معروف عن الهند أنها بلد متعدد الديانات والمذاهب، لكن ندوة السينما
الهندية ضيف شرف المهرجان التى أقيمت ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى
الدولى كشفت عن وجود ديانتين لم تذكرا من قبل، هما «لعبة الكريكيت»
و«السينما»،
فالشعب الهندى يتعامل مع نجومهما على أنهم «أنصاف آلهة» على حد قول
أحد ضيوف الندوة الناقد والصحفى السورى صلاح سرمينيو الذى كشف عن وجود أكثر
من سينما هندية، أشهرها الناطقة باللغة الهندية، فى حين توجد سينمات أخريات
بلغات أخرى منها البنغالية والتى كانت لغة أفلام رائدها «ساتيا جيت راى»،
الذى حصل على جائزة الأوسكار وهو على فراش المرض، وتعدد اللغات يصاحبه
اختلاف ثقافة كل منطقة فى الهند عن باقى المناطق، كما يتأثر باختلاف
الديانة والتوجه، لذلك فإن كل منطقة هناك تشاهد الأفلام الناطقة بلغتها
فقط، ولا تهتم بباقى الأفلام.
ووصل عدد اللغات التى تنتج بها الأفلام الهندية إلى ١٦ لغة، حسب
تصريح ضيف الندوة المخرج والمؤلف والمؤرخ السينمائى الهندى الكبير «أدور
جوبالاكريشنان» الذى ينظم المتحف الوطنى للفنون الآسيوية فى باريس عروضًا
لأفلامه لا تتوقف حتى يتعلم منها الجيل الجديد من السينمائيين فى أوروبا،
ويعرف الغرب أن السينما الهندية تنتج أفلامًا بعيدًا عن الميلودراما
والمشاجرات والأغانى والرقص، رغم أن هذه الصفات كانت أسباب انتشارها
عالميًا، ووصولها إلى منافسة أضخم صناعة للسينما فى العالم وهى السينما
الأمريكية، ولم ينكر «أدور» حرص الهند على إنتاج أفلام تجارية شعبية، بل
امتدح ذلك طالما يوجد حرص على إنتاج أفلام ذات قيمة بجوارها.
تنتج السينما الهندية كل عام أكثر من ألف فيلم، وتملك ١٣٠٠ دار عرض،
كما يوجد ٧ آلاف شخص يعملون فى المجال السينمائى، ورغم هذا العدد الكبير
فإن الأفلام الهندية نادرًا ما تتضمن مشهدًا جنسيًا أو سياسيًا أو
عقائديًا، وذلك بهدف وصولها إلى كل الطبقات والشرائح الاجتماعية فى جميع
أنحاء العالم.
وقد اتجهت الهند منذ سنوات إلى إنتاج الأفلام القصيرة والوثائقية حسب
قول «سانديب مروة» المنتج والمخرج الهندى ومؤسس شركة «مارفا ستوديو»
المتخصصة فى إنتاج هذه النوعية من الأفلام، وقد رحب «سانديب» بتمويل أى
فيلم قصير من أى بلد دون حد أقصى لأعدادها وضمان عرضه فى مهرجان الفيلم
الهندى الذى يقام فى ديسمبر كل عام، وذلك بهدف دخول الهند فى هذا النوع
المؤثر من الأفلام وغزو المهرجانات الأوروبية والأمريكية التى تحتفى به حتى
تجد لها مكانًا فى هذا المجال مثلما أصبح اسم «بوليوود» يعنى غزارة الإنتاج
وجودة التوزيع.
وضعت السينما الهندية خطة «غزو العالم» فى الستينيات، وحشدت شركات
الإنتاج جهودها لإنتاج أفلام «تجارية شعبية» بحتة، وفقا لوصف ضيفة الندوة
الصحفية والمؤرخة الهندية الدكتورة «شوما شاتلجيب» التى كانت تقرأ من دراسة
أعدتها عن «تاريخ السينما الهندية وتطورها»، وتطرقت إلى أن السينما الهندية
تعمدت عدم تغيير شكل الأفلام أو موضوعاتها لمدة زادت على العشرين عاما حتى
تحقق هدف انتشارها، بعدها بدأت تنتج نوعيات أخرى منها الأفلام الخيالية
والواقعية، حتى وصلت إلى مكانة يصعب على هوليوود نفسها هزيمتها.
تقوم السينما الهندية منذ بداياتها على الإنتاج الخاص، وتوجد عائلات
إنتاجية تتوارث المهنية وتقدم أفلامًا ضمن الهدف العام بانتشار هذه
السينما، ومن منها عائلة «كابور» وحضر الندوة منها المنتج الشهير «بونى
كابور» الذى تكلم بفخر عن انتمائه إلى السينما التجارية التى كان عمه أحد
مؤسسيها، ووصف السينما الحالية فى الهند بأنها لم تعد تجارية مثل الفترة من
١٩٦٠ حتى ١٩٩٠، وظهرت أنواع جادة من الإنتاج والموضوعات، وهناك أفلام جمعت
بين عنصرى «التجارى والجاد» وأكبر مثال تحققت فيه هذه المعادلة الصعبة هو
فيلم «المليونير المتشرد».
