يصل الى بيروت يوم الخميس المقبل في الحادي والثلاثين من كانون
الثاني/يناير الجاري جانب من فريق فيلم: هي فوضى، خالد صالح، منة شلبي
وهالة صدقي مع المخرج خالد يوسف، ولم نتأكد إمكانية وصول المخرج يوسف شاهين
أيضاً معهم لحضور العرض الخاص والأول الذي يقام ليل اليوم نفسه، في صالة
أريسكو بالاس، معلناً إفتتاح عروضه الجماهيرية في عدد من الصالات
اللبنانية·
هي فوضى، سبقته دعاية قوية من القاهرة حيث حصد أعلى الإيرادات
على الاطلاق بين الأفلام المعروضة، وبين معظم أفلام شاهين السابقة، رغم
الدعوى التي رفعها محام يدعى محمد طه مطالباً بوقف عرض الفيلم لانه يشجع
على تحدي السلطة وعلى توليد الحقد بين فئات الشعب، ولم يكن للشكوى أي أثر،
أو ردة فعل واضحة على الساحة الفنية·
ومع تمنياتنا بأن يكون المخرج شاهين بألف خير نشير الى أن
الشريط جماهيري مئة بالمئة، ففيه الرومانسية والعنف، والإنتقام والشرف
والثورة الشعبية ضد الظالم والذي يمثله بمهارة في الفيلم حاتم (خالد صالح)
أو صف الضابط في الشرطة الذي يمارس قسوة وظلماً وفساداً لا إحتمال معهم من
قبل الناس، لذا عاش عزلة خانقة وقضى منتحراً برصاص مسدسه·
الفيلم الذي أتيحت لنا فرصة مشاهدته خلال العرض اليتيم الذي
أقيم ضمن إطار الدورة الرابعة لمهرجان دبي السينمائي، لم نجد فيه النفس
الشاهيني وقد آلمنا أن يكون حامل أحد الادوار الرئيسية الوجه الجديد يوسف
الشريف غير مؤهل لمثل هذه المهمة، ولم نصدق أن ردات فعله الفارغة على أكثر
من حدث بينها إغتصاب خطيبته (منة شلبي) مرره الاخراج من دون اعادة الكرة
لأخذ لقطات أفضل وفيها قدرة أمتن على التعبير عن الحالة المطلوبة في
اللحظات الحساسة، كما أن عدم ركوزيته، وضياع توازن دوره كوكيل نيابة وهو
يخاطب صف الضابط حاتم خفّض من منسوب الإقناع في الفيلم·
يضاف الى ذلك ما ورد في النصف الثاني من الفيلم حين يوقع حاتم
بـ نور (منَّة) عن طريق إستدراجها اليه بعد صدامات ولاءات، وتهديدات عديدة،
والغريب أنها خائفة منه، فإذا بها تقع في خطأ جسيم على أساس أن والد
صديقتها محتجز لديه في السجن، وهو أبلغ الفتاة بأنه لن يفرج عن والدها إلا
بحضور نور، فذهبت من دون إبلاغ خطيبها وكيل النيابة فهي تدرك نية حاتم
السيئة، وحصل ما حصل وإعتدى عليها، ثم تمكنت من الهرب والعودة الى المنزل
وملابسها مضرجة بالدم، فإذا بـ شريف خطيبها ينظر إليها نظرة عادية وتنقذ
الموقف والدتها عندما تصرخ مذهولة من الذي تراه·
الرابح الأول في الشريط الذي وقَّع نصه ناصر عبد الرحمن هو
خالد صالح، فيما آذى الاحداث يوسف الشريف، وخدم الاحدات المركَّبة مشهد
هجوم أهالي السجناء الأبرياء على مقر الشرطة للإقتصاص من حاتم الذي عندما
وقع بين فكي كماشة أطلق النار على نفسه، وسقط جثة هامدة أمام المتظاهرين
الغاضبين·
ظُلمت منة في الفيلم، بدت كالمغلوب على أمرها ولم تتح لها
مساحة الدور فرصة تقديم تجسيد أفضل لدورها·
الرقابة ألزمت أصحاب الفيلم وضع علامة إستفهام آخر العنوان: هي
فوضى؟ بمعنى هل هي فوضى، كتخريجة من إحراج حرية التعبير عن الرأي بحرية
زائدة·
اللواء اللبنانية في 28
يناير 2008
حب
خالد في زمن الكوليرا يتخطى السنوات والظروف ويجمع طرفيه عجوزين
جنيفر لوبيز تلتزم قضايا ضحايا الاغتصاب والقتل عند الحدود
الاميركية المكسيكية
تستمر صالاتنا في إستقبال عروض متميزة وسط منافسة رياضية بين
