هي فنانة مصر الاستعراضية الأولى، بداياتها السينمائية جاءت في
وقت مبكر
للغاية، إذ جاء أول أدوارها فيها وهي لم تتجاوز الرابعة من عمرها بعد. بدأت
ترقص
وتغني وبرزت موهبتها منذ أول أدوارها، وهو الدور القصير الذي قدمته في فيلم
«الحرمان» بعد اختيار المخرج عاطف سالم لها. في هذا الفيلم قدمت نيللي مرحلة
الطفولة
المبكرة جداً من حياة الشخصية التي تقوم شقيقتها فيروز بأداء دورها
قبل اختيارها لم يكن المخرج على علم بالموهبة الكبيرة التي تحملها الصغيرة،
بل إن ما شجعه على اختيارها كان نسبة الشبه الكبير بين نيللي
وشقيقتها، بحيث لم يكن
ممكناً إيجاد من هو أنسب لأداء الدور منها.
قدمت نيللي استعراضاً بسيطاً
للغاية في ذلك الفيلم مع الفنان عبدالسلام النابلسي لكنه دور آذن بإنطلاق
موهبة
جديدة في السينما المصرية. موهبة ظلت باقية طوال عقود، لم تخفت
ولم تنته كما خفتت
موهبة شقيقتها وماتت.
في مذكراتها تسترجع نيللي بداياتها تلك قائلة «ولدت
في البلاتوه، هكذا يقولون عني، وعندما أعود بالذاكرة إلى مرحلة
الطفولة أجد أن
حياتي تختلف عن حياة كل الأطفال، فأنا من أسرة فنية، والدي منتج سينمائي
وأختي هي
الفنانة فيروز المصرية، وكانت بمثابة مثلي الأعلى في تلك الفترة.
فيروز
...
الشقيقة والحلم
بالفعل كان الأمر كذلك، فيروز كانت المثل الأعلى لشقيقتها
الصغرى نيللي. الصغيرة التي كانت تبهرها الأضواء المتلألئة حول
شقيقتها، والنجوم
الكبار الذين تقف أمامهم فيروز، والصور الكثيرة التي تملأ الصحف لشقيقتها.
كانت الصغيرة تراقب من بعد، وتحلم أن تشارك شقيقتها ما تفعل.
تقليد
الممثلين
كان هوايتها، والإعجاب الذي يحيط بها، وضحكات الكبار وتصفيقهم لأدائها
والتعليق الذي تردد كثيراً على مسامعها آنذاك «دي بنت موهوبة زي أختها» زاد
من
اندفاعها ورغبتها في أن تسلك مسلك أختها.
في العام 1953 جاءتها الفرصة مع
فيلم عاطف سالم، الذي تحدثنا عنه أعلاه. هذا الفيلم كان من إنتاج والدها،
ومثلت فيه
نيللي وشقيقتها فيروز، أمام عماد حمدي.
نيللي تتذكر أن شقيقتها فيروز
ساعدتها كثيراً وتولت تدريبها في ذلك الفيلم، أما أجرها حينها فلم يكن سوى
قطع
شوكولاته، فالمنتج ليس سوى والدها.
انتهت فترة تصوير مشاهد نيللي، لكن
ولعها بالتمثيل لم ينته، ورغبتها في إعادة المشاهدة جعلتها تعيد تمثيلها
أمام بنات
الجيران بحي العجوزة.
عصافير
الجنة ... لنيللي فقط
بعد ذلك الفيلم
بعامين وحين أصبحت في السادسة من عمرها شاركت شقيقاتها فيروز وميرفت في
فيلم من
إنتاج والدهن مرة أخرى، وهو فيلم «عصافير الجنة» الذي أخرجه محمود ذو
الفقار. في
هذا الفيلم قدمت نيللي عدداً من الاستعراضات الجميلة مع عدد من
الأطفال.
في
هذا الفيلم كان مقصوداً أن يتم التركيز على موهبة نيللي وإبرازها، حتى وإن
جاء ذلك
على حساب شقيقتها فيروز التي كانت نجمة آنذاك. تقول نيللي في أحد لقاءاتها
«في هذا
الفيلم أستطيع القول إن كل الجهود قد بذلت من أجلي. فالفيلم
كان من بطولتنا نحن
الثلاث، ولكن كان التركيز على شخصي. فقد أراد محمود ذو الفقار ووالدي أن
يركزا على
موهبتي. فاختار لي الجمل الخفيفة والكلمات المضحكة التي تحدث أثراً طيباً
لدى
الجمهور كما أنها كانت أول مرة يكتب فيها اسمي كبيراً على
إعلانات الفيلم».
