لا أحب الاشتراك فى البرامج التليفزيونية عبر التليفون، ولكنى عندما
سمعت المتحدث يقول إنه برنامج رولا خرسا التى أتابع مقالاتها فى «المصرى
اليوم» باهتمام وإعجاب، لم أستطع الاعتذار عن عدم المشاركة، كان السؤال هل
سحبت مهرجانات الخليج «البساط» من مهرجان القاهرة؟ وكانت الإجابة بالنفى
لأن مشاكل مهرجان القاهرة لم تبدأ مع مهرجانات الخليج، ولا علاقة لها بهذه
المهرجانات، وإنما هى مشاكل داخلية بحتة.
صحيح أن هذه المهرجانات وغيرها من مهرجانات العالم العربى السينمائية
تتنافس، ولكن هذا أمر عادى بل مطلوب، والمهم أن يسعى كل مهرجان لتطوير
السينما العربية وجمهور السينما العربى.
مشاكل مهرجان القاهرة داخلية، وأولها أن رؤساءه منذ وفاة سعدالدين
وهبة لم تكن لهم أى علاقة بمهرجانات السينما إلا بعد توليهم رئاسة
المهرجان، وأن قرار وزير الثقافة بتعيين رئيس المهرجان لا يحدد اختصاصاته،
فله أن يفعل ما يشاء، أو لا يفعل شيئًا على الإطلاق!
وثانى المشاكل أن المهرجان من دون مدير فنى «متفرغ» مثل كل مديرى
المهرجانات فى العالم، والشخصية الوحيدة المتفرغة بين قياداته هى المديرة
الإدارية سهير عبدالقادر، التى اكتسبت خبرة كبيرة من سنوات عملها الطويلة
فى المهرجان، ولكنها ليست خبيرة فى السينما، ولا تدعى ذلك، وكل مشاكل
مهرجان القاهرة عمومًا واضحة لكل مهتم وأصبحت مزمنة.
هل رأيت مهرجانًا يروج للسينما التجارية ويكرم رموزها مثل مهرجان
القاهرة؟! هل رأيت مهرجانًا لا يحضره رئيسه الشرفى مثل مهرجان القاهرة؟! هل
رأيت مهرجانًا لا تعرف إدارته أن ألوان السينما هى الأزرق والأحمر والأصفر،
وليست الأزرق والأحمر والأخضر، كما فى شعار مهرجان القاهرة؟ هل رأيت
مهرجانًا يحتج فيه مخرج فيلم الأفتتاح على حذف مشهد من فيلمه كما حدث فى
مهرجان القاهرة؟!
هل رأيت مهرجانًا يتحدث فيه رئيسه عن «سحر» السينما كما وصفت عند
اختراعها بأنها «ألعاب سحرية» كما قال رئيس مهرجان القاهرة؟! هل رأيت
مهرجانًا يعرض أكثر من ١٣٠ فيلمًا، وليس من من بينها سوى عشرة أفلام بحد
أقصى من الأفلام التى تعرض فى المهرجانات!
ثم هل رأيت مهرجانًا يستخدم فيه رئيسه الممثل عزت أبوعوف حفل الافتتاح
لتصوير مشاهد من مسلسل جديد يشترك فى تمثيله، ومن دون علم نجوم الحفل؟! هل
يعرف منتج المسلسل حجم التعويض الذى يمكن أن يدفعه لهم عندما يعرفون؟! وهل
هناك من يقبل دعوة المهرجان بعد هذه المهزلة التى نشرتها وكالة الأنباء
الألمانية، ولم يكذبها رئيس المهرجان؟!
المصري اليوم
في
19/11/2009 |