تحذيرات وتشديدات أمنية شهدتها الندوة التي عقدت يوم الجمعة ضمن
فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي لعدم تطرق
ضيوف
الندوة والصحفيين للحديث عن مباراة مصر والجزائر، وبعد تأكيد عدد من
المنظمين علي
ذلك حرص عزت أبوعوف رئيس المهرجان علي أن
يحضر بنفسه ليعيد التنبيه علي كل الحضور
لدرجة أن البعض توقع أن يتطرق حديثه عن الشماريخ المحظورة في مباريات كرة
القدم
وبمجرد أن بدأت الندوة التي ادارتها الناقدة ماجدة واصف تحدث المخرج
والمنتج أحمد
راشدي -الذي تم تكريمه في المهرجان-
عن السينما الجزائرية قائلاً:
في البداية
تعاملت مع السينما كسلاح لكي يعرف العالم الثورة الجزائرية من خلال مجموعة
من
الأفلام التي صورت حرب التحرير والكفاح الجزائري ضد المستعمر الفرنسي، وقد
ظهر
ذلك في الفيلم الوثائقي الأول فجر
ثم قدمت فيلمي الروائي الطويل الأول
الأفيون والعصا،
وقد أحدث صدي كبيراً في الجزائر وخارجها وصولا لفيلم
مصطفي بن بولعيد وهو آخر أفلامه وبطله الأساسي هو أحد المناضلين في الثورة
الجزائرية وهو مصطفي بن بولعيد،
وكان في أصعب فترة عاشتها السينما الجزائرية
وصناعها واسماها بفترة الإرهاب السينمائي، حيث كان ممنوع التصوير في الشارع وكان
يتم قتل المخرجين والسينمائيين، لذلك لابد أن يعرف العالم قبل أن يقيم السينما
الجزائرية، إنها عاشت ظروفا صعبة خاصة جداً
والمخرج الجزائري
الياس سالم
الذي حصل فيلمه مسخرة
علي جائزة أفضل فيلم عربي.
قال:
رغم
اقامتي في فرنسا إلا أنني كنت حريصاً
علي معرفة سينما الجزائر، وأن يعرفها
العالم،
لذلك حرصت علي تقديم اللهجة الجزائرية في فيلمي الأول مسخرة لأنني
اعتز بها، وليس من العيب أن تدخل بعض الكلمات الفرنسية علي لهجتنا الجزائرية
فهذا
جزء من حضارتنا واستطعت من خلال أفلامي أن أجمع الجمهور
الجزائري والجمهور الفرنسي
معاً.
المخرج والممثل الجزائري
بلقاسم حجاج فهو صاحب أول فيلم
ناطق باللهجة الأمازيغية أو البربر،
وقال: درست السينما في بروكسل وعملت في
التليفزيون البلجيكي ثم التليفزيون
الجزائري ولكنني لم استطع الاستمرار بسبب القيود
وغياب الحرية لأنه وسيلة من وسائل الدولة.
ثم اتجهت للعمل في السينما
الجزائرية.
زاهية بن شيخ مندوبة وزارة الثقافة الجزائرية تحدثت عن
الدور الفعال الذي بدأت تتبناه وزارة الثقافة في دعم السينما، خاصة بعد
سعيها
لتطوير قانون السينما الذي صدر
1968 وأصبح لا يتناسب مع الوضع الحالي، فقد
كانت لدينا ما يقرب من
450
قاعة عرض، لكن اليوم أصبح لا يتوافر نصف هذا
العدد،
أما عن وضع السينما الجزائرية وعدم قدرتها علي الانتشار في مصر وباقي
البلدان العربية لصعوبة اللكنة الجزائرية، وهو ما اضطر
أحمد راشدي لاقتراحه
بدبلجة الأفلام الجزائرية إلي العربية بينما اختلف معه بلقاسم حجاج، وقال:
لابد علي العالم أن يحترم ثقافتنا التي أصبحت تفرض علينا هذه اللهجة، كما
أن
السبب الأساسي الذي جعل السينما المصرية تنتشر وتنتشر لهجتها المصرية هو
تسويق
السينمائي، وتحدث عن تجربة فرضت وقتها السلطات عدم التحدث سوي باللكنة
الجزائرية
لدرجة أنهم احضروا لهم مدرسين مصريين، ولكن النتيجة كانت عكسية وهي أن كرهوا
اللكنة الجزائرية وفضل البعض الحديث بالفرنسية ثم عادل الراشدي جاء ليؤكد
أن
السينما ليست بالأساس لغة،
ولكن الأهم هو الصورة والفكرة.
