أعلن تييري فريمو، المدير الفني لمهرجان كان السينمائي
الدولي، عن التشكيلة التي يتضمنها البرنامج الرسمي للدورة الـ77 من
المهرجان التي ستنطلق عروضها في الـ14 وتختتم في الـ25 من مايو القادم.
تتضمن “المسابقة الرسمية” التي تتنافس أفلامها على جائزة
“السعفة الذهبية” وجوائز أخرى، 19 فيلما وإن كان من المتوقع إضافة فيلمين
إليها خلال الأسابيع القادمة. وتفتتح الدورة بالفيلم الفرنسي للمخرج
البلجيكي كوينتين ديبيو “الفصل الثاني” الذي سيعرض خارج المسابقة.
أول ما يلفت النظر في أفلام المسابقة الحضور الكبير لعدد من
المخرجين المرموقين في عالم الإخراج السينمائي مثل فرنسيس كوبولا ويوغوس
لانثيموس، وديفيد كروننيرغ، وبول شرايدر، والصيني جيا جيان كي، والفرنسي
جاك أوديار، والإيطالي باولو سورينتينو، والبريطانية أندريا أرنولد،
والروسي كيريل سربرينيكوف. ومعظم هؤلاء المخرجين سبق لهم الفوز بجائزة أو
أكثر في مهرجان كان.
وكما توقع موقع “عين على السينما” ونشرنا ذلك مبكرا، سوف
يشارك فيلم كوبولا الجديد “ميغالوبوليس”
Megalopolis
في المهرجان رغم التقارير التي كانت تشير إلى أن الفيلم ليس جاهزا بعد، إلا
أننا لم نكن نتوقع أن يعرض كوبولا فيلمه في المسابقة الرسمية، بل أن يقتدي
بما جرى عليه العرف بين كبار المخرجين وهو ما فعله سكورسيزي العام الماضي
عندما عرض فيلمه “قتلة قمر الزهور” خارج المسابقة، لكي يترك فرصة التنافس
على الجوائز لأجيال أصغر من المخرجين، خصوصا وأن كوبولا من المخرجين
القلائل الذين حصلوا على السعفة الذهبية مرتين من قبل، عن “المحادثة” عام
1974، ثم عن “سفر الرؤية الآن” عام 1979.
ولكن الواضح أن كوبولا أراد العودة إلى المسابقة لعله يحقق
ما لم يحققه أحد من قبل ويفوز للمرة الثالثة بالسعفة الذهبية، الأمر الذي
يمكن أن يثير اهتمام الموزعين لفيلمه الجديد الذي أنتجه بنفسه على نفقته
الخاصة وتكلف 120 مليون دولار ولكنه لم يحصل حتى هذه اللحظة على فرصة عملية
لتوزيعه من طرف أي شركة للتوزيع، داخل أو خارج الولايات المتحدة، وبالتالي
لم يتحدد له تاريخ للعرض العام.
الفيلم الجديد من نوع “الخيال العلمي” ويدور في المستقبل
على غرار فيلمي “كثيب”، ويصور صراعا بين دعاة التجديد والحلم بتشييد أنماط
معمارية جديدة تليق بالعصر الجديد، ودعاة التشبث بالتقليد القديم، الذي
يقوم أيضا على كل قيم الفساد التي أدت أصلا إلى نهاية العالم. وليست هناك
معلومات كثيرة عن الفيلم الذي يقوم ببطولته آدم درايفر أمام عدد من
الممثلين مثل ناتالي إيمانويل وجيانفرانكو إيبوسيتو، وشيا لوبوف، وجون
فويت، وتاليا شاير (شقيقة كوبولا)، وداستين هوفمان (في دور صغير). وإن كان
ينقصه وجود اسم كبير لنجمة سينمائية شابة مثل جنيفر لورانس كان من الممكن
أن تفتح شهية الموزعين أكثر!
إلا أن فرصة وجود عدد من ألمع نجوم السينما الأمريكية حاضرة
في كان بقوة، أولا من خلال الفيلم الجديد للمخرج وكاتب السيناريو الكبير
بول شرايدر الذي يعود إلى كان بفيلمه “أوه.. كندا” عن رواية راسل بانكس
“الفرصة الضائعة”، ومن بطولة ريتشارد غير
(في
أول تعاون له مع شرايدر منذ فيلمهما “زير نساء أمريكي”
American Gigolo- 1980)،
مع أوما ثيرمان، ومايكل امبرويولي.
