استطاع الفنان هاني رمزي أن يحجز لنفسه مكانا في قلوب وعقول
الجماهير المتابعة لأعماله الفنية. وأن يرسم الضحكة فوق شفاه الكثيرين. إلا
أن أعماله في الفترة الأخيرة والتي مزج فيها القضايا الاجتماعية بالكوميديا
السياسية جعلته يقع في العديد من المشاكل مع الرقابة وهو حاليا خائف من
الرقابة علي فيلمه الجديد "نيمس بوند" الذي يراه مشكلة أخري تنتظره أو
معركة أخري يضطر لخوضها!..
·
تحرص علي تقديم اللون السياسي في معظم أعمالك
فلماذا لم يحظ فيلمك الأخير "أسد و4 قطط" بهذا اللون؟
- حاولت في الفيلم البعد عن اللون السياسي لكي أقدم فيلماً
خفيفا مليئا بمشاهد الكوميديا ومعظمها نابعة من الموقف. وليس الافيه ولكن
في نفس الوقت ستجد به معالجة اجتماعية وانسانية. وايضا حاولت توصيل فكرة
أهمية ايجادة الانسان لعمله والتفاني فيه.
·
وما الذي جعلك تتخلي عن السياسة في هذا
الفيلم؟
- أفلامي السياسية التي أقدمها تلقي اقبالا من فئة وشريحة
عمرية معينة ولهذا لا تحقق الإيرادات المرتفعة. وأنا أعلم هذا جيدا وأقبله
لأني في النهاية أحب هذه النوعية ولكن علي الجانب الآخر. لابد أن أقدم
أفلاما سهلة وخفيفة حتي يقبل عليها كل الجمهور. كما ان عدم تقديمي لفيلم
سياسي يرجع ايضا لعدم وجود فكرة جديدة تستهويني لأقدمها. فاذا كنت أعلم منذ
البداية ان الفيلم السياسي لا يحقق إيرادات مرتفعة فعلي الأقل يجب أن
استمتع بتقديم فكرة سياسية جريئة وتجربة تحسب لي لا العكس!
اسقاطات
سياسية
·
لكن يقال ان عدم تقديمك لفيلم سياسي خوفا من
الرقابة؟
- غير صحيح اطلاقا فأنا أردت فقط احداث بعض التغيير في طبيعة
أعمالي. فمن الممكن تقديم أفلام كوميدية خالصة ولا تحمل آي اسقاطات سياسية
ولن يحدث أن أرفض تقديم عمل فني أنا مقتنع به من أجل الخوف من رفض الرقابة
له. فذلك أمر لا أضعه في اعتباراتي عند الخوض في أي تجربة جديدة بالرغم من
ذلك لا أخفي عليك انني خائف من الرقابة علي فيلمي الجديد بالتحديد!
·
ما هو فيلمك الجديد؟
- بدأت تصوير فيلم سينمائي جديد بعنوان "نيمس بوند" تأليف طارق
عبدالجليل واخراج أحمد البدري وأقدم فيه تجربة كوميدية جديدة بها بعض مشاهد
الحركة والأكشن البسيطة.
·
وماذا عن دورك فيه؟
- أجسد شخصية مخبر سري يحاول التحقيق في عدد من الجرائم. ومن
المقرر عرض الفيلم خلال موسم الصيف المقبل. وهو فيلم كوميدي سياسي.
·
هل غضبت عندما انتقد البعض تعاونك مع فريق
"الفور كاتس"؟
- لا أعرف لماذا كل هذا الهجوم فمصر علي مدي تاريخها سواء في
الطرب أو التمثيل كانت تضع يدها في يد كل العرب بدون استثناء إلا اننا
نتعامل مع هذه القضية في الفترة الأخيرة وكأنها ظاهرة جديدة بالرغم انها
قديمة جدا.
أما انتقاد البعض لملابس الفور كاتس فهذا كلام غريب لأن الفور
كاتس فريق غنائي يعتمد علي الجمال وليس الإغراء.
