أتمنى أن يتصل بى أحد المنتجين ويطلب مشاركتى فى عمل جديد
ويقول لى «فيه دور محدش يعمله غيرك»
نبيلة عبيد، اسم بنى تاريخه بنفسه على مر سنوات عديدة
متتالية، منذ «مافيش تفاهم» 1961، فكان تذكرة دخولها المجال الفنى، وفى
الدورة السابعة من مهرجان أسوان لأفلام المرأة تم تكريم النجمة نبيلة عبيد
في افتتاح المهرجان، عن تاريخها في تقديم أعمال خاصةً في مجال التعبير عن
المرأة وأزماتها وقضاياها، وفكرة التكريم في وقت لا تشارك هي فيه بالمزيد
من الأعمال الفنية.
وفى حوار خاص لـ«المصرى اليوم» احتفاء بتكريمها خلال الدورة
السابعة لمهرجان أسوان لأفلام المرأة، كشفت النجمة نبيلة عبيد العديد من
الكواليس حول شخصيتها ومسيرتها.. وإلى نص الحوار:
■ ماذا عنى لكِ التكريم في مهرجان أسوان لأفلام المرأة؟
- كلمة تكريم في حد ذاتها لها إحساس آخر، ورد فعل لدى بأننى
سوف أنال تكريمًا، خاصةً عندما أشعر أننى أمام الجمهور مازلت أستحق
التكريم، لأنى «تعبت» في كل مراحل حياتى عندما اخترت مجال عملى بذلت
مجهودا، وعندما أخلصت لعملى بذلت مجهودا، وعندما قررت التعمق في عملى دون
غيره بذلت أيضًا مجهودا، لذلك أشعر أننى «مبسوطة» بالتكريم لأنه جاء في وقت
أنا لا أعمل فيه، بل إننى أحصل على التكريم بسبب تاريخى الذي قدمته على
مدار سنوات عديدة.
■ كيف تشعرين بأجواء تكريمك في وقت أنتِ لا تشاركين بأعمال
فيه؟
- أشعر بأنه أفضل شىء في الدنيا أن أتكلم عن تاريخى، وما
قدمته، لأنى بذلت كل الجهد وحرمت نفسى من كل شىء فقط من أجل الفن، لا يوجد
أكثر من قرارى بعدم الإنجاب فقط من أجل الحفاظ على رشاقتى وجسدى الممشوق
وصورتى أمام الجمهور، لذلك تكريمى في وقت لا أشارك بأعمال فنية فيه هو أفضل
شىء قد يحدث معى.
■ هل تشعرِين أن التكريم من مهرجان أسوان مختلف؟
- هذا التكريم مختلف ومقرب لقلبى لأنه من مهرجان أسوان
لأفلام المرأة، لأنى أكثر ممثلة عرضت قضايا وأزمات المرأة في الأفلام،
والمهرجان نفسه يحتوى على طاقة إيجابية كبيرة، وأسوان نفسها محافظة جميلة
وأهلها جميعهم طيبون، لذلك التكريم في الدورة السابعة من المهرجان له مذاق
مختلف بالنسبة لى.
■ ماذا فعلتِ عندما علمتِ أنك الفنانة الأكثر تحدثًا عن
المرأة في أفلامها ضمن استفتاء مهرجان أسوان 2021؟
- شاركت في أكثر من 90 فيلمًا، عن أزمات المرأة، مثل المرأة
والساطور، كشف المستور، اغتيال مُدرسة، التخشيبة، وغيرها من الأعمال
الفنية، كلهم عبروا عن أزمات ومشاكل المرأة، وأنا أحب دائمًا التحدث عن
المرأة وتسليط الضوء على الأزمات التي قد تواجهها في أفلامى، لأنى وضعت
لنفسى منذ زمن طويل هدفا أساسيا وهو الوصول للنجومية والحفاظ على مكانتى.
■ ما كلمة السر في تغيير مسار نبيلة عبيد؟
- بالطبع كلمة السر هي إحسان عبدالقدوس، وأنا كنت أذهب له
وأجلس معه، وكان يختار هو لى الأعمال الفنية حيث قال لى عن فيلم «ولا يزال
التحقيق مستمرا» إنه سيخلق منى ممثلة جيدة، وهو الذي نصحنى بالتمثيل في
فيلم «الراقصة والطبال»، و«الراقصة والسياسى»، و«الوحل» الذي شاركت فيه مع
الفنان نور الشريف، وسعيدة لأن كل هذه الأعمال نجحت بشكل كبير وبالفعل خلقت
منى ممثلة جيدة أحبها الجمهور.
