الفقد.. إحساس صعب وعسير... فكيف سيكون الإحساس، ونحن نتقبل أعمال فنية مصرية جديدة من غير الفنان الراحل نور الشريف.. فهذا الفنان قد سيطر على ذواتنا طوال هذه السنين.. وهو الذي أصبح جزءاً مهماً من هذه السينما، بل وجزء هام في حياتنا..!!

فالفنان نور الشريف، الذي غاب عن عالمنا هذا الأسبوع، أصبح بمثابة حياتنا وتاريخنا بأكمله.. أصبح جزءاً من ذاكرتنا.. منذ أن شاهدناه في فيلم (قصر الشوق - 1966) يقوم بأداء شخصية كمال عبدالجواد.. ذلك المثقف الهادئ والحالم المثالي والمناضل المنعزل عن الواقع.. وهي بالطبع إحدى أهم شخصيات نجيب محفوظ الروائية.

إضافة إلى أن الراحل نور الشريف، فنان ذو إمكانيات ملفتة في الأداء التمثيل، فهو أيضاً فنان مثقف وواع لدوره الوطني والتنويري.. كما أن أهميته تكمن في أنه فنان معطاء.. أي أنه كريم في عطائه الفني، بل ويتميز بهذه الصفة عند جميع من تعامل معه.. جزيل في عطائه المتواصل للجميع.. منذ بدأ مشواره مع الفن، ونحن نسمع ونتعرف على مساهمات هذا الفنان، في مجالات كثيرة.. في التمثيل.. في الإخراج.. في التدريب.. في الدعم.. حياته كلها عطاء لمن حوله.. لا يبخل عليهم بأي شيء. إسهاماته في مجال اكتشاف المواهب، كثيرة.. في التمثل، والإخراج على السواء.

منذ طفولته، ظهرت مواهبه، التي بدأت بكرة القدم، كما كانت لديه ميول في الرسم والنحت.. أما موهبته في التمثيل، فقد كبرت معه منذ اشترك في قسم التمثيل بالمدرسة. بعد تخرجه من الثانوية العامة، التحق بمعهد التمثيل، حتى حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية (تمثيل وإخراج مسرحي) عام 1967. ثم تزوج من الفنانة بوسي عام 1972. وعمل بالمسرح القومي (1967 - 1972)، وعمل أستاذ معيد في المعهد العالي للفنون المسرحية (1972 - 1973). اشترك في مجموعة من الأعمال كممثل، بداية بفيلم (قصر الشوق - 1966). ثم العديد من الأدوار المهمة في السينما والتلفزيون والمسرح.. وكان نجم السبعينات والثمانينات عن جدارة.. كما أن نجمه لم يعرف الأفول حتى وفاته.

أخبار الخليج في