يتعرض العاملون في مجال التمثيل للكثير من المخاطر. لذلك قرر
مجلس نقابة المهن التمثيلية برئاسة د.أشرف زكي البدء في تنفيذ مشروع
للتأمين علي أعضاء النقابة ضد أخطار المهنة. كأن يتعرض الممثل للنار أثناء
تنفيذ مشهد حريق في مسلسل أو فيلم. أو يقفز من ارتفاعات عالية أو من سيارة
مسرعة. أو يصاب بشظية طلق ناري كما حدث مع أحمد السقا في فيلم "الجزيرة".
لذلك رحب الجميع بمشروع النقابة للتأمين علي الممثل. لكن علي
الجانب الآخر هناك المئات من العاملين الكومبارس والمجاميع يتعرضون لمخاطر
اكثر من التي يتعرض لها الممثل.. ولم يلتف لهم أحد وبعضهم فقد حياته دون
الحصول علي تعويض من أية جهة!!
يقول د.أشرف زكي نقيب الممثلين: وافق مجلس النقابة علي مشروع
التأمين علي الأعضاء ومن الطبيعي ان نسعي لذلك لأن اهتمامنا الأول هو
الممثل عضو النقابة. أما بخصوص الكومبارس فإن لهم حق الانضمام إلي نقابة
العاملين بالصحافة والطباعة والاعلام أو تكوين رابطة تدافع عن مصالحهم لكن
بعضهم - للأسف - لا يهتم بالانضمام إلي كيان يحمي مصالحه ولا يفكر أبعد من
ذلك. وحتي تحصل أي فئة في المجتمع علي حقوقها من الضروري ان يتحدث أحمد
بأسمها أولا ثم يطالبون بعد ذلك بمكاسب ومزايا.
التأمين
في العقد
* الفنان محمود الجندي عضو مجلس نقابة الممثلين والمسئول عن
ملف التأمين علي حياة الممثل يقول: المشروع يسير في إتجاهين. الأول خاص
بالتأمين علي حياة العضو. وذلك بأن يدفع اشتراك سنوي بشركة تأمين في مقابل
صرف 10 آلاف جنيه عند الوفاة. والاتجاه الثاني خاص بالتأمين ضد الاخطار
اثناء التصوير وهذا من الضروري ان يكون موجوداً في عقد الفنان مع جهة
الانتاج. وسوف نجتمع الاسبوع القادم مع وزير الاعلام لمناقشة هذا الموضوع.
واذا وصلنا إلي اتفاق سنطلب من اعضاء النقابة ضرورة وضع بند في أي عقد عمل
خاص في مسلسل أو فيلم بالنص علي فقرة "التأمين ضد المخاطر". وهذا فيه مصلحة
للجميع أما بالنسبة لغير أعضاء النقابة فإن لهم الحق في مطالبة جهة الانتاج
بذلك حتي يحصل علي تعويض وقع حادث أثناء التصوير!
يعملون
باليومية!
علي الجانب الآخر يجلس العشرات من الكومبارس علي مقهي "بعرة"
بالقرب من شارع عماد الدين يتعرضون لمخاطر حقيقية أثناء عملهم في السينما
أو التليفزيون. كثيرون منهم يتعرضون للكسر أو الحريق ولا يحصلون علي تعويض
بسبب انهم يعملون باليومية دون عقد وبالتالي لن تكون هناك فقرة خاصة
بالتعويض ومعظمهم لم يحصلوا علي دبلوم أو شهادة متوسطة تسمح له بالانضام
لأي نقابة. ولا يتميز في هذه الفئة سوي "الدوبلير" الذي يصور المشاهد
الخطيرة بدلاً عن البطل. وهو يتمتع بقدر من الرعاية سواء من البطل نفسه أو
عقد العمل بينه وبين المنتج. أو علاقته الخاصة بمكتب الريجسيير الذي يحمل
"أوردر" العمل. عدي ذلك فإن هؤلاء المجاميع لا يحصلون علي أي حقوق. وهم في
الواقع "يتسولون" العمل رغم انه لا يخلو فيلما أو مسلسلاً من وجود مشاهد
كاملة تقوم علي أكتاف تلك "المجاميع".
عشرون
جنيها!
* عم ظريف شوقي: أعمل منذ 30 عاماً هذه المهنة. ونتعرض للإهانة
اليومية ولم يعد يحكمنا أي نظام للعمل. الريجسيير أصبح سمساراً عن المنتج.
يحصل منه علي مبالغ كبيرة ويتفق معنا ويعطينا الفتات. البعض يعمل مقابل
عشرين جنيها في يوم التصوير بالاضافة إلي علبة كشري في الغداء اثناء
العمل"!!".
* عم طلعت ربيع: اذا أردت معرفة المهانة التي نعيشها وإهدار
كرامة الانسان إذهب إلي أماكن تجمع الكومبارس أمام "كوكي بارك" أو "خريستو
الهرم" وأمام فندق سياج تجدهم أسوأ من عمال التراحيل. واذا طلبت من
الريجسيير أن يرفع اليومية لأنها لا تكفي الشاي والسجاير. يتركك ويلتقط ناس
من علي الكوبري ويجعلهم يعملون كمجاميع في المسلسل. وبالطبع هم لا يعرفون
شيئا عن طبيعة هذا العمل ويتسببون في التصوير وتعطيل العمل نتيجة الاخطاء
التي يقعون فيها وهذا يكلف الانتاج. لكن للأسف يحدث ذلك حتي يوفر ملاليم من
اليومية التي لا تكفيني أساسا"!!".
أسماء
ماتت
* كوثر رزق: شاهدت بعيني زميلة لنا اسمها أسماء محمد ماتت وهي
تقع من ميكروباص أثناء تصوير مشهد مطاردة. وحاولنا نحصل لها علي "قرشين"
نعطيهم لأهلها ولم يلتفت لنا أحد!!
* علي أبو العلا: المشكلة إننا نعمل يوم ونبطل عشرة. لو عمل
لنا الانتاج مكافأة ثابتة طوال تصوير المسلسل سيكون في ذلك فائدة عظيمة لنا
ونكون تحت أمره حتي ينتهي التصوير. لكن هم يطلبون يوم أو يومين فقط ولا
يلتفت إلينا باقي الأيام رغم إننا "مرهونين" ونرتدي ملابس الفلاحين علي
استعداد دائم للتصوير لكن نحصل علي مقابل عمل يوم واحد!!
* شيماء الصعيدي: تعرضت لكسر في ساقي أثناء التصوير ورفض
الانتاج علاجي وذهبت علي حسابي للمستشفي. فالعلاج ابسط الحقوق ورغم ذلك
نفقدها. ومساعد الريجسيير يبيع ويشتري في الكومبارس بدون حسيب أو رقيب. وكل
ما نحتاجه هو بعض التنظيم لعملنا وحماية حقوقنا في معاملة انسانية كريمة
بدلاً من الاتجاه للعمل في مهن غير شريفة. ولن تكون لنا نقابة لإننا مثل
عمال التراحيل. فهل هناك نقابة لعمال التراحيل؟!
الجمهورية المصرية في 24
يناير 2008
|