أصبح مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، الذي يقام في أبوظبي طقساً
سنوياً، ينتظره عشاق الفن السابع داخل وخارج الدولة، ويبقى لكل دورة
خصوصيتها، في عرض أحدث ما توصل إليه العالم في مجال صناعة الأفلام، والتي
ستعرض خلال أيام المهرجان، خارج أو داخل المسابقة التي تبلغ قيمة جوائزها
أكثر من مليون دولار أميركي.
في دورة هذا العام التي تقام من 8 إلى 17 أكتوبر الجاري بتنظيم من هيئة
أبوظبي للثقافة والتراث الكثير من التفاصيل التي كشف عنها عيسى المزروعي
مدير المشاريع في الهيئة، مدير مهرجان الشرق الأوسط لـ (الحواس الخمس) عبر
السطور الحوار التالي: * ما النقلة الجديدة التي يشهدها المهرجان في دورته
الجديدة؟ ـ لقد تراكمت الخبرة لدينا، من خلال الدورات الماضية، وما يميز
هذه الدورة مشاركة العنصر الإماراتي في تنظيم المهرجان، وقد تم في هذا
الإطار تعيين عدد من الشباب والشابات من الإمارات، والمهم من كل هذا
استقطاب أفضل الأعمال العالمية، ويحفل برنامج العرض لهذا العام بالكثير من
الأعمال التي تعرض للمرة الأولى.
·
حين بدأ المهرجان في دورته
الأولى كثرت الأقاويل حول وجود مهرجان في بلد لا تنتج سينما، فما الذي قدمه
المهرجان بعد دورتين؟
بداية يعتبر المهرجان جزءا من خطة واستراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة
والتراث، ولقد استطعنا خلال الدورتين السابقتين أن نضع البنية التحتية
لصناعة السينما، وهناك الكثير من المبادرات في هذا المجال، وهذا سيؤدي إلى
الاحتفاء بالأعمال الموجودة، وللجنة أبوظبي للأفلام دورها في متابعة ووضع
الخطة لتطوير هذه الكوادر الموجودة، فالفائز من الأفلام المحلية، يحصل على
الدعم الكافي، إضافة إلى احتكاكه بصناع السينما العالمية، والاستفادة مما
يمتلكونه من خبرات.
·
منذ متى بدأتم بالتحضير للمهرجان
وما الصعوبات التي واجهتكم؟
التحضير بدأ منذ آخر يوم في المهرجان السابق، والصعوبات واردة دائما،
وخصوصاً في إعداد البرنامج، وفي استقطاب أهم الأعمال السينمائية، وهناك
أمور تحتاج إلى انتظار لأنها قد تتأخر.
·
جرى الحديث على أن استقطباكم
لنجوم العالم يأتي ضمن شروط مادية من قبلهم؛ فما ردكم؟
بعض نجوم العالم السينمائيين لديهم شروطهم المادية وغيرها، وهذا عادي جدا،
ومعروف من العالم الغربي، فهذا الفنان محترف ولديه الكثير من الارتباطات،
والالتزامات، ونعد الجمهور في هذه الدورة بحضور مميز.
·
يحفل برنامج هذا العام بعروض
أولى لأفلام من شتى أنحاء العالم، ما الذي يضيفه العرض الأول خلال
المهرجان؟
إن العرض الأول لأفلام عالمية دليل على وجود إدارة مهرجان قوية، وعلى سمعة
المهرجان على الصعيد الدولي، وهذا ما حققه مهرجان الشرق الأوسط السينمائي،
خلال دوراته السابقة، وهو ما منحه المزيد من الحضور والقوة.
·
ذكرت في إحدى تصريحاتك أن الدول
العربية تمتلك أربعة أرشيفات للسينما من أصل 149 أرشيفا موجودا في دول
مختلفة من العالم، فهل سيكون هذا دافعا لتمتلك الإمارات أرشيفا للسينما؟
هناك خطة قيد الدارسة، لوجود هكذا أرشيف في دولة الإمارات، فالهيئة تقوم
بدراسة جدول عمل مستقبلا عن هذا المشروع، فهذا المجال مهم للغاية؛ فالكثير
من الأعمال السينمائية التاريخية قد فقدت، بسبب عدم وجود متخصصين في مجال
الحفظ، والأرشفة، بينما يقام في إيطاليا الكثير من ورش العمل التي تهدف إلى
ترميم الأفلام، وهو ما يحافظ على وجودها.
·
هل قلة الحضور العربي للأفلام
تعكس قلة الإنتاج السينمائي العربي؟
اخترنا للافتتاح فيلما عربيا بعنوان (المسافر)، وهو يدل على أهمية الإنتاج
العربي، ولكن بالمقارنة بين صناديق الدعم السينمائي مثلا بين أوروبا
والبلدان العربية، نجد أن العرب في حاجة إلى الكثير من الدعم، في وقت تصل
فيه المخصصات المالية للإنتاج السينمائي في ألمانيا وفرنسا إلى الملايين،
إلى جانب أن الفيلم العربي يعاني أزمة سيناريو.
·
في رأيك ما الأشياء التي تؤدي
إلى ضعف السيناريو العربي؟
أعتقد بسبب قلة القراءة، والثقافة والاطلاع، عما يحدث في الغرب، فالإمكانات
المادية ليست وحدها سبباً في قلة الإنتاج، لقد فاز كاتب من إحدى الدول
الفقيرة بجائزة (أوسكار) أفضل سيناريو، من أجل هذا تقوم لجنة الأفلام من
خلال المهرجان بهذا الدور عبر طرحها جائزة الشاشة، التي تستهدف الكاتب.
·
لقد توحدت جهود العرب لإنتاج
دراما مشتركة، فهل يمكن أن يتوحدوا لإنتاج أفلام سينمائية متميزة؟
إن ثقافة العالم العربي مختلفة، وبعد الإحصائات نجد أن المشاهد العربي،
ينجذب بشكل كبير إلى أفلام الأكشن، ومن هنا يأتي دورنا في هذا المهرجان،
وهو التنويع، وتسليط الضوء على الثقافات العالمية، مثل السينما الإيرانية
والكورية وغيرهما، من أفلام تعرض في دور السينما المختلفة، مستهدفين
المشاهد الإماراتي والمقيم.
·
كيف يتجلى الحضور السينمائي
الإماراتي؟
من خلال مسابقة أفلام من الإمارات، والتي تعرض لنتاج المشاركين، كما تتيح
للمشاركين الاحتكاك بصناع السينما ودعمهم كمخرجين، بهدف تطوير الأعمال
الإماراتية.
البيان الإماراتية
في
01/10/2009 |