وستحضر أيضا إيما ستون التي فازت بحائزة الأوسكار هذا العام
عن فيلم يوغروس لانثيموس “كائنات بائسة”، مع الفيلم الجديد من إخراج
لانثيموس أيضا وهو فيلم “نوع من اللطف”
Kind of Kindness
يشاركها بطولته وليم دافو الذي شاركها بطولة الفيلم السابق. ويروي الفيلم
ثلاث قصص تدور حول مأزق الاختيار الإنساني ولكن في سياق كوميدي عبثي على
غرار أفلام مخرجه المعروفة.
أما فيلم
Parthenope
(بارثينوب) لباولو سورينتينو، فهو من بطولة غاري أولدمان وستيفانيا
ساندريللي وسيلفيو اورلاندو، ومعنى عنوان الفيلم في الميثولوجيا الإغريقية،
هو الكائن الهجين، عادة يكون لأنثى لها رأس امرأة وجسد طائر. والفيلم من
الإنتاج الإيطالي- الفرنسي المشترك.
ويعود المخرج الكندي الكبير كروننبرغ إلى مسابقة كان بفيلم
جديد من أفلام “الرعب” بعنوان “الأكفان”
The Shrouds
من بطولة فنسنت كاسيل وديان كروغر وغاي بيرس. ويصور الفيلم مساعي رجل أعمال
توفيت زوجته، لابتكار وسيلة تساعد الإنسان على الاتصال بأحبائهم الموتى.
وقد وصف فنسنت كاسيل الفيلم بأنه “أكثر أفلام كروننبرغ ذاتية”.
وهناك فيلم آخر مصنف من أفلام الرعب هو الفيلم الفرنسي
الناطق بالإنجليزية “المادة”
The Sunstance
للمخرجة كارولي فارجيت، ومن بطولة ديمي مور ومارغريت كوايلي، وراي ليوتا
(وهو آخر ظهور له في فيلم قبيل وفاته في 26 مايو 2022).
ومن الأفلام المنتظرة بقوة في كان، الفيلم الجديد للمخرج
الدنماركي، الإيراني الأصل، “علي عباسي” الذي سبق أن قدم التحفة السينمائية
“الحد الفاصل
” Border
في تظاهرة “نظرة ما” قبل سنوات، وسيعود بفيلم ينتظر أن يثير اهتمام الصحافة
الأمريكية ونقاد الولايات المتحدة بوجه خاص، هو فيلم “المتدرب”
The Apprentice
وهو أيضا ناطق بالإنجليزية من بطولة سباستيان ستان الذي يقوم بدور دونالد
ترامب عندما كان يعمل في مجال العقارات في السبعينيات والثمانينات أي قبل
أن ينتقل إلى عالم السياسة!
ويعود المخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز إلى
المسابقة مجددا
(كان
قد شارك العام الماضي بفيلم الجمرة”
Fireband)
بفيلمه الجديد “موتيل ديستينو”
Motel Destino،
وهو فيلم برازيلي تماما،ناطق بالبرتغالية، وقد وصفه في مقابلة صحفية بأنه
يروي قصة حب بين شاب يناضل ضد النظام المتعسف القاسي الذي يري موته، وامرأة
تتصدى للهيمنة الذكورية الأبوية على حياتها. ووصفت مجلة فاريتي الفيلم بأنه
يحتوي على جرعة كبيرة من الإيروتيكية التي ميزت أفلام عينوز السابقة.
من بريطانيا تشارك في المسابقة الرسمية المخرجة الإنجليزية
أندريا أرنولد- 63 سنة (التي سبق أن فاز فيلمها “عسل أمريكي” بجائزة لجنة
التحكيم في كان- 2016)، بفيلم جديد هو “طائر”
Bird
بطولة باري كيوغان الذي سبق أن تألق في “ساحرات إيشيرين”.
