أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة رقم 77 من مهرجان كان
السينمائي، الحدث السينمائي الأكبر والأهم والقبلة الأولى لأكبر وأهم صناع
السينما حول العالم، والبوابة التي عبرت منها أفلام مثل “سائق التاكسي”
Taxi Driver،
و”الحياة الحلوة”
La Dolce Vita،
و”قلب برّيّ”
Wild at Heart،
و”نسف”
Blowup
وغيرها الكثير. يضم مهرجان كان هذا العام أسماء كبيرة في عالم السينما
تتنافس على جائزته المرموقة السعفة الذهبية الشهيرة. نستعرض في هذا التقرير
أهم ستة أفلام في المسابقة الرسمية للمهرجان الفرنسي.
المدينة الكبرى
Megalopolis
واحد من أكثر الأفلام المنتظرة على الإطلاق، فيلم المخرج
الأسطوري فرانسيس فورد كوبولا، صاحب عدد من الأيقونات السينمائية الخالدة،
وأشهرها ثلاثية الأب الروحي، والفائز بالسعفة الذهبية مرتين، الأولى عام
عام 1974 عن فيلم
“المحادثة”
The Conversation،
والثانية عام 1979 عن فيلم “القيامة الآن”
Apocalypse Now.
بدأ كوبولا التحضير لهذا الفيلم منذ عقود طويلة حيث كتب نسخته الأولى في
ثمانينيات القرن العشرين ولكن تعثر المشروع بسبب التمويل، ثم عاود المحاولة
في بداية الألفية، ولكن تعثر المشروع مرة أخرى بعد هجمات الحادي عشر من
سبتمبر عام 2001، وأخيرًا قرر كوبولا تمويل الفيلم بنفسه بميزانية يقال
إنها بلغت 120 مليون دولار.
تدور أحداث الفيلم في مدينة خيالية تشبه نيويورك، تتعافى من
كارثة لحقت بها. فيما مهندس معماري طموح، يلعب دوره آدم درايفر، لديه رؤية
لإعادة بناء المدينة وتحويلها إلى مدينة مثالية، ولكنه يدخل في صراع مع
محافظ المدينة.
بذرة التينة المقدسة
The Seed of the Sacred Fig
بعد ثلاث مشاركات مختلفة في مسابقة “نظرة ما” بمهرجان كان،
يعود المخرج الإيراني الشهير محمد رسولوف ولكن هذه المرة للمنافسة في
المسابقة الرسمية بفيلمه
The Seed of the Sacred Fig.
كان رسولوف قد دُعي إلى المشاركة في لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما في دورة
العام الماضي، لكنه لم يتمكن من الحضور بسبب حظر السفر الذي تفرضه عليه
الحكومة الإيرانية. رسولوف معروف بجرأته في تناول القضايا الاجتماعية
والسياسية في أعماله، وآخرها فيلم “لا شر هناك”
There Is No Evil
الفائز بجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي.
لا تزال حبكة فيلم رسولوف الجديد غير معروفة، ولا تتوفر أي
معلومات عما إذا كان رسولوف سيحضر المهرجان أم لا.
إميليا بيريز
Emilia Perez
يعود المخرج الفرنسي الكبير جاك أوديار إلى مهرجان بلاده
بأحدث أفلامه “إيميليا بيريز”
Emilia Perez،
الذي يخرج فيه عن مساحته المألوفة وهي الأعمال الدرامية الجريئة، ليقدم
كوميديا موسيقية.
تلعب زوي سالدانا دور البطولة في شخصية ريتا وهي محامية لا
تحظى بالتقدير، والتي تتلقى عرضًا غير متوقع لتساعد رئيس الكارتيل المخيف
في المكسيك على التقاعد من عمله والاختفاء إلى الأبد من خلال أن يصبح
المرأة التي طالما حلم بأن يكونها. حبكة غريبة تشارك في بطولتها سيلينا
جوميز، بمزيج من الفكاهة وحوار أوديار الحاد والمميز، من المؤكد أن فيلم
أوديار، الفائز بجائزة السعفة الذهبية عام 2015 عن فيلمه “ديبان”
Dheepan،
سيكون أحد أبرز عناوين كان لهذا العام.