·
هل تعتقد ان الكوميديا السياسية لم يعد لها
مستقبل؟
- من قال فهذه النوعية من الكوميديا تمزج بين قضايا الشباب
والمجتمع والملاحظ ان الكوميديا السياسية ليست منتشرة بالقدر الكافي
والأعمال من هذه النوعية قليل جدا. وستلقي رواجاً كبيرا خلال الفترة
المقبلة.
لا أغالي
في أجري
·
هل صحيح ما يتردد بأن المنتجين يفضلون
الاستعانة بك لضعف أجرك مقارنة بنجوم الكوميديا من الشباب..؟
- أنا لا أغالي في طلب أجور عالية ولكن هذه المسألة تتوقف علي
نوع الفيلم وعلي احتمالات نجاحه وبالتالي فانني أكون حريصا علي ألا يتعرض
المنتجون لتكاليف ضخمة. ترهق ميزانية الأفلام وحتي لا تكون الخسارة كبيرة
في حال لم يستطع الفيلم تحقيق الإيرادات الكافية.
·
هل الجرعة الكوميديا ستتفوق علي الجانب الجاد
في فيلمك الجديد؟
- من الضروري أن نحقق المعادلة والتوازن بين الجانب الذي يمكن
أن أسميه السياسي في الفيلم. والجانب الكوميدي وفي الحقيقة ونحاول أن نقدم
فيلما يعجب الجمهور أيضا ويجعله يضحك. وليس الهدف هو الضحك من أجل الضحك.
بل ان نجعل المتفرج يضحك لكي يستطيع أن يتلقي الفكرة الثقيلة دون أن يمل
منها. ويترك صالة العرض. ولهذا اضطر مؤلف الفيلم إلي إعادة كتابته عدة مرات
لتخفيف الجرعة السياسية. وأتمني أن ينال النجاح وان تصل رسالته بالشكل الذي
أردناه ويريده الجمهور!
·
اذن فيلمك الأخير "نمس بوند" يعتبر كوميديا
سياسية ألم تخش هروب الجمهور من هذه النوعية؟
- الفكرة تعتبر صعبة من ناحية المعالجة وخصوصا من جهة المعالجة
الكوميديا وانني من خلال هذا الفيلم أحاول أن أقول ان السينما الجيدة قابلة
للنجاح. وان عبارة الجمهور عايز كده لتبرير تقديم أعمال أقل من المستوي هي
فكرة غير صحيحة. الجمهور يستطيع استيعاب الأعمال الجيدة. ويتحمس لها ويتحمس
للفنان الذي يعالج قضاياه.
خدمة
المجتمع
·
هل نراك قريبا علي شاشة التليفزيون؟
- أتمني ذلك. فآخر عمل لي تم تقديمه علي التليفزيون كان منذ
سنوات قليلة وهو "مبروك جالك قلق" وأتمني أن أجد السيناريو المناسب الذي
يجعلني أعود إلي الشاشة الصغيرة التي اشتقت اليها.
·
لماذا لا نشاهدك علي خشبة المسرح؟
- أنا أفضل العمل في السينما ولن أعود للمسرح إلا اذا وجدت
نصاً مسرحياً جديراً بالاحترام خاصة اذا كان بطولة جماعية. فأنا أعشق ذلك
اللون من البطولات المسرحية. وللأسف معظم الأعمال التي تقدم الآن تعتمد علي
بطل واحد يقوم بمهمة الاضحاك علي خشبة المسرح وهو ما لا أقبله!
·
هل الممثل الكوميدي مهمته اضحاك الناس فقط؟
- هناك فرق كبير بين اضحاك الناس والضحك عليهم. فالممثل يجب أن
يحترم الجمهور الذي يذهب اليه في قاعة السينما ويشتري تذكرة الفيلم أو
الجمهور في قاعة المسرح أو أمام شاشات التليفزيون ففي الوقت الذي يقوم فيه
باضحاكهم لا يلهيهم عن أزماتهم ومشاكلهم التي يعيشونها فالفن رسالة يجب
احترام مضمونها ومستقبلها.
الجمهورية المصرية في 24
يناير 2008
|