بالطبع كان والد نيللي وفيروز يعرف تماماً ما يفعله، ففيروز
كانت تودع عالم
الطفولة حينها، ونيللي هي أمل الأب الوحيد في أن يقدم طفلة معجزة أخرى
للسينما
المصرية.
لم تنجح معادلته لأسباب كثيرة، ربما لا تشكل موهبة نيللي أياً
منها، فالصغيرة كانت موهوبة بحق، لكنها لم تحظ بنجومية أختها.
بعد الفيلم
لم
تحصل نيللي على أية أدوار إلا بعد عامين حين مثلت أمام فاتن حمامة في فيلم
«حتى
نلتقي» وكان ذلك في العام 1958. بعدها اختارها المخرج عباس كامل لتشاركه
فيلم «رحمة
من السماء» في العام نفسه.
بعد ذلك توالت الأفلام التي شاركت فيها الصغيرة،
حتى بلغ عددها 10 أفلام سينمائية. حينها قرر والدها أن تتوقف
الصغيرة عن التمثيل،
وتتفرغ لدراستها. لم تشفع لها موهبتها البارزة، ولم ينفعها حزنها الشديد
ولا حتى
مرضها، فلقد أصر والدها على ما أراد واضطرت الصغيرة للرضوخ لأمره والالتفات
لدراستها.
عودة
وتألق
انتهت فترة الدراسة، واصبحت نيللي شابة جميلة
ذات موهبة. فرقة نجيب الريحاني كانت تبحث عن وجه جديد لدور
استعراضي، ولمن تكون
قادرة على أداء دور فتاة شقية مدللة. كانت تلك مسرحية «الدلوعة» وكانت
نيللي هي
الأفضل للدور. المسرحية كانت من بطولة فريد شوقي و ماري منيب و إخراج حافظ
أمين.
بالطبع تألقت نيللي في دورها، فجاءتها العروض السينمائية من
جديد. جاء
أولاً
فيلم المراهقات، ثم هي و الرجال مع حسن الإمام وتوالت الأعمال.
أول
بطولاتها السينمائية جاءت العام 1966 وذلك في فيلم المراهقة الصغيرة مع
المخرج
محمود ذو الفقار وجسدت فيه دور فتاة مراهقة شقية أمام أحمد مظهر وليلى فوزي
و صلاح
منصور و أحمد رمزي.
قدمت نيللي بعد ذلك عدداً كبيراً من الأفلام، معظمها
كان استعراضياً. من بينها «امرأة زوجي» أمام صلاح ذوالفقار و
نجلاء فتحي و «امرأتان»
أمام نور الشريف و هدى رمزي و «مع تحياتي لأستاذي العزيز» مع محمود ياسين
و
مديحة يسري و محمد رضا، و «دندش» مع محمود يس و «امرأة بلا قيد» مع حسين
فهمي و
أهلاً يا كابتن مع سمير صبري.
إلى جانب أعمالها السينمائية الكثيرة التي
يصل عددها لنحو 60 فيلماً، شاركت نيللي في عدد كبير من
المسلسلات التلفزيونية، من
بينها مسلسل «الرمال الناعمة» الذي قدمتها في بداية حياتها الفنية، وحين
كان عمرها
لم يتجاوز العاشرة.
كذلك قدمت عدداً من المسرحيات الناجحة منها «سندريلا
والمداح» و «طبق سلطة».
من أهم المحطات التي أبدعت فيها نيللي الفوازير
والتي قدمت من خلالها عشرات الاستعراضات على مدار سنوات طويلة
بدءاً من منتصف
السبعينات و حتى النصف الأول من التسعينات. كتب هذه الاستعراضات شعراء كبار
منهم
صلاح جاهين و سيد حجاب وعبد السلام أمين وسمير الطائر، ولحنها كبار
الملحنين ومنهم
حلمي بكر و سيد مكاوي و محمد الموجي و عبد العظيم عويضة و
فاروق و صلاح الشرنوبي و
تصميم الرقصات لمصمم الاستعراضات الوحيد لنيللي هوالفنان حسن عفيفي.
حصلت
على عدد من التكريمات منها تكريمها في مهرجان الفيديو كليب، كما نالت عدة
جوائز
أشهرها الجائزة التي حصلت عليها عن دورها بفيلم (العذاب امرأة
).
تزوجت
الفنانة نيللي أكثر من مرة، ومن بين أزواجها المخرج حسام الدين مصطفى
والملحن مودي
الإمام.
الوسط البحرينية في 14
فبراير 2008
|