حصل فيلم «المليونير المتشرد» على ٨ جوائز أوسكار، وكان أكبر انتصار
للسينما الهندية فى معقل هوليوود، لكنه فى رأى ضيف الندوة الدبلوماسى
الهندى ومؤلف الرواية المأخوذ عنها الفيلم «فيكاس سواروب» فيلم هندى مصنوع
بطريقة هوليوودية لذلك حظى بكل هذا الاحتفاء والجوائز رغم أنه «ليس أفضل
الأفلام الهندية»، لكن نجاحه دليل على وصول الهند إلى أعلى مراتب التكريم،
وفى رأى «سواروب» أنه سيظل فيلما حصل على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبى.
فى الثمانينيات، فتح الموزع «بديع صبحى الباب» لعرض الأفلام الهندية
فى مصر، ففى عام ١٩٨٥، سافر «بديع» إلى الهند وسأل عن أكثر الممثلين الهنود
شعبية هناك، واشترى فيلم «كولى» بخمسة آلاف دولار وعرضه فى مصر، وحقق
إقبالاً جيدًا، واشترى بعده فيلم « طوفان» ومعه انتشرت السينما الهندية فى
مصر، واستمر عرض الأفلام الهندية وزادت شعبيتها فى مصر، لدرجة أنها أصبحت
الأكثر طلبًا عند المصريين،
ولكن توقف توزيعها فى مصر لأسباب لخصتها مديرة مكتب «بديع صبحى» فى
رفع سعر شراء الفيلم من جانب الشركات الهندية إلى ٥٠ ألف دولار، وتحديد
الدولة مدة عرض فيلم أى فيلم أجنبى بخمسة أسابيع فقط، وهى مدة غير كافية
لتحقيق إيرادات للمنتج، خاصة أن دور العرض الجديدة ترفض عرض الأفلام
الهندية وتفضل عليها الأفلام الأمريكية، وتسبب ذلك فى خسارة «بديع» الذى
كان قد اشترى خمسة أفلام لم يجد دور عرض لتوزيعها.
وهناك محاولات لعودة عرض الفيلم الهندى فى مصر من قبل «انطون زند»
الذى أعلن فى الندوة أنه سبق واتفق مع المنتج الهندى «ياش جوهر» على توزيع
الفيلم الهندى «كابى كوتشى كابى جم» فى مصر والذى يضم عددًا كبيرًا من
النجوم على رأسهم الأسطورة الهندية «أميتاب باتشان» لكن المشروع توقف لوفاة
«جوهر» عام ٢٠٠٤، ومازالت هناك محاولات تحتاج إلى تدخل الدولة لدعم شراء
ودعاية الفيلم الهندى فى مصر، وقد قررت شركة «فوكس» توزيع فيلم «اسمى خان»
فى مصر.
المصري اليوم
في
14/11/2009
مخرج فيلم «نيويورك»:
الميزانية ٤ ملايين دولار.. وإدارة
المهرجان حذفت مشهد حب
كتب
أحمد الجزار
معتقل جوانتانامو وآثار التعذيب التى قامت بها أمريكا فى المعتقلين
بعد أحداث ١١ سبتمبر، هما محور أحداث الفيلم الهندى «نيويورك» الذى عرض فى
افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى،
وكشف الفيلم الخدعة التى قامت بها أمريكا لاعتقال
مجموعة كبيرة من المسلمين المهاجرين بتهمة الإرهاب وتعذيبهم لفترات طويلة
رغم عدم وجود أدلة على إدانتهم، وذلك بهدف الانتقام من المسلمين، وأوضح
الفيلم أن ما فعلته أمريكا فى حق هؤلاء الأفراد جعل منهم إرهابيين حقيقيين،
ولكن انتهى الفيلم على أن أمريكا فتحت صفحة جديدة مع الجيل الجديد بعد أن
أصدر الرئيس أوباما قرارا بإغلاق المعتقل .
انتهى تصوير الفيلم فى يونيو الماضي، وتم عرضه فى أحد مهرجانات كوريا،
كما عرض جماهيريا فى أمريكا والهند وأثار جدلاً كبيراً.
الفيلم هو التجربة الثانية للمخرج الهندى «كبير خان» الذى سبق وأخرج
فيلم «كابول اكسبريس» الذى تم تصوير بعض مشاهده فى أفغانستان، وعرض فى
مهرجان القاهرة السينمائى عام ٢٠٠٦.
