.. وهي المحك الرئيسي للتعاون واكتساب الخبرة
والتعارف بين السينمائيين.. هذا إضافة إلى مشاهدة الكثير من
الأفلام والتعرف على التيارات والتجارب السينمائية العالمية
الجديدة.. لابد أن يكون هناك مهرجانات ومحافل سينمائية تثري
الساحة الفنية بشكل عام.. وتشكل الأسس الصحيحة للثقافة
السينمائية.. أنظر مثلاً ماذا أضاف مهرجان قرطاج السينمائي في
تونس.. نرى بأن الجمهور التونسي لديه ثقافة سينمائية متميزة لا
تجدها عند بقية الجماهير العربية.. وهذه نتيجة هامة من نتائج
وإرهاصات مهرجان قرطاج السينمائي.
·
نحن في اليمن نخطو خطوتنا الأولى نحو الفن
السابع ما هي نصائحكم للشباب اليمني الذين يأملون خوض هذه
المغامرة؟
أعتقد ـ من العقيدة ـ بأن من يقدم على الاشتغال بالصورة
المتحركة.. لابد له أن يهتم كثيراً بمشاهدة الأفلام.. فهي
المصدر الأهم لتعلم السينما.. ثم بعد ذلك يأتي دور التثقيف
السينمائي.. القراءة عن كل شيء يخص السينما.. عن المخرجين
السينمائيين.. عن الأساليب والتيارات السينمائية.. عن تراث
السينما بشكل عام..!!
·
هل تعتقدون بأن السينما العربية فعلت ما يمكن
فعله لخدمة التراث والحضارة العربية؟
لا يمكن أن نعمم سواء الإجابة بالنفي أم بالإيجاب.. فالسينما
العربية لم تسعَ حتى لتقديم مواضيع خاصة تهتم بخدمة التراث أو
الحضارة العربية.. ربما مصطلح الثقافة العربية يكون أشمل في
التعامل مع السينما.. هناك مثلاً أفلام قليلة، أو مخرجون
معينون حاولوا تقديم مثل هذه المواضيع، من أطروحات فكرية
وثقافية وحضارية.. أمثال شادي عبدالسلام من مصر.. وناصر خمير
من تونس كمثال..!!
·
ما هي العوامل التي يجب توفرها لتطوير
الإبداع السينمائي العربي؟
لدينا في البلاد العربية طاقات إبداعية خلاقة في كل المجالات..
وكذلك في السينما.. لكن الاختلاف يأتي في طريقة التوصيل
للمتلقي.. الأديب أو الفنان التشكيلي أو الموسيقى قادر على
توصيل إبداعه بطرق شتى، وهو المسئول عن تطوير إبداعه.. أما
بالنسبة للتطوير في السينما.. فهذا أمر لا يعتمد على المبدع
فقط.. فالسينما فن وصناعة وتجارة.. لابد أن يلتقي الفنان
بالصانع بالتاجر لتطوير هذه السينما.. والتجار وأصحاب المصانع
عندنا ليسوا معنيين بالفن السينمائي تماماً.. فيما عدا تجار
السينما الذين يسعون فقط للربح المادي بأي شكل من الأشكال.
التطوير إذن.. يأتي مع تلاحم هذه العناصر الثلاثة.. السينما
العربية ينقصها الكثير للوصول إلى مرحلة من مراحل تطور السينما
العالمية.. أما التطوير التقني والتكنولوجي.. أو حتى التطور في
الفكر والموضوع اللذان يكونان غالباً تحت رحمة الرقابة العربية
المنيعة..!!
·
هل نعي نحن العرب أهمية وخطورة الصورة وهل
المؤسسات الموجودة حاليا في عالمنا العربي تقوم بدورها في
مجالات ثقافة وفنون الصورة أم أن هناك قصور.. كيف يمكن تدارك
هذا؟
ننتخب السينما لأن تكون العامل الهام الذي يساهم في تشكيل
وصياغة الوجدان الشعبي.. وأهمية هذا الدور ينبع دوماً من واقع
المجتمع الثقافي والاجتماعي نفسه، بمعنى فقدان التأثير المهم
للكلمة المكتوبة على الجماهير، التي تعاني من الأمية. لذلك
تبقى الغلبة للإذاعة المسموعة (الراديو) والمرئية (السينما
والتليفزيون). والسينما ليست فكر وفن فحسب، ولكنها بالدرجة
الأولى صناعة وتجارة.. فالسينما، منذ بدايتها، لم تأخذ على
عاتقها مهمة القيام بتوعية الجماهير ورفع مستواها الفكري
والثقافي.. ولم يأخذ هذا الهدف حيزاً من أجندة المنتجين. وكانت
السينما ولا تزال لدى الغالبية منهم تجارة تدر عليهم الكثير من
الأرباح.
