* في كل عام. ومع كل انتقاداتنا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
إلا أنني أخرج منه بحصيلة رائعة من الأفلام المهمة والرائعة التي تعكس
الفكر السينمائي ومستويات الإبداع الفني لدي صناع هذا الفن في عدد كبير من
البلاد. ولتبدأ المقارنة بداخلي وداخل غيري من جمهور هذا المهرجان حول
سينمانا وسينماهم.. فها هي دول فقيرة.. جديدة تصنع أفلاماً بديعة مثل
ليتوانيا "فيلم الدوامة" وكرواتيا "أؤمن بالملائكة" بجانب الدول الأقدم.
والأكثر ثراءً مثل فرنسا والارجنتين وروسيا وإيطاليا وغيرها.. المشكلة هنا
أن هذه الأفلام تأتي وتذهب بدون أن نستفيد منها بأكثر من عروض المهرجان في
بعض دور العرض. لمن يتابع من زمان بينما المفترض أن تبحث إدارة المهرجان عن
أسلوب أكثر جدية لتسويق عروضه أو ترسل وفداً للخارج ليري ما يفعلون حتي
يحفزوا جمهوراً ضخماً لحضور مهرجانات السينما ابتداء من الثامنة صباحا وحيث
يمكنك أن تجد طوابير الطلبة والموظفين في فترات المساء وأصحاب المعاشات
وربات البيوت ومعهم تذكرة مجمعة مخفضة لعشرة عروض وغيرها من أشكال التسويق
وجذب الناس.. هل هذا ممكن؟ وهل هو مستحيل في بلد محب للفن وتضلعه
"الماديات" الآن؟.. أرجو أن يهتم أحد من المسئولين المستمرين مع المهرجان
للدورة القادمة رقم 34 بإذن الله والتي ستحل في نهاية العام القادم.. مع
الأمل بألا نتلازم مع مهرجان الإعلام العربي!
وفي حفل ختام المهرجان مساء الجمعة الماضي وتوزيع الجوائز في دار
الأوبرا المصرية حصل الفيلم الفرنسي "القنفد" علي ثلاث جوائز يستحقها وأكثر
منها فهو فيلم مدهش في قدرته علي تقديم الصراع داخل ذات الإنسان. بين
أنانيته المحبة لذاته. وإنسانيته المحبة لغيره. إنتاجه ليس ضخماً ولا
مكلفاً وإنما سره في قدرة مخرجته علي إبراز هذا الصراع من خلال بطلتين طفلة
وامرأة ناضجة. المخرجة هي مني قشاش. فرنسية من أصول عربية وهذا هو فيلمها
الروائي الطويل الأول بعد عدة أفلام قصيرة وقد حصلت علي جائزة أفضل مخرج
وحصل الفيلم علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة "أي الهرم الفضي" كما حصل علي
جائزة لجنة تحكيم النقاد الدوليين "الفيبريس" التي ضمت بين أعضائها الناقد
المصري الكبير فوزي سليمان. وسوف أقدم الفيلم في مقال لاحق لانه يستحق.
ولأن بطلته جوزيان بلاسكو قدمت أداء لا ينسي. ومع ذلك لم تحصل علي جائزة
التمثيل التي حصلت عليها الممثلة البولندية كارولينا بيشونا بطلة فيلم
"الشظايا" إخراج ما سيف بيرسيكين. وتستحقها ثلاث أخريات رائعات في عدد من
افلام المسابقة الدولية للمهرجان "16 فيلماً" غير أن "لجنة التحكيم" هي
الحكم.
خطابات إلي الأب جاكوب
* يطرح فيلم المخرج كلاوس هارد "خطابات إلي الأب جاكوب" قضية شديدة
الخصوصية والإنسانية حين تكتشف "ليلي" السجينة السابقة. أن فرصتها الوحيدة
للحياة بعد خروجها من السجن تساوي سجنا آخر.. في موقع آخر هو دير معزول
تقوم فيه بمساعدة قسيس أعمي علي قضاء احتياجات الناس الذين يرسلون خطاباتهم
إليه لتصبح القضية هنا هي.. من يساعد من؟ ومن يحتاج لمن؟ المخرج الفنلندي
حصل علي أكثر من 60 جائزة من مهرجانات دولية مختلفة عن أعمال تغوص داخل
النفس الإنسانية قبل أن يحصل علي ذهبية مهرجان القاهرة كأفضل فيلم وعلي
جائزة أخري هي جائزة سعد الدين وهبة لأفضل سيناريو. فهو - مثله مثل مخرجة
فيلم الهرم الفضي - كتب فيلمه أيضاً.
