حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار) ـ 2010

خيبة الاوسكار

علي حمود الحسن

اسدلت الستائر واطفئت الانوار بعد يوم صاخب ليلة الأحد7 /3 في مدينة لوس أنجلوس ، اعلنت فيه جوائز اهم واعرق المهرجانات السينمائية في العالم(الاوسكار)،حيث اكتسح «خزانة الالم وهو فيلم متواضع الميزانية- نتائج المسابقة بخطفه ست جوائز من مجموع تسعة ترشيحات ، متفوقا على»افاتار» الفيلم الاعلى تكلفة في تاريخ السينما والحاصل على ايرادات تجاوزت المليارين والذي يقف وراءه مخرج عبقري وظف فيه تقنيات غير مسبوقة في تاريخ السينما ،الى الحد الذي عده بعض النقاد حدا فاصلا بين عصرين من السينما والذي يعد تحفة بصرية ومعجزة تقنية ،فلأول مرة يشاهد النظارة صورة ثلاثية الابعاد للمشهد ككل وليس للشخصيات مثلما كان معمولاً به ،حيث تستوجب الرؤية وجود نظارة خاصة ربما تسبب ازعاجا وصداعا ،وبذا انتفت الحاجة الى استخدامها ،الفيلم كلف جميس كاميرون مخرجه والشركة المنتجة اكثر من (336)مليون دولار،مقارنة بفيلم كاترين بيجالو (خزانة الالم)الذي لم تتعد ميزانيته ا(10)ملايين دولار ،فهو من الافلام الصغيرة التي انتجت في العام 2007 عن الحرب في العراق ،وعلى الرغم من ترشيحاته وفوزه بجوائز البافتا ،الا ان احدا لم يكن يتوقع خطفه لست من اهم جوائز الاوسكار ،فقد حاز على جائزة افضل مخرجة ،وهذا وحده تكريم و كسب لبنات جنسها ، لاسيما ان هذه الجائزة ظلت حكرا على الرجال منذ اول مهرجان للاوسكار وليومنا هذا _وهو فال حسن اذ تزامن مع اليوم العالمي للمراة _ وتوجت ساندرا بولوك،كافضل ممثلة عن دورها الاسطوري في فيلم (جانب واحد)،وفازت السمراء مونيك بجائزة افضل ممثلة مساعدة ،وبذا بدا اوسكار هذا العام نسائيا بامتياز،لكن هذا لايعني ان فيلم «افتار» لم يحصل على شيء ،اذ حاز على جائزة افضل اخراج فني،وافضل تصوير ،وافضل مؤثرات صوتية ،ومثلما توقعنا في تناولنا لفيلم تورتنينو «اوغاد مشينون»، نال الممثل الكبير غوستاف فالترز جائزة افضل فيلم مساعد بجدارة واستحقاق عن ادائه المفارق للمالوف لدور ضابط نازي يتعقب اليهود.

مهرجان هذا العام لم يكن باذخا ولا مميزا ،فقد اقتصرت فعاليات الافتتاح على استعراض غنائي راقص وتوزيع الجوائزالتي تميزت في هذه الدورة بتمثالها الذهبي الذي يحمل اسم الفائز.

انا اعتقد ان منح فيلم «خزانة الالم» ست جوائز مقابل ثلاث للفيلم الاعجوبة «افتار»  غير موفق او منصف، لكن في تظاهرة مثل الاوسكار تبدو هكذا معايير طبيعية ،فالفيلم يتحدث عن معاناة الجنود الاميركان في العراق، وهم يواجهون الموت وكوارث الحرب ومفاجاتها ، باسلوب يبتعد عن الملحمية والبطولات الخارقة ، فالمخرجة كاترين بيجالو اشتغلت على المشاعر الشخصية العادية واليومية، ازاء حرب يريد الجنود ان يخرجوا منها سالمين ليعودوا لاسرهم، هذه الرسالة فعلت فعلها عندالجمهورالاميركي، فهؤلاء يشارك ابناؤهم في حروب توفر الحماية لنعمة الديمقراطية التي يهددها المارقون –هكذا تسوغ مبرارات الحروب-بالمقابل فان جميس كاميرون في فيلم «افاتار»وقبله «تايتنك»(ميزانية ضخمة ،حصد11اوسكارا وارباحاً مهولة) ينسف هذه الرؤية ،وهويعتقد ان البلدان الصناعية ستظل تدشن حروبها ،طالما هنالك ثروة، حتى لو اضطرت الى ان تحرق كوكبنا الارضي بسلاح نووي ،فالعلم والقوة العسكرية يتعاضدان من اجل الحصول على مكامن الثروة ،وهذه بالضبط حكاية فيلمه «افتار»،حيث تستعمر قوة اميركية غاشمة كوكباً فضائياً افتراضياً جميلاً ومسالماً وتدمر بنيته وتخرب بيئته للحصول على المعدن الثمين لديهم ،سالني احد الاصدقاء ونحن نتحاور عن نتائج الاوسكار، هل تعتقد بان الاوسكار مسيس..؟ اجبته نعم ففيه تتداخل امور كثيرة منها ما هو تجاري وسياسي، فقد تكون مداراة لظاهرة اوتماشيا مع الراي العام، اوتنفيذا لبروغاندا متفق عليها ،ومهما يكن فقد تمتعنا هذا العام بافلام لم نكن نحلم برؤيتها.

