مهرجان كان يختار مخرجة باربي رئيسة لتحكيم دورته المقبلة
غريتا غيرويغ ترسخ اسمها في السينما الأميركية والمحافل
العالمية.
باريس
- ستكتسي
السجادة الحمراء لمهرجان كان في السنة المقبلة باللون الوردي، إذ اختيرت
لترؤس لجنة التحكيم في دورته السابعة والسبعين مخرجة “باربي” غريتا غيرويغ
التي تقدّمت إلى الواجهة بعد النجاح التجاري الواسع صيفاً لفيلمها عن
الدمية الشهيرة، وتُعدّ من أبرز وجوه سينما المؤلف الأميركية.
وتتولى المخرجة والممثلة وكاتبة السيناريو البالغة 40 عاما
رئاسة لجنة التحكيم في المهرجان الذي سيقام من 14 إلى 25 مايو 2024 خلفا
للسويدي روبن أوستلوند الذي منحت اللجنة برئاسته السعفة الذهبية هذه السنة
لفيلم “أناتومي دون شوت”.
وأوضح المهرجان في بيان أن غيرويغ ستكون أول مخرجة أميركية
تتولى هذا الدور. وسيضفي إسناد المهمة إليها نفحة شبابية على المهرجان، إذ
لم يسبق أن كانت رئاسة لجنة من نصيب أحد بمثل هذه السن منذ أن شغلتها صوفيا
لورين عام 1966 عندما كانت في الحادية والثلاثين.
غيرويغ ستكون أول مخرجة أميركية تتولى هذا الدور. وسيضفي
إسناد المهمة إليها نفحة شبابية على المهرجان
ووصف المهرجان المخرجة بالقول “في أقل من خمسة عشر عامًا،
رسخت غريتا غيرويغ اسمها في السينما الأميركية والعالمية. هي من سكان
نيويورك، سلكت المرأة التي حلمت بأن تصبح كاتبة مسرحية طريقًا فريدًا،
متسقًا بقدر ما كان محفوفًا بالمخاطر، وهو ما مثل لها صعودًا نيزكيًا”.
وتابع “سواء أكان اخراجها أم كتابتها أم إنتاجها، يتناول
إنتاجها الفني موضوعات مهمة، مثل الألم العائلي والانتقال إلى مرحلة البلوغ
والخوف من الانحطاط الاجتماعي وولادة المهنة الفنية، من خلال شخصيات حرة،
هشة وهامشية أحيانًا ولكنها حازمة”.
وغريتا غيرويغ هي كذلك أول امرأة يُعهَد إليها بهذا المنصب
المرموق منذ الممثلة كيت بلانشيت عام 2018، إذ مازال الرجال يغلبون عليه مع
بعض الاستثناءات البارزة، كجاين كامبيون أو إيزابيل أوبير.
ونقل بيان للمهرجان عن غيرويغ قولها “أنا أحب الأفلام
كثيرا”. وأضافت “أحب إخراجها، وأحب مشاهدتها، وأحب التحدث عنها لساعات.
وباعتباري من عشاق السينما ظل مهرجان كان بالنسبة إلي ذروة ما يمكن أن
تمثله اللغة العالمية للأفلام”.
وبإعلانه في ديسمبر الماضي اختيار مخرجة بارزة لترؤس لجنة
التحكيم فيه، سحب أكبر مهرجان سينمائي في العالم البساط من تحت مهرجان
برلين الذي سيقام في فبراير المقبل.
وأعلن المهرجان الألماني الاثنين إسناد رئاسة لجنة التحكيم
في دورته المقبلة إلى الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو البالغة 40
عاما أيضا، مما يجعلها أول امرأة سوداء تتولى هذه المهمة.
وشكّل الإعلان عن ترؤس غيرويغ لجنة تحكيم مهرجان كان بداية
مبكرةً جدا للضجة المتعلقة به، سبقت حتى بدء السباق إلى جوائز الأوسكار
التي أرجئ احتفال توزيعها إلى 10 مارس بعد إضراب تاريخي في هوليوود استمر
ستة أشهر وتسبب بالشلل في عاصمة السينما الأميركية.
وكانت بداية موسم الجوائز السينمائية قوية لغيرويغ، إذ حصل
“باربي” على العدد الأكبر من الترشيحات لجوائز “غولدن غلوب”، وسينافس على
تسع منها، أبرزها “أفضل فيلم كوميدي”، إضافة إلى ترشيح غيرويغ لجائزة
الإخراج وبطلَي الفيلم مارغو روبي وراين غوسلينغ في فئتي التمثيل
الرئيسيتين.
وفي كل الأحوال، تمكنت غيرويغ من الفوز باستحسان الجمهور،
إذ دخلت تاريخ هوليوود كأكثر مخرجة تحقيقا للإيرادات نظرا إلى أن فيلمها هو
الأول لامرأة تتجاوز مداخيله عتبة المليار دولار. وقد حصد “باربي” الذي
شكّل ظاهرة ثقافية وتجارية أكثر من 1.44 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم.
وبعيدا عن هذا الفيلم الكوميدي ذي الرسالة النسوية الذي
شاركت في كتابة السيناريو له، اشتهرت غريتا غيرويغ بكونها “أبرز وجوه
السينما الأميركية المستقلة”، حسب ما أفاد به المهرجان.
فقد أخرجت عام 2017 فيلم “ليدي بيرد” الكوميدي عن المراهَقة
الذي رُشحت بطلته الإيرلندية الأصل سيرشه رونان لجائزة الأوسكار، ثم شاركت
هذه الممثلة مع إيما واتسون وفلورنس بيو ولورا ديرن عام 2020 في فيلم “ليتل
ويمن”، وهو اقتباس نسوي عصري لرواية بالعنوان نفسه من القرن التاسع عشر
للكاتبة الأميركية لويزا ماي ألكوت.
وكانت غيرويغ، التي تعمل راهنا على اقتباس رواية “كرونيكلز
أوف نارنيا” لحساب منصة نتفليكس، قد مثّلت في أكثر من 20 فيلماً، من بينها
الفيلم الكوميدي بالأبيض والأسود “فرانسيس ها” الذي كتبته بالتعاون مع شريك
حياتها المخرج نوا باومباك، وفيلم “وايت نويز” من إخراج باومباك، وشاركها
في بطولته آدم درايفر.
وعلّلَت رئيسة المهرجان إيريس كنوبلوك ومندوبه العام تييري
فريمو اختيار غيرويغ بكونها “تجسد بجرأة تَجَدُّد السينما العالمية”.
وأضافا أنها كذلك “ممثلة لعصر يلغي الحدود ويمزج بين الأنواع لإعلاء شأن
الذكاء والنزعة الإنسانية”.
ومن خلال تعيين غريتا غيرويغ يُبرز المهرجان أيضا استمرار
روابطه مع الصناعة السينمائية الأميركية القوية.
وعزز تعيين إيريس كنوبلوك التي كانت تعمل في شركة “وارنر”
العام الفائت شهر العسل بين هوليوود والكروازيت. وشهد مهرجان كان هذه السنة
عودة عدد من السينمائيين الأميركيين الكبار كهاريسون فورد (إنديانا جونز)
ومارتن سكورسيزي (كيلرز أوف ذي فلاور مون).
ويُفترض أن يعلن المهرجان خلال الأشهر المقبلة عن بقية
أعضاء لجنة التحكيم، بالإضافة إلى القائمة الرسمية للأفلام التي سيختارها
ضمن مسابقته. |