ملفات خاصة

 
 
 

«هابي بيرث داي»…

معضلة الفتور الميلودرامي

رامي عبد الرازق

الجونة السينمائي

الدورة الثامنة

   
 
 
 
 
 
 

ما الذي يخلق الشعور بالفتور تجاه تجربة سينمائية من المفترض أن مهمتها الإبداعية أن تولد قدرًا لا بأس به من المشاعر الحية والمؤثرة في وجدان المتلقي؟

هل هو التوقع؟ أي سهولة إخضاع الأحداث إلى منطق يُفقدها دهشة المفاجأة، وما يليه من سريان الفتور وهشاشة الأثر؟ ولكن ثمة أعمال يسهل التنبؤ بمساراتها الدرامية، ورغم ذلك تظل تحظى بقدر لا بأس به من الدهشة!

يبدو أن فيلم «هابي بيرث داي» أول أفلام المخرجة سارة جوهر، وهو من كتابتها وزوجها محمد دياب عن قصة للأخوين دياب، يقع ضمن تصنيفات النوع الأول من التجارب؛ الأفلام التي لا يسهل فقط توقع أحداثها، بل وتفتقد أيضًا إلى سخونة المشاعر وحلاوة التأثير الوجداني المفترض أن تولده رحلة فتاة صغيرة قادمة من عالم الفقراء للحصول على شمعة عيد ميلاد تدعم حقها في أن تتمنى.

الفيلم الذي افتتح الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي هذا العام، وحاز عدة تكريمات أبرزها ثلاث جوائز رفيعة في مهرجان تريبيكا ومنها جائزة السيناريو، هو فيلم محير جدًا. يلتزم بالمبادئ الدرامية، لكنه – في الوقت نفسه- يفتقد للروح الحية. يتحرك ويتصاعد لكن بلا نبض. دراما مبطنة بكاتم صوت شعوري غير مفهوم!

دراميًّا، يلتزم الفيلم بوحدة زمن ومكان وموضوع، حيث تدور الأحداث في يوم واحد فقط هو يوم عيد ميلاد ابنة العائلة التي تعمل عندها الطفلة توحة، في نطاق مدينة القاهرة المقسمة طبقيًّا ما بين كومباوندات الأغنياء – حيث تسكن العائلة – ومساكن فقراء الهامش حيث تقيم عائلة توحة التي تعمل في مهنة صيد السمك من الترع المحيطة بما تبقى من ظهير العاصمة الأخضر المتآكل.

أما الموضوع فهو رغبة توحة في أن تطفئ شمعة عيد ميلاد كي تحصل على أمنيتها الخاصة، والتي تتسع في المشهد الأخير من خلال عيني الطفلة فلا نعود ندري طبيعة أو حجم الأمنية بالضبط.

كل هذا سليم دراميًّا، خصوصًا لو فككنا رحلة توحة عبر هذا اليوم إلى عناصرها الأولية؛ فلدينا شخصية واضحة الأبعاد – طفلة في العاشرة تقريبًا من عمرها، لديها طاقة حركة تفوق جسدها الصغير وذكاء لافت وأسئلة كثيرة عن العالم. قادمة من بيئة شديدة الفقر وبيت مكتظ بالإخوة وأم تتحرك كأنها جثة خشنة الصوت والروح والنظرة. هذه الفتاة / البطل يحركها هدف واضح وهو الحصول على أمنية عيد الميلاد، لكنها تتعرض لأزمة تعترض حصولها على الهدف، وهو استبعادها من منزل مخدومتها بسبب نفس المناسبة التي تنتظرها: عيد ميلاد صغيرة العائلة الغنية المدللة، وحذر العائلة الثرية من أن تنكشف استعانتها بطفلة صغيرة في الخدمة المنزلية الشاقة

وبينما تحاول الطفلة أن تجتاز أزمة الاستبعاد مثل كل بطل درامي، يستعرض لنا السيناريو بيئتها ومجال عيشها اليومي، مقدمًا لنا مقطعًا من البنية الطبقية لمصر الحالية، حيث الفارق المرعب بين الكومباوند والعشش العشوائية التي لا ندري كنهها، وبين المول والسوق الشعبي، وبين العربات الفارهة ورمز الطبقة الشعبية في مصر الجديدة: التوك توك.

صحيح أن المقارنة تبدو نمطية ومدرسية وأشبه ببحث الحالة الذي تقوم به الشؤون الاجتماعية، لكنه يظل ضمن إطار المنطق الدرامي فيما يتعلق بتمزق توحة ما بين عالم مخدوميها ودنيا أسرتها، إلى أن تتعرض توحة في محاولتها لتجاوز الأزمة إلى ما يطلق عليه الكارثة. فما كانت تظن أنه مؤامرة من أسرتها لإبعادها عن منزل العائلة الذي تعيش فيه سعيدة وحالمة ترى ما لا يخطر على قلب أي من أخوتها، وبعد أن تبذل كل ما في طاقتها الغضة لكي تعود إلى الكومباوند عشية الحفلة، تكتشف أن المؤامرة الحقيقية لم تُحِكها أسرتها ولكن رسمتها أسرة مخدوميها، وأنهم المتآمرون الأساسيون على استبعادها من تحقيق هدفها البسيط والمهم: أمنية عيد الميلاد

نحن إذن أمام تجربة مهندسة دراميًا بشكل صحيح، رغم أن الفن لا يوجد فيه صحيح وخاطئ، ولكننا نتحدث عن الالتزام بمبادئ البناء الدرامي الأقرب لخلق عمارة قصصية مدعومة بالمنطق والسلامة الإنشائية.

لكن يظل هناك مسألة أن الدراما ليست بناية ثابتة الأركان بواجهة زجاجية لامعة، بل هي حالة متحركة مطالبة بالتأثير، وطاقة مهمتها أن تولد شحنة شعورية هدفها أن نتجاوز الملموس والمفهوم إلى المحسوس والنابض والمختلف في تأثيره.

تبدو رحلة توحة متوقعة كما سبق وأشرنا. لكن أزمة الشعور لا علاقة لها بإحباط المتلقي وفقدان شهية المفاجآت، فالفيلم تقريبًا بلا أي مفاجآت من أي نوع، أي دون منحنيات أو انقلابات درامية قوية أو قابلة لبث الهزات في نفسية المشاهد. المعلومات في البداية تأتي سهلة وخاملة بسبب اعتماد السرد على الحوار، خصوصًا في الفصل الأول الذي نتعرف فيه على وضع عائلة نيللي الصغيرة – المقابل الطبقي لتوحة – وكيف أن أمها انفصلت مؤخرًا عن أبيها وتسعى لأن تستعيده مستغلة عيد ميلاد ابنتهما.

هذا التوافر المعلوماتي وسهولة الترتيبات: خروج الأم مع توحة لشراء مستلزمات عيد الميلاد، ولضمان تقديم بحث الحالة الاجتماعية المشار إليه، مع قليل من إبراء الذمة الطبقي من قبل الأم التي تحاول إنصاف خادمتها الصغيرة ظاهريًا بجعلها تبدو مثل ابنتها. لكن المقصود بالطبع هو أن ترفع عن نفسها تهمة عمالة الأطفال التي تهددها بها واحدة من بائعات الملابس التي ترفض أن تقيس توحة فستان عيد الميلاد بدلًا من نيللي الموجودة في مدرستها.