الصباح العراقية في

27/03/2010

 

« أوسكار» للعرب.. يترجم عجز السينما الهوليوودية

أنور محمد 

الأبطال الأربعة لفيلم «خزانة الألم»، لكاترين بيغلو، الذي فاز بجائزة الأوسكار 2010، لم يمت سوى واحدٍ منهم، انفجر فيه لغمٌ في أوَّل الفيلم، وفي موته يُفترض أن تنتهي معاناة باقي الشخصيات، أو أن تنتهي قضيَّتهم، فقد يُلاقون نفس المصير ذات يوم.

كاترين بيغلو تركت المعاناة مستمرَّة دون تصعيدها؛ تكرار/تكرير، ودون خسارة. مع أنَّ الفن السينمائي، وفي فيلم فيه شيءٌ من تراجيديا يومية يعيشها الشعب العراقي مع القوات الأميركية، يفترض، وحتى يُظهر عظمة التراجيديا التي يصوِّرها أن يقتل الرائع حسب نظرية أو رؤية المخرجة، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا.

في رأي سبق الإعلان عن فوز فيلم «خزانة الألم» بجائزة الأوسكار كأحسن فيلم وأحسن إخراج، قال المخرج والناقد السينمائي الفرنسي «ماثيو توفرو»: يُترجم فيلم «خزانة الألم» عجز السينما الهوليوودية عن تصوّر العرب أو المسلمين إلا في هيئة الكائنات الساذجة، أو التي تهدّد الآخر؛ اقتحام الجندي الأميركي للصحراء، مدفوعاً بإيمانه بصوابية قضيّته، إنَّما هو دليلٌ تراجيدي على تعثّر هذه الصناعة أمام سؤال التنوّع الحضاري في العالم، في وقت تطرح فيه نفسها أداةً ترفيهية للإنسانية برمتها.

كاترين بيغلو لها رأيٌ آخر، فعندما سُئِلت عن الفيلم، وعمَّا إذا كانت توافق على اعتباره فيلماً عن حرب العراق، قالت: أجل إذا شئتم؛ لكنَّني في الأساس شئته فيلماً مناهضاً لكلِّ حربٍ بوصفها مكاناً للقتل، سواء أكان ذلك في المعارك أم خارج المعارك.. ثمّ عن الإنسان مُحاطاً بالخطر الشديد.

على كلٍّ، كاترين بيغلو هي أوَّل امرأة تفوز في تاريخ جوائز الأكاديمية (الأوسكار) التي انطلقت العام 1929 بجائزتي أفضل إخراج وأفضل فيلم، إلى جانب أربع جوائز أخرى لأفضل مونتاج صوت، وأفضل ميكساج صوت، وأفضل توليف، وأفضل سيناريو أصلي. كما أنَّها كانت قد فازت في الأسابيع الأخيرة بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل فيلم درامي، وبجائزة «البافتا» الإنجليزية لأفضل إخراج. وكاترين بيغلو (1951) كانت قبل أن تتَّجه إلى السينما تريد أن تصبح رسَّامة أو كاتبة، لكنَّها فجأةً إذا بها تقع في أحضان السينما، بعد أن كانت تتلمذت على يدي (سوزان سونتاغ) في ما يطاول نظرية الفن والصورة. وفي العام 1978 تقوم بتحقيق فيلمٍ قصيرٍ عنوانه «الترتيب»، وبعد ذلك بأربع سنوات إذا بها تقوم بتحقيق فيلم روائي طويل «اللامحبوب» 1982 أتبعته بسبعة أفلام: قرب العتمة 1987، بلوستيل 1989، بوينت بريك 1991، أيام غريبة 1995، ثقل الماء 2000، ك - 19، صانعة الأرامل 2002، خزانة الألم 2009.

وجائزة الأوسكار التي تُمنح للمرَّة الأولى إلى امرأة (كاترين بيغلو)، كان سبق أن رُشِّحت ثلاث نساء لها هنَّ: الإيطالية من أصل سويسري «لينا فيرتموللر» العام 1976 عن فيلمها Seven Beauties، والنيوزيلندية «جاين كامبيون» العام 1993 عن فيلمها The Piano، ومن ثمَّ الأميركية «صوفيا كوبولا» العام 2003 عن فيلمها Lost In Translation.

خوفٌ مستمرٌّ من الموت، خوفٌ مستمرٌّ من الحياة، هكذا أبطال الفيلم؛ لكنَّه بالتأكيد خوفٌ من المستقبل الذي لا أحد يعرف ماذا يخبئ للعراقيين، ففي مشهد هو الأخير؛ نرى رجلاً عراقياً في الأربعين من عمره، وقد تزنَّر بالمتفجرات، يتقدّم من أحد أبطال الفيلم، ويطلب منه مساعدته للتخلُّص منها، لكنّ البطل يفشل في مساعدته لينفجر الرجل بالألغام التي يتزنَّر بها، وهو يردِّد: أشهد أن لا إله إلا ... ويتحوّل بغمضة عين إلى أشلاء.. العراق أشلاء!!

أوان الكويتية في

23/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)