عندما أعلن المخرج (تيم بورتن) عن خطته لتحويل قصة (سويني تود)
الي فيلم
سينمائي صرح لمجلة (فيلم ريفيو) هل يمكن ان يكون هناك أفضل من (جوني ديب)
ليلعب دور
حلاق شارع فليت ستريت الشيطاني المجنون، فالعمل معه متعة عظيمة فهو ليس مثل
الآخرين
يجتهدون في محاولة تقمص الشخصية، انها تصبح جزءاً من طبيعته.
العصر الفيكتوري بكل سحره وغموضه هو الخلفية المثالية لهذه
الميلودراما
الشعبية المأخوذة من مسارح (برودواي) وتم تحقيقها في قالب موسيقي.
(بنجامين باركر) كان يحيا حياة هانئة مع زوجته الجميلة (لوسي)
وأبنته
عندما سعي
القاضي الفاسد (تربين) لتحطيم حياته طمعاً في زوجته، ولفقت له تهمة فاسدة
ليتم نفيه الي أستراليا، ويعود باركر الي لندن متخفياً تحت اسم (سويني تود)
ويفتتح
دكان حلاقة بمساعدة صديقته القديمة (مدام لافييت) ثم يسعي
لانتقام بشع يصبح جزءاً
من
الأدب الإنجليزي المتداول، وظهرت القصة بمسميات مختلفة وردود أفعال متفاوتة
وأن
اختلفت التبريرات لهذا الانتقام الوحشي والفيلم هو المحاولة
الأولي للمخرج (تيم
بورتن) في مجال الفيلم الموسيقي ورغم ذلك نجد ان الموسيقي هي التي تقود
الفيلم ولبس
الدراما، قال (جوني ديب) لبعض الصحفيين في لندن في حفل افتتاح الفيلم، ربما
تستغربون من إنني لم أغن في حياتي وكان لابد ان أجد طريقة ما،
قمت باستدعاء فرقة
سبق ان عزفت معها عام 1980وقمنا بتسجيل أغنية (أصدقائي) وهي من أولي أغنيات
الفيلم،
وعندما استمع منتج الفيلم (ريتشارد زانوك) للاسطوانة اقتنع
تماماً انني اصلح
للغناء، ما زلت لا أصدق هذا بالنسبة لي يواصل (ديب) تعليقه: كان الفيلم
فرصة عظيمة
ان
أحاول اكتشاف (سويني) جديد، ومختلف، بطريقة بسيطة وعصرية، وعندما سأله
صحفي: إن
كان قد جازف بحياته المهنية بقبوله لعب هذا الدور، قال: اعتقد
أنها مسألة بين قوة
الرأس والجهل.
وقد نجح كاتب السيناريو (جون لوجان) في اختصار التحفة
الموسيقية (لبرودواي)
من ثلاث ساعات الي ساعتين فقط بالتركيز علي مرحلة العلاقة بين (تود
ولافييت) حسب رغبة المخرج
بعض الأغاني تم اختصارها الي النصف للمحافظة علي إيقاع الفيلم،
وبعضها
تم
حذفه وكان لإمكانيات الممثلين الغنائية دخل في ذلك. كل شئ في الفيلم كان
مدهشاً:
نجح مدير التصوير في خلق بيئة خانقة مستغلاً الضباب الكثيف
لعكس الجو
المثير
وخاصة في فترات الإعداد للجريمة، ونجحت الكاميرا في استعراض شوارع لندن
التي
يغشاها الضباب مع إضاءة سوداء قاتمة، ورغم الجو الكئيب يجد المشاهد نفسه
أمام لوحة
بصرية تشكيلية مدهشة،
إن صناعة فيلم (سويني تود) يشبه الي حد بعيد عمل الأفلام
الصامتة
بموسيقي
وممثلين، وأهم ما في الفيلم المستوي البديع للتمثيل، فالشخصيات في الفيلم
قليلة والممثلون يتحركون بحرية وتركيز، (سويني تود) ملحمة اختلف الناس
حولها وحول
مبررات الانتقام الوحشي فباركر الذي أغلق باب الحب في وجهه لم
يبق له سوي الإنتقام
والكراهية بعد ان تدمرت حياته بالكامل، وقد أدي جوني ديب واحدا من أهم
أدواره
واستحق عليه ترشيح (الجولدن جلوب) وهو المرشح الأبرز لاوسكار أفضل
ممثل.
الراية القطرية في 21
فبراير 2008
|