ربما يقل العرض الحواري للمعلومات والخلفيات في الفصل الثاني لصالح عرض وضع وطبيعة أسرة توحة، في مشاهد البحث عن وعاء بلاستيكي لجمع السمك، أو مشاهد الصيد البدائي في الترعة أو الريَّاح الذي تسترزق منه أسرتها. إلى أن نأتي إلى مشهد حشو جلباب قديم للأب بالقش لصناعة خيال مآتة/فزاعة – لا ندري على وجه التحديد فيم تستخدمها الأسرة التي تعتاش على صيد السمك، ولكن على ما يبدو أنها تُصنع من أجل تخويف الطيور كي لا تلتقط الأسماك المحفوظة في الماء تمهيدًا لبيعها. وهو استنتاج تقديري لأن التفصيلة مهمة لكنها لم تُقدم بخلفية واضحة للمشاهد غير الملم بطبيعة حياة الأسرة أو مهنتها.

أهمية التفصيلة هي أنها تعطي هذا الانطباع باليتم الذي يُفترض أن توحة تشعر به، رغم أن السرد لم يوضح لنا في أي محطة من الرحلة أن يتمها الأبوي يمثل لديها علامة فارقة.

بدت مسألة الأب الغائب المستبدل بفزاعة محشوة بالقش تفصيلة شعورية دخيلة على نفسية وعالم توحة الخيالي النابض بحركة مستمرة تجاه عائلة نيللي، وهي عائلة بلا أب هي الأخرى بسبب الانفصال الذي لا تعيه لا توحة ولا نيللي نفسها. وكأنها حلية شعورية أو زخرف نفسية أراد الصناع أن يعمقوا به من وضعها المأساوي عبر استحضار أحد أبرز عناصر الميلودراما الشعبوية المصرية: اليتم بفقدان الأب.

التكريس السردي كله يذهب باتجاه أن توحة تعاني من شعور هائل بالتلاشي الطبقي في مقابل حياة نيللي التي تماثلها في العمر، وتطعيم هدفها بمسألة اليتم لم يكن مفيدًا بالمناسبة، بل بدا نوعًا من المزايدة الميلودرامية وخلق المزيد من التقابل والتضاد ما بين عالمها وعالم نيللي – الذي هو بالمناسبة فاقد للأب هو الآخر، إلا إذا كان صُناع العمل يرون أن مجرد هدية غالية من الأب تُمنح لنيللي يعني أن أباها موجود، فكل من نيللي وتوحة تعانيان من درجة من درجات اليتم؛ واحدة بسبب الموت والثانية بسبب الانفصال، وكلتاهما لا تدركان معنى هذا اليتم في سنهما المبكرة هذه.

وتقودنا مسألة النمط أو السهولة الميلودرامية إلى توقع رد فعل عائلة نيللي عندما يكتشفون عودة توحة وانضمامها إلى مجموعة الأطفال المحتفلين بنيللي، مع إشارة طبقية إلى أن نيللي ترفض ارتداء توحة للفستان القديم الذي كان هدية من أبيها المتغيب عن المنزل مؤخرًا، وهو رد فعل طبيعي بالنسبة لطبقية العائلة وعادي ومتوقع وبلا أي مفاجآت أو انقلابات.

هذه العادية الهندسية تفتقد إلى أي ذروة شعورية مغايرة، تحيل الأمر إلى مجرد التأسِّي ومصمصة الشفاه تعاطفًا مع البنت الصغيرة المنسحقة طبقيًا بسبب ظروف لم تخترها. وعندما نراها تعيد ارتداء إيشارب الخادمة لتعود إلى موقعها الطبقي إما لرغبتها في أن تستمر في العيش مع العائلة لترى وتسمع وتأكل وتعيش حياتهم المستحيلة بالنسبة لها! أو لأنها رغبت في تحقيق انتقام طفولي من الأم والجدة اللتان وبختاها على العودة فقررت أن تظهر كخادمة أمام الأب، لأنها تعرف بشكل ما أنه سوف يرفض وجودها بعد ما سمعته من الأم والجدة في الصباح.

هنا تحديدًا تجلت أزمة الفتور الشعوري لهذه التجربة. كل العناصر تجبر المتفرج على أن يشعر بما يجب أن يشعر به: التعاطف، الشفقة، العجز أمام القدرة على تغيير حال البنت وأمثالها، كراهية الطبقية، وذم الفوارق الاقتصادية الهائلة. وكأننا أمام فيلم تنموي يستعدي الجمهور ضد عمالة الأطفال أو يؤنّب ضميرهم تجاه وضع توحة المذري. وهو ما يصلح كمقطع دعائي لصالح صندوق دعم الفقراء وليس كحالة سينمائية ذات توجه أكبر من مجرد الذم والتعاطف.

ما فعله الفيلم أنه فسر الماء بعد الجهد بالماء، فمن البداية ونحن متعاطفون ومشفقون ومنحازون لتوحة ولائمون لوضعها الأسري، وكارهون للفارق الطبقي الهائل عن نيللي. وفي النهاية لم يتغير موقفنا ولم نكتشف أي جديد ولم تتوالد بداخلنا أي تناقضات أو صدمات أو هزات شعورية وذهنية تفيد إعادة النظر إلى كامل القضية أو تكشف لنا عن جوانب شعورية جديدة في دواخلنا، أو تحقق نوعًا من الانتصار الطبقي – ولو بسيطًا- لصالح إعادة شحن حالتنا المزاجية بالأمل الذي لن يتجلى في الواقع، كما هو الحال في أفلام انتصار البطل الضعيف على قوى الشر المستحكمة لصالح تبطين قلب الجمهور ببرد الحلم المستحيل

بدأ الفيلم بهدف لتوحة أن تحصل على شمعة عيد الميلاد من أجل أمنيتها وانتهى بحصولها على الشمعة دون أن ندرك ماهية الأمنية، ودون حاجتنا لذلك. فهل كان هذا كافيًا لكي نتابع الرحلة شعوريًا؟ ومن قال إن تحقق الهدف في مثل هذه الرحلات الدرامية هو المنتهى المنشود؟ خاصة لو كانت الرحلة نفسها مكررة وبلا جد ولا جديد.

تجربة “هابي بيرث داي” تعتبر نموذجًا تحذيريًا من إعادة إنتاج النمط دون طزاجة شعورية أو انقلابات حارة وجارفة تغير من النظرة النفسية المقولبة لدى المتلقي، تجربة أخلصت للميلودراما التقليدية ففقدت إمكانيات فتح قنوات تواصل بين قلب المتفرج وتفاصيل الحكاية، وبين وعيه ولا وعيه، وبين المعلوم والمخفي في رحلة الفتاة الصغيرة.

فتأكيد المعلوم هو إخفاق إبداعي وغموض المخفي أو غيابه هو الخسارة الفنية بعينها.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

18.10.2025

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة يفتتح "سوق سيني جونة":

شكل مختلف وشراكات جديدة

محمد طه

يسر مهرجان الجونة السينمائي الإعلان عن افتتاح سوق سيني جونة في نسخته الأكثر حيوية، بما يحتويه من أقسام جديدة، وعروض مميزة، وشركات رائدة في صناعة السينما. ونعتز بالتعاون مع الهيئة المصرية للأفلام، التي دعمت سوق الأفلام عبر شراكات إقليمية ودولية، ونتطلع إلى مواصلة العمل معها على توسعات استراتيجية في الدورات المقبلة، وذلك لسعينا الدائم إلى بناء منصّة أكثر شمولًا وتنوعاً، تغطي كافة أوجه صناعة السينما

يشهد سوق سيني جونة هذه الدورة تطور ملحوظ، على مستوى الشراكات والتقنيات المتاحة للعرض؛ ليوفّر تجربة ثريّة، تعزّز من مكانته إقليميًا ودوليًا

ويسر مهرجان الجونة الإعلان عن إطلاق النسخة الجديدة من "صالون السوق - Le Salon du Marché". وتلقى المهرجان أكثر من 40 طلب مشاركة استجابةً للدعوة المفتوحة؛ اختيرت على إثرها مجموعة منتقاة بعناية للمشاركة في السوق وعرض مشروعاتهم ضمن جلسات تقديم مجدولة.

