القاهرة السينمائي.. تاريخ صنعه الكبار!
سيد محمود سلام
فى دورته الـ44 يحتفي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
بسينما تعبر عن تعدد الثقافات، سينما لها بريقها، ينتظرها الجمهور من السنة
إلى السنة، حالة اعتادها عشاق السينما ليس فى مصر، بل فى جميع دول العالم.
القاهرة السينمائي أصبح منارة سينمائية تحتاج دائما إلى
تكاتف الجميع سينمائيين وإعلاميين ليستمر بقوة، وفى عودة برؤية جديدة يسعى
النجم حسين فهمى رئيس المهرجان ومعه فريق مثابر مدير المهرجان المخرج أمير
رمسيس، ومبرمجون أمثال أندرو محسن، وأسامة عبدالفتاح، وماجى مرجان، ورشا
حسني، وتقى عمر ، وهناك ما يجب أن نلتف حوله وهو بأن تاريخ مصر السينمائي
يتوج بمهرجان هو الأهم فى المنطقة، لتاريخه ولمكانته ومكانة المدينة التى
يحمل اسمها، مهرجان لا يجب أن يقف من يشوه صورته، أو يهدم تاريخا طويلا
بناه عمالقة أمثال كمال الملاخ وسعد الدين وهبة واستمر بدعم من تولو المهمة
بعدهم مرورا بالنجم حسين فهمى وماجدة واصف وشريف الشوباشى وسمير فريد
ومحمد حفظى، وليس من المقبول أن يتحول بسبب خلافات إلى مكلمة على وسائل
التواصل الاجتماعي لأنه تاريخ صنعه الكبار.
فى هذه الدورة التى تفتتح الأحد 13 نوفمبر، وتستمر حتى 22
من نفس الشهر محاولات جادة لأن ينقل المهرجان أفضل الأعمال السينمائية سواء
تلك التى تتنافس على جوائز أقسامه المانحة للجوائز ، أو تلك التى عرضت فى
مهرجانات دولية ولم تعرض فى مصر، وغيرها من الأعمال المهمة والتى وصل
عددهم إلى 100 فيلم من 52 دولة، منها 14 فيلما فى المسابقة الدولية وهي
الفيلم "١٩ ب" للمخرج أحمد عبد الله تدور أحداثه حول حارس عجوز يعيش في
فيلا متداعية، ويراقب منزل مهجور يعتبره بمثابة منزله، ولكنه فجأة يصبح
مهددًا بسبب شاب يزور الحديقة، وهو ما يجعل الحارس مضطرًا لمواجهة مخاوفه.
وفيلم "أشياء لم تُقل" للمخرج المقدوني إلينورا فينينوفا
وهو حول مراهقة مثيرة للمتاعب تتسبب فى أزمة بين زوجين عندما تنتقل للعيش
معهما، وفيلم "الحب بحسب دالفا" لإيمانويل نيكو من إنتاج بلجيكا، وفرنسا
يتناول حياة "دالفا " تعيش مع والدها بمفردها، وذات ليلة، تقتحم الشرطة
منزلهما وتأخذها إلى دار رعاية حيث تكتشف تدريجيًا أن الحب الذي تحمله
لوالدها ليس كما ظنت.
وفيلم "جزيرة الغفران" إخراج التونسي رضا الباهي يقدم من
خلاله تجربة عن أندريا يتحتم عليها مواجهة مشاكله حتى يحل السلام على روحه
الغاضبة ليصبح قادرًا على مسامحة نفسه وأولئك الذين آذوه، ولكي يتمكن من
تحقيق أمنية والدته الراحلة.
ومن أفلام المسابقة الدولية "خبز وملح" للمخرج البولندي
داميان كوكر، حيث يعود عازف بيانو شاب إلى بلدته لقضاء الإجازة، تضم البلدة
نقطة جديدة لتجمع الشباب وهي حانة تقدم الكباب، وبمرور الوقت، يتعمق الخلاف
بين مجموعة من العمّال وشباب البلدة.
