من كيرالله أو "خير الله" كما اطلق عليها العرب في الهند لجمالها
وكثرة الخير فيها اتي المخرج الهندي ادورجو بالاكريشانان الذي يرأس لجنة
تحكيم المسابقة الرسمية هذا العام بمهرجان القاهرة في دورته الثالثة
والثلاثين ورغم اننا كمصريين علي دراية بالسينما الهندية.. إلا ان افلامه
علي حد قوله "تختلف" فهي ليست مجرد رقصة وأغنية وقصة حب ووداع بين شقيقين
ثم لقاء.. بل هي سينما معجونة بالهموم الإنسانية.. مشاعر البشر. أحلام
الشباب. مشاكل المرأة الهندية. والتي لا تختلف عن مشاكل المرأة في الشرق
وربما في العالم أجمع وكانت هناك ضرورة ان يكون لنا هذا الحوار معه حول
الفن في رأيه والمعيار الذي يضعه لاختيار الافلام الفائزة.
·
في البداية عرف الجمهور المصري
بأدور جوبالاركر يشنان؟
- أسمي أدور ولدت عام 1941 في كيراله الهندي لأسرة فنية خريج معهد
السينما الهندي عملت عدة سنوات كممثل ثم اتجهت لعمل شركة انتاج للافلام
المستقلة لرغبتي في إنتاج أفلام جيدة من إخراجي ويشرفني أنني نلت العديد من
الجوائز منها الجائزة الوطنية للفيلم عن فيلمي الأول "اختيارات" وجائزة
النقاد الدوليين 6 مرات متتالية عرضت لي افلام في مهرجانات مثل كان وبرلين
وتورنتو وغيرها وأعمالي "11" فيلماً اشهرها "نالو بننجال" ولي عدة كتب عن
فن السينما.
·
كمشاهدة مصرية لا يمكنني ان
اتخيل فيلماً هندياً بعيداً عن "الميلوراما" أي القصة التي تدور حول شخص
واحد ومأساة فهل تقيم الفيلم الفائز بناء علي قصته ام علي اخراجه ام علي
اداء ابطاله؟
- للأسف المشاهد المصري لم يري كل مدارس الفيلم الهندي. فنحن نقدم نحو
800 فيلم في العام منها حوالي 300 أو يزيد قليلا تعتمد علي الميلودراما
وذلك في مدينة بومباي أو "بوليوود" أما الباقي ومن ضمنها انا فمختلفون
تماماً وكمخرج ورئيس لجنة تحكيم ساعتمد علي اختيار الفيلم الذي يمزج كل
العناصر معاً بشكل جيد. ولن اتقيد بأي مدرسة.. فالعمل الجيد سيفرض نفسه
"فالعمل قيمة في حد ذاته"!
·
لماذا لا نستطيع كمصريين مشاهدة
الفيلم الهندي المختلف وفي رأيك كيف يمكننا ذلك؟
- في المدن الكبيرة في الهند توجد عدة دور عرض صغيرة لا تعرض سوي تلك
الافلام "المختلفة" ومن خلالها يمكن مشاهدة سينما اخري غير السائدة "افلام
هوليوود وبوليوود" فيمكن مشاهدة الفيلم الأوروبي والهندي المستقل والعربي
إلي جانب وجود نواد للسينما. وكلها لا تهدف للرحب كما تهدف إلي نشر الثقافة
وتقديم العمل الجيد للمشاهد وهو ما اتمني ان يوجد عندكم في مصر بجانب وجود
المركز الثقافي الهندي.
·
هل شاهدت افلامنا المصرية في
الهند. وهل تعرف نجومنا المصريين؟
- الحقيقة ان سفارة مصر في الهند ومنذ الستينيات تقدم اسابيع للفيلم
المصري. ومن خلالها يستطيع المتابع ان يصل للسينما المصرية ليعرفها. وقد
شاهدت عدة افلام لمخرجكم الفذ يوسف شاهين ولنجوم آخرين ولكني للاسف لا اذكر
اسماءهم!!
·
هل يمكن ان نري فيلماً مصرياً
هندياً في يوم من الأيام؟
- بالطبع فمصر قريبة جداً من الهند في عاداتها وترابطها الاسري واعتقد
ان الامر يحتاج إلي تفعيل اكثر لاتفاقية تبادل الثقافي والإعلامي المصرية
الهندية وذلك قبل تدخل المنتج العادي للاقدام علي هذا العمل خاصة مع وجود
عشرات اللغات في الهند وهو ماقد يمثل عقبة عند انتاج الفيلم ففي الهند يتم
انتاج نحو 500 فيلم بلغات ولهجات مختلفة من ضمنها الانجليزية!!
