بعد عرضه بـ«البحر الأحمر».. مخرج «إن شاء الله ولد»: لم
انحاز للمرأة
كتب: سعيد
خالد
شهدت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر
السينمائي الدولي، التي تقام بجدة بالمملكة العربية السعودية، عرض الفيلم
الأردني «إن شاء الله ولد» ضمن مسابقة البحر الأحمر، إخراج أمجد الرشيد،
بطولة منى حوا، هيثم العمري، يمنى مروان.
قصة فيلم إن شاء الله ولد
تدور أحداث الفيلم حول ربة منزل أردنية تدعى نوال من مجتمع
لاسرة متوسطة، تستيقظ لتجد زوجها ميتًا إلى جانبها في الفراش لتبدأ
مشاكلها، حينما تجد نفسها معرّضة للهجوم من قبل صهرها الّذي أخذ يطالب بنصف
منزلها، وبحضانة ابنتها، وبسداد ديون زوجها الّتي لم تكن على علم بها،
وتفكر أن أملها الوحيد هو أن تكون حاملًا بولد، إذ سيكون له الحقّ في وراثة
منزلهم، و«نوال» ليست متمرّدة، ولكنّها ستخوض معركة يائسة من أجل حقّها في
عيش حياة طبيعيّة.
مخرج العمل في تصريحات لـ«المصري اليوم»
من جانبه قال أمجد الرشيدي مخرج الفيلم في تصريحات خاصة
للمصري اليوم: إنه «لم أقدم فيلم إن شاء الله ولد برؤية انحياذية للمرأة
وفي المقابل تشويه الرجل، همي الدائم هو رصد ومعالجة مشاكلنا بواقعية من
خلال قصص حقيقية يعيشها الكثيرون بيننا«.
وأضاف «الرشيدي»: نوال هي كل سيدة موجودة حولي، نشأت في
منزل مليء بالنساء، ومنذ أن كنت صغيرًا استمع لحكايتهن، السيدات ضحايا
المجتمع، ونوال قررت المواجهة ورفضت أن تكون ضحية وهو المهم بالنسبة لي،
حتى الشخصيات الذكورية في الحكاية هم ضحايا المجتمع، تناولت القصة
بواقعية».
وأشار: «فوجئت بردود فعل الجماهير عقب عرض الفيلم وتأثرهم
بنوال والظورف التي عاشتها في سبيل الحفاظ على بيتها وابنتها، أن يصل
الفيلم للجمهور ويحرك مشاعرهم، هذا هو هدفي، واذا نجحت فيه فان الرسالة قد
وصلت، لم انحاز للسيدات في إن شاء الله ولد، لكني حاولت اضع كل الشخصيات في
مكانها، رفقي مثلًا شقيق زوجها يحاول تطبيق القوانين وهذا حقه وفق القانون،
لكن السؤال الأخلاقي هل اذا كان القانون في صفك واذا طبقته يمكن أن تضر
إنسان أو أسرة ستتخذ قرار بذلك بأنانية أم لا؟.
وشدد أمجد: «هدفي دائمًا في أفلامي حتى القصيرة البحث عن
القصور في الموروث والسائد في مجتمعنا ويحتاج للعمل على تطويره، لا اهدف
لتقديم الرجل بصورة سيئة أو المرأة بأنها ضحية، همي تصوير مجتمعنا واحث
المشاهد على التفكير، وخلق حالة نقاش.
وعن أسلوبه في اختيار أفكاره الجديدة قال: «المهم الاختلاف
سواء في التجربة أو الكتابة أو الصورة، والإخراج والتمثيل، دائمًا كنت أبحث
عن صوتي وحالي».
وأضاف: «ان شاء الله ولد أول أفلامي الروائية الطويلة وقررت
تناول قضية نسائية متعلقة بالميرات ،العمل يناقش قضية حقوقية، والمرأة
تستحق أن يتم مساندتها لأنها نصف المجتمع»
وتابع أمجد: «انقسام السيناريو ما بين امرأة تريد الانجاب
واخرى تريد الإجهاض والتخلص من ابنها، كان مقصود من البداية في مرحلة
الكتابة بيني ورولا، وتحدثنا أن تكون القصة الرئيسية حول امرأة يطلب منها
المجتمع أن يكون لها ولد، ولكن في الجانب الاخر هناك امرأة تريد الانفصال
وتواجه الكنيسة وحملها في نفس التوقيت، ونناقش القوانين الاقتصادية
والاجتماعية على المرأة وملابسها ومن تنجب التي يفرضها المجتمع على
المرأة».
وأوضح: «القصة مستوحاة من احدى المقربين لي، لسيدة اعطت كل
حياتها لزوجها وبنتها، وانفقت معه لشراء البيت من مصاريفها وكتبته باسم
زوجها حتى لا يعيش في بيت زوجته، وبعد وفاته جاءوا اهله وحالهم ميسور
وقالوا لها نسمحلك تعيشي في البيت،وكان السؤال هل من الممكن أن تواجه نوال،
وتقول لهم انه حقي وانا من دفعت ثمن البيت من ميراثي وليس لابنكم ام تستلم
لمعاملتهم السيئة؟».
وشدد: «مهموم برصد قصة سيدات نجاح في المجتمع الاردني وهو
ما اثرى على شخصية نوال التي ابحث عنها، قوية لا تستلم بسهولة، يجدن نفسهن
الحلقة الاضعف بسبب القانون والمجتمع وهو ما اعكسه من خلال شخصية نوال،
حاولت التصدي لقانون معين في مجتمعنا العربي والأردن تحديدا، ولكن من خلال
مناقشة الفيلم في السوق الغربي وعرضه في نيويورك وفي كل عرض اكتشفت رد فعل
الجمهور خاصة السيدات بانهم يتعاطفوا مع نوال ويرون أنفسهم فيها، السيدة في
المجتمع الغربي منقوصة الحقوق، مثلا الرواتب لا تتساوى بين الرجل والمرأة
هناك، هي قصة تعكس واقعنا لكنها تحاكي قصص لسيدات من مجتمعات مختلفة». |