اقرأ أيضامحمد منير: أخضع لفحوصات دائما في أوروبا

شراكات استراتيجية

يفتخر المهرجان أيضًا بالإعلان عن توقيع اتفاقية تعاون رسمية بين "الهيئة المصرية للأفلام - Egypt Film Commission" و"مجموعة أوري الصينية - ORI"؛ والتي تهدف إلى تعزيز الروابط السينمائية بين الصناعتين المصرية والصينية، ودعم مشاريع الإنتاج المشترك، وبرامج التدريب، وتبادل الخبرات بين السوقين. سيتم توقيع الاتفاق خلال فعاليات المهرجان، بحضور ممثلين من الجانبين، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية في تطوير صناعة السينما الإقليمية.

يُطلق المهرجان هذا العام سلسلة "قهوة وحديث"، وهي مجموعة من النقاشات محدودة العدد، تُعلن يوميًا وتتطلب تسجيل مسبق. تتناول موضوعات محورية في الصناعة مثل الإنتاج المشترك العابر للحدود، والتحديات السياسية، ومستقبل تمويل الأفلام.

مهرجان الجونة السينمائي:

أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يهدف إلى خلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة سيني جونة.

 

####

 

في أول حوار لها بعد جائزة الإنجاز الإبداعي بمهرجان الجونة..

منة شلبي ضيفة لميس الحديدي في برنامج «الصورة».. الليلة

محمد أنور

تستضيف الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها "الصورة" اليوم السبت، والذي تقدمه على شاشة النهار، الفنانة منة شلبي في أول حوارٍ لها بعد تكريمها بجائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة السينمائي.

وتتحدث منة شلبي عن رحلتها بين الفن والحياة واشهر محطاتها الفنية منذ بدء مسيرتها.

وتأتي هذه الجائزة تقديرًا لمشوار منة شلبي الحافل بالأعمال التي لامست قلوب الجمهور وحققت حضورًا بارزًا في المهرجانات والمحافل الدولية، لتكون واحدة من أبرز نجمات جيلها.

يُذكر أن برنامج "الصورة" يُذاع على شاشة النهار من السبت إلى الثلاثاء في تمام التاسعة مساءً.

 

####

 

بعد تعاونهما في رمضان 2026..

أول ظهور لـ آسر ياسين ودينا الشربيني بمهرجان الجونة

محمد طه

حرص كل من الفنان آسر ياسين والفنانة دينا الشربيني على حضور أول ندوات ملتقى سيتي جونة ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي.

ولفت النجمان دينا الشربيني وآسر ياسين الأنظار خلال ظهورهما الأول سويًا في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثامنة، وذلك أثناء حضورهما فعالية "سينماتيك".

ويأتي هذا الظهور في نفس الوقت الذي يعمل فيه الثنائي على تعاونهما الفني الأول في مسلسل "اتنين غيرنا" المقرر عرضه ضمن موسم دراما رمضان 2026، وهو من تأليف يسر طاهر وإخراج خالد الحلفاوي، وتظور أحداث العمل في إطار إجتماعى رومانسي.

مهرجان الجونة السينمائي

ويُعد مهرجان الجونة السينمائي أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى عرض باقة من الأفلام العربية والدولية أمام جمهور شغوف بالسينما، وتعزيز التواصل الثقافي عبر هذا الفن العالمي، فضلًا عن مد جسور التعاون بين صناع الأفلام محليًا ودوليًا.

كما يلتزم مهرجان الجونة السينمائي باكتشاف المواهب الجديدة وتطوير صناعة السينما العربية، خاصة من خلال ذراعه الصناعي سيني جونة.

ويستمر مهرجان الجونة السينمائي حتى 24 أكتوبر الجاري، بحضور عدد كبير من نجوم الفن وصناعة السينما.

 

####

 

كريم الشناوي:

منة شلبي من أبرز نجمات جيلها

محمد طه

أعربت الفنانة منة شلبي عن سعادتها البالغة بإدارة المخرج كريم الشناوي للندوة التي أُقيمت على هامش تكريمها بمهرجان الجونة السينمائي، موضحة أنها كانت صاحبة الاقتراح بأن يتولى كريم إدارة الندوة، لما تعرفه عنه من صدق ولطف في التعامل، وهو ما يعكس الأجواء العامة التي سادت اللقاء.

وأكدت منة شلبي في تصريحات على هامش المهرجان تقديرها الكبير لـ إخلاص كريم في عمله، مشيرة إلى أنه يمتلك رؤية فنية واضحة وشغفًا صادقًا بمهنته، وهو ما يجمع بينهما من تقدير واحترام للفن والعمل الإبداعي، مضيفة أن تعاونها معه في هذا الإطار أضفى طابعًا خاصًا على الندوة.

من جانبه، عبّر المخرج كريم الشناوي عن امتنانه لاختياره لإدارة الندوة، مؤكدًا أن الدعوة كانت مؤثرة بالنسبة له وتعني الكثير على المستويين المهني والإنساني، وقال إنه يعتز كثيرًا بالفنانة منة شلبي، ويعتبرها من أبرز نجمات جيلها لما تتمتع به من موهبة كبيرة وحضور فني مميز.

وأضاف كريم الشناوي أن منة شلبي ما زالت تتعامل مع كل عمل فني بشغف وكأنها تخوض تجربتها الأولى، وهو ما يعكس إخلاصها العميق للفن، مؤكدًا أن مشاركته في هذه الندوة كانت فرصة لإبراز هذا الجانب من شخصيتها الفنية والإنسانية.

مهرجان الجونة السينمائي

ويُعد مهرجان الجونة السينمائي أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى عرض باقة من الأفلام العربية والدولية أمام جمهور شغوف بالسينما، وتعزيز التواصل الثقافي عبر هذا الفن العالمي، فضلًا عن مد جسور التعاون بين صناع الأفلام محليًا ودوليًا.

كما يلتزم مهرجان الجونة السينمائي باكتشاف المواهب الجديدة وتطوير صناعة السينما العربية، خاصة من خلال ذراعه الصناعي سيني جونة.

ويستمر مهرجان الجونة السينمائي حتى 24 أكتوبر الجاري، بحضور عدد كبير من نجوم الفن وصناعة السينما.

 

####

 

نجوم الفن يتألقون في فعاليات اليوم الثالث بمهرجان الجونة السينمائي | صور

محمد أنور

شارك عدد من نجوم الفن على المشاركة في فعاليات اليوم الثالث من الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي.

وتواجد في الفعاليات كلاً من المهندس نجيب ساويرس، والفنان آسر ياسين، والفنانة دينا الشربيني، والفنان كريم فهمي، والفنانة تارا عماد، والفنان محمود حميدة، والفنان نور النبوي، والفنانة شيرين رضا، والفنان أحمد مجدي، والفنانة بشرى، والفنانة ركين سعد، وغيرهم.

وحرص كل من الفنان آسر ياسين والفنانة دينا الشربيني على حضور أول ندوات ملتقى سيتي جونة في أول ظهور لهما ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي.

 

####

 

الأمن الغذائي يتصدر فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي

محمد طه

يخصص مهرجان الجونة السينمائي الدولي، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، دورته الثامنة لأحد أهم التحديات التي يواجهها العالم وهي الأمن الغذائي.

وقد انطلقت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في ليلة افتتاحه، التي تزامنت مع يوم الأغذية العالمي 16 أكتوبر، لتشهد أسبوعاً من الأنشطة التي تسلط الضوء على جهود مكافحة انعدام الأمن الغذائي خلال فترة المهرجان.

