أوشك المخرج السينمائي العراقي الشاب أحمد السبيعي على
الإنتهاء من فيلمه الوثائقي الذي يحمل عنوان (القصة الأخيرة لشهرزاد)،
ويستعد لإخراج فيلم روائي جديد يجري حاليًا له الترتيبات الأولية ويتكتم
على تفاصيله إلى حين ينتهي منه، بعد أن كان قد حقق إنجازًا بفيلمه الوثائقي
(بدون سيناريو) حين فاز بالجائزة الذهبية في مهرجان تونس الثالث عشر عام
2007، واحمد، مخرج ما زال الامل يحدوه في قيام صناعة سينما في العراق ، فهو
يعمل بإمكاناته الذاتية، ويتطلع إلى الامام متحديًا الظروف كافة.
احمد .. الذي هو من مواليد البصرة (1968) التقيناه لنعرف منه
حكاية افلامه.
·
ما جديدك ؟
- هناك فيلم أوشكت على الانتهاء منه يحمل عنوان (القصة الاخيرة
لشهرزاد) وهو وثائقي يتناول الحياة العراقية في بغداد، شهرزاد العراقية
التي تحاول ان ترد الموت عن اهلها العراقيين، ويبدأ الفيلم بتعليق بصوت
فتاة تمثل دور شهرزاد تقول فيه : ( اليوم سأكون بديلة لشهرزاد، لعلي ادفع
الموت عن مدينتنا بغداد)، الفيلم فيه رومانسية اكثر، وكذلك نجهز لفيلم
روائي قصير مدته نصف ساعة للكاتب جواد الكاتب يتناول حياة العراقيين
اليومية وممثلو الفيلم من طلاب كلية الفنون الجميلة، يتحدث عن قصة طلاب مع
استاذهم الذي يختفي فيفعلون المستحيل لمعرفة سبب اختفائه ، وسيكون المونتاج
والاخراج لي .
·
ما حكاية فيلمك (بدون سيناريو) ؟
- عبارة عن قصة كاتب عراقي يكتب ما يجري في العراق من بعد عام
2003 ، وهو عبارة عن الحلم الوحيد للعراقيين، ان يرجعوا الى بيوتهم سالمين
، وقد توقفت مشاريعه واحلامه ، لذلك جاء الفيلم من دون سيناريو، لأن
العراقي تقوده الاحداث وليس هو الذي يقود نفسه ، ومقدمة الفيلم تظهر لنا
فيها كلمات (هل اصبح العراقي افضل من وكالة ناسا الاميركية لنقل الناس من
الارض الى السماء ، وهل اصبحت اجسادهم سفن فضاء للراغبين بالسفر عبر الزمن)
، لأن هناك من يريد أن يقتل العراقيين لكي يذهب الى الجنة ويتقرب بقتل
العراقيين من الحور العين .
·
ما هي رسالتك به ؟
- انا اشتغلت الفيلم لقضية مهمة في المواطن العراقي، انني عملت
الفيلم عن قلب العراقي الذي يتألم والذي يعيش وسط الاحداث، انا وصلت الى
مرحلة (قمة الالم) لأن القلب متألم اصلاً.
·
على ماذا اعتمدت في اخراج الفيلم ؟
- اعتمدت على عدة مصورين شباب ومن عدة اماكن ، وكانوا يصورون
كدراما ، لذلك تلاحظ عدة لقطات ومن زوايا مختلفة وبأحجام مختلفة ايضا ،
وبقينا نصور فيه لمدة سنة ، وفيه لقطات من دول اخرى.
·
لماذا من دول اخرى ؟
- نريد ان نقارن بين الحياة في هذه الدول والعراق ونقول إن من
حق العراقي العيش مثلها .
·
ما سبب نجاح الفيلم بنسبة اكبر ؟
- الموسيقى التصويرية التي كانت خصيصًا للفيلم ألفها الموسيقي
صادق ابو الحسن ،استخدم الاسلوب العراقي الناي والجوزة والسنطور بشكل جميل
ومؤثر ، ولم تأت اعتباطًا، والتعليق كان منسجمًا مع الصورة .
·
هل من ضرورة لمثل هكذا افلام ؟
- لا بد من أن نوثق ما يجري داخل العراق ، لنقول ان العراق
عراقنا والغرباء هم الذين دمروه ، واننا نحمل رسالة .
·
هل ما في الفيلم كله تشاؤم ؟
- فيه تفاؤل طبعًا، في الاخير يظهر العلم العرافي مرفرفًا
ومنتصرًا، ومعناه أن العراق موجود وقادر على ان ينهض ، لأن (تايتل) النهاية
العلم العراقي فقط .
·
كيف كانت ردود الفعل عليه في تونس ؟
- تصور أن إحدى النساء اغمي عليها من هول ما في الفيلم ، وكانت
تقول: معقول هذا يحدث في العراق ؟
موقع "إيلاف" في 6
فبراير 2008
|