■ حدثينا عن مشهدك مع صلاح قابيل في «الراقصة والسياسى»
بجملة: «أنا بهز وسطى.. وإنت بتلاعب لسانك».
- في هذا المشهد تحديدًا أنا كنت أتحداه، لأقول له إننى
بالفعل راقصة، ولكن أريد أن أبنى مشروعا كبيرا لدار أيتام، عندما يتقدم بى
العمر أجد الأطفال بجانبى يسندوننى لأن الشخصية كانت وحيدة وتعرف أنها
راقصة عندما أُصيبت بمرض لم يأتِ أحد ليزورها لأن الجميع خاف على سمعته،
لذلك قررت هي نفسها أن تجد ملجأها الخاص في ملجأ الأيتام الذين تربيهم
لتخلق منهم أشخاصًا يحملون جسدها عندما ترحل.
■ ما أكثر صفة تميز سيناريو وحيد حامد؟
- وحيد حامد من أعظم كُتاب السيناريو في التاريخ المصرى،
لأن المرأة في رأيه تسعى دائمًا لتحقيق أحلامها، وتملك إصرارًا كبيرًا على
الوصول لحلمها ولا تتنازل عنه أبدًا طالما أنها تشعر بأنها تشارك في عمل
جيد ومختلف ويستحق المحاولة.
■ في جيلك كانت الأفلام تُباع باسم النجمات، وحاليًا أصبح
بيع الأفلام فقط باسم الفنانين الرجال.. ماذا حدث؟
- بالنسبة لى في تكوينى الشخصى، وحبى للمهنة كنت دائمًا
ساعية، وأمتلك الوعى عن كيف أكون وكيف أصبح نجمة، وجيلى أنا لم يفكر في
النجومية على قدر ما فكر في نفسه وفى الزواج والإنجاب، والحياة الشخصية،
وكنت أفكر دائمًا في الخطوات التالية وماذا سيحدث وما يجب أن أفعل لأظل
دائمًا في المقدمة، فمثلًا أنا كنت أقرأ «الأهرام»، وأشترى الروايات،
واشتريت رواية «سارة» للعقاد ولكن تقدم بى العمر وأصبحت غير مؤهلة لعرض
قصتها، ولكن أتمنى أن يتم تحويل الرواية إلى فيلم وتلعب إحدى فنانات الجيل
الحالى بطولته.
■ هل الإنجاب يتعارض مع النجومية في نظر نبيلة عبيد؟
- بالتأكيد الأمران متعارضان، إذا كنت اتجهت للإنجاب، ربما
جسدى كان يتغير شكله، وأصبح أكثر سمنة وأنشغل عن الفن في أي فترة من حياتى،
وأنا دائمًا أحافظ على جسدى الممشوق، ربما لا آكل ليوم كامل إلى اللبن
والبلح أو البسكويت فقط من أجل الحفاظ على شكل جسدى.
■ هل فرضت النجومية شروطًا عليكِ؟
- نعم فرضت شروطًا كثيرة وقيدتنى في كل شىء، أنا لا أستطيع
أن يكون لى أي تصرف خاطئ لأنى نجمة، لا أستطيع الذهاب لأى مكان غير لائق
لأنى مشهورة، وتقريبًا أنا لم أعش حياتى، لا يوجد لى الكثير من التجارب في
مجالات مختلفة، وطوال حياتى فقط أعيش لنبيلة عبيد الممثلة وليس الإنسانة.
■ «أنا لو ندمت على كل حاجة كان زمانى عندى أمراض الدنيا»..
جملة قُلتيها في فيلم ولكن بالنسبة لكِ هل هي حقيقية؟
- نعم بالطبع حقيقية، وأنا قلتها في «الراقصة والسياسى»،
وهو حوار وحيد حامد، الذي كان يكتب الحوار حسب الشخصية المرسومة على الورق،
وأنا كنت أخضع له وأنفذ ما يطلبه منى كى أحقق وجهة نظره.
■ متى شعرت نبيلة عبيد بالأسف تجاه نفسها؟
- لم أندم على شىء، ولكن في بداية مشوارى الفنى شاركت في
مجموعة أعمال ندمت عليها فيما بعد، وتوقفت وقررت تغيير مسار حياتى،
والتركيز في اختيارتى التي يتم محاسبتى عليها.