مخرج نيويورك كبير خان:
قمت بحذف مشهد جنسي واحد من فيلمي
كتب
غادة طلعت
وفي اليوم الثاني من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تم إعادة
عرض الفيلم الهندي نيويورك
للمخرج كبير خان وهو الفيلم التي تم عرضه في حفل
افتتاح المهرجان وتدور أحداثه بالكامل في أمريكا بعد أن يتعرض مجموعة من
الشباب
الذين حصلوا علي الجنسية الأمريكية والمهاجرين إليها للاعتقالات والتعذيب
علي يد
الشرطة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بتهمة الارهاب، عقب عرض
الفيلم
عقد مخرجه كبير خان ندوة تحدث فيها عن هذه التجربة التي
يعتبرها الثانية في حياته
الفنية موضحاً
إنه أراد أن ينقل مأساة آلاف من المسلمين والعرب الذين يذوقون
ألوان القهر والعذاب في أمريكا بسبب الذعر من شبح الإرهاب الذي ساهمت
أمريكا بنفسها
في صنعه موضحاً أن هذا هو العرض الثاني للفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي بعد
أن لاقي نجاحاً كبيراً
وقت عرضه بأحد المهرجانات بكوريا.
قال:
الفيلم تم تصويره بأمريكا ولابد أن يغلب
عليه الطابع الأمريكي أما عن مباشرة
الحوار عن وضع المسلمين والعرب واتهامهم
الظالم بالارهاب فقال تعمدت أن يكون
الحوار مباشراً لأنني أعرف جيداً أن الشرائح التي تشاهد الفيلم مختلفة فلابد أن
تكون الرسالة مباشرة ليفهمها الجميع بوضوح أما عن تصويره للعنف الأمريكي
وكأنه مجرد
تاريخ يقتصر علي عهد بوش قال هذا لم يكن مقصوداً
بشكل كامل خاصة إنني قمت
بتصوير آخر مشاهد الفيلم يوم الانتخابات وعرفت أن اوباما
الفائز لذلك قمت في
المونتاج بتوضيح وذلك وزاد تأكيد الفكرة
قرارات أوباما بغلق جوانتنامو والإفراج
عن المحتجزين لذلك كنت أتمني أن يكون هذا
العنف الأمريكي ماضياً مع ذكري بوش وعن
استقبال الجمهور الهندي للفيلم أضاف المخرج كان هناك حماس شديد من الجمهور
وتعاطف
مع البطل المسلم لدرجة إنهم كانوا يصرخون ويطالبونه بمزيد من العنف خاصة إن
السينما
الهندية ليست بعيدة عن هذه الاضطرابات لأن عندنا منطقة بالكامل اسمها جو
جيران
وقع فيها صراعات دموية بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخري.
أما عن
مقص الرقيب الذي تعرض له الفيلم في مهرجان
القاهرة السينمائي فقال الحقيقة لم يتم
حذف مشاهد سياسية ولكن حذف المشهد الجنسي الذي جمع
مايا وسام في ليلة العرس.