وتأتي هذه الشراكة في إطار اتفاقية متعددة السنوات بين مهرجان الجونة السينمائي والأمم المتحدة في مصر، بحيث تخصص كل دورة مستقبلية من المهرجان لقضية تنموية مختلفة.

وقال جان-بيير دي مارجيري، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومدير المكتب في مصر: "الأمن الغذائي ليس مجرد قضية متعلقة بوضع السياسات، بل هو قضية إنسانية. نحن نؤمن بأن الفن قادر على تغيير القلوب والعقول. ومن خلال هذه الشراكة، ندعو صناع الأفلام والجمهور إلى التعامل مه واقع الأمن الغذائي لتعزيز القدرة على الصمود؛ فمكافحة الجوع يجب أن تكون حاضرة على الشاشات، وفي القصص، وفي الوعي العام."

وخلال ليلة الافتتاح، حصل الضيوف على مراوح يدوية تحمل رسومات من إبداع أطفال يدعمهم برنامج الأغذية العالمي في المجتمعات المصرية الأكثر ضعفاً، إلى جانب دبوس يحمل شعار يجمع بين الخبز والقمح والسينما، ارتداه عدد من المشاهير ورواد صناعة السينما تعبيراً عن دعمهم للقضية.

من جانبه، قال عمرو منسي، المدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي: "عملنا مع برنامج الأغذية العالمي هو امتداد طبيعي لإيماننا المشترك بقوة السرد القصصي في إحداث تأثير اجتماعي. لقد اخترنا أن يكون موضوع المهرجان هذا العام هو الأمن الغذائي فهو ليس مجرد رمز، بل هو دعوة للعمل، تذكرنا بأن الفن والسينما يمكن أن يتحولا إلى أدوات للتغيير الإيجابي."

ولإحياء موضوع هذا العام، ينظم برنامج الأغذية العالمي ومهرجان الجونة السينمائي مجموعة من الأنشطة خلال أيام المهرجان، من بينها: مسابقة "عيش" للأفلام القصيرة، والتي تعود في نسختها الثانية هذا العام. وتحمل المسابقة اسم "عيش"، التي تعني كلا من "الخبز" و"الحياة"، وتدعو المسابقة، التي يديرها كل من برنامج الأغذية العالمي ومهرجان الجونة وصناع الأفلام من مختلف أنحاء المنطقة لتقديم أفكار إبداعية تتناول الأمن الغذائي والقدرة على الصمود

وسيحصل الفائز على دعم إنتاجي لتحويل فكرته إلى فيلم قصير مؤثر في العام التالي.

وفي قلب جناح المهرجان، تقدم منصة تفاعلية تجربة شيقة رمزية للزوار، تعرض الخبز كسلعة غذائية أساسية على مستوى العالم ورمز للأمن الغذائي. وستعمل هذه التجربة على تعميق فهم الناس للأمن الغذائي وعرض كيفية عمل برنامج الأغذية العالمي مع المجتمعات الضعيفة لتحقيق ذلك

وبالتعاون مع مدينة الجونة، من المقرر أن يُعقد ماراثون خيري للدراجات حيث سيتم التبرع بعائدات الماراثون لدعم عمليات برنامج الأغذية العالمي في مصر. وستتبرع مدينة الجونة للبرنامج عن كل كيلومتر يتم قطعه خلال الماراثون.

من خلال تسليط الضوء على قضية الأمن الغذائي عبر شاشة السينما بالإضافة إلى الفعاليات الأخرى التي تنعقد هذا الأسبوع، يسعى مهرجان الجونة السينمائي وبرنامج الأغذية العالمي إلى تحفيز الحوار  وإلهام الآخرين للعمل من أجل مستقبل آمن غذائياً للجميع.

 عن برنامج الأغذية العالمي

برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الناس في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية لتمهيد السبيل إلى السلام والاستقرار والازدهار من أجل الأشخاص الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.

مهرجان الجونة السينمائي

ويُعد مهرجان الجونة السينمائي أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى عرض باقة من الأفلام العربية والدولية أمام جمهور شغوف بالسينما، وتعزيز التواصل الثقافي عبر هذا الفن العالمي، فضلًا عن مد جسور التعاون بين صناع الأفلام محليًا ودوليًا.

كما يلتزم مهرجان الجونة السينمائي باكتشاف المواهب الجديدة وتطوير صناعة السينما العربية، خاصة من خلال ذراعه الصناعي سيني جونة.

ويستمر مهرجان الجونة السينمائي حتى 24 أكتوبر الجاري، بحضور عدد كبير من نجوم الفن وصناعة السينما.

 

####

 

كيت بلانشيت تخطف الأنظار في أول ظهور بمهرجان الجونة | صور

محمد طه

حضرت النجمة العالمية كيت بلانشيت، وأبطال فيلم "Father Mother Sister Brother"، الذي يعرض ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي.

خطفت كيت بلانشيت الأنظار خلال ظهورها الأول على السجادة الحمراء في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، وحرصت على التقاط الصور التذكارية مع المهندس نجيب ساويرس مؤسس المهرجان وعمرو منسي المدير التنفيذي والمؤسس الشريك لمهرجان الجونة السينمائي.

وتدور أحداث فيلم "Father Mother Sister Brother"، عندما يتلقى متطوعو الهلال الأحمر يوم 29 يناير 2024 نداء طوارئ من طفلة تبلغ من العمر ست سنوات محاصرة في سيارة تحت إطلاق النار في غزة، وهي تطلب الإنقاذ أثناء محاولتهم إبقائها على الخط، يبذلون كل ما في وسعهم لتوصيل سيارة إسعاف إليها، لكنها استشهدت.

وتعود قصة الفيلم الحقيقية لشهر يناير 2024، بعد شهور قليلة من 7 أكتوبر، حيث تلقى الهلال الأحمر الفلسطيني رسالة استغاثة مفادتها "عمو قاعدين يطخوا علينا.. ساعدونا.. الدبابة بجواري ونحن في السيارة".. وهى رسالة استغاثة من الطفلة الفلسطينية ليان حمادة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء طلبها النجدة عبر الهاتف من الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوى بمدينة غزة.

مهرجان الجونة السينمائي

ويُعد مهرجان الجونة السينمائي أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى عرض باقة من الأفلام العربية والدولية أمام جمهور شغوف بالسينما، وتعزيز التواصل الثقافي عبر هذا الفن العالمي، فضلًا عن مد جسور التعاون بين صناع الأفلام محليًا ودوليًا.

كما يلتزم مهرجان الجونة السينمائي باكتشاف المواهب الجديدة وتطوير صناعة السينما العربية، خاصة من خلال ذراعه الصناعي سيني جونة.

ويستمر مهرجان الجونة السينمائي حتى 24 أكتوبر الجاري، بحضور عدد كبير من نجوم الفن وصناعة السينما.

 

####

 

بمهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثامنة..

نجوم الفن يخطفون الأنظار رفقة كيت بلانشيت

في عرض «Father Mother Sister Brother»

محمد أنور

أقيم مساء اليوم السبت الثامن عشر من أكتوبر 2025، حفل عرض فيلم "Father Mother Sister Brother"، ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثامنة.

وشهد الحفل تألق نجوم الفن وخطفوا الأنظار رفقة حضور النجمة العالمية كيت بلانشيت بطلة "Father Mother Sister Brother".

