مهرجان كان السينمائي 2024.. حضور عربي متجدد بجيل الشباب
(خاص)
صفوت الدسوقي
بدأ العد التنازلي لانطلاق فعاليات الدورة 77 من عمر مهرجان
كان السينمائي، وهو العرس الفني الكبير الذي ينتظره بشغف شديد صناع السينما
في كل العالم، أملا في مشاهدة أفلام جديدة رائعة في مستوى التكنيك ومبهرة
في محتواها.
وترتفع آمال السينمائيين العرب في هذه الدورة، لا سيما أن
هناك 6 أعمال مميزة تنافس على جوائز المهرجان.
أفلام عربية تشارك في مهرجان كان السينمائي 2024
يوجد 6 أفلام عربية في الدورة 77 لمهرجان
كان السينمائي،
الذي تنطلق فعالياته في الفترة من 14 إلى 26 مايو/أيار المقبل، وتمثل
الأفلام كلا من السعودية، ومصر، والمغرب والصومال، وفلسطين، في مسابقات
المهرجان المختلفة، المعلن عنها وهي:
ـ فيلم "شرق 12"من مصر، للمخرجة هالة القوصي، في مسابقة
"أسبوعي المخرجين"، بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة
شامة، سيناريو وحوار هالة القوصي، وتصوير عبدالسلام موسى، وتدور أحداثه في
موسيقار شاب يتمرد على واقعه.
الفيلم السعودي "نورة" بطولة يعقوب
الفرحان،
وماريا بحراوي، وعبدالله السدحان، ويتناول العمل أحداث قرية نائية في
السعودية خلال تسعينيات القرن الماضي، ويحكي قصة "نورة" التي تتغير حياتها
بوصول معلم جديد للقرية، ويوقظ بداخلها حب الفن، ويعرض الفيلم في قسم "نظرة
ما".
ـ فيلم "إلى أرض مجهولة" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل،
ويتناول قصة صديقين فلسطينيين، "شاتيلا" و"فاتح"، اللذين يجدان نفسيهما
محاصرين في أثينا، محاولين الهرب إلى شمالي أوروبا بحثًاً عن حياة أفضل،
ومع تعقيدات الرحلة وصعوبات الهجرة، يجدان نفسيهما في مواجهة تحدٍّ جديد،
حيث يفقدان المبلغ المالي المخصص للهجرة، وينجرفان في سلسلة من الأحداث غير
المتوقعة.
ـ فيلم "الكل يحب تودة" للمخرج المغربي نبيل عيوش، وبطولة
نسرين الراضي، ويتناول قصة سيدة تحارب من أجل ضمان مستقبل أفضل لابنها
الأصم الأبكم.
ـ الفيلم المصري "رفعت عيني إلى للسماء" إخراج ندى رياض
وأيمن الأمير، يشارك في مسابقة "أسبوع النقاد"، وهو حاصل على دعم صندوق
البحر الأحمر السينمائي.
ـ ويشارك الصومال بفيلم "القرية جوار الجنة" وتم تصوير
أحداثة داخل الصومال، وتدور أحداثه حول عائلة تواجه تحديات في تحقيق
أهدافها الفردية ومواجهة تعقيدات الحياة الحديثة، ويسلط الضوء على مشاعر
الحب والثقة وتأثيرها في توجيه الشخصيات..
بنظرة دقيقة لحجم الوجود العربي في مهرجان كان يتبين أنه
ظاهر وواضح في حجم الأعمال المشاركة، إلا أن عدد الجوائز قليل جدا التي
حصدتها الأعمال العربية، فكيف يرى النقاد الوجود العربي في كان السينمائي
قديما وحديثا.
المشاركة العربية في مهرجان كان السينمائي 2024.. كيف يراها
النقاد؟
يقول الناقد الكويتي الكبير عبدالستار ناجي لـ"العين
الإخبارية" حول المشاركة العربية في مهرجان كان السينمائي: "حتى وقت قريب
كان الحضور الأساسي والممثل للسينما العربية في مهرجان كان السينمائي هو
الراحل الكبير يوسف شاهين، الذي كرم بجائزة السعفة الذهبية تقديرا لمسيرته
ومشواره ومنجزاته السينمائية الخالدة".
