يخطئ من يتجاهل الدور الذى تلعبه المهرجانات العالمية فى
توجيه سياسة الشعوب ؛ وعلى رأسها مهرجان كان الذى كان له صولات وجولات فى
هذا المنحى لسنوت عدة. وهاهو ذا الآن فى دورته 75 يلعب دوره المنوط به فى
الحرب الاوكرانية بعرضه فيلم
Mariupolis 2.
ففى 3 أبريل 2022 فقد العالم السينمائى المخرج الوثائقى
الليتوانى مانتاس كفيدارافيتش فى ماريوبول. الجميع يرون أنه مخرج قام بعمل
بطولى فى توثيق فظائع الحرب ؛ مكرسا فنه وعمله لمناطق الصراع، ناقلا واقع
الحرب، والإنسانية التى تسطع فى ذلك الظلام. كانت له سينما خاصة به وستظل
مهمة للغاية ليس اليوم فقط بل لسنوات عدة.
المأساة تبدأ عندما تم القبض على المخرج الليتوانى مانتاس
كفيدارافيتشوس، الذى أخرج برزاك (2011)، ماريوبوليس (2016) وبارثينون
(2019)، ليقتل على يد الجيش الروسى فى ماريوبول فى أوائل أبريل. تمكنت
خطيبته، حنا بيلوبروفا، التى كانت معه فى ذلك الوقت، من إعادة اللقطات التى
تم تصويرها هناك، وبمساعدة مانتاس دنيا قدمت إلى مهرجان كان بفيلم
Mariupolis 2.
الذى سيعرض يوم الخميس 19 مايو للجمهور ويوم الجمعة 20 مايو الساعة 11:00
صباحًا للصحافة.
من المعروف أنه فى عام 2022، عاد المخرج الليتوانى مانتاس
كفيدارافيتشوس إلى أوكرانيا، فى ظل اشتعال الحرب، ليكون مع الأشخاص الذين
التقى بهم وصورهم فى عامى 2014 و 2015. بعد وفاته، وضع المنتجون
والمتعاونون معه كل قوتهم ليس فقط لعرض رؤيته للحرب، ولكن لاستخدامها كسلاح
قوى ضد روسيا لشحذ العالم ضدها.
مانتاس كفيدارافيوس شخصية مميزة جدا حاصل على درجة
الدكتوراه فى الأنثروبولوجيا ؛ له قدرة كبيرة لتوجيه وسائل الإعلام
والسياسيين بقوة وحساسية هائلتين، ضد الحروب. بالطبع سيصور
Mariupolis 2
الحياة وهى مستمرة وسط القصف ؛ ليكشف عن صور تنقل
المأساة والأمل.
الفيلم سيحمل إخراج مانتاس كفيدارافيوس بالاشتراك مع هانا
بيلوبروفا إنتاج أولجانا كيم، مانتاس كفيدارافيتشوس، حنا بيلوبروفا، نادية
تورينسيف، عمر القاضى، تاناسيس كاراتانوس.
ولقد بدأت القوى الناعمة التى تفهم أهمية السينما فى تجيش
المشاعر ضد الحرب الأوكرانيا بنشر (ملاحظات التصوير)، والتى تتضمن:
«هل
تعرف ما هو الشيء الأكثر غرابة فى ماريوبول؟ لم يخش أي من سكانها الموت،
حتى عندما كان هناك. كان الموت موجودًا بالفعل ولا أحد يريد أن يموت دون
جدوى. كان الناس يدعمون بعضهم البعض على حساب حياتهم. كانوا يدخنون
ويتجاذبون أطراف الحديث فى الخارج رغم القنابل. لم يكن هناك أى أموال
متبقية وأصبحت الحياة أقصر من أن نتذكرها، لذلك كان الناس راضين بما لديهم
ودفعوا حدودهم. لم يعد هناك ماض أو مستقبل، لا حكم على أى شيء، لا يعنى
ضمنا أى شيء. كانت الجنة فى الجحيم، الأجنحة الرقيقة للفراشة ترفرف أقرب
وأقرب لبعضها البعض، ورائحة الموت فى أبعادها الخام. كان نبض قلب الحياة.