 

####

 

منة شلبي لـ لميس الحديدي:

أنا تزوجت شغلي وارتبطت بالفن طول عمري وكل دور عملته هو إبني

محمد أنور

عبّرت الفنانة منة شلبي عن سعادتها البالغة بحصولها على جائزة "الإنجاز الإبداعي" في مهرجان الجونة السينمائي، قائلة: "كلمة إبداعي كانت كبيرة بالنسبة لي، لأن جزءًا كبيرًا من عمري وحياتي مكرّس للعمل، فأنا أعمل منذ كان عمري 16 عامًا، ولو في أي ارتباط في حياتي فهو ارتباطي بالفن، أنا تزوجت شغلي طول عمري".

وأضافت منة شلبي خلال لقائها ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "النهار":"كل دور عملته بمثابة ابني، أراعيه وأمنحه وقتًا ومساحة أكبر مما أمنحه لنفسي، منذ لحظة موافقتي على الفيلم وحتى نهايته، فهو بالنسبة لي مثل ابني".

ولفتت منة شلبي إلى أن الحياة مراحل، وأن بداياتها كانت مختلفة عن الآن، قائلة:"أول مرة كنت بجرب، ومع تراكم التجارب بدأت أشعر أنها أصبحت مهنتي الحقيقية".

اقرأ أيضًامنة شلبي تهدي تكريمها في الجونة لوالدتها والراحل رضوان الكاشف

وعن تأثير والدتها الفنانة زيزي مصطفى، قالت منة شلبي:"عيشي مع أمي خلاني من وأنا صغيرة طول الوقت بسمع أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ والمزيكا والأفلام، وكنا نمتلك مكتبة أفلام كبيرة، وبالتالي أصبحت الثقافة السينمائية والموسيقى جزءًا من وجداننا وحياتنا."

وتابعت منة شلبي: "أمي سيدة قوية وصلبة، مثلت وأنتجت ورقصت، وعملت حاجات كتير في حياتها، وفي الوقت نفسه كانت في البيت ست جدًا، تهتم ببيتها وحياتها ومن حولها".

وأعربت منة شلبي عن أمنيتها أن تكون قد ورثت صلابة والدتها، قائلة:"أتمنى أكون حصلت على صلابة أمي. أمي وأبي عندهم صلابة، وأنا أخدت القوة منهم هما الاثنين. يمكن والدي مش معروف في الوسط الفني، لكن عندي قوة من الجانبين، وأمي كانت استثنائية لأنها هي اللي ربتني وكنت عايشة معاها".

 

####

 

نجوم الفن يتألقون على السجادة الحمراء

لفيلم «كولونيا» بمهرجان الجونة

محمد طه

شهدت السجادة الحمراء لمهرجان الجونة السينمائي الدولي 2025، مساء السبت، عرضا خاصا للفيلم المصري "كولونيا" (My Father’s Scent)، وسط حضور لافت لألمع نجوم الفن وصناع السينما في مصر والعالم العربي.

وحضر العرض الخاص للفيلم كوكبة من النجوم بينهم داليا شوقي، عبير صبري، مي سليم، مي الغيطي، يسرا اللوزي، حسن الرداد، ماجد المصري، نور علي، تامر حبيب، أحمد مالك، رزان جمال، تارا عماد، منة شلبي، وناهد السباعي، إلى جانب الثنائي منة عدلي القيعي وزوجها خالد سليم وعدد كبير من الوجوه الشابة.

الفيلم الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، يقدّم تجربة درامية إنسانية مؤثرة تدور أحداثها خلال ليلة واحدة تجمع أبًا بابنه، في مواجهة تكشف أسرارًا دفينة تهز العلاقة بينهما وتدفعهما إلى مصارحة مؤلمة تفتح باب الغفران والتسامح.

ويشارك في بطولة العمل أحمد مالك، كامل الباشا، مايان السيد، عابد عناني، ودنيا ماهر، وهو من تأليف وإخراج محمد صيام.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

18.10.2025

 
 
 
 
 

مراجعة | فيلم افتتاح «الجونة السينمائي 8»..

«عيد ميلاد سعيد» .. الطبقية من منظور إنساني

الجونة ـ خاص «سينماتوغراف»

«ما هي الأمنية؟» سؤالٌ قد تتوقعه من طفلةٍ بدأت لتوها تتعلم الكلام، لكن توحة (ضحى رمضان) تبلغ من العمر ثماني سنوات، تمامًا مثل الصديقة التي تطرح عليها السؤال.

تتحدث نيللي (خديجة أحمد) عن أمنيات عيد ميلادها، التي تتحقق دائمًا، لذا تجيب أن الأمنية هي «شيءٌ تتمناه يتحقق». لكن الأمنيات أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير، وتوحة - التي تعمل خادمة مقيمة في منزل نيللي - على وشك أن تتعلم هذا الدرس.

عيد ميلاد سعيد. ثلاث كلمات يُحب كل طفل سماعهما. إنه اليوم الذي يتوقعون فيه أن ينحاز العالم لصالحهم - حلويات، ملابس جديدة، أصدقاء في المنزل، وحفلة تُناسب إمكانيات والديهم.

في أول فيلم روائي طويل استثنائي لسارة جوهر، «عيد ميلاد سعيد»، لا تُجهّز توحة الصغيرة ليومها المميز، بل تعمل بجدّ لتنظيم يومٍ لابنة صاحبة عملها.

يُعرّفنا فيلم "عيد ميلاد سعيد"، على توحة، خادمة قاصر لدى عائلة ثرية. تجد ليلى (نيللي كريم)، ربة المنزل (المنفصلة عن زوجها وترغب في استعادته)، أن عيد ميلاد ابنتها يتعارض مع انتقالها إلى منزل جديد. وبعد ترددها في البداية، وافقت ليلى أخيرًا، مدفوعةً بحماس ابنتها وإصرار توحة اللطيف، على إقامة احتفالٍ كبير.

في الحفلة مساء ذلك اليوم، تتطلع نيللي إلى رؤية والدها المُنفصل عنها وعن أمها. توحة، التي لا تعرف عيد ميلادها، تتوق لإطفاء شمعة وتحقيق أمنية خيالية تعتقد أنها ستتحقق.

في هذا البحث البسيط والصارخ في آنٍ واحد عن التفاوت الطبقي، تروي جوهر قصتها. تدور أحداث الفيلم على مدار يوم واحد، ويتتبع قلب توحة المتألم وهو يتمسك بأمل فرحة صغيرة. وُلدت لأم تعمل في صيد السمك بعد رحيل زوجها، فحياتها بعيدة كل البعد عن المثالية. يسود الحب عالمها، لكن الحنان نادر.

قد يبدو من السهل اعتبار توحة شخصًا يائسًا يتخطى حاجز الطبقية. لكن جوهر لا تروي قصة طموح. إنه عالم داخلي للطفلة حيث يلتقي الخيال بالتفاوت الاجتماعي.

عندما تصطحب ليلى توحة في رحلة تسوق للحفل، تتصاعد توترات خفية. تنظر ليلى إلى فستان سهرة جذاب، بينما تقترح توحه عباءة براقة، مألوفة ومعتزة بها في مجتمعها. عندما يرفض متجر السماح لتوحة بتجربة الملابس، تهدد ليلى باتخاذ إجراء قانوني، لتظهر مرآة نفاقها.

يصبح هذا الامتداد، الرقيق بشكل غريب، أحد أكثر منعطفات الفيلم إنسانية. هل ترى ليلى حقًا في توحة عائلة؟ على الأرجح لا. لكننا نتمنى لو كانت كذلك - من أجل توحة.

مع تكثيف الاستعدادات، تُستدعى توحة إلى المنزل بشكل غير متوقع. ما يتكشف هو صورة متواضعة لمحنة عائلية. يبدأ ارتباطها بوالدتها صيادة السمك بتوتر (حيث تصطاد الأم السمك بجراكن وهى داخل المياه.)، لكنه يكشف تدريجيًا عن حب عميق غير معلن.

