حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار) ـ 2010

«خزانة الالم» ..

صور في الاردن واكتسح جوائز الاوسكار

محمود الخطيب وهيام ابو النعاج

قالت الاميرة ريم علي عضو مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أن "أكثر ما يجذب فرق الإنتاج إلى الأردن هي المرونة التي يستطيعون العمل بها هنا والقدرة على استعمال مخيلتهم لجعل مواقع في الأردن تحاكي مواقع أخرى في العالم" ، واكدت "حسب بيان للهيئة الملكية للافلام ، وصل للدستور نسخة منه" في تصريحات لها عقب اعلان فوز فيلم "خزانة الالم" بست جوائز اوسكار ، والذي صورت مشاهد منه في مناطق مختلفة من الاردن ، اشادة المعنيين بالمستوى المهني العالي للهيئة وبجهدها لتذليل العقبات البيروقراطية.

كما نوهت الاميرة ريم العلي بالأثر الإيجابي لجذب صناع الأفلام العالميين إلى الأردن ، قائلة: "بالإضافة إلى المردود الاقتصادي ، يكتسب صناع الأفلام الأجانب معرفة أكبر وأفضل بالبلد وبمنطقة الشرق الأوسط. غير أن المهم ليس ترك أثر على المستوى العالمي فحسب ، بل أيضاً سرد رواياتنا والعمل على خلق موروث ثقافي خاص بنا للأجيال القادمة من خلال السينما".

بدورهم اتفق نقاد وفنانون اردنيون على أن فوز فيلم (خزانة الالم - The Hurt Locker) الذي صور في الاردن واستعان منتجوه بتقنيي صوت اردنيين ، بست جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم ، انتصار للفن والفنان الاردني ، كما اكدوا ان النجاح الباهر للفيلم ، سيلفت النظر الى الاردن: باعتبارها موقعا متميزا لتصوير افلام عالمية وبميزانيات كبرى ، فضلا عن ان الفيلم الفائز والذي تدور احداثه حول الحرب الامريكية على العراق استعان بخبرات رئيس قسم الصوت في معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية بالعقبة الأردني بهاء عثمان ، لابراز الأصوات الناتجة عن أحداث الفيلم الذي خاض في موضوع غير مألوف في السينما العالمية ، حيث تتكئ قصته على أحداث عصيبة تتناول عمل مجموعة من الجنود الاميركيين المتخصصين بالبحث عن الألغام في مناطق عراقية ، وجرى تصوير الفيلم في مواقع مختلفة من الأردن: بسبب التشابه بين مواقع التصوير التي اختارتها المخرجة في الأردن ومواقع ترغب بالتصوير فيها بالعراق، بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام.

واتسمت فترة التحضير لتصوير فيلم "خزانة الألم" ، بحسب جورج داوود مدير الهيئة الملكية للافلام، بكثير من الضغط وتطلبت جهداً كبيراً ، إلى جانب أن التحضير استغرق ستة أسابيع ، فيما استغرقت فترة التصوير ثمانية أسابيع ، غير أنها تمّت بشكل "سلس وناجح".

وعمل نحو سبعين أردنياً ضمن طاقم فيلم "خزانة الألم" ، بالإضافة إلى ما يقارب 150 "كومبارس" أردنيا، وبحسب التقديرات ، فقد صرف ما يعادل سبعة ملايين دولار أميركي في الأردن خلال عملية التصوير، وهو مبلغ مناسب نظراً لقيمة الإنتاج الذي تضمن آليات عسكرية ومتفجرات وتكاليف أخرى ، يستلزمها إنتاج أي فيلم حربي أو فيلم إثارة بهذا الحجم.

احداث الفيلم

الفيلم الذي حصل مؤخرا على جائزتي مسابقة جوائز الاكاديمية البريطانية للافلام "بافتا" وجائزة نادي المنتجين الامريكيين "PGA" ، مقتبس عن وقائع حقيقية ، كشفت عنها وثائق أفرجت عنها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مؤخرا ، حيث يتناول الفيلم يوميات وحدة خاصة في الجيش الأميركي ، مكلفة بالكشف عن العبوات الناسفة في العراق ، كما يظهر الحياة اليومية لأفراد هذه الوحدة ، في إحدى المدن التي تخيم عليها أجواء القتال. ويذكر أن كاتب سيناريو الفيلم هو الصحافي الأميركي مارك بول، الذي رافق هذه الوحدات لفترة طويلة في العراق.