الشركات وتجمُّع الصالات، تنعكس إيجاباً على حركة العروض وإقبال الجماهير
حيث تتوافر تنويعة نموذجية حالياً عربية وأجنبية بحيث تستقطب أصعب الاذواق
وأسهلها·
(Love in the time of cholera)
- حب في زمن الكوليرا، لأديب نوبل العالمي غبريال غارسيا ماركيز، على
الشاشة الكبيرة إستناداً الى سيناريو لـ رونالد هاروود، إخراج مايك نويل،
حيث تمجيد للحب، وعدم الإعتراف بأي فترة زمنية، أو عمرية قد تتحكم في علاقة
الحبيبين، وكان طبيعياً أن يجيء التحدي من خلال رؤية ماركيز لعلاقة بدأت في
زمن وإستكملت بعد 53 عاماً وسبعة أشهر و11 يوماً·
مؤثرة العلاقة التي ربطت فيرمينا (جيوفانا ميزو جيورنو)
وفلورنتينو آريزا (خافييه بارديم) في الصبا الأول لهما وعندما عاندتهما
الظروف ومنعت تواصلهما وإرتباطهما إلا بعد سنوات طويلة من الصبر، تزوجت هي
وأنجبت، وخاض هو عملية إنتقام عاطفية أثمرت وفق لائحة موثقة 622 علاقة
غرامية·
اللقاء الأول حين إلتقت عيون الإثنين فكانت رسائل عديدة بينهما
وما أن عرف والدها بأن عمتها على علم بما يجري طردها، وهدد الشاب بالقتل في
حال إستمر في مضايقة إبنته، وعندما عرف بعدم توقفه عن المحاولة إصطحبها معه
غصباً عنها الى منطقة بعيدة حيث كان القدر ينتظرها مع طبيب وسيم هو جوفينال
أوربينو (بنجامان برات) جاء خوفاً من بوادر ظهرت عليها وتصورتها كوليرا،
لكن الطبيب طمأنها الى مجرد حمى عادية في الامعاء·
تطورت العلاقة سريعاً، وبادر جوفينال الى طلب يدها، وتزوجها
حيث أنجبا صبياناً وبناتاً، وإهتزت علاقتهما مرة حين إعترف بخيانتها ووعد
بقطع علاقته فوراً بها، وفعل، الى أن كانت نهايته عجوزاً سقط عن سلم خشبي
على ظهره وفارق الحياة، وإلتقط الخيط سريعاً العاشق الذي لا يلين ولا
يستسلم فلورنتينو، فإذا به يزور فيرمينا في وقت التشييع ويبلغها أنه لطالما
إنتظر هذه اللحظة لأنه ما زال على حبه لها، ولأن الوقت لم يكن مناسباً
أبداً لقول مثل هذا الكلام وبث مثل هذه المشاعر صرخت في وجهه وطردته متهمة
إياه بقلة الأدب واللياقة·
لكن الذي إنتظر كل هذا التاريخ الطويل لم يستسلم هنا، بل
راسلها وهو يقول لها إن حبه لها لم يتبدل، وإنه جاهز لإستكمال ما كانا بدآه
قبل أكثر من 53 عاماً، وبعد إلحاح منه، وافقت على استقباله وكان لقاء
حميماً، مباشراً، صريحاً، وعاطفياً بإمتياز، سارع فلورنتينو الى التقاط
اللحظة ودعاها لرحلة على متن احدى سفن أسطوله الذي ورثه· وإختليا لأول مرة
عاطفياً، وإذ لاحظا أن مشاعرهما متأججة أمر الحبيب كابتن السفينة بعدم
اصطحاب أحد من الركاب في رحلة العودة لكي يكونا لوحدهما ومعاً على متن
الباخرة·
مادة سينمائية غزيرة الاحداث والشخصيات والمشاعر، مع موسيقى
جميلة صاغها أنطونيو بنيتو، وإستطاع المخرج نويل يعاونه ثمانية مساعدين
إيجاد أرضية صالحة ورائعة لمساحة رحبة من التماهي، والتواصل بين الشخصيات
حتى إتمام لقاء الحبيبين عجوزين في الختام·
(Border Town)
- منذ فترة أعلنت المطربة والممثلة جنيفر لوبيز أنها لن تخوض السينما إلا
مع فيلم يحمل قضية، ووفت بوعدها مع هذا الشريط الذي أسمهت في إنتاجه مع
سيمون فيلدز، وجسدت دور البطولة، متعاونة مع المخرج غريغوري نافا عن نص له
للكلام عن أزمة متأصلة ما زالت منذ سنوات تتفاعل عند الحدود بين الولايات
المتحدة والمكسيك·
