«صاندانس
السينمائي» يسلط الضوء على الذكاء الاصطناعي
في دورته المرتقبة يناير المقبل
لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
يستضيف مهرجان صاندانس السينمائي المرتقب في يناير المقبل
الذكاء الاصطناعي، حيث سيُسلط الضوء عليه كتكنولوجيا وموضوع محوري في هذا
الحدث الذي سيشهد حضور كوكبة من النجوم أبرزهم كريستين ستيوارت وجيسي
أيزنبرغ.
وقال منظمو المهرجان في تدوينة على إنستغرام إن دورة هذا
العام ستركز على “الصعود القوي للذكاء الاصطناعي، ودور الفنانين في المشهد
التكنولوجي سريع التغير”.
ويتضمن برنامج مهرجان السينما المستقلة فيلما موسيقيا
توليديا يظهر بنسخ مختلفة في كل مرة يُعرض فيها، وأفلاما وثائقية عن أشخاص
رغبوا في استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل مع أحبائهم بعد الموت.
وسيكون “الذكاء الاصطناعي أحد المواضيع المثيرة للاهتمام في
مهرجان هذه السنة”، بحسب تأكيد مديرة البرامج كيم يوتاني، مضيفة “دُهشنا
خلال التحضيرات للمهرجان بأنّ هذا الموضوع ظهر بصورة كبيرة في الأفلام وضمن
مناقشاتنا”.
وكانت هذه التكنولوجيا الحاضرة أصلاً في المجال السينمائي،
من أبرز المسائل التي عارض استخدامها الكبير وأخطارها كتاب السيناريو
والممثلون خلال إضرابهم الذي شلّ القطاعين السينمائي والتلفزيوني في
هوليوود لأشهر عدة.
ومثّل الذكاء الاصطناعي أحد الأسباب التي أعطت الإضراب الذي
شل الإنتاجات في هوليوود طابعا وجوديا، فبالإضافة إلى مسألة تقاسم
الإيرادات المرتبطة بالبث التدفقي بصورة أفضل، شكّل وضع ضمانات لتنظيم
استخدام الذكاء الاصطناعي وضبطه نقطة رئيسية في المفاوضات.
وبات الممثلون يخشون من أن يحلّ الذكاء الاصطناعي محلهم،
لاسيما من الذين يقومون بتأدية المشاهد الخطرة، حيث صارت الأستوديوهات تطلب
راهنا من مؤدي المشاهد الخطرة الخضوع “لعمليات مسح” أثناء تصوير العمل،
بهدف ابتكار نماذج من صورهم ثلاثية الأبعاد، من دون أن توفّر لهم تفسيرات
في شأن كيفية استخدام صورهم.
ومع تقدم الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام هذه الصور
المبتكرة لإنشاء “نسخ رقمية” واقعية جدا لهؤلاء الأشخاص، قادرة على تنفيذ
حركات وإجراء حوارات استنادا إلى تعليمات يتلقاها الجهاز.
وسيظهر ذلك خلال المهرجان الذي يُقام سنويا في بارك سيتي في
جبال ولاية يوتا غرب الولايات المتحدة، حيث سيكون من بين الأفلام التي
ستعرض فيلم “إينو” الذي يتناول مسيرة الموسيقي براين إينو بفضل محرك توليدي
يوفّر عددا كبيرا جدا من نسخ العمل، من خلال تجميع مئات المشاهد المتوافرة.
وشدد المدير الجديد للمهرجان يوجين هيرنانديس على أنه “لن
تكون أي نسخة مشابهة للأخرى.. إنها مسألة جديدة”.
ويأتي تسليط الأضواء في مهرجان سينمائي على الذكاء
الاصطناعي وتقنياته ليعزز التوجه الذي انساق فيه عدد من منتجي الأفلام في
السنوات الأخيرة، حيث بات استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي
في إنتاج وتصوير الأعمال السينمائية أمرا دارجا، ما فتح الأبواب على سينما
جديدة وطرق تعامل مختلفة.
وهناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء
الاصطناعي في صناعة السينما من الألف إلى الياء، أي في مراحل ما قبل
الإنتاج وأثناء الإنتاج وحتى مرحلة ما بعد الإنتاج.
ومن أجواء الذكاء الاصطناعي أيضا، يشهد المهرجان عرضا
لـ”لوف ماشينا”، وهو وثائقي يتناول جهود زوجين لإدامة حبّهما بعد وفاتهما
عبر نقل وعيهما إلى روبوت اسمه “بينا 48”. أما فيلم “إيتيرنل يو” فيتناول
شركات ناشئة ترغب في إنشاء صور رمزية “أفاتار” يمكن للأشخاص استخدامها
ليواصلوا تواصلهم مع أحبائهم بعد وفاتهم.
ويعكس فيلم “إيتيرنل يو” التوجه الجديد لعدد من الشركات
الناشئة والتي تعمل على إتاحة إمكانية بقاء زبائنها على اتصال افتراضي مع
أشخاص فارقوا الحياة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
أما في الصين فتقدم شركات متخصصة في تنظيم الجنازات إمكانية
التفاعل افتراضيا مع الأشخاص المتوفين أثناء جنازاتهم بالاستعانة بالذكاء
الاصطناعي، ومع ذلك فإن هذا المجال لا يزال يلفه غموض كبير ويثير تساؤلات
كثيرة تطرحها غالبا الأعمال السينمائية بحبكة أقرب إلى سينما الخيال العلمي.
واختير حوالي 90 عملاً سينمائياً ضمن هذه الدورة من مهرجان
صاندانس السينمائي التي تُقام بين 18 و28 يناير المقبل، 85 منها سيشهد
عرضاً أوّل على المستوى العالمي.
ومن بين هذه الأعمال فيلمان تشارك فيهما الممثلة كريستين
ستيوارت، وتتوقع يوتاني أن يكونا “من أكثر الأفلام التي ستحدث ضجة خلال
المهرجان”.
وتؤدي ستيوارت دور البطولة في فيلم “لوف مي” الذي أُشير إلى
أنه قصة حب “بين عوّامة وقمر اصطناعي” في عالم ما بعد البشر. وفي فيلم “لوف
لايز بليدينغ” تؤدي نجمة “توايلايت” دور مديرة صالة رياضية تسوء علاقتها مع
لاعبة كمال أجسام لها ميول جنسية مزدوجة.
وتقول يوتاني مازحةً لوكالة فرانس برس “لن أدلي بالمزيد.
هذا كل ما نعرفه عن الفيلم قبل عرضه”.
ويظهر جيسي أيزنبرغ في فيلمين أيضا، إذ يُخرج ويمثّل في
“إيه ريل باين”، ويؤدي أحد الأدوار في “ساسكواتش سانسيت”. وتظهر في العملين
تطورات عن روابط عائلية.
وفي فيلم “ذي أوت رَن” تؤدي الممثلة الأيرلندية – الأميركية
سيرشا رونان دور مدمنة كحول تغادر لندن لتستقر في جزر أوركني الأسكتلندية،
حتى تتعافى.
وسيحضر المخرج ريتشارد لينكلاتر لمواكبة عرض “هيت مان”، وهو
فيلم يتناول قصة أستاذ رصين يتحوّل إلى قاتل مأجور، ومسلسل “غاد سايف
تكساس” الوثائقي الذي يصوّر مسقط رأسه هانتسفيل الذي يضم سجنا كبيرا.
ويعتبر المهرجان منذ تأسيسه في العام 1978 المكان الأولي
الذي يعرض فيه أيّ عمل سينمائي حر سواء من الولايات المتحدة، أو من باقي
أنحاء العالم.
يشار إلى أنه كان يعرض في دورته الأولى أفلاما أميركية
خالصة، تماشيا مع أهداف إقامته التي كانت ترمي إلى جذب منتجي الأفلام إلى
ولاية يوتا، علما أن تسميته الأولى كانت مهرجان الفيلم الأميركي قبل أن
تتغير عدة مرات وتستقر في مهرجان صاندانس السينمائي. |