الأحبة
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.
باسم زملائي في إدارة
مهرجان أفلام السعودية أتقدم لكم بالشكر الجزيل على مشاركتكم الإبداعية
القيمة، وحضوركم الكريم.
شكرا جمعية السينما،
شكرا لشركائنا إثراء، شكرا لدعم هيئة الأفلام، والشكر متصل للرعاة، نيوم،
صندوق التنمية الثقافي، مؤسسة مهرجان البحر الأحمر.
صناع المهرجان الذين
اشتغلوا تطوعا على إنتاج فضاء المهرجان ممزوجا بطاقة الحب والحميمية
والحنان، الى جانب فريق إثراء الذين تألقوا.. .
هذا اليوم ليس ختاما
.. بل افتتاح على ما سيجيء .. وهنا يحق لي القول:
"يا له من يوم هائل"
بهذه العبارة
أو بالأحرى بمعناها،
عليك أن تنهي اليوم،
وكل يوم...
أن تنهض وتسمي الأيام
بأسماء ملأى بالمعنى، بل أن تنهض وتسمي الأيام بأفعال ترتكبها عنوة وليس
أسماء ورثتها أو صفات استعرتها من السابقين.
عليك أن تنحت ما تريد
برغبة لا تقل مهارة عن صائغ يعالج الذهب بالنار والمخرز.
ولا تلتفت أبدا،
فيداهمك الوقت ويمرق من بين جنبيك كأفعوان، إمض بشهوة المشتاق قبيل الموت،
وافترع اللحظات بشجاعة الخائف على عياله، انتهبها كأنها كأسك الأولى بعد
صحراء خالية، وتجرعها كما قرصان في بحره الأخير.
لا السبت سبت، ولا
الأحد،
إن هي إلا هذا النور
العابر من خرم ويضيء مائلا في خط طويل، كل سطر سيختفي ليتلوه آخر، وأنت
تحدق بين خطواتك مرتعبا، خشية أن تزل قدمك وتهوي في فراغ مظلم،
لهذا لا تنتبه وتعيد
تسمية الأيام كما اتفق.
قم واركل غطاء يعزل
رغباتك ويرتبها في أدراج مؤجلة، هكذا يوهمك بمعطف للبرد، بمظلة حين تمطر
وبمروحة الصيف، وكأنك خانع له ولا تحلم عاريا تحت مطر غزير، أوتلعب بالنار
في عز الشتاء، أو تقضم الثلج كلما عن للشمس أن تدهمك.. قل لي من علمك؟ هل
سئلت يوما إن أردت السبت سبتا أو الأحد، وهكذا..
لا الاثنين اثنين ولا
الثلاثاء،
ما لم تخرج حالما من
نومك، تشق الهواء بضحكة ماجنة، وتدعك عينيك بدهشة أعمى، رأى.
تنقضّ بنهم الجائع
والفقير والمحروم، وتتحدث بألسنة عدة كأنما طارق الموت لحوح على الباب،
تنشب نظراتك فيما تتخيل وتضعه على الطاولة حيا، أن تصعد السطح بقفزة
واحدة، وإلا..
لا الأربعاء أربعاء
ولا الخميس،
دع يدك تسابقك وشفتيك، وانحز لكل قصي نسيه الغافلون، اسبق اليقظة إليه
وانهب ثمالته بلا تردد ولا كتمان، لينتفض جسدك وتغشاك رعشة ويبترد ظهرك عرق
بارد، كلما انتبهت لوجهك في المرآة، ليكن خلف ظلك ضجيج العابر حين يفجر
وأثره السخي، تنفس كأنما تملك تسعا وتسعين معنى للموت ولا تجد إلا نافذة
وحيدة للحياة.
دع الجمعة في جمعته،
غافيا ومثخنا بجراحه ولا تضع علاجه البين من الغصن، صِل الليل بالنهار فلست
فلاحا لتصطبر على الزهر، ولا حديقة العجائز فتتأمل وترسل تنهيدة تلو أخرى.
اقلب الظهيرة ضحى،
والأصيل فجرا، بل دحرج المساء من عل بعد أن تملأه حصى وانصب على قمة الليل
خرقة تدل السهارى بذنوبهم..
هيا، سمّ ما تريد كما
تشتهي، لا تهرق ماءك في طلب الغفران ولا تتردد في أخذ الثأر بأسنانك..
هيا، هب كما ريح لا
تحتسب جبلا كان أو سهلا، اقفز مرة وكأنها الآخرة، واضرب بكعبك الأرض صارخا:
يا له من يوم هائل. |