التحديات التي تواجه السينما الأفريقية سواء بالنسبة لدول الشمال
أو الجنوب، كانت موضوع الندوة التي أقيمت علي هامش مهرجان القاهرة
السينمائي أمس
الأول الثلاثاء بحضور عدد من المنتجين والمخرجين الأفارقة
بجانب المخرج المصري عمرو
عرفة الذي تحدث عن تجربته الخاصة في جنوب أفريقيا وهي فيلم افريكانو.
افتتحت الندوة المخرجة الجنوب أفريقية
فير دوزي بولولينا بمطالبتها
للحاضرين بالادلاء بآرائهم تجاه السينما الأفريقية ومميزاتها وعيوبها، خاصة
وأن
آراءهم ستتغير من تطور مستوي الأفلام ونوعية الكتابة، كما تحدثت عن عدم إعطاء
وزارة التجارة والصناعة في جنوب أفريقيا حوافز ودعمها المالي
لإنتاج أفلام مشتركة
مع مختلف دول العالم وذلك للنهوض بالسينما الأفريقية.
وهو ما انتقده بعض
الحضور لما يمكن أن تسيطر عليه الرقابة كما تساءل آخرون عن أسباب تركيز
المخرجين
والكتاب الأفارقة علي ابراز الصورة السيئة في أفلامهم عن أفريقيا دون
الايجابيات
لكونها تتحدث فقط عن الجياع والفقراء والبؤساء وتتجاهل الأوضاع
الاجتماعية المختلفة
الموجودة هناك وابراز قصص الحب المختلفة.
وهنا ردت الكاتبة قائلة إنه لا
يوجد أي نوع من الرقابة علي الأفلام التي ستنتج،
كما أنه من الخطأ أن يقال إن
السينما الأفريقية لا تعكس سوي صورة الفقر، فهي في الأساس سينما مقاومة إذا تم
تصنيفها وفقاً للرؤية التي يراها بها البعض.
وهذا هو الواقع وأضافت:
الأفلام الأفريقية تتناول قضايا عديدة كالفساد والانتخابات
وكراهية الأجانب،
كما
حدث الفيلم الإثيوبي في
تيزا الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية في المهرجان.
وفي سؤال للمخرج عمرو عرفة عن الإيجابيات التي ستعود علي السينما
المصرية
في حالة مشاركتها الإنتاج للسينما الأفريقية ولماذا لم يكرر تجربة التصوير
في
أفريقيا كما حدث في أفريكانو أجاب إننا كصناع سينما نعد كقاعدة واحدة، فلا
يهمنا فقط السينما المصرية..
لذا يجب التعامل معهم لنستفيد فعندما ذهبت لجنوب
أفريقيا للتصوير ذهبت لأعرف المصريين بالمكان وبطبيعة الشعب هناك وأظهرت
الأفارقة
بشكل مختلف عما يظهرون عليه في الأفلام المصرية أو الأمريكية
التي تصورهم علي أنهم
بلهاء يطلون أجساده بألوان غريبة
ويصوتون ويغنون ويرقصون،
وللأسف لم أجد
موضوعاً مناسباً حتي أكرر تجربة أفريكانو.
وفي نهاية الندوة، خرجت
عدة توصيات أهمها ضرورة مطالبة التليفزيونات الحكومية لدول
شمال وجنوب أفريقيا بعرض
أفلام هذه الدول علي شاشتها لجذب الجمهور ناحية هذه الأفلام ومعرفتهم
بممثلي هذه
الدول، وكذلك الأمر بالنسبة للاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لكي
تقوم بعمل
تشريع قانوني علي تليفزيونات الدول لعرض الأفلام.
ويأتي حل الإنتاج
المشترك مع مختلف دول العالم هو الاقتراح الأهم في هذه التوصيات وشجعه عدد
من
المنتجين الحاضرين.
كما اقترح المخرج الجزائري
أحمد راشدي أنه سوف
يهدي فيلمه وأفلام المنتجين الآخرين في الجزائر ليتم عرضها في أفريقيا،
مجاناً
لأن البداية ستأتي من المنتج لأنه للأسف السينما الأفريقية الآن قاعدة
جماهيرية
عريضة.
