شخصية الفتى الأول في السينما المصرية.. لا تعني فقط بطل الفيلم في
السينما المصرية، وإنما تلك الشخصية التي أحبها المتفرج، واكتسبت
جمهوراً عريضاً جعلت منها شخصية محبوبة ومرغوب مشاهدتها
باستمرار..!!
وهذا ما ينطبق على كثير من ممثلينا العرب.. وأحد أهم هؤلاء
الفنانين، ذلك الفتي أحمد رمزي.. الولد الشقي محط أنظار شباب
الخمسينات والستينات في العالم العربي، الفتى الذي كلما اخترع قصة
شعر جديدة تسابق الشباب على تقليدها، وإذا ترك أزرار قميصه مفتوحة
في أحد أفلامه أصبحت موضة الموسم.. فمن كان يصمد إلى ثورة هذا
الشاب وشقاوته.. كنا نشاهده وهو يملئ الشاشة شقاوة ومرح، في أفلام
لا ولن ينجح هذا الجيل من تكرارها..!!
يتحدث الفتى الشقي عن بدايته مع السينما.. فيقول: (...قصة اشتغالي
بالسينما هي وحدها سينما، حيث أن فيها عنصر المفاجأة
وغرابة الخيال فكل علاقتي بالسينما أنني كنت من هواة التردد عليها
ومشاهدة الأفلام
الجديدة ليس أكثر. وأثناء دراستي كان فريق التمثيل بالكلية يقدم
مسرحية (السلاح
والرجل) للكاتب الانجليزي برنارد شو، وكنت أحفظ المسرحية من كثرة
مشاهدتي لها وفي
اليوم الرئيسي للعرض غابت الممثلة التي كانت تقدم شخصية
الخادمة فجن جنون مدرب
الفريق وكان انجليزياً له باع طويل في شؤون المسرح، ووسط حيرته عرض
عليه احد
الزملاء أن يرسل لي لأقدم الدور لأنه يعرف عشقي للنص، ورغم غرابة
الموقف أرسل لي المدرب وعرض عليّ إنقاذ الموقف فوافقت من باب
التهريج والشقاوة وفوجئت باستحسان
الجمهور لي وإعجاب المدرب البالغ بأدائي وأنه تنبأ لي بمستقبل
فني باهر...).
أين هو الآن أحمد رمزي.. فقد كان آخر ظهور له في فيلم "الوردة
الحمراء" عام 2000 مع يسرا.. وكان دوراً لا يليق بتاريخه..!! هذا
الفنان الذي كان يعد نموذجاً صارخاً لشباب السينما وعنفوانها.. هذا
الفتى الذي كان يحلم بدخول مجال السينما منذ نعومة أظافره.. خصوصاً
بعد أن بدأت علاقته بصديقه عمر الشريف، الذي كان وقتها عاشقاً
للسينما. هذه الصداقة قد رسخت الفكرة في ذهنه، حتى بعد أن اختار
شاهين عمر للدور الأول في "صراع في الوادي"، لم ييأس.. بل واصل
الحلم، وبدأ يعمل في نفس المجال كواحد من عمال التصوير في فيلم
"شيطان الصحراء"، ليظل قريباً من معشوقته السينما.
ولنتصور فقط، بأن فرصته الأولى كانت مع صديق عمره عمر الشريف في
فيلم "أيامنا الحلوة" عام 1955، لينطلق أحمد رمزي بعدها في سماء
الفن ويقدم أعمالاً عبر خلالها عن مشاعر ومشكلات شباب العشرين،
ذوات القوام السليم والجسد الممشوق، حيث كان هاوياً للرياضة بشكل
كبير..!!
هذه الشخصية المحبوبة، الفتى الأول، افتقدتها سينما اليوم.. مثلما
افتقدت أحمد رمزي منذ زمن طويل..!! فهل بالإمكان أن نحلم في مستقبل
آخر لشخصية الفتى الأول تظهر من جديد على شاشاتنا العربية..؟!
20.02.2017
|