في المسابقة 5 أفلام فرنسية بشكل واضح أي لمخرجين فرنسيين،
وعدد آخر من الأفلام التي يدخل فيها العنصر الفرنسي في التمويل والإنتاج
مثل فيلم المخرج الروسي كيريل سيربرينيكوف “لينوموف: انشودة إيدي”
Limonov: The Ballad of Eddie
عن الكاتب والشاعر الروسي إدوارد لينوموف الذي غادر الاتحاد السوفيتي في
1974 وحقق شهرة كبيرة في فرنسا والولايات المتحدة قبل عودته إلى روسيا في
1991 حيث أسس حزبا أطلق عليه “الحزب البلشفي القومي” تم حظره في 2007 وحل
مكانه حزب “روسيا الأخرى”. ويقوم بدوره في الفيلم الممثل الأمريكي “بن
ويشو”، مع عدد من الممثلين الفرنسيين.
أما قلة الحضور الأمريكي عما كان معتادا في السابق، فيرجع
إلى تأخر استكمال العمل في أفلام كثيرة بسبب الإضرابات التي شهدتها هوليوود
في العام الماضي، كذلك إلى أن كثيرا من المنتجين أصبحوا يفضلون عرض أفلامهم
الجديدة قبيل موسم الجوائز (الأوسكار وغولدن غلوب تحديدا) في مهرجاني
فينيسيا وتورنتو، أي قبل أن تنطلق عروضها العامة في دور السينما مباشرة.
ويعوض ذلك وجود فيلمي كوبولا وشرايدر في المسابقة، مع فيلم
أمريكي ثالث هو “أنوره”
Anora
لشون بيكر، ومن بطولة ميكي ماديسون التي تقوم بدور عاهرة في سياق كوميدي،
وقد صور في نيويورك ولوس أنجليس، وهو غالبا من الأفلام الأمريكية المستقلة
المحدودة الميزانية، وقد تحدد تاريخ عروضه الأمريكية في أكتوبر القادم.
ويجب أن نعلم أن فيلم لانثموس من الإنتاج الأيرلندي- البريطاني، ولديه موزع
أمريكي. ومن المقرر أن تبدأ عروضه العامة، أولا في دور العرض البريطانية في
28 يونيو.
وهناك خارج المسابقة فيلمان من أفلام هوليوود الشعبية هما
“فيوريوسا: ملحمة ماكس المجنون” لجورج ميللر، وفيلم “أفق (هورايزوون):
ملحمة أمريكية” لكيفن كوستنر. كما يتوقع حضور نيكولاس كايج عرض فيلمه
الجديد
The Surfer
وهو من الإنتاج الأسترالي- الأمريكي وتدور أحداثه في أستراليا وهو من نوع
“الثريللر” أي الفيلم البوليسي المثير لذلك ضمه فريمو الى قسم “أفلام منتصف
الليل”!
وقد أعلن (حتى الآن) عن 15 فيلما فقط في تظاهرة “نظرة ما”
(يتوقع أن ترتفع إلى 20 فيلما)، ولعل ما يلفت النظر فيها هو مشاركة فيلم
سعودي لأول مرة على الإطلاق بمهرجان كان هو فيلم “نورة” للمخرج توفيق
الزايدي، وكان هذا الفيلم قد عرض بمسابقة مهرجان البحر الأحمر ونال جائزة،
ومعروف أن كان يهتم عادة بعرض الأفلام عروضا عالمية أولى، لكن هذا الاختيار
يعكس رغبة المهرجان في تشجيع الاهتمام الكبير الحالي بتنشيط السينما في
المملكة العربية السعودية بعد أن كانت محظورة لعدة عقود، سواء على مستوى
الإنتاج أو العروض، والآن توسعت السعودية في إنشاء قاعات للعرض السينمائي،
كما أنتجت وساهمت في إنتاج عدد كبير من الأفلام، ونتوقع أن يكون هناك حضورا
سعوديا كبيرا في هذه الدورة. وتدور أحداثه في الثمانينيات، ويروي قصة
‘نورة’، التي تجسِّد دورها ماريا بحراوي، وهي فتاةٌ طموحةٌ وحالمةٌ، تحبُّ
الحياة والفن على الرغم من عدم توفر الفرص الفنية المتاحة أمامها.
ومن الأفلام التي لفتت النظر في البرنامج الرسمي، تحديدا
ضمن “العروض الخاصة” فيلم بعنوان “جمال غزة”
The Beauty of Gaza
للمخرجة يولاند زوبرمان
Yolande Zauberman،
صورته قبل اندلاع الحرب القائمة هناك، وموضوعه يدور حول مجموعة من
الفلسطينيات المتحولات جنسيا يعبرن الحدود إلى إسرائيل ويتوجهن إلى تل أبيب
لكي ينالوا حريتهن (!!)، وهو في رأيي اختيار غير صائب للغاية، كونه لا
يتناسب، لا مع المهرجان، ولا مع الأحداث الجارية.
