مهرجان «القاهرة السينمائى» جسر فنى لثقافات العالم
متابعة ــ محمود موسى
كشفت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى تفاصيل الدورة الرابعة
والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، التى تعقد فى الفترة من 13
إلى 22 نوفمبر الحالى، عن مشاركة 97 فيلما منها 79 فيلما طويلا، و18 قصيرا،
فضلا عن عشرة أفلام كلاسيكية، وقد تم اختيارها جميعا من بين 600 فيلم طويل
و4 آلاف قصير، من 52 دولة مشاركة، فيما بلغ عدد العروض العالمية والدولية
الأولى 30 عرضا، والعروض الأولى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 57 عرضا.
ووجه رئيس المهرجان النجم حسين فهمى الشكر للإدارة السابقة له تحت قيادة
المنتج محمد حفظى، قائلا: «نبنى على ماقدمه»، وقال إن الدورة تعقد وسط
تحديات دولية، وإن فريق العمل حاول تحديد ملامح الدورة الجديدة فى ظل مشهد
يسيطر عليه شبح حرب دولية غيرت المشهد العالمى، وأثرت محليا علينا، موضحا
أنه «من هنا جاء المفهوم الأساسى للدورة، الذى يركز عليه «البوستر» الرسمى
لها: السينما كجسر بين الثقافات، فالحرب والسياسة تفرق، والفنون تصل ما
تفرقه الحروب، والفن لغة دولية ملك للجميع». وللوقوف على الجهود والتحديات
التى واجهت صناع المهرجان يأتى هذان الحواران مع مديره، ومدير مكتبه الفنى،
حول واقع وطموحات الدورة الجديدة، باعتبار المهرجان يحمل اسم عاصمة أعظم
تاريخ إنسانى، وهى مصر صاحبة أهم صناعة سينمائية فى العالم.
أمير رمسيس مدير حصلنا على عروض تحظى بفرصة النجاح عالميا
تحدٍ جديد يدخله المخرج أمير رمسيس مع توليه مسئولية منصب
مدير مهرجان القاهرة السينمائي، بعد سنوات من النجاحات فى مهرجانات عدة
أبرزها مهرجان «الجونة»، كاشفا حصول المهرجان على عروض أفلام تحظى بفرصة
النجاح عالميا، ومؤكدا أنه يشعر بمسئولية كبيرة، وأنه يقبل مشاركة أفلام لا
تتوافق مع أفكاره.
·
كيف ترى مسئوليتك بعد أن أتيت من مهرجان «الجونة» ضخم
التكاليف إلى مهرجان القاهرة صاحب التاريخ العريق؟
المعادلة مختلفة تماما فمهرجان القاهرة ليس قليل التكاليف،
ولديه عوامل أخرى فى جذب الأفلام والضيوف، كما أن تاريخه وتصنيفه هو
كمهرجان فئة أولي، وكلها عناصر قوة، وكلا المهرجانين له أهميته، وصناعة
السينما تحتاج إلى مهرجانات لدعمها فى مواجهة الخمول الذى تعانى منه فى ظل
تصاعد الدراما التليفزيونية.
·
ما الأفلام التى سعيتم لها؟
فيلم «ألكاراس» الذى فاز بجائزة الدب الذهبى لمهرجان برلين
٢٠٢٢، و»سانت أومير» الذى فاز بجائزتى أسد المستقبل ولجنة التحكيم الكبرى
من مهرجان فينيسيا، وبحكم تواصلى مع موزعين طلبناه، وبعد أن فاز بجوائز عدة
انهالت عليه الطلبات لكن الأمر حُسم لنا.
هل هناك أفلام ستُعرض.. لاتتوافق معها فكريا؟
طبعا.. أنا على خلاف فكرى مع أفلام ستُعرض لكن فنيا هى
مصنوعة بشكل جيد، وطالما تتوافر فيها العناصر الفنية فلا بأس بمشاركتها..
ونحن كفريق عمل من الوارد ألا نتفق على اختيار فيلم، وطالما هناك إجماع تتم
الموافقة، فلا أنفرد بقرار، بل أنا منفتح على كل الأفكار، لكن لا تنازل
أبدا عن الجودة، فهى أساس القبول أو الرفض.
·
كيف جاءت فكرة اختيار المخرج المجرى بيلا تار للتكريم؟
قرار التكريم جاء لأنه أحد أهم المخرجين فى أوروبا الذين
صمموا الشكل الحالى للسينما، إذ نتكلم لغتهم السينمائية، وعندما قبل فرحت،
فوجوده فرصة واحتكاك، لذا سيقوم بتقديم ورشة للسينمائيين الشباب، لا الحضور
فقط من أجل التكريم.
·
هل يسهل العمل فى مهرجان القاهرة عملك أم يضاعف جهدك؟
طبعا مهرجان القاهرة مسئولية أكبر، بينما «الجونة» تجربة،
وكنا كفريق نتحمل كل شئ سواء إيجابيات أو سلبيات، أما مهرجان القاهرة فأنت
ترث فيه ميراث أجيال تعلمت منها السينما، وكونى مديرا فنيا لمهرجان القاهرة
فأنا فى مكان شغله الراحل يوسف شريف رزق الله، الذى تعلمت السينما من
مشاهدة برامجه، وبعد تقابلنا تصادقنا خاصة عندما تم عرض فيلمى بالمهرجان
2005، لذا أشعر بتحمل مسئولية ماض عظيم.