دبلجة الأفلام
·
ولكن في الماضي كانت تتم دبلجة
الافلام ذات الانتاج المشترك ليعرض في مصر بالعربية والهند بالانجليزية
مثلا هل هذا ممكن؟
- بالتأكيد وسيكون أمراً رائعاً واتمني ان تكون دعوة من خلال جريدتكم
المصرية لعمل هذا "الفيلم" عبر وزارتي الثقافة الهندية والمصرية.
·
بصراحة هل تعرف الممثلة الهندية
التي يكرمها المهرجان وهل هي مشهورة في الهند؟
- كانت مشهورة قبل سنوات.. ولكنها الآن ومنذ نحو خمس سنوات لم تقدم أي
عمل جديد!
·
ماهي "بوليوود" وهل تفتخر بها
كأحد صناع السينما؟
- رغم الشهرة المطلقة "لبوليوود" وهي منطقة الانتاج السينمائي في
مدينة بومباي في الهند إلا انني لا افتخر بها علي الاطلاق فهي ليست اكثر من
ماركة مسجلة وياليت اسمها يحمل أصالة الهن بل هو اسم يحمل دلالة التقليد
"لهوليوود" في أمريكا وإن كانت هذه المدينة قد تحولت إلي دجاجة تبيض ذهباً
لصناع السينما في الهند.. فتبيع كل عام افلامها التي تعمل الصيغة التجارية
التي سبق ووضحنا معالمها فهي لا تزيد علي رقصة وقصة حب إلا انها تدر مالا
يقل عن "نصف مليار دولار" كل عام من ارباح ايرادات التوزيع الخارجي!!
·
ماهي اخبار لجنة التحكيم وهل
توجد خلافات مع الاعضاء؟
- "يضحك" حتي الآن لاتوجد خلافات وإذا تواجدت سأحاول تقريب وجهات
النظر فنحن لم نشاهد كل الافلام بعد.. وغدا تعلمون كل شيء!
·
هل شاهدت الفيلم المصري "عصافير
النيل"؟
- حتي الآن "لا" لكنني قطعاً ساشاهده كأي عمل بعيداً عن فكرة وجودي في
مصر حالياً ورئيس للجنة التحكيم الحيادية!
·
قدمت كمخرج العديد من الافلام
ماهو اقربها إلي قلبك؟
- الفيلم الذي يعرض لي الآن علي هامش المهرجان خارج المسابقة وهو
بعنوان "أربع نساء" ويدور حول مشاكل المرأة في مدينتي "كير الله" ومشاكلهم
وهو تصغير لمشاكل كل امرأة في الدنيا واعتقد انه يمثل اتجاهي في الاخراج من
حيث القصة الإنسانية والبعيدة عن بهرجة افلام بوليوود وصراخ افلام هوليوود
التجارية.
الجمهورية المصرية
في
19/11/2009
16 ألف دولار و200 ألف جنيه وهرم ذهبي وفضي في ختام مهرجان السينما
غداً
يقوم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة في السادسة والنصف من مساء غد
"الجمعة" بتوزيع جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ختام دورته
الثالثة والثلاثين وذلك علي المسرح الكبير بدار الأوبرا. سيبدأ الحفل بكلمة
للفنان عزت أبوعوف رئيس المهرجان يودع فيه الضيوف الأجانب مع عرض لأهم
انجازات هذه الدورة وعدد الأفلام والاقبال علي مشاهدتها والحفلات والندوات
والتكريمات.. ثم يقوم رؤساء لجان التحكيم الثلاثة المخرج النيجيري فيكتور
أوكاي والنجم المصري يحيي الفخراني والمخرج الهندي أدور جوبالا كريشنان
بقراءة تقاريرهم..وأخيراً يقوم وزير الثقافة بتوزيع جوائز المهرجان التي
تبدأ بجوائز أفلام الديجيتال وقدرها 16 ألف دولار تمنح مناصفة بين المنتج
والمخرج وتقسم إلي اثنتين الأولي ذهبية وقدرها عشرة آلاف دولار والثانية
فضية وقدرها ستة الاف دولار..