أميتاب باتشان ليس أفضل نجوم الهند
ومشاهدة
الأفلام ديانة الهنود
كتب
ريهام حسنين
في إطار اختيار السينما الهندية كضيف شرف الدورة الـ33
لمهرجان
القاهرة السينمائي أقيمت الخميس الماضي بفندق سوفيتيل الجزيرة ندوة عن
تاريخ
السينما الهندية حضرها أدور جوبا لاكريشنان وهو أحد المؤرخين للسينما
الهندية وبوني
تاجور منتج سينمائي وفيكاس سواورب مؤلف فيلم
المليونير المتشرد وانطوان مرند
موزع أفلام هندية بمصر وسانديب مروة مخرج سينمائي وأدارها الناقد فوزي
سليمان وقد
خلصت الندوة لعدة نقاط أهمها أهمية السينما الهندية وصناعتها وتعلق الجمهور
بها من
جميع أنحاء العالم والتغيير في مضامين الأفلام وبدء صناعتها بالنكهة
الهوليودية
واخيرا ركود سوق الأفلام الهندية بمصر عكس ما كان فترة الستينيات
والثمانينيات
وبدأت الندوة بحديث ادور جوبا لاكريشنان عن السينما الهندية الشائعة وكيف
أن هوليود
لم تعد قادرة علي منافسة هذه النوعية من الأفلام والتي تعبر عن روح الهند
وثقافتها
ففي الهند يوجد ممثل عظيم اشتهر منذ الستينيات وهو اميتا باتشان والذي
يحاكيه في
مصر الممثل القدير أحمد زكي فالأول استطاع أن يخلق صورة للممثل الواثق من
قدراته
ونفسه أما الآن فالوضع اختلف حيث اصبحت صورة البطل تعكس الرمز الجنسي
الموجود في
المجتمع ويساعده مصمم الرقصات الخاص بالفيلم والملابس، أيضا صورة المرأة
تغيرت في
الأفلام فأصبحت هناك الفتاة الجذابة
والمثيرة كما في فيلم
الحب في المترو
وينهي أدور حديثه بأن الشعب الهندي لم يتأثر بالمكيالية الغربية حتي الآن..
أما بوني كابور الذي ينتمي للسينما التجارية كما يقول فيختلف مع جوبا
لاكريشنان في
أن الهند لديها أكثر من اميتا باتشان واحد ولابد أن يتم التركيز عليهم
وإبرازهم
للجمهور المصري فاميتاب ليس أفضل نجوم بوليود.
ويضيف سانديب مروة أن الصناعة
الهندية هي أكبر صناعة في العالم وتنتج في العام الواحد
1000 فيلم بـ28 لغة
وتمتلك الهند 13
ألف دار عرض ويبلغ
عدد المشاهدين يوميا
10
آلاف مشاهد
يذهبون يوميا لمتابعة الأفلام فهذه هي هوايتهم وديانتهم بجانب لعبة الكريكت
كما
أعلن خلال الندوة عن قيامه بتقديم منح دراسية لكل الراغبين من جميع أنحاء
العالم في
تعلم صناعة السينما بالاضافة لنيته من خلال استوديوهات المروة التي يمتلكها
في
الدخول في إنتاج مشترك مع أية دولة من ضمنها مصر لانتاج أفلام ضخمة أيا كان
عدد هذه
الأفلام.. وقال فيكاس سواروب أن السينما الهندية تغيرت منذ السبعينيات فلم
تعد
الأفلام تمجد صورة البطل كما كانت تفعل في الماضي فنوعية الأفلام لم تكن
بمستوي جيد
ولكن الآن تغيرت المضامين وأيضا الصورة وأصبحت الأفلام مزيجًا بين هوليود
وبوليود
فالمؤلفون أصبحوا يناقشون موضوعات عن الإيدز وحقوق الإنسان بجانب أن
الأفلام أصبحت
تقام علي الموضوع وليس البطل كما تحدث عن فيلمه المليونير المتشرد بأنه
فيلم
بوليود ولكنه صنع بأسلوب هوليود ورغم كونه
من كلاسيكيات بوليود إلا أنه ليس الأفضل
وسط الأفلام الموجودة ولكنه استطاع أن يكون مصدر إلهام لأجيال من صناع
السينما في
الهند.. واخيرا يري انطوان زند أن سوق الأفلام الهندية في مصر لم يعد رائجا
كما
كان في الستينيات والثمانينيات ومن أسباب هذا تغير نوعية الجمهور واختلاف
دور العرض
وأماكنها وانجذاب الجمهور نحو الأفلام المصرية والأمريكية وأيضا رفع
الموزعين
الهنود لأسعار جميع الأفلام ويطالب أنطوان بوجود دور عرض لاستيعاب الأفلام
الهندية
وتعاون السفارة الهندية بمصر وضرورة عرض الأفلام في نفس توقيت عرضها بالهند
لمنع
مشاهدتها علي الإنترنت أو عبر القنوات الفضائية.
روز
اليوسف اليومية
في
14/11/2009 |