'حراقة' في الدورة الأولى لأيام البحرين السينمائية
رحلة الاحلام والموت
المنامة - يشارك الفليم الطويل "حراقة" للمخرج الجزائري مرزاق
علواش في الدورة الأولى لـ"أيام البحرين السينمائية" التي تعقد
فعالياتها بالعاصمة البحرينية المنامة من 26 إلى 30 نوفمبر/تشرين
الثاني تحت شعار "سينما البحر"،حسبما علم لدى المنظمين.
و"الحراقة" كلمة مستخدمة في المغرب العربي للحديث عن المهاجرين غير
الشرعيين الذين يحرقون اوراقهم قبل المغادرة حتى يصبح التعرف على
اصولهم وإعادتهم الى بلادهم امرا معقدا لدى السلطات الأوروبية.
والفيلم مبني على حبكة تقليدية جدا في قالبه ومضمونه بل يبدو
تقليديا ويقود مشاهده الى صيغة لا تمتاز بالفنية وتسقط في العادية
خاصة حين تفتقر الى نبض الواقع الذي يحفل به عادة الفيلم الوثائقي
الحقيقي.
ونظرا لقوة الموضوع وتجذره بشكل درامي في الحاضر المغاربي، تظل
معالجة علواش قاصرة في شريط لا يأتي بشيء من عذوبة السينما ولا
يذهب الى صيغة الواقعي الحي.
فعلواش يقدم موضوع الهجرة بدون اي تميز يقفز بعمله الى الامام خاصة
بعد ان عكفت السينما المغاربية وشبان كثيرون فيها على تقديم مختلف
التجارب التي تناولت الموضوع في السنوات العشر الاخيرة وفي اعمال
روائية ووثائقية متعددة.
ويروي فيلم "حراقة" سيرة مجموعة من الشباب يعرضون انفسهم للخطر حين
يختارون الهجرة في مركب صغير عبارة عن طوف في مغامرة غير محمودة
العواقب يفضلونها مع ذلك على الحياة التي يحيونها في بلادهم آملين
بحياة كريمة تتمثل في فعل الهجرة التي تصبح مرادفة للانتحار.
ويتخلى هؤلاء عن كل شيء ويتركون في دربهم الحياة احيانا من اجل
الوصول الى ارض الحلم الموعود التي لا يطؤها او يعودون منها خائبين
بعد ان تقبض عليهم الشرطة على الشاطئ الآخر.
مع ذلك تتكرر رحلة هذا الشباب الذي يعاند الموت ويفضله على
المراوحة في المكان لكن الامل الكبير ينهار على صخرة الواقع.
فحكاية الفيلم تبدأ من لحظة موت الامل بحياة جديدة في مكان آخر حيث
الوصول الى قارة الاحلام سباحة لا يعني الفوز بل يوصل الى خيبة
اخرى اكبر واشد قهرا.
واذا كان الجزء الاول من الفيلم الذي صور في الجزائر وفرنسا يشكو
من ايقاعه البطيء فهو في جزئه الثاني يتضمن ايقاعا اكثر تشويقا.
وقد صور كله في عرض البحر حيث التقط المخرج بكاميرا رقمية عالية
الجودة المشاهد ما منحه حرية اخذ اللقطات وتركيب الاطارات كما زوده
بالمرونة اللازمة لتصوير تلك المشاهد.
وكان "حراقة" -وهوإنتاج فرانكو-جزائري- قد توج بعدة مهرجانات
بالإمارات العربية المتحدة وإسبانيا كما نافس في الكثير من تظاهرات
الأفلام الدولية.
وتركز دورة هذا العام من أيام البحرين السينمائية -التي ستعرف عرض
55 فيلما من البلدان العربية وآسيا والعالم- على السينما الآسيوية
تزامنا واختيار المنامة "مدينة للسياحة الآسيوية 2014" كما ستكرم
عددا من السينمائيين العرب على غرار خالد الصديق (الكويت) وداوود
عبد السيد (مصر).
ومن الأفلام العربية المشاركة "موسم الرجال" (تونس) و"رسائل البحر"
(مصر) و"حبيبي بيستناني عند البحر" (فلسطين) و"صوت البحر"
(الإمارات) كما ستعرض أفلام من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية
والمكسيك والدنمارك وكمبوديا.
وسيعرف المهرجان -الذي تنظمه وزارة الثقافة البحرينية- إقامة
العديد من الندوات على غرار "البحر في السينما" و"السينما
والتلفزيون: لقاء أم افتراق". |