ويظهر الفيلم الذي أخرجته الأميركية كاثرين بيغلو ، مدى صعوبة مهمة الجنود والمرتزقة الأميركان ، في تفكيك القنابل ، التي زرعتها المقاومة على طريق القوات الأميركية وعلى جوانب الشوارع.

ويلعب رالف فاينس في الفيلم دور "المتعاقد" أو قائد مجموعة المرتزقة المصاحبة للقوات الأميركية ، ويشاركه البطولة جاي بيرس ، وجيريمي رينر ، بالإضافة إلى الممثلة البريطانية الشابة ايفانجلين ليلي ، بطلة المسلسل التلفزيوني الشهير "lost".

وجرى تصوير الفيلم في مواقع مختلفة من الأردن: بسبب التشابه بين مواقع التصوير التي اختارتها المخرجة في الأردن ومواقع ترغب بالتصوير فيها بالعراق.

ووصفت كاثرين بيجلو التي دخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة تفوز بجائزة افضل مخرج في تاريخ الأوسكار على مدار 82 عاما بـ "أجمل لحظات العمر".

وقالت وهي على منصة الأوسكار ، "إنه أمر مميز للغاية أن أكون بصحبة زملائي المرشحين ، من صناعْ عظامْ للسينما ، الذين ألهموني وأكن لهم التقدير ، وبعضهم أكن له الاعجاب منذ عقود" ، و"أود أيضاً أن أشكر الشعب الأردني الذي كان مضيافاُ جداّ خلال تصويرنا الفيلم".

وحول تجربة التصوير في الأردن ، قالت بيغلو في تصريحات صحافية سابقة: "عملية التصوير في الأردن كانت تجربة ممتازة. فالأردن متنوع جداً ، وهنالك مدرسة سينما مميزة وبنية تحتية سينمائية شابة". ويشير جورج داود إلى أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام التي يديرها "تعمل منذ تأسيسها في عام 2003 على توفير الدعم والتدريب لصناع الأفلام الأردنيين. ففي نهاية المطاف ، مهارات ومواهب طاقم الفيلم هي التي تميز عملاً عن آخر" .

وحصد فيلم "خزانة الألم" اضافة لجائزتي افضل فيلم وافضل مخرج ، أربع جوائز أخرى وهى أحسن صوت وأحسن مكياج وأحسن مونتاج وأحسن سيناريو.

تنشيط للسياحة والفن

بدوره نسب مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز الدور الاساسي في نجاح تصوير العمل في الاردن ، الى الجهود التي تقوم بها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ، مضيفا: دورنا متواضع جداُ والهيئة الملكية هي التي تعمل على استقطاب ودعم أكثر الأعمال التي يتم تصويرها في الأردن ، وأكد ان هذا يدل على أن بلدنا قادرعلى إستقبال الجهات المعنية في هذا الجانب لما تتميز به الأردن من المواقع المختلفة التي تشكل الدور الرئيس في هذا الشأن الذي يلقي الضوء على الكفاءات التي تتميز بالتصوير للمناطق السياحية المختلفة والمتنوعة ، ونحن حريصون بالتعاون والتنسيق على جميع الأصعدة مع الهيئة الملكية لإستقطاب أكبر عدد من الأفلام للتصوير الأحادي والمشترك لترويج الأردن وهذا من اولويات الهيئة دائماً.

كما اكد نقيب الفنانين حسين الخطيب ان فوز فيلم تم تصويره بالاردن وبالتعاون مع جهات اردنية، سيجلب الخير والاهتمام بالمقدرات الفنية الاردنية مكانيا وعمليا ، واضاف: جائزة الاوسكار لها قيمة فنية عالية تكاد تكون الوحيدة التي يتم انتظارها من كل عام ، وهي قيمة فنية لا يُختلف عليها.

وبين: ارى ان يتم التعاون بين نقابة الفنانين الأردنيين مع الجهات المختصة لتسهيل وتنظيم وجذب أعمال عربية وعالمية للإستثمار الفني ، لما له من مردود معنوي وسياحي وإقتصادي على مدخلات الأردن، حيث يجب إعادة النظر بأن يكون هناك مجلس أعلى فني سياحي ثقافي وسياسي وإقتصادي يرسم سياسة الإستثمار في الجانب الفني.

واعتبر المخرج حسين دعيبس تصوير هذا العمل في العديد من المناطق الأردنية ومنها "مدينة مأدبا" نجاحا يضاف لرصيد الفيلم ، حيث استطاعت الهيئة الملكية للافلام ان توفر البيئة المناسبة لصناع الفيلم ، الذين استعانوا ايضا باجزاء من الديكور الذي شيده دعيبس في "مادبا" لتصوير كليب "مدينة الحب لكاظم الساهر".