واليوم حينما تنطلق أعمال الدورة الـ77 لمهرجان كان
السينمائي في الفترة من 14-25 مايو/أيار الجاري سنكون أمام نقلة كبرى
وأسماء جديدة تمثل جيل الشباب الذين يحملون على عاتقهم حمل السينما العربية
إلى العالم من خلال المهرجان السينمائي الدولي الأهم في العالم حيث مهرجان
كان السينمائي الدولي.
وأضاف: "الحضور العربي في كان هذا العام لا يقتصر على
الأعمال السينمائية، بل على كوكبة من الأسماء المتميزة التى راحت تحتل
موقعها في لجان التحكيم وغيرها من الفعاليات والأنشطة التى تتواصل على مدى
أحد عشر يوما عامرة التنافس على السعفة الذهبية التي تمثل حلم كل صناع
السينما في العالم. ونشير هنا إلى أن السعفة الذهبية الوحيدة التي كانت من
نصيب العرب (كأفضل فيلم) كانت من نصيب الفيلم الجزائري (سنوات الجمر
الحمراء) للمخرج محمد الأخضر حامينا في عام 1975، أما السعفة الذهبية
الخاصة بالراحل الكبير يوسف شاهين فهي جائزة تكريمه عن مشواره، وهكذا الأمر
بالنسبة لفيلم (الأزرق اللون المفضل) فقد ذهبت السعفة لفرنسا (جهة الإنتاج)
وليس للمخرج التونسي الأصل عبداللطيف كشيش".
وواصل عبدالستار ناجي حديثه قائلا: "نعود إلى بيت القصيد..
الحضور السينمائي العربي العالي الكعب للسينما العربية وصناعها في هذا
العام والمتمثل أولا بعدد من المبدعات تتقدمهم المخرجة والممثلة اللبنانية
نادين لبكي التي تشارك في لجنة التحكيم الدولية للمسابقة الرسمية والتي
تترأسها المخرجة الأمريكية غريتا جيرويج (صاحبة فيلم باربي)، ونادين قدمت
في كان عددا من أعمالها ومنه فيلم (وهالق لوين) بالإضافة لمسيرتها العامرة
بالإنجازات، ومنها سكر بنات وكفر ناحوم وغيرها، كما ترأست لجنة تحكيم
تظاهرة أفلام (نظرة ما).. التي تشارك بها هذا العام المخرجة المغربية أسماء
المدير التي قدمت في العام الماضي في ذات التظاهرة فيلم (كذب أبيض) وهي
تعود إلى كان هذا العام وفي رصيدها حفنة من الجوائز المهمة".
ومن الأسماء العربية التي تحل في لجنة التحكيم هناك الممثلة
المغربية الأصل (بلجيكية الجنسية) لبنى زبال التي ستترأس لجنة تحكيم
الأفلام القصيرة.
واستكمل ناجي حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلا: "أما
الأفلام العربية التي جاءت ضمن الاختيارات الرسمية فنشير إلى الفيلم
السعودي (نورة) للمخرج توفيق الزايدي وهي المرة الأولى التي يتم بها اختيار
فيلم سعودي ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي. وكان
الفيلم قد عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر. وهو من بطولة
عبدالله السدحان ويعقوب الفرحان وماريا بحراوي وقد صور الفيلم في منطقة
العلا. وسيعرض الفيلم في تظاهرة نظرة ما (وهي التظاهرة الثانية من حيث
الأهمية بعد المسابقة الرسمية)".
وأضاف: "من الصومال وللمرة الأولى ضمن الاختيارات الرسمية
وفي ذات التظاهرة يطل علينا فيلم (القرية جوار الجنة) للمخرج مو هراوي،
وهذا المخرج صاحب الكثير من الإنجازات على صعيد الأفلام القصيرة ونتذكر له
فيلمه (الحياة في القرن) ونال عنه جائزة التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج
السينمائي 2021.