لويزة.. وفتحي
* من الملامح الملفتة للجوائز فوز الفيلم الروسي "حرب واحدة" بجائزة
يوسف شاهين للابداع الفني "احدث جوائز المهرجان" وتدور احداثه اثناء الحرب
العالمية الثانية ومحنة مجموعة من النساء تعرضن لاغتصاب سجانيهن "الفاشيست"
وحين انتهت الحرب رفضت الدولة عودتهن مع اولادهن نتاج الاغتصاب.. واجبرتهن
علي ترك الاولاد لدار أيتام.. مخرجة الفيلم فيرا جلا جوليفا بدأت حياتها
ممثلة قبل أن تتجه للإخراج لتقدم هذه النوعية من الافلام التي تتميز
بحساسية بالغة. فنيا وسياسيا. أما الفيلم الأرجنتيني "لويزا" للمخرج جوئز
الو الو كالسادا والفائز بجائزة نجيب محفوظ كأفضل عمل أول كمخرجة فيطرح
قضية كل المجتمعات الآن بما فيها مصر.. وهي قضية البطالة وحقوق العمال تجاه
اصحاب العمل من خلال بطلته لويزا التي يبلغها صاحب الشركة التي تعمل بها
ذات صباح بأنه استغني عن خدماتها لأنها اصبحت موضة قديمة. والزبائن لا
تأتي. لقد عملت لويزا 30 عاما مديرة مكتب خدمات دفن الموتي. ولما اطاحوا
بها رفضوا اعطاءها مكافأة نهاية الخدمة أو مرتب شهرين كما يقول القانون.
لتجد نفسها في ورطة رهيبة. تزداد حين يموت رفيقها الوحيدة القط "تينو"
وتعجز عن دفنه. فكل شيء يحتاج للمال. وفي لحظة هروب من البيت يأتيها الحل
في محطة مترو.. وهي تري المتسولين علي كل شكل ولون.. ممثلة الفيلم ليونور
مانصو قدمت هي الاخري دورا لا ينسي مع ممثل قدير هو جان يير راجييراز قام
بدور متسول علي عكازين.
جائزة أفضل ممثل تم اقتسامها - ربما لأول مرة في تاريخ المهرجان بين
فتحي عبدالوهاب عن فيلم "عصافير النيل" إخراج مجدي احمد علي والممثل الهندي
سوبرات دوتا عن فيلم "مادهولال لايزال يسير" اخراج جاي تانك. وبحصول فتحي
عبدالوهاب علي الجائزة - التي اهداها لفريق مصر القومي للكرة ولمشجعيه
الذين ذهبوا إلي السودان - في لفتة رائعة تؤكد العلاقة الوثيقة بين الفنان
ونبض الحياة في بلده وما يجري بها من احداث مؤثرة.. جائزة فتحي تؤكد جدارته
وجدارة جيله من الممثلين الموهوبين والذين يحتاجون الي المزيد من الفرص في
أفلام جيدة ومع مخرجين كبار مثل مجدي أحمد علي.
كلمة أخيرة
تغطيات قناة "نايل سينما" لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي كانت جيدة
وان احتاجت للمزيد من الاهتمام بالاعداد.. والمدهش أنها فاقت تغطيات مهرجان
الاعلام العربي.. والحل في فض الاشتباك بين المهرجانين.. وإعطاء كل منهما
حقه الكامل.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية
في
26/11/2009
جائزة مناصفة محترمة أفضل من مائة مشكوك فيها !
فتحي عبدالوهاب أحسن ممثل في مهرجان السينما :
كلمتي جاءت "صرخة" ضد ما حدث من الجزائر !
ياسمين كفافي
هو شاب مصري أصيل تنظر إلي وجهه عندما يحزن فنري هموم كل شاب في مصر
وعندما تري ابتسامته تشعر ان الشمس تشرق رغم الأحزان إنه "فتحي عبدالوهاب"
الذي لفت إليه أنظار الجمهور والنقاد وصناع السينما منذ ظهوره في مشهد واحد
فقط أمام العملاق أحمد زكي في "أرض الخوف".. ورغم انه دور صغير إلا ان
الجميع تساءل من هذا الممثل الذي سيكون نجم المستقبل وكنبوءة تحققت أصبح
فتحي نجماً ولكن قبل النجومية هو ممثل ناجح قادر علي ايصال المشاعر
والاحاسيس من داخل روحه إلي قلوب مشاهديه.