أنواع من اللطف
Kinds of Kindness
يعود المخرج اليوناني الشهير يورجوس لانثيموس إلى مهرجان
كان بفيلمه الأحدث “أنواع من اللطف”
Kinds of Kindness.
وهو فيلمه الرابع الذي ينافس به على السعفة الذهبية للمهرجان.
في عام 2009 فاز بجائزة نظرة ما عن فيلمه “ناب الكلب”
Dogtooth،
ثم جائزة لجنة التحكيم عام 2015 عن فيلم “الكركند”
The Lobster،
وبعد ذلك بعامين في 2017 فاز بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم “أن تقتل غزالًا
مقدسًا”
The Killing of a Sacred Deer.
يدور فيلم
Kinds of Kindness
حول ثلاث قصص مختلفة، الأولى عن رجل يحاول السيطرة على حياته، والثانية عن
شرطي يشعر بالقلق لأن زوجته التي اختفت في البحر عادت ويبدو أنها شخص
مختلف، والثالثة عن امرأة تسعى للعثور على شخص محدد يتمتع بقوة خاصة ومقدر
له أن يصبح قائدًا روحيًا. ما يبدو معه أن الفيلم يحمل مزيج لانثيموس
المميز من الكوميديا السوداء والتشريح الاجتماعي واستكشاف العلاقات
الإنسانية. الفيلم من بطولة إيما ستون، وهانتر شافر وجيسي بليمونز وويليم
دافو.
بارثينوبي
Parthenope
للمرة السابعة يعود المايسترو الإيطالي باولو سورينتينو
للمنافسة على سعفة كان الذهبية بفيلمه الجديد “بارثينوبي”
Parthenope.
يعد سورينتينو، المعروف باستكشافه للجمال والحالة الإنسانية
في أطوارها المختلفة، بتصوير مذهل بصريًا لمدينة نابولي وروحها.
كلمة
Parthenope
هي الاسم القديم لمدينة نابولي. والفيلم دراسة شخصية ولد بطلتها في نابولي
في خمسينيات القرن العشرين وسميت على اسم المدينة نفسها.
يضم طاقم الفيلم كل من غاري أولدمان، وإيزابيلا فيراري،
وستيفانيا ساندريلي. ومن المتوقع أن يكون فيلم
Parthenope
بمثابة رسالة حب سينمائية إلى نابولي وشعبها وسيمفونية الحياة الحلوة
والمرة التي تعزف تحت شمس البحر الأبيض المتوسط.
أوه كندا
Oh Canada
يرحب مهرجان كان السينمائي لهذا العام بعودة المخرج المخضرم
بول شرادر الذي يشارك بفيلمه “أوه كندا”
Oh Canada،
في المسابقة الرسمية للمهرجان. يمثل الفيلم التئام شمل شرادر وريتشارد جير
بعد نحو أربعين عامًا من تعاونهما في فيلم
American Gigolo
الشهير قبل أربعة عقود.
في فيلمه الجديد، يلعب جير شخصية ليونارد فايف، مخرج
الأفلام الوثائقية الأمريكي الذي فر إلى كندا متهربًا من التجنيد خلال حرب
فيتنام. وفي خريف عمره، يواجه ليونارد حربًا ضد السرطان في مونتريال،
ويوافق على إجراء مقابلة أخيرة مع الصحافة شريطة وجود زوجته المنفصلة عنه
إيما (أوما ثورمان) وتلميذه المخلص مالكولم (مايكل إمبريولي) إلى جانبه.
وتصبح المقابلة منصة للاعتراف يكشف من خلالها ليونارد النقاب عن أسرار
قديمة يمكن أن تحطم صورته في عيون المقربين منه. يعد فيلم
Oh Canada
مزيجا رائعًا من الدراما الشخصية والتأمل في حقبة تاريخية مضطربة. |