يعتبر فيلم 'الجزيرة' مرحلة جديدة في حياة النجم أحمد السقا
الذي تخصص في افلام 'الأكشن' وحقق نجاحا كبيرا.. فهو يتمتع
بلياقة بدنية عالية
لايتمتع بها معظم النجوم.. وخرجت معظم أفلامه استعراضا لقدراته في هذا
المجال والتي
استطاع ان ينميها ليقدم لنا 'السوبر مان' المصري من مغامرات
خطيرة.. الي معارك
كبيرة.. الي القفز من اعلي الاماكن والقاء نفسه في النار وفي النيل..
وبالرغم من
انه حقق نجوميته في هذا المجال.. فإن أفلامه لم تترك علامة واضحة في
السينما
والجزيرة هو الفيلم الذي اصيب فيه السقا في عينه وأنقذته
العناية الإلهية.
وفي
رأيي أن تسند اللقطات الصعبة للدوبلير فليس كل مرة تسلم فيها الجرة.
الفيلم
مأخوذ عن قصة واقعية هي قصة عزت حنفي الذي عرف باسم 'امبراطور النخيلة'..
والذي كان
يمتلك ترسانة من الاسلحة بغرض الاتجار.. كما يقوم بزراعة الأفيون وسط أعواد
القصب
والذي كان يشكل اكبر مركز للإتجار به. ولم يستطع رجال الشرطة
ان يقتحموا عليه
امبراطوريته سنوات طويلة الا بعد معركة كبيرة بالسلاح بينهما حتي وقع في
يدهم. وقد
قدمت هذه القصة مسلسلا تليفزيونيا ناجحا بطولة الممثل السوري القدير جمال
سليمان..
لكن هناك فارقا بالطبع بين المسلسل التليفزيوني، والسينما.. فكل جهاز له
مقوماته
فضلا عن
الابهار الذي تتميز به السينما.
ويقوم احمد السقا بشخصية معقدة
متناقضة.. وهي شخصية 'منصور الحفني' الذي ورث مهنة الاتجار بالسلاح
والافيون عن
أبيه الذي يطلقون عليه في 'الجزيرة' اسم 'الكبير' وهو الدور
الذي يقوم به الممثل
القدير محمود ياسين
فهو يأمر وينهي وأوامره مطاعة.. هذه المهنة التي يورثها لابنه
والابن يورثها للحفيد.
و'الجزيرة' هي اكبر مصدر لزراعة الافيون ويعتبرها اهالي
الجزيرة رزقا منحه الله لهم وخيرا تطرحه الارض.
ينشأ منصور في جو مليء بالاجرام
ويتولي الاب تعليمه الذي حرم منه فلم يكن يعرف القراءة والكتابة.. ويكتسب
الابن
خبرة ابيه بالاضافة الي التعليم الذي يجعله العقل المفكر.
وحين يقع الاب صريع
مرض السرطان ويعرف ان اجله قد اقترب يسلم لابنه 'اللواء'.. فقد كان مؤمنا
بما يفعله
وله منطقه الخاص الذي يختلف عن أي منطق.. فهم في 'الجزيرة'
يعتبرون انفسهم دولة
مستقلة ليس لها علاقة بمصر وان الحكومة مجرد غزاة بعد ان جعلتهم من
المهمشين فهو
يقول 'اذا بعت سلاح ستتحول الي مجرم.. اما اذا بعت الف فستتحول الي وزير..'
وهو
اسقاط لما يحدث مع صغار المجرمين واتهامهم والقاء القبض عليهم
في حين ينعم الكبار
بالحرية والحصانة ولا احد يستطيع ان يتعرض لهم. 'والجزيرة' عالم له اسراره
ولا أحد
من
اهلها يتحدث بسهولة.. وهناك تناقض بين الاخلاق والاجرام.. فهم اناس طيبون
لكن
القتل عندهم اسهل وسيلة للأخذ بالثأر.. فالرجل يسير مرفوع
الرأس اذا اخذ بثأره وليس
مجرما.
ويعلن الأب امام كبار رجال الجزيرة قبل موته ابنه خليفة له
ويمنحه لقب 'الكبير'..
كما يعلن الابن 'منصور الحفني' امام الله وامامهم زواجه من زينة بالرغم
من
انه يحب 'كريمة' هند صبري التي تنتمي لأسرة فقيرة معادية.. وذلك بناء علي
رغبة
الاب فالابن هنا مسير وليس مخيرا.. اما عروسه التي احبته فهي
تعلم انه يحب كريمة
وتحاول استمالته وتنجب له ابنا. وحين يموت الاب تطلق عائلة كريمة الرصاص
علي اقارب
منصور من المعزين في سرادق العزاء.. ثم تقتحم قصر منصور وتقتل امه
وزوجته.
تتصاعد الاحداث مابين الأخذ بالثأر ومطاردة الشرطة الذي يمثلها
الضابط
رشدي مأمور القسم والذي عاش سنين طويلة في الصعيد ولم يستطع ان يقضي علي
تجارة
السلاح والافيون.
ويتطوع الضابط الشاب 'طارق' المتحمس للذهاب لهذه الجزيرة في
محاولة للقضاء علي الكبير.. وهو ابن 'فؤاد البسيوني' الضابط
المتقاعد الذي خدم من
قبل في هذه المنطقة وكان له اتصال بالرجل الكبير وتعامل معه.. ويعرف جيدا
اسرار هذه
الجزيرة ويحذر ابنه بعدم السير في هذا الاتجاه الذي قد يكلفه حياته.. ومن
المفارقات
الغريبة ان 'علي الحفني' كبير الجزيرة والضابط المتقاعد فؤاد 'عبدالرحمن
ابوزهرة'
يقعان
فريسة للمرض الخبيث القاتل وكأنهما يلقيان جزاءهما مع نهايتهما.
ولايخلو
الفيلم من مطاريد الجبل الذين يتفق معهم البوليس للقضاء علي منصور الحفني..
وحتي
تحتل الشرطة الجزيرة وتلقي القبض علي منصور الذي يلقي مصرعه برصاص غير
معلوم المصدر
من اعلي وهو بين يدي الشرطة في الاتجاه لدار القضاء.
أخبار النجوم في 12
يناير 2008
|