فتحي عبدالوهاب متزوج من سيدة من خارج الوسط ولديه ابن واحد هو "عمر"
أجرينا معه هذا الحوار في اليوم الثاني لتكريمه وحصوله علي جائزة "أفضل
ممثل" عن فيلم "عصافير النيل" من مهرجان القاهرة ورغم التكريم إلا ان فتحي
لم يكن في بيته بل داخل الاستوديو لتصوير مسلسل "سنوات الحب والملح".
·
في البداية ألف مبروك علي
الجائزة ولكن قبل الجائزة خطابك الذي ألقيته حمل الكثير من المرارة التي
تلف قلوب المصريين جميعا بسبب ما حدث للمشجعين المصريين في الجزائر حدثنا
عن هذا الخطاب؟
- أولاً أنا سعيد بالتكريم وخطابي هذا جاء بشكل عفوي وحاولت فيه أن
أعبر عما أشعر به منذ أحداث مباراة السودان المؤسفة فالأمر لا يتعدي مباراة
كرة قدم تحولت لمأساة وهجوم علي مشجع أعزل لا ذنب له إلا تشجيع اسم بلده..
كان من المفترض ان يقدر الجمهور الجزائري شقيقه المصري الذي لازمه طوال
عمره في المحن.. ومن يتذكر حفل افتتاح مهرجان القاهرة كيف صفقت فيه
الجماهير المصرية للفيلم الجزائري وصناعه وجاء خطابي في الختام كمحاولة
لتفريغ آلامي النفسية للحرب غير المبررة علي بلدي.
·
الجائزة جاءت مناصفة مع ممثل آخر
ألم تشعر بالانزعاج؟
- بالطبع أي ممثل يتمني أن يحصد الجوائز لنفسه. ولكن الأمر في النهاية
قرار لجنة التحكيم وأنا كممثل لم أر كل الأفلام المنافسة ولا أستطيع أن
أحكم عليها ولكن في النهاية جائزة محترمة من مهرجان دولي محترم ومعترف به
أفضل من جائزة مشكوك في أمرها من موقع انترنت أو مجلة مجهولة تعتمد علي
استفتاء غير صحيح.
وفي النهاية أنا لا أعمل للحصول علي جوائز وكما حصلت علي جائزة أحسن
ممثل من مهرجان "سلا" بالمغرب لم أقدم الفيلم للحصول علي هذه الجائزة فأنا
في الأصل ممثل اقتنع بسيناريو ما وأقدمه.. والجوائز من عند الله.
·
البعض عاب علي الفيلم انه مليء
بالفراغات ويعتمد علي مشاهد من السبعينيات وبه مقاطع تثير الملل فما
تعليقك؟
- كل هذه النقاط تعتمد علي المخرج فهو صانع العمل وإن كان الفيلم قد
عرض قبل المهرجان في صالة عرض صغيرة لبعض صناع السينما وأشادوا به إلا انني
بالطبع أؤمن باختلاف وجهات النظر ولو وجهت هذه الاعتراضات علي الفيلم فأنا
اتقبلها ولكنني في النهاية ممثل.. ودوري هو أداء مشاهدي أمام الكاميرا أما
الفيلم في شكله النهائي فهو مسئولية المخرج!
·
قيل ان سيناريو "عصافير الجنة"
عرض من قبل علي محمود عبدالعزيز فكيف يناسب الممثل الشاب فتحي عبدالوهاب؟
- الفيلم عرض علي محمود عبدالعزيز قبل سنوات وكان ذلك بعد عرض فيلم
"الكيت كات" ومسلسل "رأفت الهجان" وكان محمود عبدالعزيز في سن يقارب الدور
الذي أقدمه.. ولكن نظرا لأن العمل تأجل لسنوات طويلة أتي به النصيب إليّ
وكما حدث مع يحيي الفخراني عندما شعر انه أكبر سناً علي الملك فاروق لعبه
تيم الحسن.
·
"فرحان ملازم آدم" و"عصافير
النيل" و"عزبة آدم" هل تخصصت في سينما العشوائيات؟
- لا حظي انني أبحث عن أي عمل أقدمه عن "خطوة قادمة" تضيف إلي رصيدي
فدور فرحان يختلف عن عصافير النيل وعن عزبة آدم.. وكما انني أرفض مصطلح
"سينما العشوائيات" فهي أفلام تدور حول ناس بسيطة وليست عشوائية أو مهمشة
وأنا في النهاية شاب مصري بسيط وملامحي المصرية يحب الجمهور ان يري نفسه
فيها.. فأنا أمثله وأقدم مشاكله ويكفي لهم الأداء الهائل في دوري بفيلم
عصافير النيل.