بعدها توزع جوائز مسابقة الأفلام العربية والتي تشارك فيها مصر بفيلم
"هليوبوليس" وقدرها مائتا ألف جنيه تمنح أيضاً مناصفة بين المنتج والمخرج
بواقع مائة ألف لأفضل فيلم ومائة أخري لأفضل سيناريو . وأخيراً توزع
الجوائز الكبري للمسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة والتي يشارك
فيها الفيلم المصري "عصافير النيل" وتمنح كالتالي:
* جائزة أفضل ابداع فني
*جائزة أفضل عمل أول أو ثان "نجيب محفوظ"
*جائزة أفضل سيناريو "سعدالدين وهبة"
*جائزة أفضل مخرج
*جائزة أفضل ممثل
* جائزة أفضل ممثلة
* جائزة الهرم الفضي "لجنة التحكيم الخاصة"
* والجائزة الكبري "الهرم الذهبي" لأفضل فيلم.
وهذه الجوائز لا تمنح مناصفة كما لاتمنح أكثر من جائزتين لنفس الفيلم.
الجمهورية المصرية
في
19/11/2009
.. وفي مسابقة الأفلام العربية:
الجزائر تنافس مصر.. حتي في السينما!
حسام حافظ
من المفارقات الطريفة التي حدثت في مهرجان القاهرة السينمائي هذا
العام المنافسة الشرسة بين فيلم مصري وآخر جزائري قبل المباراة الفاصلة بين
منتخبي مصر والجزائر. والعجيب ان الفيلمين علي مستوي فني رفيع وحظيا
باهتمام النقاد والجمهور أيضاً. الفيلم المصري بعنوان "هليوبوليس" للمخرج
الشاب أحمد عبدالله.والفيلم الجزائري اسمه "رحلة إلي الجزائر" للمخرج
المخضرم عبدالكريم بهلول.
كانت الناقدة المصرية ماجدة واصف المقيمة في باريس قد شاهدت الفيلم
الجزائري ورشحته للمشاركة في المسابقة العربية وهو تأليف واخراج عبدالكريم
بهلول الذي قدم أول أفلامه عام 1984 بعنوان "الشاي بالنعناع" وهو يعيش في
فرنسا وحاصل علي الماجستير في الأدب من جامعة باريس الثالثة ثم تخرج في
معهد "الايديك" للسينما الذي درس به مخرجنا الراحل حسين كمال وأخرج بهلول
مجموعة من الأفلام المتميزة مثل "أخوات هاملت" و"ليلة القدر" و"اغتيال
الشمس" وأخيراً "رحلة إلي الجزائر".
تقول الناقدة ماجدة واصف: ما جذبني للفيلم الجزائري ان مخرجه كتبه
وأخرجه وكأنه جزء من سيرته الذاتية في فترة طفولته سنوات الستينات في عهد
الرئيس الراحل أحمد بن بيللا. إلي جانب ان الفيلم يتحدث عن بطولة امرأة
استشهد زوجها وترك لها ستة أطفال. ورغم ذلك حاول أحد المسئولين بالمدينة
التي تعيش فيها ان يطردها من المنزل الذي تعيش فيه بعد جلاء الاحتلال
الفرنسي.
* لكن ما سبب عودة عبدالكريم بهلول إلي الستينات لكي يقدم فيلمه..
يقول المخرج الجزائري: نحن نعود إلي الماضي للتأكيد علي قيم انسانية
نحتاجها في وقتنا الحاضر. هذه المرأة أكدت علي مبدأ المواطنة وحقها في حياة
كريمة. وليس من المعقول ان يرحل الاستعمار الفرنسي ليخلفه استعمار آخر من
أولاد البلد الفاسدين. من هنا جاءت أهمية القصة وكان ابن هذه السيدة زميلي
في المدرسة ونحن صغار وحكايتها ظلت في ذاكرتي طوال أربعين عاماً حتي قدمت
فيلماً عن تلك الواقعة. وما زاد من قوة تأثير الفيلم الممثلة وحيدة قاسمي
في دور الأم عيشة.
أما الفيلم المصري "هليوبوليس" فهو العمل الأول لمخرجه أحمد عبدالله
السيد الذي تخرج في كلية التربية الموسيقية ولم يدرس في معهد السينما وعمل
طوال 10 سنوات في الاعلانات وتصميم مقدمات الأفلام والمونتاج. واتجه إلي
السينما المستقلة مع المنتج شريف مندور الذي قال: أهتم بشكل خاص بالتجارب
الشابة في السينما المصرية. ومن هنا جاء المشروع الخاص بانتاج أفلام مستقلة
تكون موازية للانتاج التجاري وبعد ان نجحت تجربة فيلم "عين شمس" مع المخرج
ابراهيم البطوط قررنا الاستمرار وقدمنا "هليوبوليس".
الجمهورية المصرية
في
19/11/2009 |