إذن، فالإنتاج هو الحجر الأساسي الذي تقوم عليه صناعة
السينما.. والمسيطر على عملية الإنتاج هو الذي يحدد هوية هذه
السينما. لكن يجب أن نعترف في كل هذه المعطيات بأن عملية
الإنتاج ليست عملية سهلة، بل هي محكومة بشبكة من العلاقات لا
تقتصر ـ كما في الإنتاج الأدبي على ورق وقلم وتكاليف طباعة،
تبقى نسبياً محدودة جداً ـ بل هي عملية تمر عبر آلات ومواد
ومؤسسات ورساميل، هي التي تكوِّن ما نقول عنه صناعة سينما.
مما لا شك فيه، بأن الذي يصنع السينما ليس الفنان كما يعتقد
الغالبية؛ بل هو التاجر صاحب رأس المال القادر على توصيلها
للمتفرج. وهذا بالضبط ما تيقن منه وآمن به رأس المال الأمريكي
منذ البداية، عندما جعل من السينما، صناعة تدر الأرباح
الخيالية، وتملأ الجيوب بمليارات الدولارات.
وباعتبار أن للصورة أكبر الأثر على المتلقي.. مهما اختلف
الجميع في طريقة توصيل هذه الصورة.. فلابد أن يكون هناك رأس
المال الوطني والمثقف، الذي يسعى ـ إضافة للربح ـ للفائدة
العامة للوطن والشعب.. وهذا ما لا يتوفر في الوطن العربي.. إلا
فيما ندر..!!
الغريب أن الجميع يعرف مدى أهمية وفاعلية هذه الصورة.. ولكنهم
يجهلون كيفية التعامل معها.. فالعمل المؤسساتي الثقافي العربي
فقير جداً من الناحية العلمية والعملية.. فإذا تحدثنا عن
مؤسسات القطاع الخاص، فنجدها غالبا تعاونية، أي العمل فيها
يكون اختيارياً وتعتمد على الأمزجة والأهواء.. إضافة إلى أنها
تحتاج إلى رأس مال يساهم في تنفيذ مشاريعها.. وإذا تحدثنا عن
مؤسسات القطاع العام، فهي ترزح تحت الكم الهائل من اللامبالاة
والبيروقراطية..!!
• السينما كفن عصري وكوسيلة من وسائل الاتصال العالمية وفن
إنساني مهم جدا.. كيف ستساهم السينما في خدمة التراث الحضاري
والإنساني لليمن؟
لابد أن يكون هناك طموح مشروع، وهم وطني للسعي لتنفيذ هذه
الخدمة، إن كان في اليمن أو في بقية البلدان العربية.
·
ما ردك على من يرى إن السينما ترف ولا داعي
لإقامة مهرجان و إننا في اليمن لسنا مؤهلين لخوض تجارب
سينمائية وإن إقامة مهرجان صنعاء السينمائي قفز على الواقع؟
مما سبق من حديث.. تجدني أدعوا وأحرض أيضاً على العمل الدؤوب
لإقامة المهرجانات والفعاليات السينمائية.. فهي المنفذ الهام
لتأسيس نواة للثقافة والعمل السينمائيين.. فمن يقول بأننا لا
نحتاج كعرب أو يمنيين لإقامة مهرجان سينمائي لأننا لا نملك
سينما أو أفلام أو حتى تجارب سينمائية.. من يقول هكذا.. لا
يتعامل مع الواقع تماماً ولا يستفيد من تجارب الآخرين..!!