في لحظة متواضعة قد تتركك بألم لاذع، تواجه توحة أختها الصغرى لأخذها الفستان الذي كانت تخطط لارتدائه إلى الحفلة. حزنها حقيقي ومؤسف. في الوقت نفسه، هناك تعاطف هادئ تُظهره الفتيات الصغيرات تجاه بعضهن البعض والموقف.

في قلب فيلم "عيد ميلاد سعيد"، تُجسّد ضحى رمضان دور توحة. إنها موهوبة بشكل لا يُوصف. ثم هناك المخضرمتان نيللي كريم وحنان مطاوع، اللتان تُقدّمان أدوارًا حساسة للغاية. لكن الأطفال لا يسمحون لهم أبدًا بتناول تلك الكعكة، بفضل ثقتهم الكبيرة وحضورهم الجذاب على الشاشة.

والجدير بالذكر أن جوهر (إلى جانب الكاتب المشارك المخرج محمد دياب) تقاوم إضفاء طابع طفولي غامض على الفيلم. القضايا جلية، والمشاعر لا تلين.

كل شخصية، مهما كانت هامشية، تحمل في طياتها دلالات. على سبيل المثال، تشعر نيللي، لفترة وجيزة، بالألم عندما ترى توحة ترتدي أحد فساتينها، مشاعرها صادقة، ومع ذلك، كأي طفل بريء، تمضي قدمًا.

جوهر لا تُضفي طابعًا رومانسيًا على الفقر أو تُذمّر الثراء، حتى عندما كان بإمكانها ذلك بسهولة. شخصياتها أسيرة ظروفها، حيث يتميز الفيلم بإيقاعه المتوازن وتفاصيله الدقيقة، وقصته التي تُشبه الحلم في سردها.

ومع اقتراب النهاية، تقفز توحة (حرفيًا) فوق سياج لتصل إلى المكان الذي ستُحقق فيه لحظة حلمها.

ولكن قبل ذلك، يُذكرنا فيلم "عيد ميلاد سعيد" بوجود أسوار حقيقية - أسوار الطبقة الاجتماعية، والفرص، والتسلسل الاجتماعي - وأن اجتيازها أصعب بكثير على توحة الصغيرة.

من المؤكد أن خاتمة الفيلم المأساوية ستُدمع عيناك وتدفعك لإعادة النظر في فكرة الاحتفال نفسها. فخلف أمنية طفلة بريئة يكمن مشهد شاسع من اليأس الصامت، حيث تموت الأحلام بهدوء، دون أن يُلاحظها أحد من هذا العالم.

 

####

 

تعرف على «نجوم سيني جونة الصاعدين» في دورة المهرجان الثامنة

الجونة ـ «سينماتوغراف»

أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن قائمة النجوم الصاعدين ضمن برنامج "سيني جونة للمواهب الناشئة" في دورته الثامنة، والتي تضم مجموعة من أبرز صُنّاع الأفلام الشباب من العالمين العربي والأفريقي، ممن يقدّمون رؤى فنية جديدة تعيد رسم ملامح السينما المعاصرة في المنطقة.

ويأتي هذا البرنامج، الذي أُطلق لأول مرة في الدورة السابعة من المهرجان، تأكيدًا على التزام الجونة بدعم الجيل الجديد من السينمائيين وتوفير منصة حقيقية تُمكّنهم من تطوير مشاريعهم، والانخراط في حوارات فنية ومهنية مع كبار صُنّاع السينما في العالم.

ويشارك النجوم الصاعدون لهذا العام في فعاليات المهرجان بأعمال تتوزع بين مسابقاته الرسمية وبرامج العروض الخاصة، إلى جانب مشروعات متنافسة على منح "سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام"، في خطوة تعكس المستوى الإبداعي لهذه الأسماء الواعدة، وتؤكد إصرار المهرجان على مرافقة المواهب العربية في رحلتها الفنية منذ بداياتها.

ونجوم سيني جونة الصاعدين في الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، هم كما يلي :

1 ـ آمال القلاتي، كاتبة، ومخرجة، ومصوّرة - تونس

عُرض فيلمها القصير الأول "بلاك مامبا" 2017 في أكثر من 60 مهرجانًا وحصد 20 جائزة قبل أن تستحوذ عليه قناة "كانال+" في فرنسا. أما فيلمها الثاني "شيطانة" 2021 فقد نال إشادات دولية واسعة. وتشارك بفيلمها الروائي الأول "وين ياخذنا الريح" في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة بعد عرضه الأول في مهرجان صندانس 2025.

2 ـ مريم الذبحاني، صحفية، ومخرجة، ومبرمجة - اليمن

مخرجة يمنية روسية حائزة على عدة جوائز، تكرّس عملها لرواية القصص الإنسانية في مناطق النزاع. وهي رائدة في تقنيات الواقع الافتراضي، ومتحدثة في TEDx ، إلى جانب إشرافها على تدريب صُنّاع أفلام في المنطقة العربية، تعمل حاليًا على فيلمها الروائي الأول "يلا نلعب عسكرة" الذي حصد جائزة مهرجان الجونة في برنامج "فاينال كت" بمهرجان فينيسيا السينمائي 2025.

3 ـ سامح علاء، مخرج، وكاتب، ومنتج - مصر

أحد أبرز الأصوات السينمائية الجديدة في مصر، نال السعفة الذهبية للأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "16" 2020. شاركت أفلامه في مهرجانات عالمية مثل مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ويعمل حاليًا على فيلمه الروائي الطويل الأول.

4 ـ سارة جوهر، مخرجة، ومنتجة - مصر

مخرجة مصرية أمريكية من جنوب برونكس، خريجة مدرسة تيش العليا للفنون بجامعة نيويورك. عملت على أفلام "678" 2010 و"اشتباك" 2016 و"أميرة" 2021، إضافة إلى مسلسل "مون نايت" أحد إنتاجات شركة "مارفل". عرض فيلمها الأول "هابي بيرثداي" لأول مرة في مهرجان تريبيكا 2025، وفاز بثلاث جوائز منها جائزة أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو.

5 ـ فالنتين نجيم، مخرج، وفنان - لبنان/فرنسا

مخرج فرنسي لبناني يعيش بين باريس وأثينا، وصاحب ثلاثية "الدفاع - La Défense". تتناول أفلامه وعروضه البصرية فكرة الانهيار وأطياف المدينة عبر الخام 16مم والديجيتال، وقد عُرضت أعماله في "متحف الفن الحديث" و"مهرجان كوبنهاجن الدولي للأفلام الوثائقية" و"مهرجان روتردام السينمائي الدولي". يعمل الآن على فيلمه الطويل الأول "آسا".

6 ـ ياسمينا كراجة، كاتبة، ومخرجة - الأردن/فلسطين

نال فيلمها القصير "تمزّق" 2018، جائزة لجنة التحكيم الكبرى في "مهرجان سلامدانس"، واشترته منصة "كرايتريون". عُرض فيلمها الأحدث "كمين" 2025 في "مهرجان تورونتو السينمائي الدولي"، بينما تعمل الآن على فيلمها الروائي الطويل الأول في عمّان.

7 ـ يمنى خطاب، مخرجة، كاتبة - مصر

كاتبة ومخرجة من القاهرة، فاز سيناريو فيلمها "رقية" بجائزة ساويرس الثقافية عام 2018. وعرض فيلمها الوثائقي الأول "50 متر" 2025 في مهرجان مهرجان "كوبنهاجن الدولي للأفلام الوثائقية". كتبت مسلسل "موعد مع الماضي" لمنصة نيتفليكس، وتدير مدرسة جيزويت الصعيد للسينما في مصر، وتعمل على فيلمها الوثائقي الثاني "اكتب رسالة إلى صديقك الفرنسي".