وأكد ناجي: "ضمن تظاهرة (كان الأولى) -الأفلام التي تعرض
للمرة الأولى- الفيلم المغربي "الجميع يحب تودا" للمخرج المغربي القدير
نبيل عيوش صاحب التاريخ الطويل في كان، ونتذكر له (ياخيل الله) 2012
و(الزين اللي فيك) 2015 و(علي صوتك) 2021 وهي المرة الرابعة التي يحط بها
رحاله في كان وضمن الاختيارات الرسمية. ونشير هنا إلى أن زوجته المخرجة
والممثلة مريم توزاني هي الأخرى دائمة الحضور كمخرجة وأيضا في لجان التحكيم".
قال: "وضمن الأصول العربية وضمن المسابقة الرسمية هناك
المخرج السوري الأصل البرازيلي الجنسية كريم عينوز بفيلم (فندق الواجهة)،
ومن مصر هناك في تظاهرة (أسبوع النقاد) فيلم (رفعت عيني للسما) للثنائي ندى
رياض وأيمن الأمير، ونشير إلى أن تظاهرة (أسبوع النقاد) باتت محطة أساسية
للأفلام المصرية، ونشير إلى عدد منها مثل (ريش) لعمر الزهيري 2019 و(عيس)
لمراد مصطفى 2021".
وتابع: من المغرب ضمن أسبوع النقاد الفيلم المغربي (البحر
البعيد) للمخرج سعيد حميش وهو معروف كمنتج (أنتج أكثر من 40 فيلما)، وضمن
تظاهرة (أسبوع المخرجين) تحط السينما المصرية رحالها في فيلم (12 شرق)
للمخرجة هالة القوصي، ونتذكر لهالة فيلمها الطويل زهرة الصبار 2017، ومن
فلسطين فيلم (إلى أرض مجهولة) للمخرج مهدي فليفل وسيعرض الفيلم ضمن مسابقة
(أسبوع المخرجين)، وفي ذات التظاهرة الفيلم الجزائري القصير (بعد الشمس)
للمخرج ريان مكيردي وهو عمله الروائي الأول".
واختتم عبدالستار ناجي حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلا:
"يبقى أن نقول إن السينما العربية في مهرجان كان السينمائي الدولي حاضرة
بجيل من الشباب الذين يشكلون رهانات متجددة لمستقبل السينما العربية
الجديدة".
أفلام عربية منوعة في مهرجان كان السينمائي 2024
يقول الناقد المصري أحمد النجار لـ"العين الإخبارية": "توجد
6 أفلام منوعة وهو عدد ليس قليلا، توجد أفلام قصيرة وأفلام تعرض في قسم
(نظرة ما) وفيلم للمغربي نبيل عيوش خارج المسابقة".
وأضاف: "أتصور أن الأفلام القصيرة هي التي حفظت ماء وجه
السينما العربية في الدورات السابقة، بالجوائز التي حصلت عليها منها فيلم
(16) للمخرج سامح علاء، والذي حصد سعفة كان الذهبية، وفيلم "ريش" الذي أحدث
صدى واسعا بالمهرجان، وفيلم اشتباك للمخرج محمد دياب والذي بسببه أصبح عضوا
في أكاديمية الصورة التي تقدم جوائز الأوسكار في نيويورك".
وتابع النجار: "ولا يتوقف التواجد العربي في كان عند
التمثيل فقط، ولكن على مستوى الإنتاج أيضا وأكبر دليل على ذلك فيلم افتتاح
المهرجان في دورته السابقة والذي قام ببطولته براد بيت كان من إنتاج مؤسسة
البحر الأحمر".
وأوضح النجار أن السينما العربية شهدت طفرة كبيرة في
السنوات الماضية، وظهر جيل جديد قادر على مواكبة التطور والاقتراب من
موضوعات شائكة، وسجلت السينما السودانية حضورا قويا في كان من خلال تجارب
مهمة منها فيلم "وداعا جوليا" وفيلم "ستموت في العشرين" وفيلم "الأشجار
تموت واقفة" للمخرج صهيب ياسين، هذا بالإضافة إلى أن السينما المصرية حاضرة
دائما في كان وشاركت بأفلام مهمة منها "شباب امرأة".