هناك توجد منطقة تدعى واريز استحدثت عند خط التماس بين البلدين
كنتيجة لإتفاق تجارة حرة، مما أفسح في المجال أمام الشركات الكبرى لكي تفتح
مصانع ضخمة هناك مستغلة التدني الهائل في البدل الذي تتقاضاه اليد العاملة
المكسيكية وهو خمسة دولارات في اليوم، حيث يلاحظ أن معظم العاملين من
النساء الشابات·
هذا الواقع فرض استهدافاً من قبل بعض المستغلين، وإذا
بالجميلات من العاملات عرضة للإغتصاب والقتل، وإخفاء جرائم كبيرة إرتكبت
بمساعدة من رجال الشرطة الذين لا يريدون تشويه سمعة المنطقة الخاضعة لنظام
التجارة الحرة، وهو ما يستتبع منع الصحافة من تناول هذا الموضوع، وهو ما
عرفه آلفونسو دياز (أنطونيو بانديراس) في صحيفته التي تجمع عادة من الاسواق
ويتم توقيفه والتحقيق معه ثم إطلاقه بعدم تكرار ما أقدم عليه·
لوبيز تجسِّد شخصية صحفية تدعى لورين أدريان، تعمل في شيكاغو
بإدارة جورج مورغان (مارتن شين) رئيس تحرير صحيفة مقروءة، كلفها القيام
بالسفر الى واريز والتحقيق في الجرائم التي يقال إنها تحصل هناك، ولأن هناك
علاقة سابقة مع دياز تصل وتتصل به طالبة منه مساعدتها في تنفيذ مهمتها هذه·
ويتصادف وجود لورين في مكتب دياز بخروج امرأة شابة تدعى إيفا (مايا
زاباتا) وهي هندية جميلة لم تتعد الثامنة عشر من عمرها إستفرد بها سائق باص
المصنع واغتصبها مع زميل له في مكان منعزل، وضرباها على رأسها فغابت عن
الوعي، وتصورا أنها ماتت فدفناها تحت التراب·
إستيقظت بعد قليل، ومشت الى منزلها وقررت في اليوم التالي أن
تقصد دار الصحيفة لإطلاع دياز على ما واجهته لكي ينشر شيئاً حول الموضوع
لكنه خذلها، ووجدت لورين الامر مناسباً جداً لكي تنطلق منه في تحقيقها،
ونشأت علاقة ود بين الطرفين جعلت من لورين تلتزم بالقتال من أجل إيفا وأخذ
حقها، لذا فهي طرحت فكرة التخفي ودخول المصنع ومن ثم الإيقاع بالجرم
المشهود بالقاتلين، وبفعل عناد لورين قبل معها دياز وإتصل بجهات إيجابية في
سلوكها داخل سلك الشرطة وكمنوا للباص المفترض أن تخوض فيه لورين مغامرتها،
وإذابيالسائق يأخذها الى منطقة أخرى لكي تنجح في التغلب عليه والإبلاغ عن
مكان وجودها حيث تم العثور على مقبرة جماعية··
إيفا تنام مع لورين في الفندق ثم تنتقل للإقامة في منزل
الناشطة في مجال حقوق المرأة تيريزا كاسيلاس (سونيا براغا) حيث تراودها
هواجس وكوابيس عديدة حول مهاجمتها للقضاء عليها·
وتكتب لورين قصة إيفا بالكامل وترسلها الى جورج في شيكاغو
وتجيئها تهنئة ومباركة، وبعد قليل يتصل بها أحد زملائها هناك لكي يبلغها
بأن القصة لن تنشر لأن هناك جهات سياسية واقتصادية عليا في البلدين ستتضرر
من نشر القصة، فغادرت لورين فوراً وقصدت مكاتب الصحيفة في شيكاغو لتشهد
ميدانياً ما الذي يجري، مع رشوة لها وهي تعينها مراسلة أجنبية لكي تسكت·
ولا تسكت بل هي عادت الى واريز وتعرضت لمحاولة اغتصاب وقتل من
المشارك الثاني في اغتصاب إيفا، لكن إيفا هذه المرة تدخلت وضربت الرجل على
مؤخرة رأسه ليقع مغمياً عليه في وقت كان حريق هائل مندلعاً في المكان،
فإشتعل فيه هذا الفاعل·
تتحول لورين وإيفا الى صديقتين حميمتين ولهما هدف مشترك خصوصاً
بعد اغتيال دياز وإضطرار لورين للحلول محله في رئاسة تحرير الصحيفة التي
كان يديرها في واريز· شريط شيّق، جريء وصادق·
اللواء اللبنانية في 28
يناير 2008
|