■ ما القضية التي ترغب نبيلة عبيد في مناقشتها بعمل فنى؟
- التحرش أصبح قضية منتشرة في مجتمعنا، وأنا أشعر بأنه يجب
مناقشتها في عمل فنى لعرض أسبابها ومناقشة كواليسها، ومحاولة معالجتها.
■ هل مازلتِ متابعة للسينما والدراما؟
- أتابع ولكن من المنزل، ولا أذهب للسينمات منذ وقت انتشار
فيروس كورونا، لخوفى على صحتى التي تغيرت عن الماضى وأصبحت مناعتى أقل
بكثير.
■ قلتِ إن لديك متحفًا بأزياء شخصياتك وجوائزك.. ما مصيره؟
- أنا سوف أفتتح معرضًا كبيرًا، وأعرض فيه كل ممتلكاتى،
وأتبرع بالأموال التي أحصل عليها منه لصندوق تحيا مصر، وربما أفتتح هذا
المعرض في الفترة المُقبلة.
■ من جيل الشباب.. من وُلد فنيًا على يد نبيلة عبيد؟
- العديد من الفنانين كان ميلادهم وبدايتهم الفنية على
يداى، وربما أبرزهم بشرى عندما شاركت معى في 2003 بمسلسل «العمة نور»،
وحينها كانت بشرى تشعر بالخجل منى ولكنى شجعتها وطلبت منها التحلى بالقوة
والإيمان أنها هي الشخصية المناسبة للدور ولا يوجد شخص غيرها يتناسب معه،
وهى تفاعلت معى بالفعل وقدمت أداء تمثيليا متميزا.
■ ما قاعدة نبيلة عبيد التي لا تتخلى عنها؟
- القاعدة الأساسية أن الجمهور فوق كل شىء، لأنى أحب جمهورى
دائمًا، وأحرص على احترامه وأكن له الفضل لأنه سر نجومية نبيلة عبيد، وكذلك
الصُناع الذين تعاونت معهم في مختلف الأعمال الفنية، كانوا سبب نجوميتى،
سواء السيناريو والإخراج والإنتاج، وأنا كنت مُقلة في اختيار المخرجين
الذين أتعاون معهم.
■ «الفن مهنة اللى متغطى بيها عريان».. هل فكرتِ بهذه
الطريقة من قبل؟
- لا لم أفكر بها، لأنى لا أعرف كيف أفعل أي شىء آخر غير
التمثيل، أنا أمتلك أموالًا ولكن لا أسعى لإدارتها في مشروع تجارى أو أي
شىء، حتى إن تجارب الإنتاج بالنسبة لى لا أستطيع المشاركة فيها لأنى أحب
فقط أن أكون نبيلة عبيد الممثلة، وليس المنتجة المنشغلة بالإضاءة
والكاميرات وكل هذه التفاصيل المُجهدة، والمُشتتة للتفكير، لذلك أنا لا
أمتلك مشاريعى الخاصة، غير التمثيل، لأنى لا أمتلك مهارة القدرة على
التركيز في شيئين بنفس الوقت، وأحب فقط التركيز في شىء واحد.
■ مفيد فوزى وعلى عبدالخالق وسمير صبرى.. رحلوا العام
السابق كيف تعاملتِ مع أخبار وفاتهم؟
- الثلاثة أصدقائى المقربون، على عبدالخالق، تعاونت معه في
العديد من الأعمال الفنية وصلت إلى 5 أفلام، وسمير كان من الأصدقاء
المتميزين بخفة الظل دائمًا، ولكن الأصعب بالنسبة لى كان وفاة سمير صبرى،
لأنه كان صديقى المُحبب المُقرب الذي تجمعنى به مكالمة بشكل يومى ليقدم لى
النصائح ويخبرنى ماذا أفعل وماذا أتجنب، ووفاة سمير صبرى كانت من أكثر
الأشياء التي أصابت قلبى بالصدمة، ولم أستطع تخطى خبر وفاته إلى اليوم
وسافرت لعدد من المرات بعد وفاته وابتعدت عن الهاتف فقط كى أتغلب على حزنى
لوفاة مفيد فوزى.