ثم فيلم "رائد الفضاء" إنتاج فرنس للمخرج نيكولا جيرو عن
جيم الذى يحلم بأن يصبح رائد فضاء، ولكنه رسب في مسابقة التوظيف، وبسبب عدم
قدرته على التخلي عن حلمه، كرس جيم نفسه لمشروع حتى يصبح أول هاوٍ يسافر
إلى الفضاء. وفيلم "رجلٌ ما" للمخرج الياياني كي إيشيكاوا عن قصة ري التى
تعثر على الحب مجددًا مع دايسوكي، يموت في حادث مأساوي، ثم تكتشف ري أنه لم
يكن الزوج الذي ظنته، لذا تحاول معرفة الهوية الحقيقية لزوجها الراحل.
ومن الأفلام الدولية أيضا "السد" للمخرج السوداني "علي
شرّي" ويحكي عن ماهر الذى يعمل في مصنع طوب يرتوي من مياه نهر النيل،
بالقرب من سد مِرْوِي، بالسودان مساء، يتسلل إلى الصحراء ليؤسس بناءً
غامضًا تدب فيه الحياة أثناء انتفاضة الشعب السوداني.
ثم فيلم "شيءٌ قلته الليلة الماضية" للمخرج الكندي لويس دي
فيليبيس عن رين، شابة عابرة جنسيًا وكاتبة صاعدة في منتصف عشرينياتها، بعد
ما تُفصل من عملها، تذهب مع عائلتها في رحلة استجمام، في تلك الأثناء،
تصارع لتجد التوازن بين تعطشها للاستقلال والشعور بالراحة الذي تجده عندما
يرعاها الآخرون.
كما تنافس فرنسا فى المسابقة الدولية بفيلم "الصفصافة
العمياء، المرأة النائمة" للمخرج بيير فولد تدور أحداثه فى طوكيو، بعد أيام
من زلزال وتسونامي ٢٠١١ .
يسعى ثلاثة أشخاص إلى اكتشاف ذواتهم الحقيقية عبر الأحلام
والذكريات والتخيلات متأثرين بتصوراتهم عن الزلازل التي تتجسد في صورة ثم
بفلم "مخلوقات وعناصر خيالية" وفيلم "طنين الأذن" للمخرج البرازيلي
غريغوريو غرازيوسي عن مارينا، غطاسة سابقة، تعاني من طنين شديد في أذنها.
تقرر العودة إلى المنافسات الرسمية على أمل الفوز بميدالية أوليمبية.
ومن الأفلام "علَم" للمخرج التونسي فراس خوري حول خمسة
مراهقين فلسطينيين من عرب الداخل، يحاولون تقييم المخاطر التي سيواجهونها
عند نضالهم ضد إجبارهم على نسيان التاريخ.
ثم فيلم "منظور الفراشة" للمخرج التشيكي ماكسيم ناكونيتشني؛
حيث تعود ليليا خبيرة الاستطلاع الجوي الأوكرانية إلى عائلتها بعدما قضت
عدة شهور في السجن في دونباس، لكن الصدمة الناتجة عن عملية الأسر تستمر في
إزعاجها وتظهر في صورة أحلام.
وفيلم "لا أريد أن أستحيل غبارًا" للمكسيكي إيفان لوينبرغ؛
حيث يسيطر الشعور بالملل على حياة بيغو، وتخشى أن تتحول إلى شخص بلا قيمة
في الحياة، ولكن مجريات الأمور قد تتغير إذ تُعلن مجموعة التأمل حديثة
العهد المنتسبة إليها عن كارثة كبيرة.
كما تتسابق أفلام عربية فى قسم آفاق عربية، وعدد من الأعمال
العالمية فى قسم النقاد، وعروضا لأول مرة فى الشرق الأوسط ضمن بانوراما
دولية، وندوات ولقاءات مهمة تثرى حالة المشاهدة. |