 

####

 

عُرض ضمن مسابقة «الجونة السينمائي 8»..

مراجعة فيلم | «أب، أم، أخت، أخ» لجيم جارموش

الجونة ـ خاص «سينماتوغراف»

ليس من المستغرب أن نلاحظ مدى تشابه حياة الناس، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه أو تفاصيل حياتهم.

ومع ذلك، يستكشف فيلم جيم جارموش، ”أب، أم، أخت، أخ“، الذي عُرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الثامنة لـ الجونة السينمائي بعد حصوله على جائزة الأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا، مفهوم التجارب المشتركة والعالمية من خلال مجموعة محددة من الظروف.

وكما يوحي العنوان، تتعمق كل قصة من القصص الثلاث خلال هذا الفيلم في العلاقات بين الآباء وأبنائهم البالغين.

وبفضل التفاصيل والحوار المشترك الذكي، تمكن جارموش من لفت الانتباه إلى مدى تشابهنا جميعًا.

إنه فيلم جميل عن الأكاذيب (غير المؤذية في الغالب) التي يقولها أفراد الأسرة لبعضهم البعض، سواء من أجل الحفاظ على الذات أو من أجل رفاهية بعضهم البعض.

القسم الأول – ”الأب“ – يتعلق بأخوين ثريين (آدم درايفر ومايم بياليك) يذهبان لزيارة والدهما المنفصل عنهما (توم ويتس)، الذي يعيش في عزلة في مكان، كما تصفه شخصية بياليك، إيميلي، بـ”لا مكان“.

والجدير بالذكر أن والدهما كان يطلب من ابنه جيف مرارًا وتكرارًا المساعدة المالية لإصلاح أجزاء من منزله المتهدم.

كان اللقاء متوترًا ومحرجًا – واحدة من تلك المواقف التي لا يجمع بين هؤلاء الأشخاص سوى جيناتهم.

الفصل الثاني، ”الأم“، تلعب شارلوت رامبلينغ دورها، وتأتي بناتها، تيموثيا (كيت بلانشيت) وليلث (فيكي كريبس)، لتناول شاي ما بعد الظهر.

من الواضح أن الأم ناجحة في حياتها ككاتبة، لكن الشقيقتين مختلفتان تمامًا.

تيموثيا تشبه أمها، متحفظة ومهذبة في سلوكها ومظهرها، بينما ليليث أكثر جرأة، حيث اختارت معطفًا ورديًا يتناسب مع لون شعرها.

الأخت الأخ“ هو الجزء الأخير من الثلاثية، ومع تغيير هيكلي في الإيقاع، لا يوجد أي من الوالدين.

بيلي (لوكا سابات) وسكاي (إنديا مور) توأمان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا (غالبًا ما يتحدثان عن إدراكهما المشترك، المعروف باسم ”عامل التوأم“) وهما في طريقهما إلى شقة والديهما الفارغة الآن في باريس بعد وفاتهما المفاجئة في حادث طائرة.

إلى جانب أوجه التشابه الواضحة في الموضوعات وتكرار أحداث الحبكة، يزين جارموش السيناريو بلحظات خفية مرجعية أو متكررة في الفصول الثلاثة.

توحد العبارات المشتركة (مثل ” كل شيء على ما يرام" بأشكال مختلفة)، والأشياء المشتركة (مثل وجود مشروب ساخن، وساعة فاخرة، ووسيلة نقل غير موثوقة، من بين أشياء أخرى) داخل القصص الثلاثة بطريقة تؤكد على عالميتها.

وهذا يجعل المشاهدة ممتعة، حيث يمنح الجمهور نفس الشعور الذي ينتابهم عند العثور على مفاجأة مشابهه في الحياة، ولكن بهدف أكبر.

سيناريو جارموش يضرب بالضبط على الوتر الصحيح للتأكيد على رسالته.

إنه فيلم صبور، وعلى الرغم من أنه يعتمد كليًا على الحوار لدعم السرد بدلاً من اللمحات البصرية، إلا أن جارموش يسمح بوتيرة متعمدة تتميز بالكثير من فترات التوقف في المحادثة ولحظات من الصمت المناسب (وغالبًا ما يكون مضحكًا).

تأثير غياب الوالدين في ”الأخت الأخ“ خفي ولكنه هائل.

في الفصلين الأولين، يعبر جميع الأطفال عن قدر من الاستياء أو الانزعاج أو القلق تجاه والديهم، على الرغم من أنهم يتغلبون بوضوح على ترددهم من أجل قضاء بعض الوقت معهم (مهما كان قصيرًا).

ويظهر في هذين الفصلين أحد الوالدين يكذب على أطفاله بشأن وضعه، أو العكس.

هذه أكاذيب تهدف إلى الحفاظ على الذات – فهم لا يريدون تحطيم الصورة الزائفة التي لدى الطرف الآخر عنهم.

وبذكاء، يكتشف الأبناء في جزء ”الأخت الأخ“ أن والديهم الراحلين الغريبين الأطوار كانا معتادين على اختلاق قصص من نسج خيالهما، ولكن دون أي نية خبيثة.

في الواقع، كان ذلك غالبًا من أجل تحسين حياة أطفالهم، بطريقة غريبة ما، ولا يعني ذلك أن جارموش يشجع على الكذب.

ومع ذلك، فإن فيلمه يبحث بصدق في الطرق التي يسعى بها أفراد الأسرة إلى ضمان أن يعيش أحباؤهم أفضل حياة ممكنة، بأي وسيلة ضرورية.

لا تسمح البنية المختصرة والنبرة المتواضعة لقصصهم الخاصة بالعديد من اللحظات التمثيلية البارزة، ولكن كل أداء على حدة يعمل بشكل مثالي ضمن حدود الفيلم.

توم ويتس ممتع بشكل خاص في دور مصمم خصيصًا للموسيقي غير التقليدي. شعره الأشعث ومظهره غير المهذب يذكراننا ببروس ديرن في فيلم ”نبراسكا“ لألكسندر باين، واللحظة التي يردد فيها أسماء الأدوية - العلمية والعامية - التي يقول إنه لا يتناولها بشكل واضح هي لحظة مضحكة للغاية.

تستغل إنديا مور أيضًا حضورها المذهل على الشاشة ووقارها المميز لتضفي طاقة يمكن التعاطف معها على شخصية سكاي. التناغم بينها وبين شقيقها على الشاشة مثير للإعجاب بشكل خاص.

أب، أم، أخت أخ“ سلسلة سينمائية من الاختلافات حول موضوع واحد، تثبت أنها نظرة ذكية ومرحة في الوقت نفسه إلى كيفية تفاعلنا مع الأشخاص الذين لا خيار لنا سوى معرفتهم، ونأمل أن نحبهم.

غالبًا ما تكون التفاعلات العائلية في الأفلام إما صاخبة أو مفرطة في العاطفية، وهنا، يصنع جارموش قصة رائعة للجمهور الذي تقع علاقاته العائلية في مكان ما بين هذين النقيضين داخل الفيلم.

 

####

 

عُرض ضمن مسابقة «الجونة السينمائي 8»

«كابول، بين الصلوات» رسالة حزينة من أفغانستان

الجونة ـ خاص «سينماتوغراف»

تُنظّف بندقية هجومية بنفس الخشوع الذي يُعامل به نص القرآن المقدس، ثم يتبع ذلك دعاء حارّ للشهادة يتبعه رغبة شبابية في الظهور بمظهرٍ رائع على دراجة نارية.

في عالم فيلم "كابول، بين الصلوات ـ Kabul, Between Prayers" لأبوزار أميني الذي عرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، لا تُمثّل هذه الصورة قوىً متعارضة؛ بل هي نسيجٌ موحّدٌ ومُقلقٌ للواقع اليومي.