روز
اليوسف اليومية
في
20/11/2009
الفنان هشام بهلول: تاريخ السينما المغربية 50
عامًا ونعجز عن توصيلها
للعرب
كتب
غادة طلعت
علي هامش مهرجان القاهرة السينمائي عرض
يوم الاثنين الماضي
بالمسرح الصغير الفيلم المغربي بحيرتان من الدموع
والذي شهد حضور عدد كبير من
الجمهور والنقاد بالرغم من صعوبة فهم اللهجة المغربية الناطق بها أبطال
الفيلم
وأعقب العرض ندوة حضرها بطل الفيلم هشام بهلول والمخرج محمد حسنين الذي بدأ
بالحديث
عن خلفيته الثقافية الناتجة من فترة إقامته الطويلة بفرنسا
وصولاً إلي دراسته
لتاريخ السينما في بريطانيا وتأثير هذه الخبرات في أولي تجاربه الروائية
الطويلة في
فيلم بحيرتان من الدموع بعد أن عمل كمساعد مخرج للعديد من الأفلام العالمية ومن
بينها فيلم التنينة والمال أيضًا عمل لمدة عشرين عامًا في إخراج الأفلام
القصيرة وأضاف:
هذا جعلني استطيع أن أعكس رؤية واضحة في
هذه التجربة خاصة بعد أن
لاحظت أن السينما المغربية في حاجة إلي التخلص من كلاسيكياتها المعهودة كما
يجب
عليها التعمق بشكل أكبر في مشاكل المجتمع الحقيقية
وهذا النهج الذي اتبعته
في فيلمي وسوف أحافظ عليه في أفلامي القادمة وعن ميزانية الفيلم قال:
بصراحة لم
يكن الأمر سهلاً علي الإطلاق لذلك ساعدني في إنتاج الفيلم المركز السينمائي
المغربي والقناة الثانية في التليفزيون المغربي:
أما عن كتابته لسيناريو الفيلم
فقال كنت أفكر دائمًا في موضوع الفيلم فوجدت نفسي أبدأ في كتابة سطور
السيناريو
ولم يكن الأمر صعبًا ولكن الأصعب هو مسألة الإنتاج.
أما الفنان هشام
بهلول بطل الفيلم فقال:
أشعر بالفوز لحضوري لمصر ومازاد سعادتي هو
الاستقبال
الحافل للجمهور المصري للفيلم وعن فكرة عدم انتشار الأفلام المغربية في مصر
قال
دائمًا تمثل اللهجة عائقًا كبيرًا لعدم تعود المصريين والعرب علي سماعها
وأعتقد أن
الإعلام المغربي والعربي بوجه عام مسئول عن هذه الأزمة خاصة أن هناك مشكلة
كبيرة في
التواصل وعن فكرة دبلچة الأفلام المغربية لزيادة انتشارها قال
السينما المغربية
تملك تاريخًا سينمائيًا يبلغ
خمسين عامًا فمن العيب أن نعجز عن توصيلها للعالم
العربي الذي ننتمي إليه أما عن مشكلة العزلة السينمائية فنحن من فرضها خاصة
أن
الفيلم العربي لم
يجد المبادرة منا وإن كنت أري أن الحل الأمثل هو أن تهدي المغرب
أعمالها بدون أجر لمصر وباقي البلدان العربية لتعرضها في
تليفزيوناتها وهذا هو الحل
الوحيد للانتشار والتغلب علي معضلة اللهجة خاصة أن التليفزيون هو سلاح أسهل
انتشارًا من السينما ليتعلم المصريون فهم لكنتنا.
أما فكرة الدبلچة فهي
ليست حلا لأن اللكنة المغربية هي جزء من ثقافتنا وهويتنا أيضًا فليس من
السهل أن
نتنازل عنها من أجل الانتشار ولكن لابد أن نجتهد لننمي السينما المغربية
علي غرار
السينما المصرية الأشهر في العالم العربي.
روز
اليوسف اليومية
في
20/11/2009 |