أفلام عربية سجلت حضورا لافتا في مهرجان كان السينمائي
لم تتخلف السينما العربية عن مهرجان كان السينمائي، وشارك
عدد كبير من الأفلام في هذه التظاهرة الفنية الرائعة خلال السنوات السابقة
وفي السطور التالية تلقي "العين الإخبارية" الضوء على أبرز هذه الأفلام:
ـ فيلم "دنيا" مصري ومن إنتاج عام 1949، من إخراج محمد كريم
وبطولة راقية إبراهيم، أحمد سالم، سليمان نجيب، دولت أبيض، فاتن حمامة،
نادية.
ـ فيلم "ليلة غرام" إنتاج 1951 وهو بطولة زينب صدقي وزوزو
نبيل وزوزو حمدي الحكيم وسناء سميح وسعيد أبوبكر ومحمد عبدالمطلب، ومن
إخراج أحمد بدر خان.
ـ فيلم "ابن النيل" بطولة فاتن حمامة وشكري سرحان ويحيى
شاهين، ومن إخراج يوسف شاهين.
ـ فيلم "شباب امرأة" بطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان ومن
إخراج صلاح أبوسيف وإنتاج عام 1956.
ـ فيلم "الأرض" تم ترشيحه لنيل جائزة السعفة الذهبية
لمهرجان كان السينمائي، وهو بطولة محمود المليجي، عزت العلايلي، نجوى
إبراهيم، يحيى شاهين، توفيق الدقن، وصلاح السعدني، ومن إخراج يوسف شاهين.
ـ فيلم "الحرام" من إخراج هنري بركات، وبطولة فاتن
حمامة وزكي
رستم وعبدالله غيث.
ـ فيلم "العصفور" إنتاج 1967 وإخراج يوسف شاهين، وبطولة
محسنة توفيق ومحمود المليجي.
ـ فيلم "اليوم السادس" إنتاج 1987 ومن إخراج يوسف شاهين
وبطولة داليدا، وحسن محيي الدين وشويكار.
ـ فيلم "المصير" إنتاج 1997، ومن إخراج يوسف شاهين وبطولة
نور الشريف، ليلى علوي، محمود حميدة، صفية العمري، محمد منير، وخالد النبوي.
ـ فيلم "بعد الموقعة" إنتاج 2012 ومن إخراج يسري نصر الله،
وﺗﺄﻟﻴﻒ عمر شامة، ومن بطولة باسم سمرة، منة شلبي، سلوى محمد على، فرح، ناهد
السباعي.
ـ فيلم "اشتباك" إنتاج 2016 نيللي كريم وطارق عبدالعزيز
وهاني عادل وأحمد مالك وتم اختياره رسميا لافتتاح مسابقة "نظرة ما" في
مهرجان كان السينمائى 2016.
ـ فيلم "يوم الدين" إنتاج 2018، تأليف وإخراج أبوبكر شوقي
وبطولة راضي جمال وشهيرة فهمي وشهاب إبراهيم ومحمد عبدالعظيم وأسامة
عبدالله وأحمد عبدالحافظ.
ـ الفيلم المغربي "كلاب الصيد" للمخرج كمال لزرق.
ـ الفيلم السوداني "وداعا جوليا" للمخرج محمد كردفاني،
والذي يعد أول فيلم سوداني يقع عليه الاختيار في مهرجان كان عبر التاريخ.
ـ الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" إخراج أمجد أبوالعلا
وتدور أحداثه حول طفل يتنبأ له بأنه سيموت في العشرين من عمره مما يجعل
الأبوين يمران بظروف وأفكار صعبة ويحاولان السيطرة عليه، ترى ماذا يحدث
عندما يصل هذا الطفل إلى سن العشرين.
ـ الفيلم التونسي"بنات ألفة" تنافس على جائزة السعفة
الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وحصل على جائزة العين الذهبية. ورشح
الفيلم أيضاً لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل، وهو بطولة هند صبري ومن
إخراج وتأليف كوثر بن هنية. |