يتجاوز الفيلم تقاليد الصراعات في الأعمال الوثائقية، فلا يُقدّم مقابلاتٍ مع خبراء أو تسلسلاتٍ زمنيةٍ تاريخية. نهجه أكثر هدوءًا ومباشرةً وشخصيةً.

يضع أميني كاميرته داخل الحياة المنزلية لعائلةٍ في أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان ويكتفي بالمشاهدة. يُركّز على شقيقين، ساميم ورافي، يُجسّدان انتقال الأيديولوجية المُحفوف بالمخاطر من جيلٍ إلى جيل.

ساميم، البالغ من العمر 23 عامًا، جنديٌّ ومزارعٌ ومؤمنٌ حقيقي. يراقب رافي، شقيقه البالغ من العمر أربعة عشر عامًا، وهويته تتبلور في ظل يقين شقيقه. الفيلم دراسة متأنية لكيفية عيش الأيديولوجية وتنفسها وتوارثها، ليس كعقيدة مجردة، بل كسلسلة من الخيارات الدنيوية والولاءات الحميمة.

ترتكز القوة التحليلية للفيلم الوثائقي على التناقض الحاد بين شخصيتيه الرئيسيتين. ساميم شابٌّ وافّق بين تناقضاته في هوية واحدة. إنه ابن بار وأخ أكبر حامي، ومع ذلك يبكي بحماسة دينية وهو يدعو لنجاح الانتحاريين. غروره، وهو سمة شائعة بين الشباب، يتجلى من خلال منظور انتمائه؛ فرغبته في "الظهور بمظهر جذاب" تُشبعها قيادة دراجة نارية بعجلة واحدة ضمن قافلة لطالبان.

بالنسبة له، توفر الحركة هدفًا ومجتمعًا ومنفذًا لطموحات الرجولة في مجتمعٍ لا يملك سوى القليل من المسارات الأخرى.

صورة الفيلم المتكررة لبندقيته بجانب سجادة صلاته ليست رمزًا للصراع، بل رمزًا للتكامل: فبالنسبة لسميم، السلاح والعبادة أداتان متلازمتان للقضية نفسها.

وإذا كان سميم هو المنتج النهائي، فإن شقيقه رافي هو العملية. إنه قلب الفيلم المقلق، فتى تُطمس رقته الفطرية باستمرار.

في أكثر مشاهد الفيلم كشفًا، يسأله المخرج من خلف الكاميرا عن القرآن الكريم. يتلو رافي مقطعًا بإتقان، ثم يعترف بابتسامة خجولة أنه لا يفهمه؛ إنه معجب بصوت قافيته.

تكشف هذه اللحظة من الصراحة الخالصة عن فتى يؤدي دورًا لم ينضج بعد. تتجلى براءته مجددًا عندما يضحك على إعجابه بفتاة تُدعى نسيمة. يتجلى هذا الصدق الطفولي إلى جانب مشاهد تعليمه إطلاق النار من بندقية AK-47، وجسده النحيل يكافح وزن السلاح.

يتميز إخراج أميني السينمائي بصبر صارم ودون أحكام مسبقة. فهو يقاوم دافع التحرير، ويثق في قدرة المشاهد على إيجاد المعنى في الصور البسيطة التي يعرضها، ويتماشى هذا الأسلوب الرصدي مع تقاليد السينما التي تسعى إلى الفهم بدلًا من الإدانة. نظرة الكاميرا ثابتة، وغالبًا ما تكون حميمة بشكل مزعج.

يستخدم التصوير السينمائي لعلي آغا أوكتاي خان لقطات مقربة طويلة ومتواصلة، وخاصةً مع رافي. تصبح العدسة بمثابة اعتراف، ملتقطةً وميض الحيرة والشك والكبرياء الذي يرتسم على وجه الصبي وهو يجيب على الأسئلة. لا تقطع الكاميرا المشهد، مما يجبر الجمهور على مشاهدة صراعه الداخلي.

يُؤطَّر هذا التركيز الحميمي باستمرار في إطار البيئة الأكبر. تُبرز اللوحة البصرية تباينًا بين ظلمة المنازل والمدارس الداخلية وضوء التلال الأفغانية القاسي المُبيضّ بفعل الشمس. هذا التجاور يجعل الدراما الإنسانية تبدو بالغة الأهمية وصغيرة في آنٍ واحد، كقصة شخصية تتكشف على مسرح ذي وزن تاريخي هائل.

تُلمّح عناصر بصرية مُحددة، مثل صفوف الأحذية المُرتبة خارج مدخل مدرسة دينية، إلى حجم المشروع الأيديولوجي الجاري.

ويعمل تصميم الصوت بدقة مُماثلة. ضجيج المدينة المُحيط، والريح التي تهب عبر الأراضي الزراعية، والنقرات المعدنية لسلاح يُجمّع، تُضفي إحساسًا ملموسًا بالمكان.

وفي لحظاتٍ مُهمة، يُتلاعب بالمشهد الصوتي لإحداث تأثير؛ فتُضاف أدعية مُهموسة فوق مشاهد غير مُرتبطة، أو يُكتم ضجيج الشارع فجأةً لعزل فتاتين صغيرتين في عاصفة ثلجية، مُضخّمًا ظروفهما البائسة.

إن أهم ما يميز الفيلم هو قربه من المشاهد، إذ يُقدم لمحة نادرة عن آليات الأيديولوجية على مستوى الأسرة. ومع ذلك، يُشكل نهجه المنهجي تحديه الرئيسي. فالإيقاع بطيء عمدًا، مُحاكيًا الإيقاعات الهادئة لحياة من يوثقها.

قد تبدو مشاهد العمل في نقاط التفتيش أو العمل الزراعي رتيبة، ورغم أن هذا قد يكون خيارًا موضوعيًا لغمر المشاهد في واقع الشخصيات المُمل، إلا أنه يُخاطر بتشتيت الانتباه.

كما يتشتت التركيز السردي أحيانًا، مُتجهًا نحو شباب آخرين في دائرة ساميم، تُحاكي قصصهم قصصه، لكنها تفتقر إلى الثقل العاطفي الذي يحمله الشقيقان،

ولا شك أن الفيلم في أوج جاذبيته عندما يُركز على رافي.

يُمثل ساميم خاتمة، بينما يُمثل رافي السؤال المُعلق، وفي مُراقبة تكوينه يجد الفيلم الوثائقي تردده الأكثر إثارة للقلق.

عند مُقارنة أعمال أميني بأفلام أخرى عن أفغانستان، تبرز أعماله بشكل مُتميز. لا يتمتع هذا الفيلم بالطابع الميداني الملحّ لفيلم "خبز وورود"، الذي وثّق الاحتجاجات النسائية، ولا بالرؤية السياسية عالية المخاطر لفيلم "هوليوود جيت"، الذي وثّق استيلاء طالبان على الأصول العسكرية الأمريكية.

أقرب فيلم مشابه له هو فيلم "عن الآباء والأبناء" لطلال ديركي، الذي درس أيضًا تلقين الصبية في منطقة حرب سورية. مع ذلك، يتميز أسلوب أميني. فيلمه أقلّ رعبًا مباشرًا منه، وأكثر رثاءً عميقًا لجيل من الشباب. إنه صورة هادئة وإنسانية عميقة لأفراد عالقين بين الصلاة والصراع، تُشكّلهم قوى بدأوا يفهمونها للتو.

** "كابول، بين الصلوات" فيلم وثائقي عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي يوم 3 سبتمبر 2025. وكان جزءًا من قسم "خارج المسابقة" في المهرجان.

 

موقع "سينماتوغراف" في

18.10.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004