واضاف: كمخرج ارى ان عدم "فوز فيلم المخرج جيمس كاميرون "افاتار" الذي كان مرشحا لنيل الاوسكار بشدة ورغم تميزه ، الا انه كان يفتقد للحس الانساني الذي برعت فيه كاثرين بيجلو مخرجة "خزانة الآلم". وبين دعيبس: نحن قادرون في الأردن على الإعتماد على القضايا الإنسانية البحتة والتصوير بأبسط المعدات والتكاليف ، فمن المفيد جداً أن نفكر لماذا لا نفكر بالسينما اليوم؟ ، وكانت لدينا محاولات في ستينيات القرن الماضي.

الهيئة الملكية للافلام

وكانت الهيئة الملكية للافلام ، بالتعاون مع شركات الإنتاج العالمية بدأت في هذا المجال منذ خمسة أعوام ، حسب مديرها العام جورج داوود ، الذي يؤكد أن الأردن قطع شوطا كبيرا في تأهيل كادر يعد الأفضل في الشرق الأوسط: إذ تعقد الهيئة ورشات عمل مجانية لكل من يرغب في الحصول على خبرة ومعرفة بفنون الصناعة السينمائية من كل جوانبها: سواء الإخراج أو كتابة السيناريو أو المونتاج أو الإضاءة وغيرها ، وذلك لتحضير كادر مؤهل سينمائيا في خطوة لإنتاج أفلام روائية أردنية طويلة.

ويستقبل الأردن صانعي أفلام من مختلف الدول الأوروبية ومن الهند وكندا ، بالإضافة إلى الولايات المتحدة: فخلال العام الماضي ، صور في الأردن 27 فيلما عالميا من بينها أفلام وثائقية وروائية وكليبات موسيقية وإعلانات تلفزيونية.

ومن ابرزها فيلم "لورنس العرب" الذي حاز على سبع جوائز أوسكار العام 1963 ، صور في صحراء وادي رم ، وعرض على ملايين المشاهدين في العالم ، ما دفعهم إلى الرغبة في زيارة الأردن ، وهذا ما تكرر مع فيلم "إنديانا جونز والحملة الأخيرة" لستيفن سبيلبيرغ ، الحائز على جائزة أوسكار العام 1990 ، فقد صور في منطقة البتراء وسوَّق المدينة سياحيا بشكل فريد. ويقول داوود "هذا بالتأكيد يرسّخ الأردن كموقع تصوير يؤهل للأوسكار ، ونحن على ثقة أن هذا التوجه الناجح سوف يستمر".

ومن ضمن الأفلام الهوليوودية التي صورت في الأردن: (Transformers: Revenge (العام 2008)of the Fallen ، وفيلم The Search for John the Baptist (5002) ، وفيلم 13 North 26 East ، Fair Game (9002) ، The Mummy Returns (1002) ، .Red Planet(0002)

إضافة إلى أفلام أخرى تتناول الحرب على العراق: مثل Battle for Haditha , A Journey to Iraq ، لكن أيا منها لم يلق النجاح الذي لاقاه فيلم "خزانة الألم".

معهد البحر الاحمر

من جهته اعتبر بهاء عثمان رئيس قسم الصوت في معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية بالعقبة أن الصوت مفردة في لغة السينما يستحسن إجادتها وتوظيفها في دراما العمل ومشهديته مبينا أن صناع الفيلم وفي مقدمتهم مخرجته كاترين بيغلو أعطوا قيمة وأهمية مضاعفة لعنصر الصوت حيث اختار عثمان في اشتغاله على الصوت أن يكون قريبا من الواقعية ويمتلئ بالحيوية المصاحبة لأحاسيس وعواطف شخوص الفيلم بغية إدماج المتلقي في لحظات الفيلم التشويقية.

وكثيرا ما جرت الإشادة بمساهمة عثمان التقنية خلال تلك الحواريات التي أجراها صناع فيلم (خزانة الألم) عبر شاشات القنوات التلفزيونية العالمية أو في أحاديثهم الصحافية مثال ذلك عقب حصول الفيلم على جائزة أفضل صوت من بافتا (الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون) حيث جرت الإشارة إلى حرفية عثمان بأنه يستحق نصيبا من الجائزة حيث حمل جزءا واسعا من نجاح العمل كما وصفت المخرجة بيغلو عثمان بأنه مبدع وفنان يوظف أحدث التقنيات لتلبية معايير عالية لا تقبل المساومة.

الدستور الأردنية في

09/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)