ووصف خان تجربته الثانية بأنها تختلف كثيراً عن فيلمه الأول بعد أن
توفرت لها ميزانية جيدة أتاحت له التصوير فى مدينة نيويورك نفسها، ما جعل
الفيلم يخرج من إطار المحلية إلى اطار آخر أوسع ليقدمه إلى قطاع وشرائح
اكبر من الجمهور، وقال خلال الندوة التى اقيمت عقب عرض الفيلم: ميزانية
الفيلم وصلت إلى ٤ ملايين دولار، وقد حاولت من خلاله الارتقاء بالشكل
التقنى للفيلم الهندي، والمزج بين الشكل الجاد والترفيهى فى الوقت نفسه
وفقا لطبيعة الأفلام الهندية،
كما اضطررت إلى استخدام اكثر من أسلوب فى الحكى حتى يفهمه اكبر قطاع
من الجمهور لأن الهند تضم عدداً كبيراً من المشاهدين محدودى الثقافة
والمعرفة ولا يعرفون أى معلومات عن حدث الفيلم الأساسى، لذلك استقبل
الجمهور الهندى الفيلم بشكل جيد، كما أثار جدلاً كبيراً بين النقاد، وأعتقد
أن تفاعل الجمهور مع الفيلم بهذه الطريقة دليل على النجاح .
وأكد خان أن الفيلم شهد اقبالا عندما عرض فى أمريكا، ولم يهدف إلى لفت
نظر الإدارة الأمريكية لما يحدث، بل كان الهدف وضع الحقائق أمام أعين
الجمهور العادى وقال: لم أقصد أن تكون مشاهد الأكشن تقليداً للأفلام
الأمريكية.
وصرح خان بأن إدارة المهرجان حذفت لقطات من مشهد حب يجمع بين البطل
والبطلة أثناء عرضه فى المهرجان.
المصري اليوم
في
14/11/2009
مخرجة «المر والرمان»:
الحكومة الفلسطينية دعمت الفيلم من
أموال المستشفيات والمدارس
أكدت نجوى النجار مؤلفة ومخرجة فيلم «المر والرمان» المشارك فى
المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى أن الفيلم هو أول إنتاج
فلسطينى بنسبة ٨٠% بينما حصل على دعم فرنسى وألمانى لم تتجاوز نسبته ٢٠%،
فى حين كل الأفلام الفلسطينية تنتج بدعم من الخارج.
وقالت نجوى خلال الندوة التى أعقبت عرض الفيلم فى مركز الإبداع
وأدارها الصحفى والناقد محيى الدين فتحى إن جميع مشاهد السجون التى جاءت فى
الفيلم تم تصويرها فى أماكنها الحقيقية بمساعدة إسرائيليين، وفى آخر أيام
التصوير تعرض فريق العمل وعدده ٤٥ شخصا إلى الاحتجاز من قبل جنود
إسرائيليين لفترة طويلة تم تفتيشهم وأخذت بعض أدواتهم الفنية، لكنها لم
تؤثر على الفيلم، ووصفت نجوى هذا اليوم بأنه كابوس وأسوأ موقف تتعرض له
خلال عملها.
نجوى – الفلسطينية الجنسية - نفت تأثر الفيلم، وهو أول أعمالها
الروائية، بالأعمال الوثائقية التى اعتادت إخراجها، لكنها أرادت أن تجسد كل
ما يحدث فى الواقع، وقالت: كل الممثلين المشاركين فى العمل فلسطينيون من
رام الله ويافا وغزة وغيرها، وقد تعمدت أن يكونوا من مدن مختلفة لإبراز ما
فعله الاحتلال الإسرائيلى من تشتيت للفلسطينيين فى كل مكان، وطوال ٥ سنوات
بحثت عن منتج للفيلم.
فالجهات التى تدعمنا دائما تخلت عنا هذا العام، وتوقف تصوير الفيلم
بعد بدئه بـ١٥ يوما، فقررنا أن نعتمد على أنفسنا ولجأت إلى الحكومة
الفلسطينية التى أكدت أن ما معها من أموال تدعم به المستشفيات والمنشآت
التعليمية التى يهدمها الاحتلال، ومع الإلحاح والتأكيد على أهمية مشروع
الفيلم كعمل ثقافى لا يقل أهمية عن الأعمال الأخرى الوطنية، وافقت الحكومة
على دعمه.
تناول الفيلم للقضية الفلسطينية بهامشية فى مقابل التركيز على
الرومانسية، كان اتهاما وجهه بعض حضور الندوة، ودافعت نجوى قائلة: لم أهمل
القضية الفلسطينية، فقد تناولتها من خلال شخصين فى رام الله أحدهما فلسطينى
والآخر ضابط إسرائيلى تشاجرا على قطعة أرض كل منهما يؤكد أنها ملكه، وانتهى
الصراع بينهما بحبس المواطن الفلسطينى وإجباره على التوقيع على مستند يثبت
تنازله عن الأرض.
أما الرومانسية التى ظهرت فى الفيلم من خلال قصة الحب التى ربطت بين
زوجة الفلسطينى السجين ومدرب الرقص الذى تعمل معه، فهى هامشية فى الفيلم،
وقد قصدت بهذه الرومانسية أن تكشف للناس أن الشعب الفلسطينى لم ينس الحب
والدفء والحنين، وأن الحرب لم تقتل مشاعره.
المصري اليوم
في
14/11/2009 |