ويعرض خارج المسابقة، في تظاهرة “العروض الأولى” ضمن 6
أفلام، الفيلم الجديد للمخرج المغربي- الفرنسي نبيل عيوش “الجميع يحبون
توده”، وفي نفس القسم هناك فيلم الفرنسي ليون كراكس الجديد “ليس هذا أنا”،
وفيلم “البؤس”
Misericorde
للمخرج آلان جيوردي.
وقد اعلن المهرجان منح المنتج والمخرج الأمريكي جورج لوكاس
السعفة الذهبية التقديرية اعترافا وتقديرا لمسرته الويلة في تطوير العمل
السينمائي وانجازه الكبير في مجال السينما، وذلك في حفل الختام يوم 25 مايو
المقبل.
وهنا قائمة كاملة بكل افلام المهرجان::
فيلم الافتتاح
“Second Act,” Quentin Dupieux
المسابقة
“All We Imagine as Light,” Payal Kapadia
“Anora,” Sean Baker
“Bird,” Andrea Arnold
“Caught by the Tides” (“Feng Liu Yi Dai”), Jia Zhang-Ke
“Emilia Perez,” Jacques Audiard
“Grand Tour,” Miguel Gomes
“Kinds of Kindness,” Yorgos Lanthimos
“L’Amour Ouf,” Gilles Lellouche
“Limonov: The Ballad,” Kirill Serebrennikov
“Marcello Mio,” Christophe Honore
“Megalopolis,” Francis Ford Coppola
“Motel Destino,” Karim Ainouz
“Oh Canada,” Paul Schrader
“Parthenope,” Paolo Sorrentino
“The Apprentice,” Ali Abbasi
“The Girl With the Needle,” Magnus von Horn
“The Shrouds,” David Cronenberg
“The Substance,” Coralie Fargeat
“Wild Diamond” (“Diamant Brut”), Agathe Riedinger
نظرة ما
“Armand,” Halfdan Ullman Tondel
“Black Dog” (“Gou Zhen”), Guan Hu
“The Damned” (Les Damnes”), Roberto Minervini
“L’Histoire de Souleymane,” Boris Lojkine
“Le Royaume,” Julien Colonna
“My Sunshine” (“Boku No Ohisama”), Hiroshi Okuyama
“Norah,” Tawfik Alzaidi
“On Becoming a Guinea Fowl,” Rungano Nyoni
“Santosh,” Sandhya Suri
“September Says,” Ariane Labed
“The Shameless,” Konstantin Bojanov
“Viet and Nam,” Truong Minh Quy
“The Village Next to Paradise,” Mo Harawe
“Vingt Dieux!,” Louise Courvoisier
“Who Let the Dog Bite?” (“Le Proces du Chien”), Laetitia
Dosch
خارج المسابقة
“Furiosa: A Mad Max Saga,” George Miller
“Horizon, an American Saga,” Kevin Costner
“Rumours,” Evan Johnson, Galen Johnson, Guy Maddin
“She’s Got No Name,” Chan Peter Ho-Sun
كان برميير (العروض الأولى)
“C’est Pas Moi,” Leos Carax
“En Fanfare” (“The Matching Bang”), Emmanuel Courcol
“Everybody Loves Touda,” Nabil Ayouch
“Le Roman de Jim,” Arnaud Larrieu and Jean-Marie Larrieu
“Misericorde,” Alain Guiraudie
“Rendez-Vous Avec Pol Pot,” Rithy Panh
عروض منتصف الليل
“I, the Executioner,” Seung Wan Ryoo
“The Balconettes” (“Les Femmes au Balcon”), Noemie
Merlant
“The Surfer,” Lorcan Finnegan
“Twilight of the Warrior Walled In,” Soi Cheang
عروض خاصة
“Apprendre,” Claire Simon
“The Beauty of Gaza” (“La Belle de Gaza”), Yolande
Zauberman
“Ernest Cole, Lost and Found,” Raoul Peck
“L’Invasion,” Sergei Loznitsa
“Le Fil,” Daniel Auteuil |