■ من أكثر كُتاب السيناريو الناصرين للمرأة في رأى نبيلة
عبيد؟
- كل الكُتاب الذين تعاونت معهم كانوا ناصرين للمرأة، سواء
وحيد حامد، مصطفى محرم، سعيد مرزوق، جميعهم كانوا ناصرين للمرأة ومقدرين
قيمتها في المجتمع.
■ أين السوشيال ميديا في حياة نبيلة عبيد؟
- بالنسبة لى أنا لا أرتبط بالسوشيال ميديا، أنا لا أتصفح
في وقت فراغى أو أضيع وقتى في الجلوس أمام الهاتف، ولكن السوشيال ميديا
بالنسبة لى هي تعنى فقط الحضور والتواجد أو مواكبة العصر وسط الجمهور، وفى
هوجة التحرك السريع للزمن والأحداث.
■ ما نصيحة نبيلة عبيد لنجمات هذا الجيل؟
- أنا لا استطيع أن أقول ماذا تفعل نجمات الجيل الحالى، أو
كيف يتعاملون مع النجومية والشهرة، وأنا قدمت العديد من التضحيات فكنت أذهب
للسينمات مُتخفية لأسمع آراء الجمهور في دورى أو في فيلمى، كى أكون قريبة
منهم ومن أحاسيسهم وأفكارهم لأعرف نقاط ضعفى وقوتى في أعين الجمهور.
■ كيف تتعاملين مع صُناع محتوى السوشيال ميديا الذين
يقلدونكِ؟
- أنا شاهدت فيديوهات ميرهان حسين، وهى تقلدنى ونالت إعجابى
وأضحكتنى، واتصلت بها بعد حلقتها مع إسعاد يونس، وقولت لها إنتى بتقلدينى
بشكل جيد جدًا ولكن «متأفوريش»، وهى ترسم المكياج مضبوط والأزياء مضبوطة،
خاصةً عندما رأيت الفيديو وهى ترتدى بدلتى في فيلم «الراقصة والسياسى» كانت
تشبهنى كثيرًا لدرجة أننى شكيت في أنها أخذتها من دولابى، ولكن بشكل عام
أنا أحبها ونصحتها بالمشاركة في كل الأعمال الفنية من كل الأنواع، وعدم
المبالغة في تقليدى مرة أخرى.
■ لماذا ترفض نبيلة عبيد تجسيد سيرتها في عمل فنى؟
- أنا أرفض لأن الأعمال التي تعرض السير الذاتية للفنانين
رأيتها ولم تعجبنى، وكأن بها نوع من «الاستسهال» وأنا بنفسى أستعد لعرض قصة
حياتى في عمل فنى، وربما يكون تليفزيونيا، وسيكون على شكل حلقات.
■ حدثينا عن تعاملك مع الراقصة كمشاعر وليس كجسد في
«الراقصة والطبال» و«الراقصة والسياسى»
- أنا تعاملت مع الشخصية كما رُسمت لى على الورق، لأنى شعرت
حينها بالقضية وقررت الدفاع عن الفكرة، وتحية كاريوكا من أقرب الراقصات
لقلبى، والفرق بين الشخصيتين هو ثقافة كل راقصة منهما، واحدة منهما كانت
ترغب في الإنجاب والزواج، ولكن الثانية كانت تحلم بالتغير في طبقتها
الاجتماعية.
■ بعد زلزال سوريا.. لماذا قررتِ تبنى إحدى طفلات سوريا؟
- رأيت صورا للطفلة التي توفيت والدتها بمجرد ولادتها،
وشعرت بأن قلبى «وجعنى» واتصلت بالمسؤولين في سوريا لأطلب منهم التكفل
بالطفلة، ولكنهم أخبرونى أنهم وجدوا للطفلة عمها، وعندما تأكدت أنها في
أمان شعرت بالاطمئنان حول الطفلة.
■ هل فكرتِ في تبنى أطفال من قبل؟
- نعم فكرت في الأمر، ولكن لم أنفذه، بسبب انشغالى في الفن،
وهذه الفكرة كانت ترد إلى بالى من وقت لآخر.
■ ما الأمنية التي لم تحققها نبيلة عبيد؟
- حاليًا أتمنى أن يتصل بى أحد المنتجين ويطلب منى المشاركة
في عمل فنى من جديد ويقول لى «فيه دور محدش ينفع يعمله غيرك»، أما على
المستوى الشخصى، فأنا أحلم دائمًا بأن أستطيع المشاركة في أعمال الخير،
وأجعل الله راضيًا عنى. |