·
وهل العمل مع الفنان حسين فهمى يختلف عن سواه؟
أن تعمل معه فهذه إضافه، وقد أعطانى ثقة كاملة، كما أنه
ينتصر للمغامرة على حساب الخطوات الإدارية فمثلا فكرة مبادرة ترميم الأفلام
فكرته، كما أن وجوده يعطى طاقة إيجابية لفريق العمل.
·
أخيرا: كيف توازن بين عملك كمخرج وصانع مهرجانات؟
أطمح فى أن أقوم بالتوازن بينهما لكنه أمر صعب.. وأقوم
حاليا بتحضير عمل مع المؤلف هيثم دبور، وقريبا سنأخذ فيه خطوات إنتاجية.
أندرو محسن مدير المكتب اختيار الأفلام يعتمد على التنوع
الفكرى
للعام السادس، يواصل الناقد السينمائى أندرو محسن دوره
بنجاح فى مهرجان القاهرة السينمائي، واليوم يتولى منصب مدير المكتب الفنى
للمهرجان العريق، إذ بدا - فى حواره مع «الأهرام» - متفائلا بالدورة
الجديدة، قائلا: «يتبقى أيام قليلة على الافتتاح إلا أننا كفريق نعمل بشكل
يومى لإنجاز التفاصيل المختلفة من دعوة الضيوف وإعداد البرامج والمطبوعات،
لكى يخرج المهرجان بالصورة التى تليق بتاريخه العريق».
·
ما الجديد فى المهرجان هذا العام؟
كما قال رئيس المهرجان النجم حسين فهمى، فإن الإدارة
الجديدة تبنى على ما قدمته الإدارة السابقة، وأنها لم تهدم شيئا، بل رأت
الاستمرار على ما تحقق خاصة أن المهرجان أصبح له أسم كبير على المستوى
العالمي، وقد عاد دوليا بقوة، ما جعل الكثير من صناع الأفلام يهتمون بإرسال
أفلامهم للمشاركة، ومنهم من فضل أن تكون عروضه الأولى فى القاهرة، وهو أمر
يدعو للفخر.
·
هل العمل فى مهرجان القاهرة يختلف عن مشاركاتك بالمهرجانات
الأخري؟
العمل فى مهرجان القاهرة يختلف عن المهرجانات الأخرى سواء
بالنسبة لحجم المهرجان أو تاريخه أو عدد الأفلام المشاركة التى تبلغ 97
فيلما، بحضور أكثر من 200 من صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، إضافة
إلى عدد كبير يأتى على حسابه لحضور الفعاليات، وهذا يؤكد قيمة المهرجان
والعمل فيه باعتباره مسئولية كبيرة.
·
كم عدد الأفلام التى سعت للمهرجان، والأفلام التى سعى
المهرجان للحصول عليها؟
مهرجان القاهرة السينمائى من أهم مهرجانات العالم، وقد أصبح
فى السنوات الأخيرة جذابا لكل صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، بدليل
أنه تم التسجيل على موقع المهرجان نحو 600 فيلم طويل إضافة إلى 4 آلاف فيلم
قصير، بينما وقع اختيارنا على 97 فيلما فقط حتى الآن.
وبالتأكيد هناك أفلام سعينا لوجودها، وتواصلنا مع صناعها،
ومنها فيلم الافتتاح «ذا فابلمانز:
The Fabelmans»،
للمخرج الأمريكى ستيفن سبيلبرج، وهناك عروض أولى لأهم إنتاجات العالم، وعدد
كبير من صناع الأفلام فى العالم فضلوا مهرجان القاهرة لما له من سمعة دولية
كبيرة،
وإذا نظرنا إلى خريطة المهرجانات العربية فى العام الماضى
سنجد أن عددا كبيرا من الأفلام تم عرضها فى القاهرة للمرة الأولي، وهذا
العام سنجد حصيلة أكبر من الأفلام التى حرصت على أن تنطلق من القاهرة.
·
600
فيلم طويل و4 آلاف قصير طلبت المشاركة.. فماذا كانت معايير
الاختيار؟
اختيار الأفلام اعتمد على الجودة الفنية وتنوع الموضوعات
فليس من المعقول تشابه الأفكار والمواضيع، ذلك إضافة إلى التنوع الفكرى
والجغرافى وبين الأجيال، فهناك مخرجون مخضرمون ومخرجون عمل أول.. إلخ.
هل اختفت المواهب المصرية لكى يتم الاستعانة بغير المصريين
وأقصد مديرة ملتقى القاهرة لدعم الأفلام؟
«ليندة
بلخيرية» لديها خبرات كبيرة، وقد شاركت كمبرمجة فى العديد من المهرجانات،
ومهرجان القاهرة ليس محليا وإنما دولي، والاستعانة بخبراء من دول أخرى
شقيقة أو صديقة لا يعنى أبدا أن مصر ليس فيها مواهب، فمصر بها خبرات كبيرة،
لكن أن نكون مهرجانا دوليا معناه أن يستوعب خبرات كل الدول، ومؤكد سيكون
لها رؤية مختلفة ومتميزة، خاصة أنها ذات مكانة فى قسم دعم الأفلام، ولها
علاقلات جيدة، كما أن مصر طيلة تاريخها تحتضن جميع العرب. |