·
هناك من يسال هل سيتقبل الناس في اليمن
السينما اليمنية ما رأيكم؟
السينما.. أو بالمعنى الأشمل، الصورة مطلوبة في كل مكان
وزمان.. والدليل هذا الكم الهائل من الإنتاج السينمائي في
العالم، والمستهلك بشكل خرافي عندنا في البلاد العربية.. هذا
إضافة إلى طابور القنوات الفضائية التي تتكاثر بشكل لا يدع
مجالاً للشك في أهمية الصورة المتحركة..!!
·
هناك من يرى ضرورة الاتجاه نحو الوثائقي قبل
خوض مغامرة عالم الفيلم الروائي ما هي وجهه نظركم وإلى أي
اتجاه تنصحون الشباب السينمائي اليمني في أول خطواته؟
من خلال تعاملي مع السينما كمتابع، سنحت لنا الفرصة لمشاهدة
مجموعة ليست بالقليلة، من أفلام الفيديو التي صنعها الشباب
البحريني والخليجي المليء بالحماس للسينما.. كانت بالطبع تجارب
متفاوتة المستوى.. بين الجيد والمقبول وحتى السيئ.. وأول ما
لفت نظرنا في غالبية هذه الأفلام اتجاهها لذلك الهم الدرامي
التقليدي.. وهذا بالطبع ناتج لسيطرة الدراما التليفزيونية على
المتفرج عندنا، وبالتالي على صناع هذه الأفلام. وهي خاصية ليست
بالسلبية، بقدر ما هي مهمة صعبة على شباب ربما تكون هذه هي
بدايتهم الأولى في خوض مجال السينما أو التليفزيون.. فالدراما
لعبة فنية تحتاج إلى متخصص في اختزال فكرة معينة في زمن قياسي
يحتاجه هذا الفيلم القصير الذي لا تتجاوز مدته النصف ساعة.
وحتى إذا قبلنا بما قدمته هذه الأفلام الروائية القصيرة من
دراما.. فإننا لاحظنا بأن أغلب صناع هذه التجارب قدموا الدراما
كما عهدوها في التليفزيون.. وهذا مسألة أوقعت الكثيرين منهم في
السطحية وعدم التركيز.. باعتبار أن الدراما التليفزيونية تعتمد
على ملء ساعات الإرسال التليفزيوني بالغث أو بالسمين من
الدراما.. والفيلم لابد له من التركيز في اختزال فكرته والهروب
بها من التطويل والمط.. وهو الشيء الذي لم تجسده أغلب التجارب
التي شاهدناها.
مواضيع الفيلم التسجيلي متاحة للجميع.. أي موضوع يمكن أن تعمل
منه فيلم سينمائي.. المهم الاهتمام بالصورة كموصل أساسي لفكرة
الفيلم.. والتفكير في كيفية تلقي المتفرج لهذه الصورة.
شخصياً.. أحب أن أكرر مرة أخرى، وليست أخيرة.. بأنني لا أجد
سبباً معيناً ومقنعاً لتلك اللامبالاة التي يحظى بها الفيلم
التسجيلي لدى المشتغلين بالصورة السينمائية في البحرين والخليج
العربي.. فالسينما في كل مكان بدأت تسجيلية وثائقية، فلماذا
يصر المهتمون والمشتغلون بالصورة والسينما عندنا، على صنع
السينما الروائية أولاً ؟! لابد لهؤلاء، أن يدركوا بأن الأفلام
التسجيلية، هي في الأساس مرحلة هامة لعملية التجريب والتعلم
على طريقة صنع الصورة الصحيحة ومعرفة إمكانياتها وقدرتها على
التعبير، هذا إضافة إلى اكتساب الخبرة الفنية التي ينطلقون
منها إلى أجواء فنية أرحب وأهم..!!
وهذا بالطبع لا يعني بأنني ضد التوجه إلى الفيلم الروائي.. بل
نرى بأن التوجه للتسجيل في مثل هذه التجارب سيكون في مستطاع
الكثيرين ممن يعشقون هذا الفن الساحر.. فالفيلم التسجيلي يعطي
مساحة أكبر وفرصة أهم لهذه المواهب لإبراز إمكانيات دفينة
قادرة على فعل المستحيل.. واهتمامهم بالدراما سيكون بالطبع على
حساب مستوى الفيلم الفني بشكل عام.
• موقع سينماتك: • www.cinematechhaddad.com
وطن:
http://www.watan.com/index.php?name=News&file=article&sid=3071
|