»
قال زميله فيتالى مانسكى على فيسبوك إن صانع الأفلام
الوثائقية الليتوانى مانتاس كفيدارافيتشيوس توفى فى ماريوبول التى حاصرتها
القوات الروسية. كان عمره 45 سنة.
لقد أصاب صاروخ السيارة التى كان يستقلها كفيدارافيوس. تم
نقله إلى المستشفى، لكن لم يتم إنقاذه.
أحد آخر أفلام المخرج كان بعنوان»
«Mariupoli،
تحدث عن المدينة، التى تخوض حربها بضراوة. لقد كان فيلمًا عن الحياة فى
الخطوط الأمامية، حيث لم يكن هناك أى سياسة تقريبًا؛ عُرض لأول مرة فى
مهرجان برلين السينمائى الدولى لعام 2016. تم تصويره فى ماريوبول، وهى صورة
لمدينة أوكرانية تحت الحصار ولديها إرادة قوية للعيش. يقع الميناء
الاستراتيجى فى منطقة دونيتسك الانفصالية المجاورة لروسيا، حيث يقاتل
مقاتلون موالون لروسيا القوات الأوكرانية منذ عام 2014.
وقيل عن ماريوبول فى ذلك الفيلم إن المدينة مطوقة منذ فترة
وجيزة بعد الغزو الروسى فى 24 فبراير، الهدف الرئيسى لموسكو فى دونباس
الأوكرانية والمنطقة الجنوبية الشرقية بما فى ذلك منطقتا دونيتسك ولوهانسك
الانفصاليتين. عشرات الآلاف محاصرون فى المدينة مع ندرة الحصول على الغذاء
والماء.
ولأن فى الحروب تصبح السينما أداة حرب قوية لذلك كتبت وزارة
الدفاع الأوكرانية على تويتر يوم وفاة مانتاس: «بينما كان يحاول مغادرة
ماريوبول، قتل المحتلون الروس المخرج الليتوانى مانتاس كفيدارافيسيوس». كان
كفيدارافيسيوس يبلغ من العمر 45 عامًا.
وقال رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا فى بيان «فقدنا مبتكرًا
معروفًا جيدًا فى ليتوانيا وفى العالم بأسره، عمل حتى اللحظة الأخيرة، على
الرغم من الخطر، فى أوكرانيا التى تحتلها روسيا».
اشتهر فيلم
« Mariupolis «
بتصوير المواطنين الأوكرانيين وهم يواصلون حياتهم أثناء محاصرتهم فى
المدينة الساحلية الجنوبية من قبل المقاتلين المدعومين من روسيا فى عام
2014، وكان كفيدارافيسيوس سابقًا فى برلين مع فيلمه الوثائقى «برزاك» عام
2011، والذى تم تصويره فى المنطقة الروسية الشيشان بينما تتعافى من الحرب
مع روسيا، تكشف حقيقة الحياة هناك. حصل الفيلم على جائزة من منظمة العفو
الدولية فى برلينالة فى ذلك العام.
فى عام 2019، جاء إلى فينسيا حيث تم عرض فيلمه الثالث
«Parthenon».كأول
توغل فى السرد الخيالى، وإن كان ممزوجًا بتقنيات وثائقية، وشارك فى قسم
أسبوع نقاد البندقية المخرج هو مؤلف الفيلم الوثائقى
«Barzakh»
عن الشيشان فى قديروف، والذى صوره المخرج سراً.. حصل على جائزة منظمة العفو
الدولية للأفلام، 2011 مهرجان برلين السينمائى الدولى، أفضل فيلم، 2011
مهرجان بلغراد للأفلام الوثائقية والقصيرة، أفضل فيلم وثائقى، 2011 جوائز
السينما الليتوانية،جائزة منظمة العفو الدولية للأفلام، 2012 مهرجان
ليوبليانا السينمائى الدولى،الجائزة الكبرى، 2011 مهرجان تالين بلاك نايتس
السينمائى، أفضل فيلم ليتوانى لأول مرة، 2011 مهرجان فيلنيوس السينمائى
الدولى ؛ أفضل فيلم وثائقى، 2016 جوائز الفيلم الليتوانى ؛أفضل مخرج،
مهرجان فيلنيوس السينمائى الدولى 2016. |