·
ما المقصود بالأداء الهائل؟
- السيناريو يكاد يكون خالياً من الحوار.. والجمل الطويلة أو
الديالوج.. ويعتمد تماما علي تعابير الوجه والجسد لايصال الفكرة والمشاعر
وهو ما اعتبره تحدياً لأي ممثل وقد استغل السيناريو نهي ابراهيم أصلان بشكل
جيد لتقديم فيلم محترم وسيشعر الجمهور بكلامي عندما يري الفيلم.
·
يعرض لك حاليا "عزبة آدم" حدثنا
عن دورك؟
- أقدم دور حامد الذي يطلق عليه في حارته "القط البلدي" فهو سريع قادر
علي الهروب والخطف وشخصية حامد شريرة حتي النخاع فهو الشر الصافي القادر
علي ارتكاب كل الفواحش ببساطة من قتل وسرقة واغتصاب.
·
قيل ان العمل واجه مشاكل مع
الرقابة؟
- نعم بسبب شخصية الضابط الفاسد ولكن وزارة الداخلية وافقت عليه ليعرض
كاملا بدون حذف!
·
ألم تخف ان يراك جمهورك كشرير؟
- "يضحك" والله أنا دائما خائف من أي دور شرير أو طيب أو من رد فعل
الجمهور إلا انني أقدمه لكل من يقول أن أدواري بلا تنوع ليشاهد "حامد"
ويتأكد انه شخصية معقدة مختلفة عن أدواري كلها واعتقد ان الجمهور سيعرف ان
الأمر "تمثيل".
·
قدمت البطولة المطلقة فهل يمكنك
أن تعود للدور الثاني الذي تنجح فيه دائما؟
- موضوع البطولة بالنسبة لي جاء ببساطة وبدون تعقيد فقبل سنوات قدمت
فرحان ملازم آدم كبطل ثم قدمت أحلاماً حقيقية وهو دور مختلف تماما أمام
ثلاث نجوم ثم قدمت كباريه بطولة جماعية ثم بطولة أمام الهام شاهين في خلطة
فوزية. أنا أتنقل ببساطة بين الأدوار اعتمادا علي جودتها وليس علي مساحتها
أو دور مساعد.
·
هل تتذكر كل التكريمات التي
نلتها وجائزة المهرجان تحمل أي رقم؟
- والله لا أذكرها إلا انني دائما افتخر بجائزة مهرجان القاهرة لانه
تكريم من مصر وجائزة مهرجان سلا وربنا يزيد ويبارك!
·
ما هي الخطوط الحمراء في حياة
فتحي عبدالوهاب؟
- أسرتي ثم أسرتي فحياتي مع زوجتي وابني خط أحمر لا أحب أن يعرف أحد
عنه أي شيء فأنا أعمل من أجلهما وحياتنا بلا مشاكل وامسكوا الخشب.
·
أنت تتحدث معي من كواليس مسلسل
سنوات الحب والملح فما هو دورك؟
- للأسف تأجل المسلسل عن العرض في رمضان بسبب عدم وجود أماكن للتصوير
كل استديو مزدحم بالأعمال واضطررنا للتأجيل حتي رمضان القادم دوري فيه دور
الشاب ابن القرية متسلق اجتماعي الذي يصعد إلي سطح المجتمع بعد الثورة وهو
اخراج المخرج الكبير محمد فاضل وسيشارك فيه نضال الشافعي ومي كساب.
·
وماذا عن فيلم كلام جرايد؟
- الفيلم مر بعدة مشاكل فأنا لا أعرف مصيره هل سيعرض أم لا؟ وهل سيحذف
منه المنتج مشاهد مهمة أم لا؟ وهذا يشعرني انني قد اتحمل أمام جمهوري
مسئولية لا يد لي فيها خاصة ان العمل توقف ولم انته من مشاهدي فيه وتأجل
عرضه لفترة طويلة رغم ان فكرته خفيفة وجميلة فهو عن صراع الفضائيات ومشكلة
منتجه أنه لم يعط كل العاملين حقوقهم المادية.
الجمهورية المصرية
في
26/11/2009 |